USAMA LADEN
05-04-2005, 09:37 AM
يا أسامة : لا تحزن إن الله معنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الهادي الأمين أما بعد:
نقلت الجزيرة خبرا ً عن [اللجنة الإسلامية في أسبانيا] أنها أصدرت فتوى تقول فيها أن الشيخ أسامة بن لادن - حفظه الله - مرتد , فكتبت رسالة مواساة إلى شيخنا وحبيبنا أبا عبد الله حفظه الله...
يا أسامة لا تحزن...لا تحزن إن رأيت علماء السوء وأحبار الضلال يسارعون في رضى اليهود والنصارى حتى يدينوك ليكسبوا معاشهم على حساب ولائهم للصليب...
يا أسامة لا تحزن...فإنك كفلت اليتامى وأحسنت إلى الأيامى ونصرت الدعوة وتركت خلفك مدارس في الجزيرة لتعليم التوحيد وإنشاء جيل يرفع راية الجهاد...
يا أسامة لا تحزن...فمن يعرفك يعرف حبك لنصرة دينه وتركك للغالي والنفيس لأجل لا إله إلا الله ودوسك على هذه الدنيا التافهة...
يا أسامة لا تحزن...والله لا يخزيك الله أبدا ً يكفيك فخرا ً بأن الدنيا أقبلت إليك فأدرت لها ظهرك وقلت ما عند ربي خير وأبقى...
يا أسامة لا تحزن...فهؤلاء الأحبار يريدون نصرة أسيادهم ويريدون للأسبان أن يقتلونا في أفغانستان ويقتلوا أطفال أفغانستان ونساء أفغانستان ولا يريدون لرجل شهم خنوع مثلك أن يرد عليهم العدوان بالعدوان...
يا أسامة لا تحزن...فالذي أعمى قريشا ً عن محمد صلى الله عليه وسلم حتى مكنه في الأرض أعمى النصارى عنك رغما ً عن عدتهم وعتادهم وتكنولوجيتهم وسيعميهم بإذن الله حتى يمكنك في الأرض كما وعد الله تعالى :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور
يا أسامة لا تحزن...فأحبار السوء دينهم ليس دينك...دينهم هو نصرة الظالم والسكوت عن المجرم ومناصرة المعتدي وكبت المظلوم...دينهم (الفتوى مقابل الغذاء) أما دينك فهو دين محمد صلى الله عليه وسلم دين الهجرة والجهاد دين الصفح والذبح دين السلام والحرب دين الإعتداء على من إعتدى علينا وكف آذانا عمن كف آذاه عنا..
يا أسامة لا تحزن...فلو كان معهم عباد الصليب فمعنا رب مجيب قريب ولن يعجزوا الله في الأرض هربا ً وإن غدا ً لناظره قريب...
يا أسامة لا تحزن...فميعادهم يوم يقوم الحساب...يوم نرى وجوههم سوداء شحباء لا يجدون من ناصرهم في الدنيا من النصارى ولا من يدفع عنهم الأذى ولا ملجأ ولا منجا منهم إلا لله...
يا أسامة لا تحزن....إن الله معنا.
لله درك يــــا أسامــة *** في جبين العز شامـة
شامخا ً كالـــطود فينا *** ما حنى للكفر هامــة
لقن الباغيــن درســا ً *** شاهرا ً فيهم حسامة
معلنا ً صوتــا ً يـــدوي *** ليس للكفر شهـــامـة
ليس للباغين عـــهــد *** كيف والبغي تنــامــى
لسنا نرضى اليوم ذلا ً *** أو نطأطأ كالنـــعـــامة
نحن في الحرب أسود *** لسنا نرضى بالسلامة
بل إلى الجنات نمضى *** نبذل الروح عــلامــــة
هكذا الإســــلام ربـى *** صابرا ً جيش الكرامــة
عصبــة لله قـــامـــت *** ما ترى فيها السآمـــة
نكســـت رايـــات كفر *** أعقبت فيهم نـــدامــة
فاعتلى فيهم صيـــاح *** أوقفوا زحف أســـامـة
قد غدوت اليوم رمـزا ً *** في جبين العز شامــة
قد غدوت اليوم رمـزا ً *** لله درك يا أســـــامــــة
{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف
مالكم كيف تحكمون يا مفتي إسبانيا؟
قال الشيخ العلامة إمام الدعوة السلفية، وحامي حماها بأبياته النارية، العاصفة بكل من أوغل وتمادى في غيِّه، سليمان بن سحمان رحمه الله : (في كل قرن وعصر من أهل العلم والفقه والحديث طائفة قائمة تكفر من كفره الله ورسوله وقام الدليل على كفره لا يتحاشون عن ذلك بل يرونه من واجبات الدين وقواعد الإسلام وبعض العلماء يرى أن هذا - أي تكفير من قام الدليل على كفره- والجهاد عليه ركن لا يتم الإسلام بدونه ) الضياء الشارق ص 163
======================================
كلنا قرأنا ما أصدره جمع من رويبضات نسبوا أنفسهم للإسلام ونصّبوا أنفسهم ممثلين للمسلمين في أسبانيا من تكفيرٍ للشيخ الإمام المجاهد أسامة بن لادن -زاده الله شرفا وعزا ورفعة- ، وقولٍ ساقطٍ بردة الشيخ، وكنتُ قد اكتفيتُ لما سمعت الخبر بالحوقلة ودعاء الله الثبات على الدين، ولم يدر بخلدي حينها أنني قد أضطر لكتابة شيء بهذا الصدد، ولكن كما يقال: لكل ساقطة لاقطة، والأوحال لا بد لها من خنازير لتتمرغ بها وتتمسح في أوساخها، لذا كان لزاما أن يُرَدّ على ما قيل بحق الشيخ أسامة بن لادن من قبل هؤلاء معذرةً إلى الله وبياناً للحق وإبراءً للذمة.
وأنا لم أقرأ فتواهم ولا اعرف سبب كفر الشيخ أسامة عندهم، وإن كنتُ أستطيع أن أتصور الأمر ودوافعه.
لكنني لن أدافع عن الشيخ أسامة أو أنفي عنه تهمة الكفر أو أنسبه للإسلام!
