View Full Version : لن أحجم العقل الذي وهبنيه الله في التفكير وأنساق خلفهم
أخي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تجد في هذه الرسالة مقالة طويلة عن الأحداث الأخيرة ، أرجو منك الإطلاع عليها وتشاركنا برأيك حول هذه القضية.
أخوكم
بدر
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلفت الأراء والتحليلات في تقييم الضربة الأخيرة التي وجهت للولايات المتحدة الأمريكية والتي نفذتها مجموعة من الإرهابيين لا يزالوا فعلياً مجهولي الهوية. وبالطبع وكما عودتنا وسائل الإعلام في أمريكا وجهت أصابع الإتهام تجاه العرب المسلمين وخاصة إسامة بن لادن. وللأسف كل هذا يحدث بمباركة السلطات العليا في أمريكا.
قبل أن أدخل في موضوعي أحب أن أشير أنني لا اؤيد بأي شكل من الأشكال هذه الأعمال ذلك أنها طالت المدنيين من الناس. كذلك فإن ضررها أكبر بكثير من أي نفع قد يحدث لنا كمسلمين وعرب. لن أتعمق بسرد الحجج التي تنكر هذه الأعمال لأنه حديث يطول لكني سأسرد بعض النقاط التي تدعم وجهة نظري:
1- الإسلام حرم قتل النفس البريئة من دون وجه حق ، فمن قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً.
2- لقد أثرت هذه الضربة على مجال الدعوة في أمريكا وغيرها من البلدان ، فلك أن تتخيل كم من داعية أوقف نشاطه الدعوي حتى إشعار مجهول.
3- الإسلام يدعونا أن ندعو لله بالحكمة والموعضة الحسنة.
4- كثيرأ ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه المتحمسين للدين من قتل أشخاص لهم مواقف معادية للإسلام حتى لا يقول الناس أن محمداً يقتل أصحابه ، فكم من مسلم مات تحت أنقاض المباني.
5- كلنا يعلم أن الجيوش الإسلامية كانت تأمر بأن لا تقطع الشجر ولا تقتل الأطفال والشيوخ والنساء ، وإني أدعوك أخي القارئ أن تتخيل بأن تلك النواهي كانت تصدر للجيوش الإسلامية في حالة الحرب.
6- يأمرنا الإسلام أن نصون العهود والمواثيق ، فلا يجوز لنا أن نكذب عليهم و لا نخادعهم ونحن قد أقررنا على هذه شروطهم عندما دخلنا بلادهم.
قد يعتقد القارئ العزيز أنني ألمّح بتورط أفراد عرب ومسلمون من خلال مقدمتي ، والحقيقة هي عكس ذلك تماماً. فكلما أردته من هذه المقدمة هو بيان وجهة النظر الإسلامية على الأقل من وجهة نظري.
لقد تابعت كغيري قضية الأعمال الإنتحارية الأخيرة متابعة دقيقة بحكم اتصالانا المباشر بها والتهديدات الموجهة لنا كعرب متواجدون في الولايات المتحدة الأمريكية. وأطلعت على كثير مما كتبه الآخرين حول هذه القضية ، ولكني لم أجد أحداً حاول أن يغطي القضية من كل جوانبها لذا قمت بهذه المحاولة. فكثير منا من المتوجودين في أمريكا أو في خارجاها لم نستسغ نتائج التحقيقات التي توافيناها يومياً الشرطة الفيدرالية الأمريكية. وفي نظري أن إحدى الجهتين ( الشرطة الفيدرالية أو الجماعة الإرهابية ) تتمتع بنسبة كبيرة من الغباء! وإني أرجح أن تكون الجهة الأولى أن كذلك. وحتى أوضح ما أصبو إليه أحتاج إلى أن أقسم مقالتي لعدة نقاط ، لذا أدعوك أن تطيل صبرك علي وإني على ثقة أنك لن تندم على ذلك.
