PDA

View Full Version : الأبـــوان


الفاروق1
17-08-2001, 07:38 PM
قال تعالى : [ وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا





لايعرف قدر وحقيقة محبة الوالدين لأولادهم إلا بعد أن يصبح ذلك الأبن أباً ، عندها يعلم معنى الأبوة ، وعندها تأخذه الرحمة والشفقة بوالديه ، اللذان دائماً ما سهرا وحرما طعم ولذيذ النوم من أجله وقلب الوالدين مفطور على حب الولد ومن أجله تحملا الكثير من المشاق والعناء والسهر من أجله ، وكم من ليلة باتت الأم سهرانة لاتعرف للنوم طعماً تراعي ابنها ، وتسهر على راحته ، وما إن يكبر ذلك الإبن ويجد بنفسه القدرة على القيام بأموره بنفسه فإنه سرعان ماينسى والديه ، وينسى ماسببه لأمه منذ حمله إلى أن وضعته طفلاً ، لكنه لايذكر من ذلك التعب والأرق الذي ناله أبواه منه ، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تصور عواطف الأبوين نحو الأولاد ، وكم من الشعراء قد نظم شعراً رقيقاً يفيض رقةً وحناناً وتأجج شعوراً وعاطفة ، وهي بذلك تبين مقدار ذلك الحب والحنان الذي أودعها الله في قلب الأبوين ، نحو الولد .

يقول أمية بن أبي الصلت :



غذوتك مولوداً وعلتُـك يافعاً

تُـعـلّ بما أجني عليك وتنهل

إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت

لسقمك إلا ساهراً أتململ

كأني أنا المطروق دونك بالذي

طُرقت به دوني فعيني تهمل

تخاف الردى نفسي عليك وإنها

لتعلم أن الموت وقت مؤجل

فلما بلغت السن والغاية التي

إليها مدى ماكنت فيك أومل

جعلت جزائي غلظة وفظاظة

كأنك أنت المنعم المتفضل

فليتك إذ لم ترعَ حق أبوّ تي

فعلتَ كما الجار المجاور يفعل

فأوليتني حق الجوار فلم تكن

علىّ بمالٍ دون مالك تبخل



_________________

وهذا أب قال في عطفه الأبوي الدفاق الذي قعد الأب دون الكفاح من أجل مايسعى لتحقيقه



لقد زاد الحياة إلىّ حباً

بناتي إنهن من الضعاف

أحاذر أن يرين الفقر بعدي

وأن يشربن رنْـقـاً بعد صافي

وأن يعرين إن كُـسِـي الجواري

فتنبو العين عن كرم عجاف

ولولا ذاك قد سوَّمت مُـهري

وفي الرحمن للضعفاء كاف

أبانا مَـنْ لنا إن غبت عنا

وصار الناس بعدك في اختلاف



-------------------------------------


http://65.108.141.42/alfaroq/maillist.html