بل أنا أشدّ على يد من أفتوا بذلك مؤيدا، وأقول لهم: أصبتم أخزاكم الله ! إلا في قولكم أن أسامة قد ارتد.
فما يظهر جليا هو أن أسامة لم يسلم يوما حتى يرتد، ومعلوم أن من لم يسبق له إسلام لا يمكن بحال أن يسمى مرتدا بل كفره معه منذ أن عرفناه!
ولكن أي إسلام وأي كفر؟ طبعا أنا أتحدث عن هذه المسميات عندكم لا في شرع الله.
فالإسلام عندكم: هو الاستسلام للصليبيين بالموالاة، والانقياد أذلاء لهم بالطاعة، والبراءة من الجهاد وأهله.
والكفر عندكم: -هو الكفر بكل ما جئتم به من إذابة للفوارق بين الموحدين والكفار، - وهو هجرة الكفار فلا يساكنون ولا يوادّون ولا يوالَون ولا يداهَنون ولا يُسكَت عن جرائمهم.
فأسامة بمقاييسكم وحسب شرعكم الذي تدينون به:
كافر بل هو إمام من أئمة الكفر، وداعية من دعاته، كتب الله أن كَفَر على يديه آلاف من شباب هذه الأمة بكل ما تدينون به، فعرفوا العزة على الكافرين، وعرفوا البراءة من الطواغيت وعرفوا جهاد أعداء الدين..
ببساطة: أسامة علمهم أصل دينهم الذي لم تعرفوه يوماً: البراءة من الكفار والمشركين ومعاداتهم وتكفيرهم وتكفير من والاهم.
فأسامة لم يكن يوماً على دينكم، وأنتم لم تكونوا يوماً على دينه.
قد عرفنا دينكم الممسوخ، فنسبته للإسلام دين محمد صلى الله عليه وسلم، هي كنسبة دين المثلثين محرفي الإنجيل إلى دين عيسى عليه السلام: نسبة جائرة ظالمة ليس لها حظُّ في الحق أبداً.
وإن كان الله قد كتب لكتابه الحفظ، فدينكم يحاول تحريف معاني كتاب الله ليتوافق مع شرائعكم الخبيثة.
أما وقد عرفنا دينكم، وأن أسامة لم يكن يوماً على دينكم، فقد وجب أن نعرف دين أسامة، وأيكم هو المتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم.
أسامة يا خراف الصليب المنقادة له طوعا لا كرها:
قد كفر بكل ما يُعبَد من دون الله، ووحد الله إلهاً لا شريك له في طاعة أو حكم أو تشريع أو محبة.
أسامة يا مطايا الصليب وأولياء عبّاده:
قد أتبع كفره بما دون الله ببغض لكل من كفر بالله وأظهر بغضَه معاداةً لهم، وترجم هذه المعاداة التي لا يقوم دين أسامة إلا بها وبإظهارها: بجهاد لمن حارب الله ورسوله وكفر بما أنزل الله على محمد، فقام فيهم بسيفه مصلتا عليهم، وبعث إليهم سراياه فروّعت قلوبهم الخبيثة، وزادت معيشتهم ضنكا على ضنك، ودكت حصونهم بفضل الله، فكانت له مع الملحدين الروس صولات، ومع المشركين النصارى جولات..
فعرفناه بطلا في مأسدة الأنصار، وعرفناه مظفرا في غزوات شرق أفريقيا، وعرفناه مجددا لهذه الأمة ما غاب واندرس من دينها في غزوات نيويورك وواشنطن.. فلله دره، ولله در الأبطال التسعة عشر.. ولله در المجاهدين الذين يحملون لواء التوحيد في كل مكان، مذيقين أعداء الله شيئا من العذاب الذي سيذوقون أضعافه في جهنم، فأولئك الأبطال:
أولئك هم أنصار دين محمدٍ () ومن زاغ عن منهاجهم لا نجاملُهْ
ومن ضل عن منهاجهم فهو غالطٌ () ومبتدع لا يدفع الحق باطلُهْ
فمن من الفريقين أحق بأن يكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه الأنبياء؟
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
وقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )
وقال تعالى:
( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)
وقال تعالى:
( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كن مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً )
وقال تعالى:
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
وقال صلى الله عليه وسلم:
(أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين , لا تراءا ناراهما)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
تحبُّ أعداءَ الحبيبِ وتدّعي () حباً له ما ذاكَ في إمكانِ
وكذا تُعادي جاهداً أحبابَهُ () أينَ المحبةَ يا أخا الشيطانِ؟
فتدبرِ القرآنَ إنْ رُمْتَ الهدى () فالعلمُ تحتَ تدبرِ القرآنِ
وقال العلامة سليمان بن سحمان:
نعم لو صدقت الله فيما زعمتـه ()لعاديت من باللـه ويحك يكفر
وواليت أهل الحق سراً وجهرة () ولما تهاجيهـم وللـكفر تنصر
فما كل من قد قال ما قلت مسلم () ولكن بأشــراط هنالك تذكر
مباينة الكفار في كل مـوطـن () بذا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتكفيرهم جهراً وتسفيه رأيهـم ()وتضليلهـم فيما أتوه وأظهروا
وتصدع بالتوحيد بين ظهورهـم ()وتدعوهمُ سـراً لذاك وتجهر
فهذا هو الدين الحنيفي والهـدى ()وملة إبراهيم لـو كنـت تشعر
وقال ابن سحمان رحمه الله:
فمن لم يعاد المشركين ولـم () يوال ولم يبغض ولم يتجنـب
فليس على منهاج سنة أحمد () وليس على نهج قويم معرب
وقال ابن سحمان:
إظهار هذا الدين تصريح لهـم () بالكفر إذْْ هم معشر كفــار
وعداوة تبدو وبغض ظاهــر () يا للعقول أما لكم أفكـــار
هـذا وليس القلب كاف بغضه () والحـب منه وما هو المعيار
لكنما المعيار أن تأتي بـــه () جهـراً وتصريحاً لهم وجهار
قال ابن القيم:
( لما نهى الله تعالى المؤمنين عن موالاة الكفار اقتضى ذلك معاداتهم والبراءة منهم ومجاهرتهم بالعدوان في كل حال). بدائع الفوائد (3-69).
