PDA

View Full Version : ( قليــــل من الحــوار يثمـــر )


بو عبدالرحمن
15-12-2000, 11:21 PM
_

قال الراوي :
دار بيني وبين شخص عزيز حوار طويل متشعب ،استمر لأكثر من
ساعتين
متصلتين ، حول : ما يلقيه الشيطان من ( شبهات ) في قلب إنسان
..وكيف
يتصرف أمامها ؟
قال وخرجنا من هذا الحوار بمجموعة من النقاط المفيدة نوجزها بما يأتي
:

1) أن يعلم ابتداء أن هذا ابتلاء من الله تعالى ، يمتحنه بذلك لينظر كيف
يفعل . هل يثبت أم يزيغ ..فإن عرف كيف يأتي البيوت من أبوابها ثبت
ونجا
وفاز ..

2) على هذا الإنسان أن يعرف نعمة الله تعالى عليه ، فولا صفاء ونقاء
ونور في قلبه ، لما تسلط الشيطان عليه على هذه الصورة ليشوش عليه
قلبه ..
[ فقد أحس الصحابة رضي الله عنهم _وهم من هم _ بشيء من هذا
القبيل
، وشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذلك صريح
الإيمان ، وفي رواية : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ….]
فليعرف
نعمة الله وليشكره

3) ومع شكر الله على ما أنعم به عليه من صفاء ، غاظ الشيطان له
فيحاول أن يشوشه ، عليه بالمقابل أن يجاهد نفسه لصرف هذه الوساوس
،
فلا يقف عندها ، ولا ينشغل بها ، ولا يمكن لها من نفسه ، فإنها إذا
استقرت
قد تصبح كالمسمار يصعب نزعه .. فعليه أن ينصرف إلى شيء نافع
عملي
مفيد

4) عليه أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم من نفثه وهمزه
ونفخه
5) ما دام عرف أن مصدر هذه الوساوس هو الشيطان ، وأن الشيطان
يريد
بذلك أن يقطعه عن الله تعالى ، فعليه أن يستعمل سياسة ( قلب الطاولة )
!!

بمعنى : كلما حاول الشيطان أن يزرع شبهة ، فعليه أن يبادر على الفور
بعمل طاعة جديدة لله سبحانه ، وخاصة الصلاة في جوف ليل ، والإلحاح
ففي
الدعاء ، والضراعة ، والذكر الكثير والاستغفار والتسبيح والصلاة على
رسول الله ، وتلاوة قرآن ، وحضور حلقات علم .والصدقة … ونحو هذا ..

كلما شعر أن الشيطان يريد تثوير شبهة بادر هو إلى مزيد من الطاعات
..‍!!

وفي هنا قالوا : إنما حرك الشيطان عليك ، لتديم إقبالك عليه …!!! فافهم

ومن هنا تصبح هذه نعمة عليك لا نقمة .. ولكن عليك أن تكون يقظاً
باستمرار ..


6) على هذا الإنسان أن لا يجعل من الحبة قبة .. فلا ينبغي أن يكترث لما
يلقيه الشيطان في طريقه ، ولا يقف عنده طويلاً ، بل يتعداه إلى ما هو أهم
.

لأن الوقوف عند ذلك هو ما يريده الشيطان منك .. فإذا رآك كذلك فسيولد
لك
عشرات الشبهات .. فمتى تخلص ..؟؟

7) على هذا الإنسان أن يثق تماما أن كل شبهة _ وإن رآها صعبة
وخطرة
وقاسية ومعضلة _ عليه ان يثق أن لها حلاً سهلا واضحا ، ولكن علمه
هو
لم يصل إليه ، وربما استيعابه لم ينمو بالشكل المطلوب بعد ليفهم ذلك ..
كأن تسأل طفلاً صغيراً عن مسألة من عمليات الضرب وعقله لم
يستوعبها
بعد _ إذا أردت توضيح ذلك سل طفلا عن حاصل ضرب 2 في 3 ، أحسبها

عنده أعقد من مشكلة الشرق الأوسط !!- لماذا ؟ لأن عقله الصغير لا
يستوعبها .. كذلك الحال مع هذه الشبهات .. هكذا احتل على نفسك ..!!


8) على هذه الإنسان أن لا ينقل ما يحس به من شبهات إلى الآخرين ممن

هم حوله ، لأنه قد يكون سبباً في هلاك إنسان وفتنته .. فعليه أن يحتفظ
بها
لنفسه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .._ خلال ذلك يجاهد نفسه كما
ذكرنا
سابقا_

9) على هذا الإنسان أن يبحث _ قدر طاقته _ عمن يكون أهلاً ليساعده
على الخلاص من هذه الحالة ، فيتصل بعالم جليل اوشيخ ثقة ، أو طالب
علم
مشمر صادق ملم ، فيعرض عليه ما يجد ، فعلم هؤلاء يعصمهم _ بإذن
الله
_ من التأثر بمثل هذه الشبهات .. ولعل الله يفتح على أحدهم فيدله على
الخلاص .


