PDA

View Full Version : هل تنجح مقاطعة الطرف الأضعف للطرف الأقوى ؟


ام فارس
08-08-2001, 10:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
سبحان من قدَّمنا على جميع الناس , وسقانا من أرْوىَ كاس , وجعل نبينا أفْضَلَ نبي رَعىَ وساس , فلما فضله على الأمة , وأنعم علينا بعلوّ الهمّة , قال لنا : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .

إن الاستمساك بالأمل في أحلك الأزمات , يولد الرضا والتحمل والصبر ..
وحين يعلم المؤمن أنه إذا صبر على الضراء, جاءه فرج الله عمّا قريب , وأنه مأجور على صبره , فإنه لايياس من روح الله .

امتثالاً لأوامر الله , بالتعاون على البر والتقوى , والتواصي بالحق .

أخواني في الله : ها قد أوشكت المقاطعة , أن ينسوها المسلمين أو يتناسوها , وقد بلغ منا الألم والحزن , يشملنا على إخواننا المسلمين !
أرى الأحزان تشملنا من الشيشان للصينا
وكشمير تقلقنا ولا نبكي فلبينا
أمتنا ديننا وغداً خؤون يدعي دينا
فخار المال يجعلنا ذيولاً في أعادينا
فدعونا نناقش الموضوع, مرةً أخرى من جميع النواحي :
قولوا لمن مكروا إناسننتصر فأدركوا الحقَّ أو فِرُّوا أو انتحروا
ستبلغ الذروة العلياء همتُنا وتستجيبُ لها الأكوانُ والقدرُ

- هل تم استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية من قبل ؟
1- لقد فرض مشركو قريش حصاراً اقتصادياً , على الرسول علي السلام , والمسلمين معه في شعب أبي طالب, لمدة ثلاث سنوات كاملة , وصل الأمر
بالمسلمين خلالها أن يأكلوا أوراق الشجر .
2- ثم تلا ذلك حصار اقتصادي عكسي , حصار أقامه المسلمون بالمدينة على قوافل قريش المتجهة نحو الشمال إلى الشام , وقد أدى تطويق هذا الطريق
التجاري المهم وملاحقة قوافل قريش إلى غزوة بدر الكبرى.
3- كما تعرضت أمتنا الإسلامية, في التاريخ المعاصر للحصار الاقتصادي , مرات عدة وفي دول مختلفة , وكانت الولايات المتحدة هي التي تفرض
الحصار دائما , بعد أن تمرره عبر الأمم المتحدة وحلفائها الغربين .
- هل تنجح مقاطعة الطرف الأضعف للطرف الأقوى ؟
أم أن العكس فقط هو الصحيح

الحرب الاقتصادية تخضع لقوانين وآليات السوق ونظريات الإنتاج والتسويق , ودورة رأس المال ولإنتاج تعتمد على عناصر معينة مثل " رأس المال
– المواد الخام – موارد الطاقة –الأيدي العاملة- التسوق " .
فإذا اختل عنصر من هذه العناصر اختلت عملية الإنتاج بنسبة ما يمثله هذا العنصر من أهمية في العملية الإنتاجية , أي أنه كلما انخفض عنصر أثر تأثيراً سلبياً على عملية الإنتاج وبالتالي على دورة رأس المال .
والدول الإسلامية والعربية , تمتلك التأثير على عنصرين أساسيين من عناصر الإنتاج وهما " موارد الطاقة ( النفط ) , ( السوق ) " .
فإذا تضافرت جهود الأمة شعوباً وحكومات , استطاعت أن تمنع عن الاقتصاد الأمريكي , الطاقة / وأن تقلل من حجم السوق .

أما إذا اقتصرت المقاطعة على الشعوب , وحدها ولم تتبنها الحكومات فإنها تؤثر على السوق , أمام المنتج الأمريكي والصهيوني وبالتالي تضرب عنصراً واحداً , لكنه عنصر مهم من عناصر الإنتاج الاقتصادي , وبهذا تنجح المقاطعة الشعبية للمنتجات الأمريكية , حتى ولو كنا الطرف الأضعف اقتصادياً .