الشرطة الفيدرالية ( الـ اف بي أي ):
يقول الـ اف بي أي أنهم يواجهون عدو منظم سهر ليالي وسنين يخطط لهذا العمل ، والأعظم من ذلك أنهم تمكنوا من فك شفرة الشرطة الخاصة وكانوا ينون تدمير الطائرة الخاصة بالرئيس الأمريكي وكذلك البيت الأبيض. تبدو هذه المزاعم منطقية ، وهي كذلك ، فالعمل الإرهابي الذي شاهناه ينم عن مقدرة تخطيطية فائقة. إذاً فهم يواجهون أناساً يعلمون ماذا يفعلون.
الجماعة الإرهابية
مما لاشك فيه أن هذه الجماعة قامت بتنفيذ مهمة لم يقم بمثلها أي جماعة إرهابية على مر التاريخ. وإني أرى في هذه الجماعة طلاسم ليس من السهولة بمكان فكها. فكما هو متعارف في السابق أن كثيراً من الأعمال الإرهابية كاختطاف طائرات وحجز رهائن وخلافه يكون لمنفذيها مطالب يدعون جهات معينة تنفيذها و تنتهي مهمتهم بمجرد تحقيق مطالبهم هذه. لكن العمل الذي أمامنا يخلوا تماماً من أي مطالب ، وإني أضع ألف خط تحت هذه النقطة ، وسأعود إليها بعد قليل. الأمر الآخر المتعارف عليه هو أن يقوم بالأعمال الإرهابية أشخاص مصابون بأمراض عقلية كذلك الذين يطلبون الشهرة كما هو الأمر بما حدث بمدرسة كولنباي بولاية كولورادو. وإني أستبعد أن يكون لأحد تلك الفئتين ضلع في الموضوع إذا افترضنا أنهم عرب ذلك أن المقابلات التي تمت مع ذويهم تنفي ذلك فالأسماء المنشورة لأناس عاديين. كما أستبعد أن يكون لطلب الشهرة شيء من ذلك فالتاريخ يقول لنا أن هذه الفئة تخبر أصحابها بأنهم على صدد عمل خطير في المستقبل ، وهذا الشيء لم يحدث.
أعود لنقطة المطالب التي ذكرتها قبل قليل ، فطالما أنها لا زالت مبهمة فإحتمالية تنفيذ عمل مشابه في المستقبل وارد بشكل كبير. وإذا صحت نظريتي ، وأعتقد أنها إلى حد كبير منطقية ، فليس من المعقول أن يترك منفذوا العمل أدلة تكشف من عاونوهم في الأرض حتى يتمكنوا من التخطيط لعمل آخر في المستقبل. من هذا المنطلق فإني أدعوك أخي القارئ أن نتمعن سوياً في الأدلة التي خلفها هؤلاء.
البداية المنطقية تكون من قائمة ركاب الطائرات الأربع. كما قلت في بداية هذه الرسالة أن العقلية الأمريكية توجه أصابع إتهامها نحو العرب والمسلمين عند أي عمل إرهابي ، وهذا تماماً ما حدث في حادثة الثلاثاء الماضي. فلم تبذل الشرطة الفيدرالية أي جهد سوى البحث عن أي اسم عربي كان على متن الطائرة ، ومن هنا بدأت العملية تنجح من جانب الجهة الفعلية المنفذة لهذا العمل وهذا ما سيتبين لك بعد قراءة هذا المقال. فأناساً يعرفون كيف يفكوا الشفرة المعقدة للشرطة الخاصة ، لن يعيقهم فك شفرة العقلية التحرية للشرطة الفيدرالية. فكان هذا أول خيط رماه هؤلاء وهو الأسماء العربية والتي تبدو لمسلمين. من هنا بدأت رحلة الشرطة الفيدرالية في تعقب هؤلاء الأوغاد ، فحققوا الانتصار الثاني بالتوصل للدليل الثاني وياله من دليل وهو السيارة المستأجرة التي وجدوها في مواقف المطار. في هذه السيارة وجد المحققون عدد من الأدلة التي تدين هؤلاء الإرهابيين ، وأعترف أنها صريحة وتدينهم ، لكني لن أحجم العقل الذي وهبنيه الله في التفكير وأنساق خلفهم! وأعترف أنني صدقت هذا الدليل لوقت قصير ، لكن بعد التفكير والتأمل في كل ماحدث وجدت أني أحتاج أن أعيد النظر ، ووجدت أننا نستخف بعقولنا لو إنسقنا خلف هذه الأدلة ، لأنها مرتبة ترتيب جهنمي ، فماذا وجدوا في السيارة المستأجرة؟ لقد وجدوا كتيب لتعليم الطياران باللغة العربية مما يعني أنه عربي ويتعلم الطيران ، كما وجدوا نسخة من القرآن الكريم ، مما يعني أنه عربي ويتعلم الطيران ومسلم ، كما وجدوا صورة لإسامة بن لادن مما يعني أنه عربي ، مسلم ، من أتباع إسامة بن لادن ، ويعلم كيف يقود طائرة!!!! لك أن تتخيل حجم الضرر الذي حل بكل ماهو عربي ومسلم ، وحتى بإسامة بن لادن الذي كرر مراراً هو وافغانستان نفيهم ضلوعهم في هذه القضية ونفي الاتهامات الموجهة إليهم.