01) على هذا الإنسان أن يجعل شعاره قول الله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )

وقول الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
تلك عشرة كاملة .. إذا عمل بها ، وجاهد نفسه عليه ، فإن هذه الوساوس
لا
تلبث أن تغدو كسحابة صيف مرت به ، ولم تؤثر فيه ، بل زادته قربا من
الله
..
وبالله وحده التوفيق ..ومنه المدد والعون

بقي أن أقول : جزى الله خيرا من أعانني على ترتيب هذه النقاط _ بعد أن

اطلع على الموضوع _ بل وأكرمني بهذا العنوان الرائع لهذا الموضع
____________

ابو ادريس
16-12-2000, 01:53 AM
شكراً لك
أخي بو عبد الرحمن على هذا الموضوع الهام جداً للطائع لله قبل العاصي

أما بالنسبة للنقاط التي ذكرت فهي جيدة في هذا الموضوع فقط أريد إضافة هذه النقطة وهي
أن يتذكر من أصيب بوسوسة الشييطان قول الله تعالى في سورة إبراهيم:(وقال الشيطان لما قضي الأمرإن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم)
كذلك قوله تعالى:(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً).
فهل يعقل يامن تؤمن بالله ورسوله بعد سماع هذه الآيات أن تتبع وسوسة الشيطان وتطيعه.
وتقبلوا تحياتي.

جيون
16-12-2000, 02:34 AM
جزيت الخير ورضي عنك وأرضاك أخي بوعبد الرحمن

عطاء خير لا حرمنا الله منه نسأل الله ان يبارك فيه وننتفع منه تطبيقا ولك الأجر إن شاء الله ..

سياسة أعرف عدوك جيدا وكيف تحاصرة وتضيق عليه هي خلاصة هذا النقاط ..

بوركت أخي أسأل الله أن يكون باب هداية وتوجيه لمن يعيش تلك التساؤلات المشوشة للإيمان ..

وسأبدأ بنفسي إن شاء الله تطبيقا ..

صدى الحق
16-12-2000, 03:43 AM
يثمر ويداوي ويعين على المضي في ما تبقى لنا في هذه الدنيا من زمن إذا خلصت النية وتوجه القلب إلى رب البرية .

يثمر إذا رفعنا الحجاب وخاطبنا منشئ السحاب وهازم الأحزاب .

يثمر إذا إجتهدنا وإلى رحمة ربنا سعينا وللشيطان قاومنا .

يثمر إذا رفعنا أكف الضراعة وبسهام الليل رمينا .

يثمر إذا تمسكنا بحبل الله وعن غيره تخلينا .

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على هذه المساحة وغفر الله لنا جميعاً وحفظنا وعلى إتباع منهج الحبيب وفقنا .

أخوك
صدى الحق

بو عبدالرحمن
16-12-2000, 05:31 PM
_
أولاً : حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
وأهلا بك أخا في الله ، ننتفع به ومنه ..
وعسى أن تجد معنا ما تقر به عينك ، ويطمئن إليه قلبك

ثانياً : جزاك الله خير الجزاء على هذه المداخلة الطيبة
نفعنا الله بك ، وبارك لنا فيك
وجزاك أيضا الخير الكثير على هذه المتابعة الواعية
ونسأل الله ان يتقبل منا ويرضى عنا

بو عبدالرحمن
16-12-2000, 05:46 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات المشجعة
وما أحوجني إلى من يدفعني ويشجعني والمهم أن يدعو لي بظهر الغيب
بارك الله فيك وفي جهودك الطيبة
اقتطف من عبارتك هذه الجملة :
سياسة أعرف عدوك جيدا وكيف تحاصرة وتضيق عليه هي خلاصة
هذا النقاط ..
فأقول :
على هذا الإنسان ( المبتلى ) بهذه التساؤلات المشوشة
أن يتذكر دائما أن الشيطان لن يتركه ،
وأنه سيولد في قلبه في كل يوم عشرات التساؤلات حتى ( يهلكه )
سيولد له سؤال من خلال مشهد يراه ..
من خلال قصة يقرأها ..
من خلال آية يتلوها ..
من خلال حادثة يسمع عنها ..
من خلال حوار يكون بينه وبين آخر
من خلال مصيبة تقع به أو على غيره ..
من خلال ... من خلال ... من خلال .... وهكذا
لن يتركه أبدا في حاله ..
إذن فما الحل ؟؟؟
الحل أن يقطع هذه الشجرة من أصولها
حتى لاتجد هذه العصافير الصغيرة غصنا تقف عليه ، فتشوش عليه قلبه ..!!!!
الحل أن يثق بالله عزوجل ثقة لا حدود لها ..
الحل أن يسلم تسليما مطلقا لا مجال للعقل أن يناقش فيه .
كما قال ربنا جل في علاه :
( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
لا يجدوا حرجا .. هذه واحدة .. ثم شيء آخر : يسلما تسليما ..
هناك مناطق محظورة على العقل أن يدخلها _ بل ولا أن يحوم حولها _
ليس هذا حجرا على العقل _ كما يتوهم صعار العقول _
بل هو منتهى الرحمة بهذا العقل ..
لأن الذي قرر ذلك وفرضه أرحم الراحمين
وظيفة الشيطان مع بعض الناس :
أن يجر أقدامهم شيئا فشيئا إلى هذه الدوائر المحظورة
فإذا دخلوا فيها صعب عليهم أن يخرجوا منها .. إلا بشق الأنفس ..!

نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى أن يطهر قلوبنا وأن يحفظنا من كيد الشيطان ونفثه وهمزه ونفخه
معذرة على الإطالة ..
ولكن وجدت نفسي أتدفق بفضل الله ولعلي لو استرسلت لجاء التعقيب أطول من هذا بكثير ..