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
( لا بد للمسلم من التصريح بأنه من هذه الطائفة المؤمنة، حتى يقويها وتقوى به ويفزع الطواغيت، الذين لا يبلغون الغاية في العداوة حتى يصرح لهم أنه من هذه الطائفة المحاربة لهم). مجموعة التوحيد
وقال ابن عبد الوهاب رحمه الله:
( فالله .. الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم و أوله و آخره . . أسه و رأسه ، و هو شهادة أن لا إله إلا الله ، و اعرفوا معناها و أحبوا أهلها و اجعلوهم إخوانكم - و لو كانوا بعيدين - و اكفروا بالطواغيت و عادوهم و ابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ، أو قال ؛ ما علي منهم ، أو قال ؛ ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله و افترى ، بل كلفه الله بهم ، و فرض عليه الكفر بهم و البراءة منهم - و لو كانوا إخوانه و أولاده - فالله . . الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا ) (الدرر السنية 1ص78)
وقال جزاه الله خيراً ونفع بتراثه :
(فإذا عرفت هذه المسألة ، عرفت أن الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام , ولو وحد الله وترك الشرك , إلا بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء , كما قال تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) الآية....فإذا فهمت هذا فهماً حسناً جيداً عرفت أن كثيراً من الذين يدعون الدين لا يعرفونها )
وقال الشيخ سليمان بن سحمان:
( فاعلم وفقني الله وإياك , لسلوك طريق الأقوام , أن الله سبحانه : أوجب على العبد الهجرة , من ديار المشركين , والبعد عنهم , وعدم مساكنتهم , ومجامعتهم , وأوجب عليه معاداتهم , ومباداتهم بالعداوة والبغضاء , والتصريح لهم بذلك , كما قال تعالى : ( وإذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )
وقال تعالى : ( واعتزلكم وما تعبدون من دون الله ) وقال تعالى : ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومه إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبد بيننا وبينكم العداوة و البغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده )الآية.
فهذه هي ملة إبراهيم , التي قال الله فيها ( ومن يرغب عن ملت إبراهيم إلا من سفه نفسه ) فعلى المسلم أن يعادي أعداء الله , ويظهر عداوتهم , ويتباعد عنهم كل التباعد , وأن لا يواليهم , ولا يعاشرهم , وكان لها عنده قدر وقيمة) الدرر السنية (8-463-464)
وقال الإمام حمد بن عتيق:
(ثم بين أن هذا الذي دلهم عليه من موالاة المؤمنين ، ونهاهم عنه من موالاة الكافرين : ليس هو أمراً لهم وحدهم ، بل هو الصراط المستقيم الذي عليه جميع المرسلين فقال : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) أي : من المرسلين ( إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) .
فقوله : ( قد كانت لكم أسوة حسنة ) كقوله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ) .
فأمرنا سبحانه وتعالى أن نتأسى بإبراهيم الخليل ومن معه من المرسلين في قولهم : ( إنا برءاء منكم ) إلى آخره ، وإذا كان واجبا على المسلم أن يقول هذا لقومه الذين هو بين أظهرهم ، فكونه واجبا للكفار الأبعدين عنه المخالفين له في جميع الأمور ، أبين وأبين .
وهاهنا نكتة بديعة في قوله : ( إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله ) وهي : أن الله تعالى قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله ، على البراءة من الأوثان المعبودة من دون الله ، لأن الأول أهم من الثاني ، فإنه قد يتبرأ من الأوثان ولا يتبرأ ممن عبدها ، فلا يكون آتياً بالواجب عليه ، وأما إذا تبرأ من المشركين ، فإن هذا يستلزم البراءة من معبوداتهم .
وهذا كقوله تعالى : ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا ) فقدم اعتزالهم على اعتزال معبوداتهم ، وكذا قوله : ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) وقوله : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ) فعليك بهذه النكتة ، فإنها تفتح لك بابا إلى عداوة أعداء الله ، فكم من إنسان لا يقع منه الشرك ، ولكنه لا يعادي أهله !! فلا يكون مسلما بذلك ، إذا ترك دين جميع المرسلين .
ثم قال : ( كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) فقوله : ( وبدا ) أي : ظهر وبان . وتأمل تقديم العداوة على البغضاء ، لأن الأولى أهم من الثانية ، فإن الإنسان قد يبغض المشركين ولا يعاديهم فلا يكون آتياً بالواجب عليه حتى تحصل منه العداوة والبغضاء ، ولابد أيضاً من أن تكون العداوة والبغضاء باديتين ، أي : ظاهرتين بينتين .
واعلم انه وإن كانت البغضاء متعلقة بالقلب ، فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها وتبين علاماتها ، ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعداوة والمقاطعة ، فحينئذ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين). ( سبيل النجاة والفكاك ص26-28)
فهذه آيات الله، وهذه أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه أبيات أئمة المسلمين وجبال العقيدة ومقالاتهم تقول لنا أن الإسلام أصله وأسه المندرج تحت التوحيد هو البراءة من الكفار بتكفيرهم وبغضهم ومعاداتهم وجهادهم، لا موالاتهم ولا الركون إليهم ولا موادتهم ولا الإقامة معهم.
ولكن أنّى لأقوام لم يعرفوا البراءة من أعداء الله أن يعرفوا موالاة أوليائه؟
وأنّى لأقوام قد أنفوا الذلة وأفنوا أعمارهم في استرضاء الكفار وطلب العزة منهم أن يعرفوا قدر أسامة؟
فهؤلاء قد قال تعالى فيهم:
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)
فيا لك من آيات حق لو اهتدى () بهن مريد الحق كنّ هواديا
ولكن على تلك القلوب أكنة () فليست وإن أصنعت تجيب المناديا
فيا أحبتنا:
الحقّ شمس والعيون نواظرٌ () لا تختفي إلا على العميانِ
والله ما بعد البيان لمنصفٍ () إلا العناد ومركب الخذلانِ
فمن ههنا: أعلن أمام الله وخلقه أنني كأسامة: كافر بإسلام المستسلمين للصليبيين الموالين لهم، ليسوا على ديني ولستُ على دينهم، بل أبادلهم براءتهم من أسامة براءة مثلها، لكن الفرق بيننا: أنهم قد برئوا من أسامة تقرباً إلى أوليائهم الصليبيين، وبرئتُ تقرباً إلى الله - ولي المؤمنين- وطاعةً له.
