جرير
19-10-2001, 11:28 PM
هذا عقد من سلسلة أسأل الله أن يعينني على اتمامها ، وسنتحدث فيها عن قصص قد تبدوا لنا كالخيالات، وذاك لأننا سنتحدث عن رجال أفذاذ ، هم في هذا الزمن كالمعدن النفيس أو كالعملة النادرة (الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ) فقل من يصنع صنيعهم في هذا الزمن ..
هي قصص لشباب مثلنا ، ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا لم نعشق ما عشقوه ولم نعرف اللذة التي ذاقوها بل هي ما خرجوا في طلبها وأرخصوا لها الأموال والقصور والأهل والدور وهجروا الدنيا وزينتها وزخرفها وبذلواأرواحهم رخيصة في طلبها، وما هي هذه اللذة ؟ .. إنها الشهادة في سبيل الله يوم أن تذوب الروح فداءا لكلمة الحق لا إله إلا الله .
سنسرد هنا قصص لشهداء من هذا العصر الذي نعيش فيه ليس أنا من قام بكتابتها وإنما أحاول أن أعرض لكم ما وصلني منها وما استطعت أن أجمعه فلعل الله أن يحرك بها الهمم وأن ينفع بها انه على ذلك قدير
----------------------------------
#########################---( الحلقة الأولى )---#########################
http://www.moqata3a.4t.com/pictures/shafeeq_ayoob_altwajry.jpg
( شفيق )
أيوب التويجري
كان سادس ستة طلاب غادروا الصف الثاني الثانوي من ثانوية الأنصار بالمدينة ولم يعودوا.. وأصبح لكل منهم قصة بطولة تعجز عنها الأحجيات...
فثانيهم أبو الزبير شهيد سرايفو ( محمد الحبشى ).........................(سنذكر قصته لا حقا )
وثالثهم الشهيد طالب النجار... (ابو قتيبة السورى )ا
ورابعهم الشهيد خالد الكردي ( عثمان )ا
وخامسهم ابن فرغانة الذي تحكي عن شجاعته الأجيال في صمت..
(الاسد ازمراى فك الله اسره من سجون امريكا )
وسادسهم ذاك الذبيح الذي حزت الشظية عنقه من الوريد إلى الوريد ( امين البوسنوي )ا
السيارة الفارهة وسائقها الآسيوي النحيل..تمايلت أمام المدرسة كالطاووس..تنتظر ذاك الصغير وطال الانتظار بضع سنين…
فالصغير غادر مقعده منذ الصباح ولن يعود فلقد ترك تحت وسادته المخملية رسالة حزينة اعتذر للوالدين فيها فهو ربما يعود .. أولا يعود أبدا.. كانت الأمة مشغولة بمباراة هامة سيتحدد عليها مصير أحدهم..
لكن في خلسة - دون قصد- بين الإعلانات أطل وجه مسلمة كانت تعاني من السبي ويتيمان يبحثان في صندوق قمامة عن وجبة المساء …
وكانت المحطة الأخرى تعرض سباق أجمل الكلاب…؟ تمتم بالأسى ..هو ..انتفض ..
ودس وثيقة السفر في قلبه وغادر المدينة..
وعلى الخط الفاصل بين الموت والقتل منع ولم يجيزوه كسمرة بكى كثيرا..جرح كثيرا… ذبحته نظرات الشفقة على صغر سنه..
فقرر الهروب الى الأمام.. وبقي هناك بقميصه الأسود وبنطاله الكاكي.. - لم يكن يملك سواهم - لبضعة سنين
لكنه أصبح ينتمي لذاك الرعيل..
كان إذا الموت دار وانهارت القلوب في الأقدام ..
والشظايا تأتي من كل مكان غرابيب سود وأشلاء أبطال كانت العيون تبحث عن الأمير الصغير ..
تبحث عن شفيق كي ما يهدأ الروع الجانح كان بجسده النحيل ونظارته المشققة..
والمشدودة إلى وجهه بخيط مطاط وصوته الهادئ الحنون .. يعيد الحياة للمكان من جديد..
فيخجل الكبار الذين ظنوه صغيرا يوما ما .. .. .. عدة أعوام قضاها يبحث عن الموت في فم الموت ...
