أبو سعيد
03-03-2001, 05:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اهتدى بهديه إلى أن نلقاه :
أيها الأحبة في الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ومصداق لقوله تعالى : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
عبد الله : كم ستعيش في هذه الدنيا ؟
ستين سنة ، ثمانين سنة ، مائة سنة ، ثم ماذا ؟ ثم موت .. خلود دائم في جنات النعيم للمؤمنين أو خلود دائم في نار الجحيم للكافرين .
وكن على يقين أن ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك .. تخيل نفسك يا عبد الله وقد نزل بك ملك الموت فجذب روحك من بين جنبيك ، تذكر ظلمة القبر ووحدته .. وضيقه ووحشته .. تذكر هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك ، تذكر كيف يكون جسدك وقد أصبحت قوتا وطعاماً للديدان وقد تقطعت أوصالك وتفتت عظامك . ثم بعد ذلك ينفخ في الصور إنها صيحة العرض على الله ، فتسمع الصوت فيطير فؤادك ويشيب رأسك فتخرج من القبر مغبراً حافياً عارياً .. قد رجت الأرض وبست الجبال ..وشخصت الأبصار لتلك الأهوال فلا إله إلا الله .. فكم من شاب ندم حيث لا يفع الندم .. وتحسر حيث لا تنفع الحسرة وبكى حيث لا ينفع البكاء . فبرزت النار غضباً لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .
فيا أخي : تذكر مذلتك في ذلك اليوم وانفرادك بخوفك وأحزانك وهمومك وغمومك وذنوبك .. وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً ( وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ) .
تذكر يوم ينسى كل حبيب . تذكر يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف فكم في كتابك من زلل وكم في كتابك من خلل تذكر مرورك على الصراط وهو أدق من الشعر وأحد من السيف وأحر من الجمر وأروغ من الثعلب .
فيا أخي : تذكر وقوفك بين يدي الله الذي كنت تهرب منه ويدعوك فتصد عنه . وقفت وبيد كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة على أحصاها ، فتقرأه بلسان كليل وقلب كسير فبأي لسان تجيبه حينما يسألك عن عمرك وعن شبابك وعلمك ومالك . وبأي قدم تقف غداً بن يديه وبأي عين تنظر إليه ، وبأي لسان تجيب عليه عندما يقول لك :
يا عبدي لماذا لم تعبدني ؟ لماذا لم تستح مني ؟ لماذا لم تراقبني ؟ هل استخففت بنظري إليك ، ألم أحسن إليك ؟ ألم أنعم عليك ؟ ألم أرزقك ؟ .
عبد الله : لماذا لا نصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة لنفوز الفوز العظيم ونتنعم بالنعيم المقيم .
تمر ساعات أيامي بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا على المعاصي وعين الله تنظرني
دعني أنوح على نفسي واندبها وأقطع الدهر بالتسبيح والحزني
دعني أمسح دموعاً لا انقطاع لها فهل عسى عبرة منها تخلصني
وهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أخي الكريم لا تنسانا من الدعاء .
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اهتدى بهديه إلى أن نلقاه :
أيها الأحبة في الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ومصداق لقوله تعالى : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
عبد الله : كم ستعيش في هذه الدنيا ؟
ستين سنة ، ثمانين سنة ، مائة سنة ، ثم ماذا ؟ ثم موت .. خلود دائم في جنات النعيم للمؤمنين أو خلود دائم في نار الجحيم للكافرين .
وكن على يقين أن ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك .. تخيل نفسك يا عبد الله وقد نزل بك ملك الموت فجذب روحك من بين جنبيك ، تذكر ظلمة القبر ووحدته .. وضيقه ووحشته .. تذكر هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك ، تذكر كيف يكون جسدك وقد أصبحت قوتا وطعاماً للديدان وقد تقطعت أوصالك وتفتت عظامك . ثم بعد ذلك ينفخ في الصور إنها صيحة العرض على الله ، فتسمع الصوت فيطير فؤادك ويشيب رأسك فتخرج من القبر مغبراً حافياً عارياً .. قد رجت الأرض وبست الجبال ..وشخصت الأبصار لتلك الأهوال فلا إله إلا الله .. فكم من شاب ندم حيث لا يفع الندم .. وتحسر حيث لا تنفع الحسرة وبكى حيث لا ينفع البكاء . فبرزت النار غضباً لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .
فيا أخي : تذكر مذلتك في ذلك اليوم وانفرادك بخوفك وأحزانك وهمومك وغمومك وذنوبك .. وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً ( وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ) .
تذكر يوم ينسى كل حبيب . تذكر يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف فكم في كتابك من زلل وكم في كتابك من خلل تذكر مرورك على الصراط وهو أدق من الشعر وأحد من السيف وأحر من الجمر وأروغ من الثعلب .
فيا أخي : تذكر وقوفك بين يدي الله الذي كنت تهرب منه ويدعوك فتصد عنه . وقفت وبيد كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة على أحصاها ، فتقرأه بلسان كليل وقلب كسير فبأي لسان تجيبه حينما يسألك عن عمرك وعن شبابك وعلمك ومالك . وبأي قدم تقف غداً بن يديه وبأي عين تنظر إليه ، وبأي لسان تجيب عليه عندما يقول لك :
يا عبدي لماذا لم تعبدني ؟ لماذا لم تستح مني ؟ لماذا لم تراقبني ؟ هل استخففت بنظري إليك ، ألم أحسن إليك ؟ ألم أنعم عليك ؟ ألم أرزقك ؟ .
عبد الله : لماذا لا نصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة لنفوز الفوز العظيم ونتنعم بالنعيم المقيم .
تمر ساعات أيامي بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا على المعاصي وعين الله تنظرني
دعني أنوح على نفسي واندبها وأقطع الدهر بالتسبيح والحزني
دعني أمسح دموعاً لا انقطاع لها فهل عسى عبرة منها تخلصني
وهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أخي الكريم لا تنسانا من الدعاء .