فمن يعلنها معي براءة منهم وكفراً بدينهم؟
وأختم بنقل خاطرة جميلة للكاتب لويس بن عطية الله..
أمة لا تستحق بطلها!
أمة ذليلة ..
أمة خانعة ..
أمة استمرأت القهر سنوات طويلة ..
أمة لا تعرف التمييز بين ( البطل ) وبين ( الشرير )
فهل تستحق تلك الأمة بطلا مثل أسامة بن لادن ؟!
أعتقد أن مثل بن لادن كثير على هذه الأمة..
عجزت هذه الأمة حتى في ظهور شاعر واحد منها يكتب قصيدة في البطل !! فاضطر البطل بنفسه أن يكتب قصيدة في الثناء على الأبطال .. هل هناك أعجز من هذه الأمة ؟ تضن على البطل حتى بقصيدة شعرية تخلده كما خلد الأبطال السابقون ؟
ماذا فعل المعتصم حتى خلده أبو تمام بالسيف أصدق إنباء من الكتب ؟
استولى على عمورية ؟ وما عمورية حتى يخلدها أبو تمام ؟؟
يجب على هذه الأمة أن تتخلى عن أسامة بن لادن وتتركه للكوريين الجنوبيين فتلاميذ المدارس هناك كتبوا قصيدة في تخليد بن لادن وجعله بطلهم المطلق ..
سمعت الخبر في قناة الجزيرة وأن تلاميذ المدارس الكورية الجنوبية يتداولون قصيدة فيها تمجيد لأسامة ويعتبرونه بطلهم ويتمنون أن يصبحوا ( ارهابيين ) عندما يكبرون مثل أسامة .. ويكرهون بوش ويعتبرونه نموذج ( الشر ) ..
فامتقع وجهي وقلت ..
ذل من يغبط الذليل بعيش *** رب عيش أخف منه الحمام
أتركوا بن لادن لأمة الكوريين إذا كنتم لا تشعرون بالفخر من انتساب هذا البطل لكم .. فتلاميذ المدارس الكورية يفخرون بذلك الرجل ..
دعوه لهم فإنكم لا تستحقونه ..
حقا بن لادن .. بطل ولا أبا تمام له ..
يا أسامة لا تبتئس
رمى بك الله برجيها فهدمها *** ولو رمى بك غير الله لم تصبِ
أرواحهم في وحشة وجسومهم () في كدحها لا في رضا الرحــمنِ
ما سعيهم إلا لطيب العيش فــــ() ـــي الدنيـا ولو أفضى إلى النـــيرانِ
هربوا من الرق الذي خلقوا له () فبلوا برق النفس والشيطانِ
لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم () فقد ارتضوا بالذل والحرمــانِ
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا؟؟؟ لا يستوون...
فمهلاً يا ورثة بلعام بن باعوراء، مهلاً وانتظروا أخذ الله فإن أُمهِلتم فلن يهملكم الله، إن موعدكم لقريب، ولن يخلفكم الله الموعد.
يقول الشاعر فى القائد المجاهد الشيخ الامير اسامة ابن لادن حفظة الله ونصرة
أسامةُ يا حيّاك ربي وسلّما وأكرمكَ المولى الكريمُ وأنعَما
ودُمْتَ لنا حتى نرى بكَ عِزّةً ودُمْتَ لنا حتى نرى بكَ مَغنما
فنِعْمَ مليٌّ أنتَ لا نَعِمَ الْمَلا ونِعْمَ جهادٌ عُدْتَ فيهِ مُجَرّما
ونِعْمَ وإنّ النّعْمَ فيكَ قليلةٌ وأَنَى لنِعْمٍ أنْ تُعادِلَ أنعُما
فقدْ بَدَأَ الإسلامُ بالعَوْدِ بَعْدَما رَفَعْتُمْ شِعاراً كادَ يُمْحَى لَهُ سُما
بِمِثْلِ الذي تَرْجُوهُ لا أمَّ لِلْفَتَى وما أنتَ فيهِ فَلْيَكُ القلبُ مُغْرَما
ولَمّا بَرَزْتُمْ في الجزيرةِ عادَ مِنْ مُحَيّاكُمُ فينا السرورُ فأبْسَما
ووالله إنّ الرُوحَ فينا تَجَدّدَتْ وكادتْ بما أبْدَيْتَ تَسْمُو إلى السّما
وزالَ أسىً مما يَسُوءُ سَماعُه وكانَ مِنَ الإعلامِ غَيْـباً مُرَجّما
وراوَدَنا حُزْنٌ علينا وفَرْحَةٌ بِكُمْ فَشُعُورٌ مِثْلُهُ ما تَقَدّما
فإنّا وقدْ كان البلا وتكالبوا علينا بني الكفارِ لم نَرَ مُسْلِما
ولَمْ نَرَ أرْبابَ العقيدةِ حينما رَجَوْناهُمُ يَحْمونَ فيهم لها حِمَى
يُدينون ما قد حلَّ بالكفرِ كُلّما رَجَوْنا مواقفَ مِنْهُمُ وَلَقَلّما
كأنّهُمُ لم يَعْرِفوا قَطُّ مُنْكَراً سِواهُ ولا ظُلماً مَضَى مِنْهُ أعْظما
فسِيمَ بنو الإسلامِ سوءً وأُسْلِموا وما كان ذو الإسلامِ مِنّا لِيُسْلما
فكم مسلمٍ أمسى صريعاً ورُمِّلَتْ نساءٌ بلا ذنبٍ وطِفْلٍ تَيَتَّما
وكمْ قريةٍ أضحتْ يَباباً وكمْ وكمْ وليسَ لنا حقٌ بأنْ نَتَكَلّما
فما بالُ من قد كان بالأمسِ مُعْرِباً بما دانَهُ قدْ أصبحَ اليومَ أعْجَما
أكانتْ دِماءُ الكافرينَ عزيزةً عليكمْ ولَمْ يَعْزِزْ عليكمْ لنا دِما
فلعنةُ ربي لا تُغادِر مُجْرِماً ولا عالماً عن كِلْمةِ الحقِّ أحْجَما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الهادي الأمين أما بعد:
نقلت الجزيرة خبرا ً عن [اللجنة الإسلامية في أسبانيا] أنها أصدرت فتوى تقول فيها أن الشيخ أسامة بن لادن - حفظه الله - مرتد , فكتبت رسالة مواساة إلى شيخنا وحبيبنا أبا عبد الله حفظه الله...