بكل حسابات البشر يموت في اليوم مائة مرة لكنه يخرج من دوامات القنابل وأمواج الانفجار ..
أميرا موشحا بالدماء متوجا بالغبار تلمع عيناه كصقر مجروح.
عشق أمنية كانت غريبة..
تمنى أن لا يكون له قبر ..واستمر في فم الموت معصبا بالأنفال يبحث عن الحياة لقد عرف الناس الشجاعة أنها الاندفاع باتجاه العدو.. وهو عرفها في أصعب أنواعها ألا وهي الثبات في الأرض حين تموج الدماء في المكان و يتقدم العدو ويتراجع الأبطال ..
وبدأ الموت ينهض في كل مكان كانت صواريخ اسكود الغاضبة نوافير نار والطائرات تقرب الأرض من السماء .
وفي هدير الدبابات ضاع صوت الرجال ..
ولم يعد بمقدور حفنة من الأبطال - من الإعياء- إلا الانحياز وقرر هو البقاء..
في وجه مارد النار وسيل الدبابات كي ما يبطئ عجلة الموت حتى يصل أحبابه إلي مكان آمن …
رمي بمدفعه القذيفة الأولى..... الثانية… حتى الأخيرة ..
ووسد خده النحيل ماسورة المدفع كي يصوب.. لكنها كانت التي ستحمله الى السماء
..جاءته قذيفة في القذيفة …وتوهج شفيق وتبخرت دمائه ولم يبقى منه سوى كفه حكمة لايعلمها الا الله…؟؟؟
كتبها : مهاجر
وداعآ أيها البطل .. وداعآ ياشفيق ..وداعآ ألى جنات الخلد .. وداعآ الى الحور العين
وداعآ أيها البطل ... وداعآ أيها البطل .. وداعآ أيها البطل
http://www.islamway.com/arabic/images/several/qawafel5/wada3anbatal.ram
وفي ذلك الأمير الصغير
كتب أحد الشعراء :
***
ومضى شفيق.. كالشهــــاب بغمضـــــه وعبـــوره
كالكوكــب الدري قد ملأ السمــــــــاء بنــــــــوره
كالبلبـــل الصـــــداح عــاد لشـــــــــدوه وصفيـره
كالجدول الرقــــــراق يشجـي القلب صوت خريره
* * *
ومضى شفيقٌ.. لســــت أدري كيـف نحيا بعده!!
أم كيف ننســـى ذلــــك الماضــــي وننسى وجده
ما كـــان يعشق طفلـــــة غيداء تعهـــــــد خــــده
بل كـــان يعشق زمهريـر الحـرب يصنــــع مجده
* * *
ومضى شفيق.. والجبــــــــال تميـــــد تصرخ حولنا
وأرى نساء قــد صرخــــــــــن: مـــن ترى يبقى لنا؟
وضجيجهن ومــــــن سيحميهــــن من دنـس الخنا؟
عد يا شفيــــق مــجـــــددا هلا رحمـــــت بكائنـا؟؟
* * *
ومضى شفيق.. والزمـــــان يسيــــر هون في فتور
هي عبرة الماضـــي وصــــــوت الحـــق صداح جهور
والحق أبلج ساطـــــع والحق محفـــــــوف بنــــــــور
من أجلـــه قتـل "الشفيـقُ" فيالَ عربدة الفــجور
* * *
إن كنت أنسى لست أنسى ذلك اليوم العصيب
يوم التفاف الخصم حول عرينه الصعب المهيب
وتراجع الأبطــــــال كــــل للقيــــــــادة مستجيـب
ومضى بمدفعـــــه وحيداً يدفـــع المــــوت الرهيب
ويقول دعني عل ما أرجــــوه مــــن أمـــــــل قريب
* * *
وتوالـــــــت الضـــربات والأهـــــوال ترقــــــص حوله
والشر يهتـــــــــف صــــارخ: هذا شفيقُ، مـــن لــه؟
ثم انقضى وأتـــــــــــاه ما يرجــــــــوه صار حيالـــه
وتنـــــــــاثرت أشـــلاءه ودماءه طوبــــــــــى لــــــــه
* * *
ومضى شفيقٌ.. ويحكــــم تدرون من هذا شفيق؟
في دربـــــه يحــــيى شبابا صادقا عرف الطريق
صنعوا لنا التـــــــــاريخ والآمال والمجد العريــق
بدمائهم وجهادهم وضعوا المشاعل في الطريق
هي قصص لشباب مثلنا ، ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا لم نعشق ما عشقوه ولم نعرف اللذة التي ذاقوها بل هي ما خرجوا في طلبها وأرخصوا لها الأموال والقصور والأهل والدور وهجروا الدنيا وزينتها وزخرفها وبذلواأرواحهم رخيصة في طلبها، وما هي هذه اللذة ؟ .. إنها الشهادة في سبيل الله يوم أن تذوب الروح فداءا لكلمة الحق لا إله إلا الله .
