PDA

View Full Version : بشرى لأهل فلسطين!


حماس
13-12-2001, 03:58 PM
لن يكون هذا المقال –بطبيعة الحال- إعلاناً رخيصاً عن جائزة مالية ضخمة جداً يمتلكها في لحظات معدودات أي متعطش للمال مقابل الإجابة على أسئلة تافهة في برنامج سخيف على فضائية عربية عتيدة!!

إنها بشارة تتناسب مع هذه الأيام المباركة التي نحياها ونلتمس فيها ليلة القدر العظيمة الشأن، ونسوقها لأهلنا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ممن يتشبثون بأرضهم ومقدساتهم ولا يقيلون ولا يستقيلون عن عهدهم الذي قطعوه أن تبقى العهدة العمرية سارية المفعول حتى يقتل عيسى عليه السلام الدجال ومن معه من اليهود، أولئك الذين لم ولن يقبلوا بما يلقى لهم من فتات على موائد المفاوضات الآثمة، ويقدمون الشهداء يومياً قرابين على أعتاب المسجد الأقصى المبارك.. أولئك الذين يعد مجرد بقائهم في فلسطين الحبيبة رغم كل الممارسات الإرهابية الهمجية من قتل واغتيال وتشريد وحصار وقصف وتدمير وسفك متواصل للدماء إنما هو رباط في سبيل الله، وما أدراكم ما الرباط في سبيل الله؟

أورد القرطبي في تفسيره تعريفاً له بأنه الملازمة في سبيل الله، وسمَّى كل ملازم لأي ثغر من ثغور المسلمين مرابطاً.. وهو ما ينطبق على أهلنا الملازمين لمدنهم وقراهم في فلسطين رغم محاولات التهجير و"الترانسفير" التي يخطط لها المجرم شارون وعصاباته.

وعليه فإننا نسوق تلك البشارة العظيمة التي بشرهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على صبرهم ومصابرتهم وبقائهم مرابطين في فلسطين أرض الرباط إلى يوم القيامة، فقد جاء في الحديث "رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر وغُدِيَ عليه وريح برزقه من الجنة، ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل. وفي الحديث "رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها".

وفي الحديث :" من مات مرابطاً مات شهيداً ووقي فتان القبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة، وجرى له عمله".

وقد روى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط. فقال:"من رابط ليلة حارساً من وراء المسلمين، كان له أجر من خلفه ممن صام وصلّى".

وقال صلى الله عليه وسلم:"رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من ألف يوم فيما سواه من المنازل"
. وفي رواية :"من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها".

وقد حرص سلفنا الصالح على العمل بمقتضى هذه الأحاديث واغتنام ما فيها من فضل عظيم، فقد جاء عن إبراهيم اليماني أنه قال: قدمت من اليمن فأتيت سفيان الثوري فقلت: يا أبا عبد الله، إني جعلت في نفسي أن أنزل جدة فأرابط بها كل سنة، وأكون قريباً من أهلي! أهذا أحب إليك أم آتي الشام؟ فقال لي: يا أخا اليمن عليك بسواحل الشام، عليك بسواحل الشام! فإن هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف ومائة ألف، وثلاثمائة ألف، وما شاء الله من التضعيف، ولك مثل حجهم وعمرتهم ومناسكهم. وقال عثمان بن أبي سودة: "كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه مرابطين في "يافا" على ساحل البحر فقال أبو هريرة: رباط هذه الليلة هنا أحب إليّ من قيام ليلة القدر في بيت المقدس.
وقد كان ذلك وبيت المقدس في أيدي المسلمين أما وهو تحت الاحتلال اليهودي فلا شك بأن الرباط فيه أعظم من الرباط في أي من المنازل الأخرى على الإطلاق. وجاء عنه رضي الله عنه قوله:"رباط ليلة إلى جانب البحر من وراء عورة المسلمين أحب إليّ من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين: المسجد الحرام أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقد نقل الإمام ابن تيمية إجماع العلماء على أن إقامة الرجل بأرض الرباط مرابطاً أفضل من إقامته بمكة والمدينة وبيت المقدس. ونعود لنقول إن الرباط الآن في بيت المقدس لا يعدله شيء.