يا أسامة لا تحزن...لا تحزن إن رأيت علماء السوء وأحبار الضلال يسارعون في رضى اليهود والنصارى حتى يدينوك ليكسبوا معاشهم على حساب ولائهم للصليب...
يا أسامة لا تحزن...فإنك كفلت اليتامى وأحسنت إلى الأيامى ونصرت الدعوة وتركت خلفك مدارس في الجزيرة لتعليم التوحيد وإنشاء جيل يرفع راية الجهاد...
يا أسامة لا تحزن...فمن يعرفك يعرف حبك لنصرة دينه وتركك للغالي والنفيس لأجل لا إله إلا الله ودوسك على هذه الدنيا التافهة...
يا أسامة لا تحزن...والله لا يخزيك الله أبدا ً يكفيك فخرا ً بأن الدنيا أقبلت إليك فأدرت لها ظهرك وقلت ما عند ربي خير وأبقى...
يا أسامة لا تحزن...فهؤلاء الأحبار يريدون نصرة أسيادهم ويريدون للأسبان أن يقتلونا في أفغانستان ويقتلوا أطفال أفغانستان ونساء أفغانستان ولا يريدون لرجل شهم خنوع مثلك أن يرد عليهم العدوان بالعدوان...
يا أسامة لا تحزن...فالذي أعمى قريشا ً عن محمد صلى الله عليه وسلم حتى مكنه في الأرض أعمى النصارى عنك رغما ً عن عدتهم وعتادهم وتكنولوجيتهم وسيعميهم بإذن الله حتى يمكنك في الأرض كما وعد الله تعالى :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور
يا أسامة لا تحزن...فأحبار السوء دينهم ليس دينك...دينهم هو نصرة الظالم والسكوت عن المجرم ومناصرة المعتدي وكبت المظلوم...دينهم (الفتوى مقابل الغذاء) أما دينك فهو دين محمد صلى الله عليه وسلم دين الهجرة والجهاد دين الصفح والذبح دين السلام والحرب دين الإعتداء على من إعتدى علينا وكف آذانا عمن كف آذاه عنا..
يا أسامة لا تحزن...فلو كان معهم عباد الصليب فمعنا رب مجيب قريب ولن يعجزوا الله في الأرض هربا ً وإن غدا ً لناظره قريب...
يا أسامة لا تحزن...فميعادهم يوم يقوم الحساب...يوم نرى وجوههم سوداء شحباء لا يجدون من ناصرهم في الدنيا من النصارى ولا من يدفع عنهم الأذى ولا ملجأ ولا منجا منهم إلا لله...
يا أسامة لا تحزن....إن الله معنا.
لله درك يــــا أسامــة *** في جبين العز شامـة
شامخا ً كالـــطود فينا *** ما حنى للكفر هامــة
لقن الباغيــن درســا ً *** شاهرا ً فيهم حسامة
معلنا ً صوتــا ً يـــدوي *** ليس للكفر شهـــامـة
ليس للباغين عـــهــد *** كيف والبغي تنــامــى
لسنا نرضى اليوم ذلا ً *** أو نطأطأ كالنـــعـــامة
نحن في الحرب أسود *** لسنا نرضى بالسلامة
بل إلى الجنات نمضى *** نبذل الروح عــلامــــة
هكذا الإســــلام ربـى *** صابرا ً جيش الكرامــة
عصبــة لله قـــامـــت *** ما ترى فيها السآمـــة
نكســـت رايـــات كفر *** أعقبت فيهم نـــدامــة
فاعتلى فيهم صيـــاح *** أوقفوا زحف أســـامـة
قد غدوت اليوم رمـزا ً *** في جبين العز شامــة
قد غدوت اليوم رمـزا ً *** لله درك يا أســـــامــــة
{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف
مالكم كيف تحكمون يا مفتي إسبانيا؟
قال الشيخ العلامة إمام الدعوة السلفية، وحامي حماها بأبياته النارية، العاصفة بكل من أوغل وتمادى في غيِّه، سليمان بن سحمان رحمه الله : (في كل قرن وعصر من أهل العلم والفقه والحديث طائفة قائمة تكفر من كفره الله ورسوله وقام الدليل على كفره لا يتحاشون عن ذلك بل يرونه من واجبات الدين وقواعد الإسلام وبعض العلماء يرى أن هذا - أي تكفير من قام الدليل على كفره- والجهاد عليه ركن لا يتم الإسلام بدونه ) الضياء الشارق ص 163
======================================
كلنا قرأنا ما أصدره جمع من رويبضات نسبوا أنفسهم للإسلام ونصّبوا أنفسهم ممثلين للمسلمين في أسبانيا من تكفيرٍ للشيخ الإمام المجاهد أسامة بن لادن -زاده الله شرفا وعزا ورفعة- ، وقولٍ ساقطٍ بردة الشيخ، وكنتُ قد اكتفيتُ لما سمعت الخبر بالحوقلة ودعاء الله الثبات على الدين، ولم يدر بخلدي حينها أنني قد أضطر لكتابة شيء بهذا الصدد، ولكن كما يقال: لكل ساقطة لاقطة، والأوحال لا بد لها من خنازير لتتمرغ بها وتتمسح في أوساخها، لذا كان لزاما أن يُرَدّ على ما قيل بحق الشيخ أسامة بن لادن من قبل هؤلاء معذرةً إلى الله وبياناً للحق وإبراءً للذمة.
وأنا لم أقرأ فتواهم ولا اعرف سبب كفر الشيخ أسامة عندهم، وإن كنتُ أستطيع أن أتصور الأمر ودوافعه.
لكنني لن أدافع عن الشيخ أسامة أو أنفي عنه تهمة الكفر أو أنسبه للإسلام!
بل أنا أشدّ على يد من أفتوا بذلك مؤيدا، وأقول لهم: أصبتم أخزاكم الله ! إلا في قولكم أن أسامة قد ارتد.
