الشاطرحسن
18-12-2001, 08:37 AM
ردت حكومة ارييل شارون علي نداء السلام الذي وجهه اليها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باغتيال أحد افراد قوات امنه وعنصر قيادي من حركة المقاومة الاسلامية حماس ، وبادرت الي اعتقال الوزير سري نسيبة مسؤول ملف القدس، الذي تنازل عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جميعا، واعتبر الانتفاضة مضيعة وقت ، لانه دعا الدبلوماسيين الغربيين الي حفل استقبال في القدس المحتلة.
وهذا الرد الاسرائيلي لم يكن مستغربا او مفاجئا، لان شارون جاء الي الحكم لاذلال الفلسطينيين، والغاء الاتفاقات التي اتت بالرئيس عرفات ومن معه الي غزة، واغتيال كل رموز المقاومة، اسلامية كانت او علمانية، ومن يعتقد انه يمكن ان يتحول الي حمامة سلام يرتكب خطأ كبيرا في حق شعبه وامته، فشارون هذا، وللتذكير فقط، صوت في الكنيست ضد اتفاقات كامب ديفيد مع مصر، وعارض بشدة اتفاقات اوسلو واعتبرها خيانة كبري، ورفض مصافحة الرئيس الفلسطيني في مفاوضات واي ريفر ، عندما كان وزيرا لخارجية نتنياهو.
الرئيس عرفات وجه خطابه الي امريكا والقيادة الاسرائيلية، وليس الي الشعب الفلسطيني، وتعهد بالاعتقالات ووقف اطلاق النار من جانب واحد، والعودة الي مائدة المفاوضات دون شروط، فجاء الرد تشكيكا امريكيا، وتصعيدا للعدوان الاسرائيلي، وقائمة جديدة من المطالب التعجيزية.
شارون نجح في تصدير الازمة الي الطرف الفلسطيني، وبذر بذور الفتنة التي ستنسف الوحدة الوطنية التي تحققت، للمرة الاولي، بفعل الانتفاضة، بعد ان فتتتها اتفاقات اوسلو وعملية السلام المغشوشة.
الحكومات العربية التي امتدحها عجزت عن مجرد عقد لقاء علي مستوي وزراء الخارجية للتشاور حول الخطوات التي يجب اتخاذها، ولم نسمع ان دولة واحدة سحبت سفيرا او اغلقت مكتبا تجاريا، او حركت جنديا واحدا، او ابدت امتعاضا، او سمحت بمظاهرة في شوارع عاصمتها تضامنا مع شعب يضرب بالقنابل والصواريخ والطائرات في رمضان المبارك وصبيحة يوم عيد الفطر.
هذه المواقف، وهــــذه اللغة التي يستخدمها الرئيس الفلسطيني هي التي شجعت شارون علي الاستمرار في العدوان، وشجعت الحكومات العربية علي التخلي عن واجباتها الاخلاقية والقومية تجاه شعب شقيق ومقدسات مسيحية واسلامية مغتصبة.
ہہہ
ندرك جيدا ان الرجل محاصر، ويحاول انقاذ شعبه من مجازر يتعرض لها بضوء اخضر امريكي وصمت عربي، وتجاهل دولي، ولكن طالما ان نداءات السلام ستقابل بالازدراء والمزيد من القتل والقصف، فان المنطق يقول بالكف عنها، والبحث عن اسلوب آخر، يعزز من الوحدة الوطنية، وتعبئة الشعب الفلسطيني والامة العربية في مواجهة هذا العدوان السافر.
فاذا كان الرئيس الفلسطيني يعتقد ان من حقه وقف العمليات الاستشهادية داخل الخط الاخضر، فانه ليس من حقه ان يتنازل عن حق المقاومة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك اطلاق النار علي الجنود الاسرائيليين، وقصف تحصيناتهم الاستيطانية، لان مقاومة الاحتلال ليست ارهابا وانما حق مشروع مارسته جميع شعوب الارض بما في ذلك الشعب الامريكي.