سنسرد هنا قصص لشهداء من هذا العصر الذي نعيش فيه ليس أنا من قام بكتابتها وإنما أحاول أن أعرض لكم ما وصلني منها وما استطعت أن أجمعه فلعل الله أن يحرك بها الهمم وأن ينفع بها انه على ذلك قدير
----------------------------------
#########################---( الحلقة الأولى )---#########################
http://www.moqata3a.4t.com/pictures/shafeeq_ayoob_altwajry.jpg
( شفيق )
أيوب التويجري
كان سادس ستة طلاب غادروا الصف الثاني الثانوي من ثانوية الأنصار بالمدينة ولم يعودوا.. وأصبح لكل منهم قصة بطولة تعجز عنها الأحجيات...
فثانيهم أبو الزبير شهيد سرايفو ( محمد الحبشى ).........................(سنذكر قصته لا حقا )
وثالثهم الشهيد طالب النجار... (ابو قتيبة السورى )ا
ورابعهم الشهيد خالد الكردي ( عثمان )ا
وخامسهم ابن فرغانة الذي تحكي عن شجاعته الأجيال في صمت..
(الاسد ازمراى فك الله اسره من سجون امريكا )
وسادسهم ذاك الذبيح الذي حزت الشظية عنقه من الوريد إلى الوريد ( امين البوسنوي )ا
السيارة الفارهة وسائقها الآسيوي النحيل..تمايلت أمام المدرسة كالطاووس..تنتظر ذاك الصغير وطال الانتظار بضع سنين…
فالصغير غادر مقعده منذ الصباح ولن يعود فلقد ترك تحت وسادته المخملية رسالة حزينة اعتذر للوالدين فيها فهو ربما يعود .. أولا يعود أبدا.. كانت الأمة مشغولة بمباراة هامة سيتحدد عليها مصير أحدهم..
لكن في خلسة - دون قصد- بين الإعلانات أطل وجه مسلمة كانت تعاني من السبي ويتيمان يبحثان في صندوق قمامة عن وجبة المساء …
وكانت المحطة الأخرى تعرض سباق أجمل الكلاب…؟ تمتم بالأسى ..هو ..انتفض ..
ودس وثيقة السفر في قلبه وغادر المدينة..
وعلى الخط الفاصل بين الموت والقتل منع ولم يجيزوه كسمرة بكى كثيرا..جرح كثيرا… ذبحته نظرات الشفقة على صغر سنه..
فقرر الهروب الى الأمام.. وبقي هناك بقميصه الأسود وبنطاله الكاكي.. - لم يكن يملك سواهم - لبضعة سنين
لكنه أصبح ينتمي لذاك الرعيل..
كان إذا الموت دار وانهارت القلوب في الأقدام ..
والشظايا تأتي من كل مكان غرابيب سود وأشلاء أبطال كانت العيون تبحث عن الأمير الصغير ..
تبحث عن شفيق كي ما يهدأ الروع الجانح كان بجسده النحيل ونظارته المشققة..
والمشدودة إلى وجهه بخيط مطاط وصوته الهادئ الحنون .. يعيد الحياة للمكان من جديد..
فيخجل الكبار الذين ظنوه صغيرا يوما ما .. .. .. عدة أعوام قضاها يبحث عن الموت في فم الموت ...
بكل حسابات البشر يموت في اليوم مائة مرة لكنه يخرج من دوامات القنابل وأمواج الانفجار ..
أميرا موشحا بالدماء متوجا بالغبار تلمع عيناه كصقر مجروح.
