PDA

View Full Version : لا أملك الا أن اقول : صدقت في وصفك للانتخابات يا أيمن الظواهري


USAMA LADEN
08-01-2006, 07:34 AM
لا أملك الا أن اقول : صدقت في وصفك للانتخابات يا أيمن الظواهري
رغم انني شخصيا أقر الشيخ أيمن الظواهري في هجومه المبطن على الاخوان و في التوصيف السياسي للانتخابات التي حصلت في مصر و تلك التي حصلت في بلدان عربية اخرى وخاصة التي وصفها ب " الرسوم المتحركة " في الخليج وهي التي لم تتعد مستوى البلديات ... ( نصفها فقط بالانتخاب ) .
اذا اردنا تحليل ما قاله الدكتور أيمن فلا اعتقد ان احدا سيختلف معه كثيرا فيماذهب اليه من وصف حقيقي وواقعي للانتخابات التي جرت في مصر .

لقد قال في خطابه :"
حضارة الإصرار على الكذب، والتعذيب والمذابح الجماعية وتزوير الانتخابات، الانتخابات التي تزور في مصر بمباركة وصمت أميركا والغرب والأمم المتحدة، أميركا التي لم تتحمل ما سمته تزوير الانتخابات في أوكرانيا، فضغطت بكل طريق لإعادتها، والتي تعترض على الانتخابات الأخيرة في فنزويلا، ولكنها في مصر تغض الطرف عن الانتخابات الرئاسية، ثم الانتخابات البرلمانية المزورتين، وفي جزيرة العرب فيلم الرسوم المتحركة الذي يسمى بالانتخابات البلدية، بل وبكل وقاحة تعتبرها خطوة على طريق الإصلاح والديمقراطية.
إنها لعبة خداع الشعوب المسلمة لإلهائها عن حقوقها الأساسية في الحكم بالشريعة والتحرر من المحتل وصيانة حرماتها ومحاسبة حكامها."

أوليس كلامه صحيحا ؟؟ !! ... امريكا تحكمها المصلحة فقط لاغير ... ان كانت الانتخابات الحرة و النزيهة ستضمن لها ذلك فمرحبا بها ( اوكرانيا ) و ان كانت الانتخابات الحرة و النزيهة ستفسد عليها مصالحها فلا و الف لا و مرحبا بالديكتاتورية ( مصر ) .. لكن مادام الحديث دوليا عن الانتخابات و عن الحرية و الديمقراطية لجأت امريكا الى لعبة السماح للاخوان بدخول الانتخابات المصرية الاخيرة و بالتالي مساعدتهم امريكا من حيث لا يدرون على اضفاء المشروعية على لعبة " الديمقراطية " في مصر ... فاليوم الرئيس الديكتاتور اصبح منتخبا و البرلمان ممثلا للشعب .. لا بل التيار الاسلامي المغضوب عليه اصبح له حضوره في هذا المجلس وهو قوة المعارضة الوحيدة للحكومة ... هل تريدون حرية و ديمقراطية اكثر من هذا ؟!!!

ثم يضيف الدكتور أيمن : "
الانتخابات البرلمانية في مصر التي أعلن المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض بمنتهى الصراحة، أنها لم تكن تحت إشراف القضاء، ولكنها كانت إشراف فعلي لوزير الداخلية كبير الجلادين في مصر، الانتخابات التي نظمت لعبتها أميركا فسمحت لتيارات تنتسب للإسلام لتخوضها بعدد محدد من المرشحين، لو فازوا كلهم فسيظلون أقلية في البرلمان، وأفسحت المجال للحزب الوطني ليمارس كل جرائمه لتسويتها، ولحصول النتيجة التي قد حددتها أميركا مسبقا، الانتخابات التي سينشأ عنها برلمان عاجز عن أي تغيير حقيقي."
قد نعترض على هجومه على الاخوان ولكنه لم يخطىء لان هذا هو ماحصل فعلا .. الاخوان لم يعودوا يستيطعون القول ان " لا شرعية " للحكومة لانهم اضفوا عليها هذه الشرعية من خلال مشاركتهم في الانتخابات . وقول الدكتور أيمن " عدد محدد من المرشحين " فهذه نقطة مهمة لم يركز عليها الكثيرون لانها فعلا تخدم المصالح الامريكية و مصالح النظام المصري .
ماحققه الاخوان ربما اقل من ثلث البرلمان والواحد منا يستغرب من كل ذاك الضجيج الاعلامي الذي صورهم وكأنهم سيحكمون البلاد لا محالة ... الحزب الوطني حتى بدون المستقلين حقق الاغلبية و بهم اغلبية ساحقة فما الذي سيفعله الاخوان غير " الصياح " على رأي الدكتور !!! هل نحن مقتنعون فعلا بان " البرلمان " المصري قادر على تغيير شيء في واقع الحال ؟!! هل هناك من مواطن عربي مقتنع فعلا بان برلمانه يؤثر في حياته كما يحصل في بلاد الغرب ..؟!! اذا وجد من هو مقتنع بهذا فهو احد اثنين ... اما جاهل لا يعي ما يدور حوله او مصلحي يريد منفعة ما ... البرلمانات العربية هي دور عزة لا أقل و لا اكثر .. والاخوان او غيرهم مالهم الا الصياح و العويل فقط لاغير .


وهذا فعلا ما قاله هنا :
ثم يقال للجماهير المسلمة هذا البرلمان الذي يمثلك، وقد أخذ كل طرف نصيبه الذي يستحقه، فلنا الحكم والسيادة والسلطات ولكم الصياح والضجيج وبح الحناجر في المظاهرات، ولنا السيطرة على الأرض والثروة والبشر، ولكم الندب والعويل والاستنكار، ولنا الحرية والتحرر والتحدث ولكم المعتقلات والتعذيب والمذلة."
الجيش و الثروة و الحكم و السلطات كلها بيد الرئيس او الملك ... فعن أي ديمقراطية يتحدثون ..؟!! او يعتقدون ان سماح الرئيس بشتمه في شوارع القاهرة او التهجم عليه في صفحات الجرائد هي الحرية ... والله هذه ماهي الا عظمة رماها الرئيس للشعب ليلتهي بها عن حقوقه الاساسية و عن الحرية الحقيقية .
الحرية تبدأ من خلال السيطرة على السلطات و على مقدرات البلد و ثرواته و ليس من خلال انشاء جريدة هنا او هناك او بح الحناجر في المظاهرات .


اعترف شخصيا ان نظرتي للمشاركة في الانتخابات تغيرت منذ سنوات , فبعد ان كنت مشجعا لها اصبحت لا ارى فيها خيرا بالمرة بل مجرد عبث لاغير . لكن اتفهم مساعي الاخوة في التيار الاخواني لانهم يرون كل الطرق مقفلة امامهم فلا مجال الا بهذا الشكل وان كانت النتيجة معروفة سلفا ...

باختصار قد نتفق مع الاخوان في ان هذه الانتخابات قد تفيدهم في تحسين حال بعض احوال الناس اليومية في بعض المناطق و لكنها ابدا لن تغير من الواقع السياسي في شيء .... الاهم هي السلطات .... فهل ستملكها ام لك الصياح و الضجيج فقط ؟؟!!!