فما يظهر جليا هو أن أسامة لم يسلم يوما حتى يرتد، ومعلوم أن من لم يسبق له إسلام لا يمكن بحال أن يسمى مرتدا بل كفره معه منذ أن عرفناه!
ولكن أي إسلام وأي كفر؟ طبعا أنا أتحدث عن هذه المسميات عندكم لا في شرع الله.
فالإسلام عندكم: هو الاستسلام للصليبيين بالموالاة، والانقياد أذلاء لهم بالطاعة، والبراءة من الجهاد وأهله.
والكفر عندكم: -هو الكفر بكل ما جئتم به من إذابة للفوارق بين الموحدين والكفار، - وهو هجرة الكفار فلا يساكنون ولا يوادّون ولا يوالَون ولا يداهَنون ولا يُسكَت عن جرائمهم.
فأسامة بمقاييسكم وحسب شرعكم الذي تدينون به:
كافر بل هو إمام من أئمة الكفر، وداعية من دعاته، كتب الله أن كَفَر على يديه آلاف من شباب هذه الأمة بكل ما تدينون به، فعرفوا العزة على الكافرين، وعرفوا البراءة من الطواغيت وعرفوا جهاد أعداء الدين..
ببساطة: أسامة علمهم أصل دينهم الذي لم تعرفوه يوماً: البراءة من الكفار والمشركين ومعاداتهم وتكفيرهم وتكفير من والاهم.
فأسامة لم يكن يوماً على دينكم، وأنتم لم تكونوا يوماً على دينه.
قد عرفنا دينكم الممسوخ، فنسبته للإسلام دين محمد صلى الله عليه وسلم، هي كنسبة دين المثلثين محرفي الإنجيل إلى دين عيسى عليه السلام: نسبة جائرة ظالمة ليس لها حظُّ في الحق أبداً.
وإن كان الله قد كتب لكتابه الحفظ، فدينكم يحاول تحريف معاني كتاب الله ليتوافق مع شرائعكم الخبيثة.
أما وقد عرفنا دينكم، وأن أسامة لم يكن يوماً على دينكم، فقد وجب أن نعرف دين أسامة، وأيكم هو المتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم.
أسامة يا خراف الصليب المنقادة له طوعا لا كرها:
قد كفر بكل ما يُعبَد من دون الله، ووحد الله إلهاً لا شريك له في طاعة أو حكم أو تشريع أو محبة.
أسامة يا مطايا الصليب وأولياء عبّاده:
قد أتبع كفره بما دون الله ببغض لكل من كفر بالله وأظهر بغضَه معاداةً لهم، وترجم هذه المعاداة التي لا يقوم دين أسامة إلا بها وبإظهارها: بجهاد لمن حارب الله ورسوله وكفر بما أنزل الله على محمد، فقام فيهم بسيفه مصلتا عليهم، وبعث إليهم سراياه فروّعت قلوبهم الخبيثة، وزادت معيشتهم ضنكا على ضنك، ودكت حصونهم بفضل الله، فكانت له مع الملحدين الروس صولات، ومع المشركين النصارى جولات..
فعرفناه بطلا في مأسدة الأنصار، وعرفناه مظفرا في غزوات شرق أفريقيا، وعرفناه مجددا لهذه الأمة ما غاب واندرس من دينها في غزوات نيويورك وواشنطن.. فلله دره، ولله در الأبطال التسعة عشر.. ولله در المجاهدين الذين يحملون لواء التوحيد في كل مكان، مذيقين أعداء الله شيئا من العذاب الذي سيذوقون أضعافه في جهنم، فأولئك الأبطال:
أولئك هم أنصار دين محمدٍ () ومن زاغ عن منهاجهم لا نجاملُهْ
ومن ضل عن منهاجهم فهو غالطٌ () ومبتدع لا يدفع الحق باطلُهْ
فمن من الفريقين أحق بأن يكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه الأنبياء؟
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
وقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )
وقال تعالى:
( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)
وقال تعالى:
( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كن مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً )
وقال تعالى:
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
وقال صلى الله عليه وسلم:
(أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين , لا تراءا ناراهما)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
تحبُّ أعداءَ الحبيبِ وتدّعي () حباً له ما ذاكَ في إمكانِ
وكذا تُعادي جاهداً أحبابَهُ () أينَ المحبةَ يا أخا الشيطانِ؟
فتدبرِ القرآنَ إنْ رُمْتَ الهدى () فالعلمُ تحتَ تدبرِ القرآنِ
وقال العلامة سليمان بن سحمان:
نعم لو صدقت الله فيما زعمتـه ()لعاديت من باللـه ويحك يكفر
وواليت أهل الحق سراً وجهرة () ولما تهاجيهـم وللـكفر تنصر
فما كل من قد قال ما قلت مسلم () ولكن بأشــراط هنالك تذكر
مباينة الكفار في كل مـوطـن () بذا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتكفيرهم جهراً وتسفيه رأيهـم ()وتضليلهـم فيما أتوه وأظهروا
وتصدع بالتوحيد بين ظهورهـم ()وتدعوهمُ سـراً لذاك وتجهر
فهذا هو الدين الحنيفي والهـدى ()وملة إبراهيم لـو كنـت تشعر
وقال ابن سحمان رحمه الله:
فمن لم يعاد المشركين ولـم () يوال ولم يبغض ولم يتجنـب
فليس على منهاج سنة أحمد () وليس على نهج قويم معرب
وقال ابن سحمان:
إظهار هذا الدين تصريح لهـم () بالكفر إذْْ هم معشر كفــار
وعداوة تبدو وبغض ظاهــر () يا للعقول أما لكم أفكـــار
هـذا وليس القلب كاف بغضه () والحـب منه وما هو المعيار
لكنما المعيار أن تأتي بـــه () جهـراً وتصريحاً لهم وجهار
قال ابن القيم:
( لما نهى الله تعالى المؤمنين عن موالاة الكفار اقتضى ذلك معاداتهم والبراءة منهم ومجاهرتهم بالعدوان في كل حال). بدائع الفوائد (3-69).