لم يكن الضرر على هؤلاء فقط بل تعداهم ليطول دولاتان تعتبران من أقوى الدول العربية في نفوذهما السياسي والعسكري والإسلامي ، وهما مصر والمملكة العربية السعودية فأغلب الذين حوتهم قائمة الطائرات الأربع هم من مصر والسعودية. وسأعود للحديث عن هذه النقطة لاحقاً.
اللغز المحير هنا (سأترك لك تفسيره) هو إننا إذا قلنا بأننا أمام شبكة إرهابية فائقة التخطيط ، لماذا لم يقم هؤلاء الإرهابيون من إعادة السيارة المستأجرة لشركة التأجير ، خاصةً أن قيمة السيارة مدفوعة مسبقاً ببطاقة إئتمانية؟ كذلك لماذا لم يأخذوا جميع أغراضهم من السيارة ؟ يبدو أنك عرفت لماذا ، فهم آثروا بقاء الأدلة و السيارة في مواقف المطار حتى تستطيع العدالة أن تأخذ مجراها ويحاسب الجناة على فعلتهم. أحب أن أذكرك هنا أنه في اليوم الأول قالت وسائل الإعلام الأمريكية أنهم واثقون بنسبة 99% بتورط إسامة بن لادن في العمليات الإنتحارية وأعتقد أن ثقتهم تلك إنطلقت من الأدلة التي وجدوها في السيارة المستأجرة والسيارة نفسها!
هذا كان من جانب الأدلة المادية التي وجدت وبقي لنا قصة الجواز الفولاذي والتي سأتطرق إليها لاحقاً ، أما الأن فإني أريد التحدث عن الاسماء التي تخبطت الشرطة الفيدرالية فيها أيما تخبط.
بعد أيام قليلة تبعت العمليات الإنتحارية طالعتنا الشرطة الفيدرالية بعدد من الاسماء المتهمين وذلك قبل أن تصدر القائمة النهاية في اليوم الخامس. وكما تعلمون جميعاً فقد كان هناك أسماء لأشخاص لم يكونوا على متن أحد الطائرات المختطفة الأربع مثل عدنان بخاري ، أمير بخاري ، و عامر الكنفر. فتبين لاحقاً أن عدنان بخاري لم يكن على متن الطائرة في الأصل ، وكل مافي الأمر أنه قام بإرسال بعض أغراضه الشخصية على متن أحد الطائرات وهو موجود الآن في أمريكا. أما الطامة الكبرى فهي أن أمير بخاري قد توفى منذ ما يقارب السنتين في تحطم طائرة تعليمية ، وبالمناسبة كل هؤلاء الأسماء يعملون في الخطوط الجوية السعودية كذلك أن عامر الكنفر متواجد الآن في مكة المكرمة. وحتى تحفظ الشرطة الفيدرالية ماء الوجه ، إستبعدت هذه الأسماء من القائمة النهائية. لكنهم لم يكونوا على علم بما يخبئ لهم المستقبل فقد تبين أن عبدالعزيز العمري متواجد الآن في الرياض وقد كان بمقر عمله بشركة الاتصالات السعودية وقت العمليات الإنتحارية وقد أوضح أن جواز سفره قد سرق منه أثناء تواجده في مدينة دنفر بولاية كولورادو منذ أكثر من سنة وأن الشرطة المحلية على علم بذلك كذلك السلطات السعودية التي أخرجوا له وثيقة سفر وتم التحقيق معه في السعودية. من هنا أقول أنه لو ثبت أن اسم واحد من هذه الأسماء لم يكن على متن أحد الطائرات فإن إحتمالية تورط جهة غير معلومة في العملية وارد بشكل كبير.