ولله در أهلنا في فلسطين فأعمالهم إضافة إلى تضاعفها في شهر رمضان المبارك فإنها تتضاعف لهم أضعافاً مضاعفة مع أجر الرباط فصلاتهم مضاعفة وصومهم مضاعف وقيامهم ونفقاتهم وقراءتهم للقرآن وكل أعمالهم كذلك. وما أجمل ماورد عن معاذ رضي الله عنه ( الذي استشهد وهو مرابط في الشام بطاعون عمواس) حين قال:" كل حسنة من حسنات المرابط تعدل جميع حسنات العابدين! وإن الله ليختار خيار أمة محمد صلى الله عليه وسلم للرباط". وما جاء أيضاً عن أن رجلاً من المرابطين بالشام أوصى بمائة دينار في سبيل الله، وسأل عثمان بن عفان رضي الله عنه أين ينفقها. فقال لـه عثمان: أين تسكن؟ قال: بالشام. قال عثمان:"أنفقها عليك وعلى أهلك، وعلى جيرانك وذوي الحاجة ممن حولك، فإن الرجل من أهل الشام يشتري بدرهم لحماً لأهله، فيكون له بسبعمائة درهم!!

وكان محمد بن كعب مرابطاً بعسقلان، وكان يقول: الأكل والشرب والنكاح بعسقلان أفضل منه في غيرها.

إن أهلنا في فلسطين –دون علمهم- يحوزون على كل ذلك الفضل لمجرد بقائهم على أرضهم فكيف وهم يترقبون طائرات الموت الصهيو أمريكية في كل لحظة، كيف وهم يودعون الشهداء في كل يوم، كيف وهم يسامون الخسف والهوان على المعابر ويتعرضون لأشرس هجمة من العدو الذي لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة؟ بل كيف وهم يردون الصاع صاعين لذلك العدو المجرم المتغطرس ويجاهدونه جهاداً لا هوادة فيه يبذلون فيه الغالي والنفيس ويضربون لأمتنا أسمى معاني التضحية والثبات والفداء. فإلى أولئك الذين يخترقون الحواجز الأمنية الهائلة لعدونا وينفذون عمليات جهادية لا أعظم منها ولا أروع وأولئك الذين يخططون لها وأولئك الذين يحرسون مدننا وقرانا نسوق بشارات الرسول لهم إذ جاء في الحديث:"موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود". وفي الحديث :"قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله خير من قيام ستين سنة". وهل أعظم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ألا أنبئكم ليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارسٌ حرس في أرض خوف، لعله أن لا يرجع إلى أهله!".

تلك بشارات النبي صلى الله عليه وسلم لكم يا أهل فلسطين لترطب على قلوبكم ما تسمعونه من نشاز التصريحات الفارغة لبوش وبول وسولانا وغيرهم من حثالات هذا الزمان، لتكون لكم زاداً لمواصلة جهادكم المبارك ومرابطتكم وتمسككم بأرضكم المقدسة من بحرها إلى نهرها مهما حاول الأعداء (ومن يطيعونهم) ثنيكم عن طريقكم المبارك، ولتعلموا أن الصيام والقيام والاجتهاد بالطاعات وتحري ليلة القدر الذي شارككم بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في شهر رمضان، لن يتسنى لهم مواصلتها مثلكم بعد رمضان فأنتم تعيشون ليالي قدر متواصلة وصيام وقيام لا انقطاع له بهذا الجهاد المبارك الذي مهما حاولت أمريكا ومعها كفار الأرض جميعا وصفه بالإرهاب، فإنه سيظل يحمل الطابع الرباني القرآني النبوي، وكفاكم بذلك تيهاً وفخراً واعتزازاً.