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
( لا بد للمسلم من التصريح بأنه من هذه الطائفة المؤمنة، حتى يقويها وتقوى به ويفزع الطواغيت، الذين لا يبلغون الغاية في العداوة حتى يصرح لهم أنه من هذه الطائفة المحاربة لهم). مجموعة التوحيد
وقال ابن عبد الوهاب رحمه الله:
( فالله .. الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم و أوله و آخره . . أسه و رأسه ، و هو شهادة أن لا إله إلا الله ، و اعرفوا معناها و أحبوا أهلها و اجعلوهم إخوانكم - و لو كانوا بعيدين - و اكفروا بالطواغيت و عادوهم و ابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ، أو قال ؛ ما علي منهم ، أو قال ؛ ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله و افترى ، بل كلفه الله بهم ، و فرض عليه الكفر بهم و البراءة منهم - و لو كانوا إخوانه و أولاده - فالله . . الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا ) (الدرر السنية 1ص78)
وقال جزاه الله خيراً ونفع بتراثه :
(فإذا عرفت هذه المسألة ، عرفت أن الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام , ولو وحد الله وترك الشرك , إلا بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء , كما قال تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) الآية....فإذا فهمت هذا فهماً حسناً جيداً عرفت أن كثيراً من الذين يدعون الدين لا يعرفونها )
وقال الشيخ سليمان بن سحمان:
( فاعلم وفقني الله وإياك , لسلوك طريق الأقوام , أن الله سبحانه : أوجب على العبد الهجرة , من ديار المشركين , والبعد عنهم , وعدم مساكنتهم , ومجامعتهم , وأوجب عليه معاداتهم , ومباداتهم بالعداوة والبغضاء , والتصريح لهم بذلك , كما قال تعالى : ( وإذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )
وقال تعالى : ( واعتزلكم وما تعبدون من دون الله ) وقال تعالى : ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومه إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبد بيننا وبينكم العداوة و البغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده )الآية.
فهذه هي ملة إبراهيم , التي قال الله فيها ( ومن يرغب عن ملت إبراهيم إلا من سفه نفسه ) فعلى المسلم أن يعادي أعداء الله , ويظهر عداوتهم , ويتباعد عنهم كل التباعد , وأن لا يواليهم , ولا يعاشرهم , وكان لها عنده قدر وقيمة) الدرر السنية (8-463-464)
وقال الإمام حمد بن عتيق:
(ثم بين أن هذا الذي دلهم عليه من موالاة المؤمنين ، ونهاهم عنه من موالاة الكافرين : ليس هو أمراً لهم وحدهم ، بل هو الصراط المستقيم الذي عليه جميع المرسلين فقال : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) أي : من المرسلين ( إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) .
فقوله : ( قد كانت لكم أسوة حسنة ) كقوله تعالى : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ) .
فأمرنا سبحانه وتعالى أن نتأسى بإبراهيم الخليل ومن معه من المرسلين في قولهم : ( إنا برءاء منكم ) إلى آخره ، وإذا كان واجبا على المسلم أن يقول هذا لقومه الذين هو بين أظهرهم ، فكونه واجبا للكفار الأبعدين عنه المخالفين له في جميع الأمور ، أبين وأبين .
وهاهنا نكتة بديعة في قوله : ( إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله ) وهي : أن الله تعالى قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله ، على البراءة من الأوثان المعبودة من دون الله ، لأن الأول أهم من الثاني ، فإنه قد يتبرأ من الأوثان ولا يتبرأ ممن عبدها ، فلا يكون آتياً بالواجب عليه ، وأما إذا تبرأ من المشركين ، فإن هذا يستلزم البراءة من معبوداتهم .
وهذا كقوله تعالى : ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا ) فقدم اعتزالهم على اعتزال معبوداتهم ، وكذا قوله : ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) وقوله : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ) فعليك بهذه النكتة ، فإنها تفتح لك بابا إلى عداوة أعداء الله ، فكم من إنسان لا يقع منه الشرك ، ولكنه لا يعادي أهله !! فلا يكون مسلما بذلك ، إذا ترك دين جميع المرسلين .
ثم قال : ( كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) فقوله : ( وبدا ) أي : ظهر وبان . وتأمل تقديم العداوة على البغضاء ، لأن الأولى أهم من الثانية ، فإن الإنسان قد يبغض المشركين ولا يعاديهم فلا يكون آتياً بالواجب عليه حتى تحصل منه العداوة والبغضاء ، ولابد أيضاً من أن تكون العداوة والبغضاء باديتين ، أي : ظاهرتين بينتين .
واعلم انه وإن كانت البغضاء متعلقة بالقلب ، فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها وتبين علاماتها ، ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعداوة والمقاطعة ، فحينئذ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين). ( سبيل النجاة والفكاك ص26-28)
فهذه آيات الله، وهذه أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه أبيات أئمة المسلمين وجبال العقيدة ومقالاتهم تقول لنا أن الإسلام أصله وأسه المندرج تحت التوحيد هو البراءة من الكفار بتكفيرهم وبغضهم ومعاداتهم وجهادهم، لا موالاتهم ولا الركون إليهم ولا موادتهم ولا الإقامة معهم.
ولكن أنّى لأقوام لم يعرفوا البراءة من أعداء الله أن يعرفوا موالاة أوليائه؟
وأنّى لأقوام قد أنفوا الذلة وأفنوا أعمارهم في استرضاء الكفار وطلب العزة منهم أن يعرفوا قدر أسامة؟
فهؤلاء قد قال تعالى فيهم:
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)
فيا لك من آيات حق لو اهتدى () بهن مريد الحق كنّ هواديا
ولكن على تلك القلوب أكنة () فليست وإن أصنعت تجيب المناديا
فيا أحبتنا:
الحقّ شمس والعيون نواظرٌ () لا تختفي إلا على العميانِ
والله ما بعد البيان لمنصفٍ () إلا العناد ومركب الخذلانِ
فمن ههنا: أعلن أمام الله وخلقه أنني كأسامة: كافر بإسلام المستسلمين للصليبيين الموالين لهم، ليسوا على ديني ولستُ على دينهم، بل أبادلهم براءتهم من أسامة براءة مثلها، لكن الفرق بيننا: أنهم قد برئوا من أسامة تقرباً إلى أوليائهم الصليبيين، وبرئتُ تقرباً إلى الله - ولي المؤمنين- وطاعةً له.