أنتقل الآن إلى الربط السخيف للأحداث بإسامة بن لادن. لن أتطرق لشخصية بن لادن ولا إذا كان على حق أو باطل لأن هناك من هم أكفئ مني بهذا الأمر. لكني كغيري من الناس يعلم أنه من المتشددين الإسلاميين كما هو الحال لأنصاره. والأحداث التي أمامنا تقول لنا عكس ذلك تماماً! فقد قال شاهد عيان وهو صاحب مخمرة : أن محمد عطا ومروان الشيحي وشخص ثالث كانوا في متواجدين في محل للنساء العري ( ستربتييز) ودفعوا مئات الدولارات للعارضات في تلك الليلة وقد رفض أحدهم أن يدفع ثمن فاتورة الخمر الذي كان يحتسيه بينما قال الآخر أنا سأدفع فاتورتي فأنا طيار. وأني أقول هنا كيف يكون ملتزمين أو كما يحلو للوسائل الإعلامية هنا متطرفين أن يشربوا الخمر ثم في الصباح الباكر يقوموا بتنفيذ عمل إرهابي جهادي لينالوا الجنة ؟ لا يتوقف الأمر على هذا الحد من السخافة ، بل أنه تعدى ذلك. فزياد الجراح الذي على قائمة المتهمين هو نصراني تلقى تعليمة في في مدارس ارساليات مسيحية كالبطريركية ومار الياس والحكمة في لبنان ، وقد كان يدرس علوم الطيران واتصل قبل الحادثة بحوالي أربع ساعات بأهله وقال لهم أنه ذاهب لفلوريدا لحصوله على بعثة لتعلم طيران طائرات من نوع بوينج 767. ويراودني إحساس كبير هنا أنه لو تم تعقب الجهة المبتعثة هذه لوجدنا خيط قد يوصلنا إلى الحقيقة. فأنا أعتقد أن هناك أيادي تلعب في الخفاء دفعت هؤلاء الأشخاص للركوب في رحلات محددة للإلصاق التهمة بهم.
أصل الآن لقصة الجواز الفولاذي الذي تم العثور عليه بين أنقاض البناية الجنوبية لمبنى التجارة العالمية والذي يزعمون أنه يعود لأحد مرتكبي الجريمة. لا أعرف درجة مصداقية هذا الخبر لكنه تم تداوله هنا في الوسائل الإعلامية كالـ سي إن إن و الـ إم إس إن بي سي. لا أجد كلاماً يفسر هذا الإستخفاف بالعقول فكيف يمكن أن تحرق النيران الصندوق الأسود الذي يتحمل درجات حرارة تزيد عن الأف درجة مئوية وينجو جواز صاحبنا. ثم من المعروف أن الإنسان عندما يحمل وثيقة كهذه إما يضعها في جيبة أو في حقيبته الشخصية. فلو كان في جيبه كيف يحترق الشخص ويبقى جوازه وإذا كان في الحقيبة فكيف نجد الجواز من دون الحقيبة.
من المستفيد
يبدو واضحاً من خلال سياق الأحداث الجارية أن الضرر لحق بكل الأطراف التي تم ذكرها في هذا المقال إبتداء من الولايات المتحدة الأمريكية نزولأ عند أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في هذه العمليات. ولم يقتصر الضرر على جهات ذات الصلة المباشرة بالقضية بل تعداه ، فمثلاً نجد أن دول أوربية كثيرة قد تضررت من هذه الأحداث فقد أغلقت على سبيل المثال بعض أسواقها المالية وأصبحوا يعيشوا حالة من الذعر أن يصيبهم ما أصاب أمريكا.
