PDA

View Full Version : * * * امرأة من أفغانستان* * * (1)


مدردش متقاعد
25-09-2001, 11:08 PM
كان يحدثناعن نتائج رحلته الأخيرة إلى بعض الولايات الشمالية في أفغانستان، و كان من بين ما رواه لنا قال:

مررنا على إحدى القرى في الطريق و كان معظمهم بيوتها مهدمة و لم يبق من أبنيتها إلا أطلالهاو بعض بقايا حياة أهلها فيها، و كانت مراكز المجاهدين منتشرة على التلال القريبة من القرية، فالتقينا مع قائد المجاهدين فيها و قال: إن هذه القرية التي ترونها هاجر معظم أهلها و لم يبق فيها شوى أسرة واحدة رفضت الهجرة و هذه الأسرة كانت تتكون من رجل و زوجته و لهما ولد و بنت.

كان الرجل يجاهد معنا و كانت الأم و ابنتها يقضيان اليوم كله في صتع الطعام للمجاهدين، و يقوم الولد بمهمة نقل الطعام من البيت إلى مواقع المجاهدين المنتشرة على التلال، و ظل الحال هكذا حتى خرجنا في إحدى المعارك مع العدو فاستشهد خمسة من المجاهدين كان من بينهم رب الأسرة فنعيناه إلى المرأة التي تلقت النبأ بصبر و احتساب و اعتقدنا أنها ستحزم أمتعتها و تطلب منا أن نساعدها على الهجرة إلى باكستان مع ابنها و ابنتها إلا أننا فوجئنا بها تلح علينا في أن نسمح لها بالبقاء حتى تكمل رسالتها في الاستمرار بإعداد الطعام للمجاهدين في قرية هاجر كل أهلها منها، و بقيت المرأة تساعدها ابنتها و يقوم ابنها بنقل الطعام لنا حتى في حالات القصف الشديد و الدائم التي طالما تعرضت له هذه المنطقة في وادي ((بنجشير)) الشهير.

و في يوم حدث قصف شديد من الطائرات و كانت البنت قد خرجت لتجمع بعض الحطب كي تساعد أمها في إنضاج الطعام فسقطت قنبلة في المكان الذي كانت فيه أدت إلى استشهادها، و تلقت المرأة الخبر صابرة محتسبة و اصرت على أن تبقى تعد الطعام للمجاهدين، و وعدت بمضاعفة جهودها حتى تعوض الجهد الذي كانت تقوم الابنة بمساعدتها به، فكانت توصال ليلها بنهارها أمام التنور و هي تطبخ للمجاهدين و تصنع لهم الخبز و يقوم ابنها بنقله إلى مواقع المجاهدين المختلفة.

حتى جاء يوم تأخر فيه الولد عن موعده في المجيء بالطعام في الصباح و لما طال غيابه ذهب ثلاثة من المجاهدين كي يستطلعوا الأمر، و حينما وصلوا إلى بيت المرأة نادوا على الطفل استئذانا و إيناسا فوجدوا المرأة في جانب من البيت تجلس أمام التنور و هي تعد الطعام كعادتها، ثم قامت إليهم و هي تقول: هيا ساعدوني في نقل بعض الأخشاب حتى أتم الطعام لباقي إخوانكم فقد بقي شيء يسير، فساعدوها حتى أدخلوا بعض الأخشاب إلى جوار التنور و هي منهمكة في إعداد الطعام، و قد شغلوا في أمر إعداد الطعام عن أن يسألوا عن الطفل، و التفت أحدهم إلى جانب من البيت فوجد بعض الأعشاب الخضراء كأنها تستر شيئا تحتها فقال لها: ما هذا يا أماه؟ قالت- و هي لازالت منهمكة في إعداد الطعام-: إنه ولدي خرج كعادته في الصباح المبكر و هو يحمل طعام الفطور للمجاهدين فسقط صاروخ بالقرب منه فاستشهد من شظاياه فحملته و جئت به إلى البيت و خفت أن أتأخر عليكم في إعداد الطعام فواصلت عملي حتى يصل بعض منكم يحملون الطعام إلى إخوانهم و يساعدني آخرون في تكفينه و الصلاة عليه ثم دفنه.

صمت الأستاذ برهان الدين رباني برهة عن الحديث بعدما وجد معظم في المجلس لا يتمالكون أنفسهم و بدؤوا يجهشون بالبكاء،و خرج من بين الحاضرين صوت ممزوج بالبكاء يقول: أين نحن من هذه المرأة الأفغانية؟


و أنا بدوري أقول: أين نحن من هذه المرأة الأفغانية.. بل أين نحن من أخواننا الأفغان الذين ستحل بهم مأساة جديدة كمأساة حربهم مع الشيوعيين؟:(


بيشاور 3/11/1988

من كتاب (امرأة من أفغانستان و قصص أخرى) للكاتب أحمد منصور المذيع حاليا في قناة الجزيرة..الذي قام بتغطية أحداث الحرب الأفغانية مع الروس من الفترة 1987 و حتى منتصف 1990

سراب
25-09-2001, 11:19 PM
^1

ماذا نقول؟؟

هاهم الأفغان تخلت عنهم الدنيا، وباتوا وحدهم يواجهون الدولة العظمى في العالم...

ماذا بأيديهم، كان الله في عونهم....

نسأل الله العلي القدير أن يؤيدهم بنصره، وأن يرد كيد المعتدين في نحورهم و أن يرينا فيهم عجائب قدرته

إنه على كل شيء قدير..

مرابط
26-09-2001, 12:05 AM
أخوي مدردش متقاعد ..... مساء الخير


أمة فيها مثل تلك المرأة المؤمنة المجاهدة الصابرة لن تهزم ابدا"

بإذن الله سبحانه وتعالى .............





حيّاك الله

الفرزدق
26-09-2001, 12:32 AM
أخي الفاضل ،،، مدردش متقاعد ،،،

جزاك الله خيراً على هذه القصة ،،،

ما أشجع هذه المرأة ،،،

تقدم الغالي بثمن رخيص ،،، لتفوز برضى الله ،،، رحم الله أبنائها ،،، وجعلهم شفعاء لها ،،،

والله يرحمنا برحمته ،،، ليتنا نكون مثلها ،،،

زمردة
26-09-2001, 02:40 AM
حقاً .. أمة فيها مثل هذه المرأة لن تهزم بإذن الله ..

باعت كل شيء في سبيل الله ..

(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ))

البحاري
26-09-2001, 03:31 AM
صباح الخير .. مدردش

شكرا لهذا الاختيار الجميل

SAUD33
26-09-2001, 03:49 AM
^1

قال تعالى { ولا يلقاّها الا الذين صبروا ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم }

فنعم المرأة المجاهدة الصابرة

اين نساءنا من تلك الحريم التي قل نظيراتهن في هذا الزمن ؟؟؟؟

فهنيئا لها الجنة .

مدردش متقاعد
26-09-2001, 10:59 PM
^1

الأخوة و الأخوات الكريم

سراب
مرابط
الفرزدق
زمردة
البحاري
33SAUD


جزاكم الله خير على تفاعلكم مع القصة
وما أطلبه منكم هو الدعاء لإخواننا الأفغان بأن يفرج عنهم كربتهم و ينصرهم على عدوهم