فمن يعلنها معي براءة منهم وكفراً بدينهم؟
وأختم بنقل خاطرة جميلة للكاتب لويس بن عطية الله..
أمة لا تستحق بطلها!
أمة ذليلة ..
أمة خانعة ..
أمة استمرأت القهر سنوات طويلة ..
أمة لا تعرف التمييز بين ( البطل ) وبين ( الشرير )
فهل تستحق تلك الأمة بطلا مثل أسامة بن لادن ؟!
أعتقد أن مثل بن لادن كثير على هذه الأمة..
عجزت هذه الأمة حتى في ظهور شاعر واحد منها يكتب قصيدة في البطل !! فاضطر البطل بنفسه أن يكتب قصيدة في الثناء على الأبطال .. هل هناك أعجز من هذه الأمة ؟ تضن على البطل حتى بقصيدة شعرية تخلده كما خلد الأبطال السابقون ؟
ماذا فعل المعتصم حتى خلده أبو تمام بالسيف أصدق إنباء من الكتب ؟
استولى على عمورية ؟ وما عمورية حتى يخلدها أبو تمام ؟؟
يجب على هذه الأمة أن تتخلى عن أسامة بن لادن وتتركه للكوريين الجنوبيين فتلاميذ المدارس هناك كتبوا قصيدة في تخليد بن لادن وجعله بطلهم المطلق ..
سمعت الخبر في قناة الجزيرة وأن تلاميذ المدارس الكورية الجنوبية يتداولون قصيدة فيها تمجيد لأسامة ويعتبرونه بطلهم ويتمنون أن يصبحوا ( ارهابيين ) عندما يكبرون مثل أسامة .. ويكرهون بوش ويعتبرونه نموذج ( الشر ) ..
فامتقع وجهي وقلت ..
ذل من يغبط الذليل بعيش *** رب عيش أخف منه الحمام
أتركوا بن لادن لأمة الكوريين إذا كنتم لا تشعرون بالفخر من انتساب هذا البطل لكم .. فتلاميذ المدارس الكورية يفخرون بذلك الرجل ..
دعوه لهم فإنكم لا تستحقونه ..
حقا بن لادن .. بطل ولا أبا تمام له ..
يا أسامة لا تبتئس
رمى بك الله برجيها فهدمها *** ولو رمى بك غير الله لم تصبِ
أرواحهم في وحشة وجسومهم () في كدحها لا في رضا الرحــمنِ
ما سعيهم إلا لطيب العيش فــــ() ـــي الدنيـا ولو أفضى إلى النـــيرانِ
هربوا من الرق الذي خلقوا له () فبلوا برق النفس والشيطانِ
لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم () فقد ارتضوا بالذل والحرمــانِ
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا؟؟؟ لا يستوون...
فمهلاً يا ورثة بلعام بن باعوراء، مهلاً وانتظروا أخذ الله فإن أُمهِلتم فلن يهملكم الله، إن موعدكم لقريب، ولن يخلفكم الله الموعد.
يقول الشاعر فى القائد المجاهد الشيخ الامير اسامة ابن لادن حفظة الله ونصرة
أسامةُ يا حيّاك ربي وسلّما وأكرمكَ المولى الكريمُ وأنعَما
ودُمْتَ لنا حتى نرى بكَ عِزّةً ودُمْتَ لنا حتى نرى بكَ مَغنما
فنِعْمَ مليٌّ أنتَ لا نَعِمَ الْمَلا ونِعْمَ جهادٌ عُدْتَ فيهِ مُجَرّما
ونِعْمَ وإنّ النّعْمَ فيكَ قليلةٌ وأَنَى لنِعْمٍ أنْ تُعادِلَ أنعُما
فقدْ بَدَأَ الإسلامُ بالعَوْدِ بَعْدَما رَفَعْتُمْ شِعاراً كادَ يُمْحَى لَهُ سُما
بِمِثْلِ الذي تَرْجُوهُ لا أمَّ لِلْفَتَى وما أنتَ فيهِ فَلْيَكُ القلبُ مُغْرَما
ولَمّا بَرَزْتُمْ في الجزيرةِ عادَ مِنْ مُحَيّاكُمُ فينا السرورُ فأبْسَما
ووالله إنّ الرُوحَ فينا تَجَدّدَتْ وكادتْ بما أبْدَيْتَ تَسْمُو إلى السّما
وزالَ أسىً مما يَسُوءُ سَماعُه وكانَ مِنَ الإعلامِ غَيْـباً مُرَجّما
وراوَدَنا حُزْنٌ علينا وفَرْحَةٌ بِكُمْ فَشُعُورٌ مِثْلُهُ ما تَقَدّما
فإنّا وقدْ كان البلا وتكالبوا علينا بني الكفارِ لم نَرَ مُسْلِما
ولَمْ نَرَ أرْبابَ العقيدةِ حينما رَجَوْناهُمُ يَحْمونَ فيهم لها حِمَى
يُدينون ما قد حلَّ بالكفرِ كُلّما رَجَوْنا مواقفَ مِنْهُمُ وَلَقَلّما
كأنّهُمُ لم يَعْرِفوا قَطُّ مُنْكَراً سِواهُ ولا ظُلماً مَضَى مِنْهُ أعْظما
فسِيمَ بنو الإسلامِ سوءً وأُسْلِموا وما كان ذو الإسلامِ مِنّا لِيُسْلما
فكم مسلمٍ أمسى صريعاً ورُمِّلَتْ نساءٌ بلا ذنبٍ وطِفْلٍ تَيَتَّما
وكمْ قريةٍ أضحتْ يَباباً وكمْ وكمْ وليسَ لنا حقٌ بأنْ نَتَكَلّما
فما بالُ من قد كان بالأمسِ مُعْرِباً بما دانَهُ قدْ أصبحَ اليومَ أعْجَما
أكانتْ دِماءُ الكافرينَ عزيزةً عليكمْ ولَمْ يَعْزِزْ عليكمْ لنا دِما
فلعنةُ ربي لا تُغادِر مُجْرِماً ولا عالماً عن كِلْمةِ الحقِّ أحْجَما