الولايات المتحدة الامريكية ذهبت الي افغانستان، وعلي بعد ثمانية آلاف ميل من اراضيها، لملاحقة الذين اعتدوا علي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما الرئيس عرفات يريد من ابناء الشعب الفلسطيني قصف المستوطنين وقوات الاحتلال، التي تدمر بيوته وتقتلع اشجاره، وتقتل أطفاله، بالزهور والرياحين، وينسي انه ليس غاندي، وان شعبه هذا يواجه الاستعمار الاشرس منذ بدء الخليقة.
ہہہ
شارون اخترق كل الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء والسوداء، والغي اتفاقات اوسلو، ودمر السلطة الوطنية الفلسطينية بطريقة مهينة، واعاد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة دون ان يتحمل تبعات هذا الاحتلال القانونية، ومع ذلك يتعامل معه الرئيس الفلسطيني كما لو انه الرجل الذي سيحقق السلام والاستقرار والتعايش، ويمد له غصن الزيتون.
الغالبية الساحقة من ابناء الشعب الفلسطيني تدرك ان السلطة الوطنية الفلسطينية انتهت، ولم تعد قادرة علي اداء دورها وواجباتها، ليس لضعف فيها، ولا بسبب عمليات حماس والجهاد الاستشهادية وانمــــا لان شــــارون اراد لها هذه النهاية، وجاء الي السلطة من اجل هذه المهمة، والمصيبة ان مسؤولي السلطة هم الوحيدون الذين لا يريدون ان يسلموا بهذه الحقيقة.
ہہہ
هناك مخرج واحد ومشرف امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهو ان يعلن لشعبه، وفي خطاب آخر متلفز، حل هذه السلطة، والعودة الي بيته وسط ابناء شعبه وسيكون معززا مكرما، ويترك لهذا الشعب الذي قدم ما لم يقدمه اي شعب آخر من بطولات اسطورية ان يقرر خطواته المقبلة.
ليترك شــــارون يتعـــامل مع هذا الشعب مباشرة كقوة احتلال، وليحرمه من اسطوانته المشروخة حول فشل السلطة، وعدم قيامها بدورها كروابط قري، او ميليشيا انطوان لحد، وسيـــجد كل ابناء الشـــعب الفلســـطيني يلتفون حوله ويهتـــفون بحياته.
الحــــياة وقفـــة عز يا أبا عمار، ولم يبق من العمر الشيء الكثير.
QP1 - عبد الباري عطوان -
alquds (http://195.138.228.147/alquds/articles/data/2001/12/12-17/g29.htm)
وهذا الرد الاسرائيلي لم يكن مستغربا او مفاجئا، لان شارون جاء الي الحكم لاذلال الفلسطينيين، والغاء الاتفاقات التي اتت بالرئيس عرفات ومن معه الي غزة، واغتيال كل رموز المقاومة، اسلامية كانت او علمانية، ومن يعتقد انه يمكن ان يتحول الي حمامة سلام يرتكب خطأ كبيرا في حق شعبه وامته، فشارون هذا، وللتذكير فقط، صوت في الكنيست ضد اتفاقات كامب ديفيد مع مصر، وعارض بشدة اتفاقات اوسلو واعتبرها خيانة كبري، ورفض مصافحة الرئيس الفلسطيني في مفاوضات واي ريفر ، عندما كان وزيرا لخارجية نتنياهو.
الرئيس عرفات وجه خطابه الي امريكا والقيادة الاسرائيلية، وليس الي الشعب الفلسطيني، وتعهد بالاعتقالات ووقف اطلاق النار من جانب واحد، والعودة الي مائدة المفاوضات دون شروط، فجاء الرد تشكيكا امريكيا، وتصعيدا للعدوان الاسرائيلي، وقائمة جديدة من المطالب التعجيزية.
شارون نجح في تصدير الازمة الي الطرف الفلسطيني، وبذر بذور الفتنة التي ستنسف الوحدة الوطنية التي تحققت، للمرة الاولي، بفعل الانتفاضة، بعد ان فتتتها اتفاقات اوسلو وعملية السلام المغشوشة.
