PDA

View Full Version : على بوابة الوحي ( سورة الشرح ) للشيخ عائض القرني


فارس الفرسان
02-03-2001, 08:53 AM
سورة الشرح
[ألم نشرح لك صدرك]: أما شرحنا صدرك بالنور ، ووسعناه بالرضا والسرور ، وعمرناه بالهدى والحبور ، أما أزلنا منه الحزن والهموم ، وأذهبنا منه الضيق والغموم ، وملأناه بالسكينة والأمن والعلوم. فامتلأ صدرك بحب الحي القيوم ، ورضيت بالمقسوم.
[ووضعنا عنك وزرك]: غسلناك من الخطايا ومحونا عنك السيئات وغفرنا لك الذنوب ، وطهرناك تطهيراً ، وغفر لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر ، فعمدك وخطؤك مغفور ، وعيبك مستور ، وسعيك مبرور ، وعملك مشكور ، وكدك مأجور.
[الذي أنقض ظهرك]: أهمك حتى كاد يقصم وأغماك حتى أوشك أن يوهن جسمك، فلمّا أزلنا عنك وزرك استرحت وسررت وفرحت فعشت قرير العين هادئ البال ، مطمئن النفس ساكن الفؤاد منشرح الصدر وسيع البال مشرق الوجه عامر الروح.
[ورفعنا لك ذكرك]: تذكر على المنائر ، وتمدح معنا على المنابر وتسطر معنا بالمحابر في الدفاتر ، صيرنا ذكرك في المشرقين والمغربين ونشرنا الثناء عليك في الخافقين ، وبثثنا حبك في الثقلين. يذكرك معنا من دخل الإسلام ، ومن صلى وصام ، وطاف بالبيت الحرام ، اسمك في لسان كل موحد ، وفي فم كل متشهد ، وفي كل روضة ومسجد ، يبدأ بالصلاة والسلام عليكم في أول الكلام وفي بداية كل طاعة والختام من صلى عليه عشرا كتبنا له أجراً ومحونا عنه وزراً.
[فإن مع العسر يسرا]: كل كرب فرج مع الدمعة بسمة ومع الحزن سرور ، ومع الجوع شبع ومع الظمأ ري ومع المرض عافية ومع الفقر غنى ، الليل يعقبه فجر اليأس يخلفه روح ، الشدة يتلوها رخاء ، إذا اشتد الحبل انقطع وإذا ضاق الأمر اتسع وإذا وقع المكروه ارتفع
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالفرج
العسر عسر واحد واليسر يسران ، والمغيث الملك الديان وولي التيسر الرحمان ، الذي هو كل يوم في شأن. فسبحان الحنان المنان.
[إن مع العسر يسر]: لا تيأس من الروح ، لا تقنط من الفتوح فإن بابه مفتوح ، وعطاؤه ممنوح ، وفرجه يغدو ويروح لا تسيء بنا الظن عند الكرب ، ونادِ يا رب يا رب فإنا منك على قرب ، لا تنقطع بك الآمال ، واكثر من السؤال ، فقد دعوناك النوال ، وتبدل الحال ، وكشف الكرب الثقال لأنك تعامل ذو الجلال. سيهتدى الضال ، ويعافى المبتلى ويشفي المريض وتشبع الجائع ويروى الظمآن ويفك الأسير ويرتاح المهموم لأن مع العسر يسرا ، وهذه بشرى لمن عاش الضيق والضنك ولابس الكرب وعصفت به المصائب وزلزلته النكبات ، واقضت مضجعه الحوادث ، ودهمته الخطوب ، فليذكر الجميع أن مع العسر يسرا.
[فإذا فرغت فانصب]: إذا أنهيت أعمالك ، وقضيت أشغالك فادأب في عبادة مولاك، واجتهد في طاعة خالقك ومنتهى نجواك فالعبادة طريق السعادة ، والطاعة باب الرضا والأمن والقناعة ، فيالها من خدمة توجب الرضوان وياله من عمل يستنزل رضى الرحمان وتنال به مربتة الإحسان.
[وإلى ربك فارغب]: وحد المقصود إليه ، حقق التوكل عليه أفرده بالسؤال ، أعظم الرغبة إليه في النوال ، إذا سألت فلا تسأل غيره ، إذا رجوت فلا ترجو سواه ، انطرح على عتبات ربوبيته الق نفسك على أبواب إلوهيته ، مد يديك إليه ، اشك حالك عليه ، عفر له جبينك ، اخلص له دينك.
إليك وإلا لا تشد الركائب ومنك وإلا فالموقل خائبُ
وفيك وإلا فالغرام مضيع وعنك وإلا فالمحدث كاذبُ