على الرغم من ذلك لا أجد إلا جهة واحدة حققت وتحقق مكاسب من هذه الإعمال وربط مرتكبيها بالعرب. أعلم أن البعض لن يحلو له حديثي وسيتهمني بمناصرة نظرية المؤامرة وأنا لست كذلك. فقد قلت في بداية هذه المقالة أنني أحاول أن أقدم تحليلاً منطقياً لما حدث وقد حاولت جاهداً أن أضع عواطفي وأصولي العربية والإسلامية جانباً وأنا أكتب هذا المقال. يبدو لي أنك نوعاً ما تعرف الجهة التي أعني، نعم هي إسرائيل ، وإني أدعوك هنا أن لا تتعجل في الحكم فلا تؤيد ولا تعارض الآن حتى تقراْ ، فالهدف من هذه المقال هو التحليل فحسب لا لتوجيه أصابع الاتهام.
الكل يعرف الاختلاف الجاري بين إسرائيل والعرب منذ سنين طويلة ، كما يعرف الجميع أن الطرفان دخلا في حروب عديدة استخدمت فيها كل وسائل الحرب المشروعة والمحرمة. وفي تعريف هذا الخلاف أي نصر يحققه طرف يعتبر خسارة للطرف الآخر كما أن العكس صحيح. وفي القضية التي أمامنا نجد أن العرب والمسلمين وحتى الجماعات التي تعلن الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية من أمثال بن لادن لم يحققوا أي كسب يذكر سواء كان سياسي ، عسكري ، اقتصادي ، أو إعلامي ، بل العكس تماماً فسنجد أن الدولتان التي ذكرتهما في السابق وهما السعودية ومصر تعتبران أكبر مقاوم لإسرائيل سياسياً وهما دعامة وحدة الصف العربي والإسلامي وضلوعهما في هذه القضية لا شك سيدفعهما لتقديم الكثير من التنازلات على حساب القضية الفلسطينة حتى لا يكونا ممن يدعمون الإرهاب والإرهابيين. في المقابل ستحضى إسرائيل بدعم الرأي العام الدولي ذلك أنها تحارب الإرهاب والإرهابيين ، ومن هم هؤلاء الإرهابيين؟ هم من يدافعون عن أراضيهم في فلسطين ، لكن العالم لن يلتفت لهذا.
وحتى تتأكد من كلامي هذا إرجع بذاكرتك للأيام القليلة الماضية وأنظر كيف كان الإسرائليون يبلورون موقفهم من هذ العمليات. فالرسالة التي كانو يبثونها للمجتمع الأمريكي والدولي أنهم كانوا ومازالوا يعانون من مثل هذه الأعمال الإرهابية وأن حناجرهم بحت وهم يقولون للعالم مايحدث لهم. وحتى يضعوا أنفسهم وأمريكا في خندق واحد ، قاموا في نفس يوم الحادثة بإجلاء كل المكاتب الرسمية وأغلقوا المطارات وكأنهم مستهدفون. لا حظ كل هذا يحدث في حين لم تكشف بعد هوية الجناة ولا أهادفهم ، لكنهم منذ اللحظات الأولى أرادو إلصاقها العرب والمسلميين. ومن المفارقات العجيبة أيضاً ، أن تكون الكاميرات جاهزة لتصوير حالة الابتهاج التي قامت بها مجموعة قليلة من الشبان الفلسطينيين أو العراقيين. فهم يدركون تماماً أن الشارع الفلسطيني أو العراقي سيفرح عندما يرى ما يحدث لأمريكا ، وكيف لا يفرح إذا كانت إسرايل تدمر بيوتهم يومياً وتقتل أبنائهم بصواريخ أمريكية ، ويموت مئات الأطفال العراقيين من الحصار الأمريكي. كما أنهم يعلمون أن الشارع الأمريكي لن يعذرهم لأنه لا يعرف أي شيء عن المئآسي التي تحدث في فلسطين وفي العراق وغيرها من أقطار الأرض جراء السياسات التسلطية التي تتعامل بها الولايات المتحدة الأمريكية مع الآخرين.