الحكومات العربية التي امتدحها عجزت عن مجرد عقد لقاء علي مستوي وزراء الخارجية للتشاور حول الخطوات التي يجب اتخاذها، ولم نسمع ان دولة واحدة سحبت سفيرا او اغلقت مكتبا تجاريا، او حركت جنديا واحدا، او ابدت امتعاضا، او سمحت بمظاهرة في شوارع عاصمتها تضامنا مع شعب يضرب بالقنابل والصواريخ والطائرات في رمضان المبارك وصبيحة يوم عيد الفطر.
هذه المواقف، وهــــذه اللغة التي يستخدمها الرئيس الفلسطيني هي التي شجعت شارون علي الاستمرار في العدوان، وشجعت الحكومات العربية علي التخلي عن واجباتها الاخلاقية والقومية تجاه شعب شقيق ومقدسات مسيحية واسلامية مغتصبة.
ہہہ
ندرك جيدا ان الرجل محاصر، ويحاول انقاذ شعبه من مجازر يتعرض لها بضوء اخضر امريكي وصمت عربي، وتجاهل دولي، ولكن طالما ان نداءات السلام ستقابل بالازدراء والمزيد من القتل والقصف، فان المنطق يقول بالكف عنها، والبحث عن اسلوب آخر، يعزز من الوحدة الوطنية، وتعبئة الشعب الفلسطيني والامة العربية في مواجهة هذا العدوان السافر.
فاذا كان الرئيس الفلسطيني يعتقد ان من حقه وقف العمليات الاستشهادية داخل الخط الاخضر، فانه ليس من حقه ان يتنازل عن حق المقاومة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك اطلاق النار علي الجنود الاسرائيليين، وقصف تحصيناتهم الاستيطانية، لان مقاومة الاحتلال ليست ارهابا وانما حق مشروع مارسته جميع شعوب الارض بما في ذلك الشعب الامريكي.
الولايات المتحدة الامريكية ذهبت الي افغانستان، وعلي بعد ثمانية آلاف ميل من اراضيها، لملاحقة الذين اعتدوا علي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما الرئيس عرفات يريد من ابناء الشعب الفلسطيني قصف المستوطنين وقوات الاحتلال، التي تدمر بيوته وتقتلع اشجاره، وتقتل أطفاله، بالزهور والرياحين، وينسي انه ليس غاندي، وان شعبه هذا يواجه الاستعمار الاشرس منذ بدء الخليقة.
ہہہ
شارون اخترق كل الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء والسوداء، والغي اتفاقات اوسلو، ودمر السلطة الوطنية الفلسطينية بطريقة مهينة، واعاد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة دون ان يتحمل تبعات هذا الاحتلال القانونية، ومع ذلك يتعامل معه الرئيس الفلسطيني كما لو انه الرجل الذي سيحقق السلام والاستقرار والتعايش، ويمد له غصن الزيتون.
الغالبية الساحقة من ابناء الشعب الفلسطيني تدرك ان السلطة الوطنية الفلسطينية انتهت، ولم تعد قادرة علي اداء دورها وواجباتها، ليس لضعف فيها، ولا بسبب عمليات حماس والجهاد الاستشهادية وانمــــا لان شــــارون اراد لها هذه النهاية، وجاء الي السلطة من اجل هذه المهمة، والمصيبة ان مسؤولي السلطة هم الوحيدون الذين لا يريدون ان يسلموا بهذه الحقيقة.
ہہہ
هناك مخرج واحد ومشرف امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهو ان يعلن لشعبه، وفي خطاب آخر متلفز، حل هذه السلطة، والعودة الي بيته وسط ابناء شعبه وسيكون معززا مكرما، ويترك لهذا الشعب الذي قدم ما لم يقدمه اي شعب آخر من بطولات اسطورية ان يقرر خطواته المقبلة.
ليترك شــــارون يتعـــامل مع هذا الشعب مباشرة كقوة احتلال، وليحرمه من اسطوانته المشروخة حول فشل السلطة، وعدم قيامها بدورها كروابط قري، او ميليشيا انطوان لحد، وسيـــجد كل ابناء الشـــعب الفلســـطيني يلتفون حوله ويهتـــفون بحياته.
الحــــياة وقفـــة عز يا أبا عمار، ولم يبق من العمر الشيء الكثير.
QP1 - عبد الباري عطوان -
alquds (http://195.138.228.147/alquds/articles/data/2001/12/12-17/g29.htm)