- وهل هذه المقاطعة في صالح الدول الإسلامية أم تعوق مصالحها ؟
لا شك أن الأمر يحتاج , إلى نوع من الحكمة في التعامل والطرح , ويجب على الأمة ألاُّ تعلن الحرب الاقتصادية على أمريكا بصورة شاملة وصريحة ومستفزة , تجعل أمريكا وحلفاءها يعلنون الحصار الاقتصادي الصارم علينا , ولابد من العمل وفق استراتيجية المقاطعة الاختيارية, التي تعتمد على تقسيم
السلع .
- كيف تتحقق المقاطعة الفعالة ؟
تتوقف فاعلية المقاطعة الاقتصادية , على مجموعة من العوامل : -
1- الاستناد إلى الفتوى الشرعية المعتبرة , وتحقيق قدر من الاتفاق بين علماء الأمة الثقات المعتبرين حولها , وتنسيق الجهود بين العاملين في
مجال الدعوة ، وإعطاؤها ما تستحق من الأولوية الدعوية , ومحاولة نشر الفتوى إلى كل قطاعات وشرائح المجتمع .
2- وضوح الرؤية التامة لأهدافها وفوائدها , والبدائل المتاحة ونوعية السلع المقاطعة حسب التقسيم التالي : -
سلع إستراتيجية : قمح –تكنولوجيا –الكمبيوتر –سلاح –بعض المستحضرات الطبية , وهذه كلها يجب الانتفاع بها ما لم يتوافر البديل لها .
سلع أساسية لها بدائل من منتجات الدول الأخرى يجب مقاطعتها والاعتماد على البدائل .
سلع كمالية استهلاكية رفاهية وهذه يمكن الاستغناء عنها وان لم توجد البدائل .
3- تضافر الجهود والتنسيق التام بين الجهات المختلفة , لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف , وتقليص الضرر إلى أقل معدل له .
- ما أهداف المقاطعة الاقتصادية ؟وما نتائجها , وفوائدها المرجوة والمنتظرة ؟
1- إشعار العالم { ولا سيما أمريكا ودول الهيمنة الغربية } بأهمية العالم الإسلامي وتوجيه رسالة قوية بأننا لسنا أمة هملاً .
2- كيف ندفع ثمن السلاح الذي يقتل به إخواننا , وتضرب أمريكا مصالحنا في مقتل , ثم نحافظ على مصالحها ونسعى لعقد المزيد من الصفقات معها , وكأننا نستحثها أن تفعل بنا وبقضايانا المزيد , فلماذا تعدل أمريكا بيننا وبين اليهود وهي لاترى , للغضب عندنا أى أثر أو مظهر ولو أقتصر على تهديد مصالحها الاقتصادية , بطريقة سليمة بسيطة ليس فيها أي قرصنة , أو إرهاب أو إبادة مما تمارسه هي والصهاينة ضد أبناء أمتنا ؟! .
3- تنبيه الأمة إلى جوانب العجز في الإنتاج الاقتصادي المحلي ومحاولة سد هذا العجز وفق نظرية الحاجة أم الاختراع.
4- تحقيق مشاركة جميع الشعب في المواجهة ,وإيجاد دور للشعوب لدعم انتفاضة الأقصى المبارك , فليس الأقصى ملكاً لشباب فلسطين فقط ,بل على شعوب الأمة أن تدخل المواجهة, بما تستطيع وليس أقل من أن تغير من سلوكها , الاقتصادي دعماً للجهاد في فلسطين .

ومن هنا يتضح أن المقاطعة تكون لصالحنا إذا تم تطبيقها بشكل مدروس غير منفعل .
- هل نحن قادرون فردياً وشعبياً , عل تحقيق المقاطعة أو الصمود في وجه الحصار الاقتصادي , إذا فرض علينا ؟
- أم أننا نحتاج لمراجعة سلوكنا الاستهلاكي كله ؟
اللهم قد بلغت , اللهم فاشهد .
أختكم : ام فارس