عشق أمنية كانت غريبة..
تمنى أن لا يكون له قبر ..واستمر في فم الموت معصبا بالأنفال يبحث عن الحياة لقد عرف الناس الشجاعة أنها الاندفاع باتجاه العدو.. وهو عرفها في أصعب أنواعها ألا وهي الثبات في الأرض حين تموج الدماء في المكان و يتقدم العدو ويتراجع الأبطال ..
وبدأ الموت ينهض في كل مكان كانت صواريخ اسكود الغاضبة نوافير نار والطائرات تقرب الأرض من السماء .
وفي هدير الدبابات ضاع صوت الرجال ..
ولم يعد بمقدور حفنة من الأبطال - من الإعياء- إلا الانحياز وقرر هو البقاء..
في وجه مارد النار وسيل الدبابات كي ما يبطئ عجلة الموت حتى يصل أحبابه إلي مكان آمن …
رمي بمدفعه القذيفة الأولى..... الثانية… حتى الأخيرة ..
ووسد خده النحيل ماسورة المدفع كي يصوب.. لكنها كانت التي ستحمله الى السماء
..جاءته قذيفة في القذيفة …وتوهج شفيق وتبخرت دمائه ولم يبقى منه سوى كفه حكمة لايعلمها الا الله…؟؟؟
كتبها : مهاجر
وداعآ أيها البطل .. وداعآ ياشفيق ..وداعآ ألى جنات الخلد .. وداعآ الى الحور العين
وداعآ أيها البطل ... وداعآ أيها البطل .. وداعآ أيها البطل
http://www.islamway.com/arabic/images/several/qawafel5/wada3anbatal.ram
وفي ذلك الأمير الصغير
كتب أحد الشعراء :
***
ومضى شفيق.. كالشهــــاب بغمضـــــه وعبـــوره
كالكوكــب الدري قد ملأ السمــــــــاء بنــــــــوره
كالبلبـــل الصـــــداح عــاد لشـــــــــدوه وصفيـره
كالجدول الرقــــــراق يشجـي القلب صوت خريره
* * *
ومضى شفيقٌ.. لســــت أدري كيـف نحيا بعده!!
أم كيف ننســـى ذلــــك الماضــــي وننسى وجده
ما كـــان يعشق طفلـــــة غيداء تعهـــــــد خــــده
بل كـــان يعشق زمهريـر الحـرب يصنــــع مجده
* * *
ومضى شفيق.. والجبــــــــال تميـــــد تصرخ حولنا
وأرى نساء قــد صرخــــــــــن: مـــن ترى يبقى لنا؟
وضجيجهن ومــــــن سيحميهــــن من دنـس الخنا؟
عد يا شفيــــق مــجـــــددا هلا رحمـــــت بكائنـا؟؟
* * *
ومضى شفيق.. والزمـــــان يسيــــر هون في فتور
هي عبرة الماضـــي وصــــــوت الحـــق صداح جهور
والحق أبلج ساطـــــع والحق محفـــــــوف بنــــــــور
من أجلـــه قتـل "الشفيـقُ" فيالَ عربدة الفــجور
* * *
إن كنت أنسى لست أنسى ذلك اليوم العصيب
يوم التفاف الخصم حول عرينه الصعب المهيب
وتراجع الأبطــــــال كــــل للقيــــــــادة مستجيـب
ومضى بمدفعـــــه وحيداً يدفـــع المــــوت الرهيب
ويقول دعني عل ما أرجــــوه مــــن أمـــــــل قريب
* * *
وتوالـــــــت الضـــربات والأهـــــوال ترقــــــص حوله
والشر يهتـــــــــف صــــارخ: هذا شفيقُ، مـــن لــه؟
ثم انقضى وأتـــــــــــاه ما يرجــــــــوه صار حيالـــه
وتنـــــــــاثرت أشـــلاءه ودماءه طوبــــــــــى لــــــــه
* * *
ومضى شفيقٌ.. ويحكــــم تدرون من هذا شفيق؟
في دربـــــه يحــــيى شبابا صادقا عرف الطريق
صنعوا لنا التـــــــــاريخ والآمال والمجد العريــق
بدمائهم وجهادهم وضعوا المشاعل في الطريق