وحتى لا تخسر إسرايل القضية ، دافعت باستماته لضمان سريان القضية في مصلحتها ، فالمتابع للقضية يرى أنه كان هناك إجماع من قبل كل الشخصيات الإسرائيلية التي قابلتها وسائل الإعلام الإمريكية على أن الهجمات التي وجهت لأمريكا لم تكن بسبب تحيز الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل ، بل هي حرب ضد الحريات والديموقراطية. فهم يعلمون مقدرة الرأي العام الأمريكي في التأثير في قرارات سلطته ، وكما يعلمون جيد أن عامة الشعب الأمريكي يحب أن يعيش بسلام ، فجميعنا يعرف لماذا خرجت أمريكا من حرب فيتنام و الصومال ، فلو ثبت للمجتمع الأمريكي أن ما حدث لهم كان لهذا السبب سيطالبون وبشدة من السلطة الأمريكية بعدم التدخل في قضايا الشرق الأوسط. وإني أستغرب هنا كيف يتقبل الشعب الأمريكي هذه السخافات وأنهم مستهدفون لأنهم يدافعون عن الحرية والحريات ، ففي أغرب التعليقات التي سمعتها ، أن هؤلاء الناس يغارون من أمريكا لأن أن لديها نظام ديموقراطي لذا يحاربونها. وأنا أقول لمثل هؤلاء الناس الذين ينعقون بما لايفقهون ، لو كان الأمر كذلك لحاربوا سلطات بلدانهم التي تحرمهم هذه الحريات المزعومة.
وحتى تتأكد من كلامي سأسوق لك دليل آخر. إسرائيل تعرف جيداً أن وسائل الإعلام في العالم كله ستكون منشغلة بتغطية الحدث ولأن تأبه لأي حدث آخر. فقد قامت باستغلال هذه القضية خير إستغلال ، ففي اليوم التالي من الحادثة قامت القوات الإسرائيلية بالتوسع في الأراضي الفلسطينية فقد قامت عشرين دبابة إسرائيلية بدخول مدينة جينين الفلسطينية وقتل عدد من المدنيين الفلسطينيين ، كل هذا هذا حدث بمباركة غفلة وسائل الإعلام عن ما يجري هناك. وفي اليوم التالي دخلت الدبابات الإسرائيلية مدينة رام الله وقتلت عدد من الفلسطينيين والبقية قادمة.
وقد يسأل أحدنا ويقول: أين السلطة الفلسطينية إذاً ؟ نقول له: أنها لم تستطع أن تعمل شيء لأن رئيسها كان مشغولاً بالتنديد والإستنكار والتبرع بدمه لضحايا القتلى. أين أسامة بن لادن؟ هو مشغول للتنقل من مخبئ لمخبئ. أين السعودية ومصر؟ هما مشغولان بالتنديد بهذه العمليات؟ أين العرب والمسلمون في أمريكا؟ كل واحد منهم خائف مختبئ في بيته. أين القوات الإسرائيلية والإسرائيليون؟ في أراضي جينين ورام الله! ولك الآن عزيزي القارئ الحكم.
أختم هذه المقالة بالأسطر القليلة القادمة والتي أعبر فيها عن تقديري للعقلية اليهودية والصهونية رغم إختلافي معها. فنحن كعرب والمسلمون نشترك معهم بأن كلانا صاحب قضية لكننا نختلف عنهم ذلك أنهم يعملون كيّد واحدة من أجل قضيتهم ونحن لا نعمل ولا نجتمع من أجل قضيتنا.
والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين.
ابونايف
17 / 9 / 2001م
ميس الريم
19-09-2001, 04:21 PM
مرحبا أخي الكريم ......أبو نايف
أتفق معك في كل ماذكرت
في الحقيقة كان تحليلك منطقيا ...
أما عن مرتكب الحادث ..فإن دائرة الشبهة والإتهام قد توسعت كثيرا ..وإن كانت جهات التحريات والمباحث الأمريكية ...تحاول إخفاء الكثير منها ...
ربما لإنها تعلم انها لو توسعت ...فإنها ستأخذ المزيد من الجهد والوقت ...وهي تحاول جاهدة الآن التركيز على مشتبه واحد ....هو أسامة ..
وأعتقد أن الأيام القليلة القادمة .ستكشف لنا المزيد من الأحداث والنتائج المثيرة ...
و نحن ننتظرها بفارغ الصبر...
تحياتي لك........
ميس الريم
فهذا الموضوع من كتابة أحد الإخوان الكرام وصلني عن طريق الإيميل وقد أبدع في النقد والتحليل ..... لهذا جرى التنبيه