PDA

View Full Version : حينما تغلي الكلمات !!


فتى دبي
22-10-2001, 10:30 PM
بين الشفاه الملاصقة ينحصر النهر.. والشمس تلتصق علي ترابها.. وفي الساقية الهادئة.. التي يبدو واضحاً خرير الماء فيها دار الحوار بينهما جلست بعيدا بعد أن تركت جهاز التسجيل يدور ليسجل. قالت الدمعة همسا وهي تدوس الذكريات البيض.. متي تدرك الشمس ركن القمر؟؟ ومتي يعصر الزهر قطر الندي؟

فطموحات السنين مازالت حلما يداعب جفوفننا عندما ننام.. بل مازالت لم تتحول إلي واقع لننحته في الصخر بقوة العزيمة عندما نستيقظ إيه.. يا زمن العنب الاصفر..

هل نتمكن من ان نشم رائحة العيون والذاكرة.. البصيرة؟

هل نبقي نتطلع كيف أصبح الزمان يدنس أصابع أطفالنا ويشوه شوارعنا ويدفن تحت الانقاض صداقتنا مع الشمس..

وهل نبقي نصغي عن امتدادات السيف في الجسد المطري فوق رصيف الاخفاقات اليومية؟

وهل نستطيع ان نحمل أمتعة الفرح عنوة، ونجعل الريح تسافر لتطهر النفوس حتي نصوغ مفردات عشق وطيبة؟

متي نردد معا النشيد الذي يؤسس أرضا ويفتح افقا ويبني بيتنا؟

هل نبقي نخفي الحب تحت رماد السقوف خوفا؟ أم نتمكن ان نتركه يعانق الشمس ويبعثر حبات الضوء تحت ظلال النخيل ونهجر الاغنية اليتيمة التي تعودت ان تصرخ في برية الجسد..

أم يصمت في داخلنا العالم ونحتمي بالظل!؟

الثاني..

لقد أصبحت حياتنا حافية من الاعراص وافرح.. ولكن من العيب ان تتأرجح بين الصمت والرغبة تاركا رسل المحبة تعاني الظلمة.

فالعقل خبرة وتجربة وتأمل.. يفتح لنا الضوء لكي نتصالح مع نياتنا.. نتصالح مع الفكرة ضد المأساة مع اللغة ضد الابتزاز الكوني، فلا تجعله رهنا للإشارة.

الأول: ولكن لا أدري لماذا تكسرت الاضاءات في ذاكرة الجميع حتي ماتت لحظة الفرح.. وطال زمن البحث عن الشمس.

كلمات تغلي تحت جلدي ترفض أن تتركني في اعتدالات الخصر الليلي يحتويني جرح بحجم السنين.. تريد أن تمزق جدار الصمت تريد أن تطلق جرحا.. آلما.. صبرا، ولكن دون جدوي.

آه لو قيدت.. صلبت.. لانجر البودق حاملها ولتبعثرت في الهواء ساخنة ثائرة؟

الثاني: أجل لقد فقدت الكلمات اسسها وتقطعت.. ولم تبق غير العيون الراصدة والسيوف المهددة تتخاطب والألسنة كالسياط والخناجر تحت العباءات.. والابتسامات تلوح فوق الوجوه الملتوية تبكي.. يضمر جسدها.

وتوقف الحوار.. بعد ان تحدثا كثيرا فوق الحشيش.. تحركت بخفة وأنا اتطلع من بعيد.. لقد اختفيا عند منحيات الاجراف..

وناما عند السفوح وهما يرددان:

سأصبر حتي تتجلي كل غمة وتأتي بما تهواه نفس المقادر واني لبئس العبد ان كنت آيسا من الله ان دارت علي الدوائر.