PDA

View Full Version : من الواقع @ نماذج نسائية مشرقة@


نور بوظبي
27-07-2005, 03:00 AM
النموذج الأول : اليوم الحفل النهائي لمركز تحفيظ القرءان، ما أروعه من يوم ، يجب علي الاستئذان ساعة من الدوام ، لأرى صديقتي مريم التي أتمت حفظ كتاب الله و أشاركها فرحتها في الحفل، ذهبت للحفل ، سعدت برؤية العديد من النساء من مختلف الأعمار ، كلهن ذهبن للدار لحفظ كتاب الله وقراءته ، حينما تتأمل تلك الأعداد الكبيرة ، تشعر براحة و تقول في نفسك ، الحمد لله الدنيا لا زالت بألف خير ، فهذا التسابق و التنافس يعيد للنفس الاطمئنان، لفت نظري في الحفل فقرة كانت مع إحدى الأمهات، امرأة ربما تكون في العقد الخامس من العمر أو نهاية العقد الرابع، هذه الأم مكثت في التحفيظ عشر سنوات ، ربما تكون هي من أقدم الحافظات ، لأنها لم تنقطع كما فعل غيرها، لعلكم تتساءلون ، من المؤكد أن هذه الأم أتمت حفظ كتاب الله ، بل و أتمت مراجعته ، لأنها من المشهود لهن من التميز في الحضور و المواظبة و الاهتمام ،تفاجأت حين أخبرتنا في اللقاء أنها خلال العشر سنوات الماضية حفظت جزء عم و صفحات قليلة من جزء تبارك ، سبحان الله! عشر سنوات و هي في جزء و ربما أقل من ربع حزب ، قالت هذه السيدة الفاضلة أنها تحاول جاهدة حفظ كتاب الله ، ولكنها تجد صعوبة في القرءاة و الحفظ ، و هذا لا يمنعها من المواصلة و الاهتمام و المتابعة ، تحدثت عن نفسها و عن معاناتها في القرءاة، و كانت تنظر للأخريات و كأن لسان حالها يقول ( أنتن في نعمة لا تشعرن بها و هي نعمة القراءة بكل يسر ) ، قالت هذه الفاضلة أنها لن تتوقف عن حفظ كتاب الله و أنها تعزم على إتمامه بإذن الله تعالى، في الحقيقة تعجبت من صبر هذه المرأة و غبطتها على ذلك، أسأل الله أن يبارك لها في عمرها و عملها و أن يتمم عليها حفظ كتاب الله ، حينها تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، و الذي يقرأ القرآن و يتعتع فيه ، و هو عليه شاق له أجران) متفق عليه.

النموذج الثاني : امرأة متوسطة في العمر ، أحسبها من أهل الخير و حسيبها الله ، عرفتها أيضاً من المواظبات على مركز تحفيظ القرءان، سبحان الله لم أرى امرأة مجتهدة في حفظ كتاب الله مثلها ، رغم مشاغلها و رغم أنها قائمة على أسرة كبيرة أبنائها من مختلف الأعمار ، إلا أنها بذلت قصارى جهدها للسعي وراء هدفها، كانت تحضر للتحفيظ مرة واحدة في الأسبوع و إن بلغت الحد الأعلى فمرتين، وذلك بسبب ظروفها و مشاغلها المختلفة ، سبحان الله هذه المرأة أتمت حفظ كتاب الله في 12 عاماً ، أذهلني صبر هذه المرأة ( أسأل الله لها البركة) ، فالظروف الصعبة التي مرت بها، لم تجعلها تقف و إنما حاولت مجتهدة الاستمرار ، أسأل الله أن ينير قلبها بطاعته و أن يجعل القرءان شفيعاً لها يوم القيامة ..

هناك الكثير من أهل الخير والصلاح في مجتمعنا ممن نحسبهم كذلك و حسيبهم الله ، أهوى التأمل في برامجهم و جداول حياتهم ، لعلي أحظى بالقليل مما حظوا به، و خاصة أولئك الذين تشعر بجهادهم و تعبهم، إحدى قريباتي ربة أسرة و لديها أبناء و تمر بمشاغل مختلفة، و لكن مع ذلك أراها تشارك باستمرار في مراكز تحفيظ قرءان ، و تحرص على المشاركة في الدورات المكثفة لحفظ كتاب الله ، كلما شعرت بفتور بهمتي ، يكفيني اتصال بها لمدة خمس دقائق يعيد لي النشاط و الحيوية بعد الله تعالى، أسألها دائماً متى يتسنّى لك الوقت الجيّد لحفظ كتاب الله ،أخبرتني بأن أكثر الأوقات في الليل و أحياناً قرب الفجر، علمت أنها ستسافر قريباً بإذن الله فسألتها كيف ستسافر و تترك دورة القرءان الكريم ، فاجأتني بأنها أعدت جدولاً للاستمرار هناك بإذن الله و أعطت هذا الجدول لمعلمتها لعل هناك من يستفيد منه ، أسأل الله لها الثبات و أن يبارك لها في حفظها و أن يتمم عليها حفظ كتابه الكريم ..


@ همسة @
أحب الصالحين ولست منهم .. لعلــــــي أنال بـــــــهم شفاعة
و أكره من تجارته المعاصي .. و لو كنا سواءًا في البضاعة

ali mohmed ali
10-11-2005, 11:18 AM
جزاك الله خير