© MATCHLESS
06-11-2004, 03:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://writers.alriyadh.com.sa/images/alahmade.jpg
في عام 1998زرت لندن لأول مرة في حياتي.. ورغم ساعات الطيران الطويلة إلا أنني - ما ان وصلت إلى الفندق - حتى غيرت ثيابي وأخذت الباص إلى ساحة الطرف الأغر أو Trafalgar Square.. وهناك شاهدت شيئاً كان آخر ما توقعت رؤيته في لندن (على الأقل ليس أول يوم)، فقد كانت الساحة مليئة بجماهير غفيرة من المسلمين المشاركين في مهرجان بعنوان "دعوة إلى الإسلام"..
ورغم ان المهرجان يهدف أساساً إلى دعوة "غير المسلمين" إلا انه استقطب أيضاً المتشددين من المسيحيين والهندوس والسيخ (!!!).. وبسرعة تحولت الساحة إلى بؤر نقاش حامية بين مجموعات دينية مختلفة (في حين كنت أتنقل بينهم بكاميرة الفيديو).. وأذكر على وجه التحديد رجلاً مسيحياً متشدداً كان يقف وسط الساحة ويرفع الإنجيل عالياً ويقول بأعلى صوته "لن يدخل الجنة إلا من يعبد المسيح".. وقد لفت قوله هذا شابا افريقيا مسلما فتقدم إليه وسأله "هل قلت إن الجنة لا يدخلها إلا من يعبد المسيح؟" قال الرجل بإصرار "نعم، والبقية سيدخلون النار" فقال الشاب بهدوء "أنا أؤمن بالإنجيل وأريد دخول الجنة ولكن أرني أولاً آية يطلب فيها المسيح من الناس عبادته؟".. ورغم أن الرجل ارتبك قليلاً إلا أنه قال بفرح "طبعاً طبعاً سأريك آيات كثيرة" وبدأ يقلب صفحات الانجيل حتى توقف عند صفحة معينة قدمها للشاب قائلاً "هنا، اقرأ هنا" قرأها الشاب بصوت مرتفع (قاصداً إسماع الجماهير التي بدأت تتجمع حولهما) ثم أعاد الإنجيل للرجل وقال "كما سمع الجميع، ليس فيها شيء كهذا" فبدأ الرجل يقلب الإنجيل مرة أخرى حتى توقف عند صفحة جديدة وقدمها له، ومرة أخرى قرأ الشاب الصفحة بصوت مرتفع ثم أعاد الانجيل قائلاً: "وهذه ليس فيها ما يشير إلى أن المسيح طلب من الناس عبادته".. وبعد أن تكرر هذا الموقف أربع أو خمس مرات أغلق المسيحي الانجيل بقوة وانسحب من الساحة وهو يقول "ستدخل النار على أي حال".. ولم يرد عليه الشاب المسلم ولكنه - في النهاية - استقطب عدداً كبيراً من غير المسلمين!
هذا الموقف الذكي تداعى إلى ذهني اليوم وأنا أقرأ قصة إسلام قسيس مشهور من جنوب افريقيا.. هذا القسيس يدعى (سييلي) وكان مقرباً من الفاتيكان بسبب نشاطه الكبير في التنصير.. وذات يوم ذهب ليشتري بعض الحلي الرخيصة (لاستدراج القرويين السذج) ودخل إلى دكان تاجر هندي مسلم.. وبعد أن انتهى من الشراء وهمَّ بالذهاب سأله التاجر: أنت قسيس أليس كذلك؟ قال سييلي: نعم، فسأله الرجل: ومن هو إلهكم؟ قال سييلي مبتسماً: أنتم تعرفونه مثلنا انه عيسى المسيح!! فقال التاجر: أنا أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في الإنجيل تقول على لسان المسيح (أنا ابن الله) أو (أنا الله) فاعبدوني؟!
هذا السؤال نزل على القس كالصاعقة وحاول أن يعود بذاكرته إلى الأناجيل وكتب النصرانية ولكنه لم يجد آية كهذه.. وحين أسقط في يده وقف متسمراً في مكانه في حين عاد التاجر المسلم لترتيب بضاعته.. وبدل أن يذهب في مهمته التنصيرية الجديدة ذهب إلى مكتبة الكنيسة وبقي يفتش فيها أربعة أيام متتالية فلم يجد شيئاً كهذا على لسان المسيح.. وعندما ذهب إلى المجلس الكنسي وطلب الاجتماع بأعضائه وقال لهم: من أين أتيتم بمقولة أن المسيح هو الله؟ وأين - ومتى - أمرنا بعبادته؟.. (فلم يجبه أحد)..
وفي إحدى الليالي رأى في المنام رجلاً يشع وجهه بالنور (عرف لاحقاً أنه النبي محمد) الذي ناداه قائلاً: يا إبراهيم.. نعم أنت.. لقد أسميتك إبراهيم.. اتبع هؤلاء الرجال لتعرف الحقيقة.. فنظر إلى يمينه فإذا بمجموعة من الرجال تلبس ثياباً بيضاً تسير نحو مبنى يشبه المسجد..
ورغم أن سييلي استيقظ سعيداً باسمه الجديد إلا انه لم يعرف أولئك الرجال ولا أين يجد المبنى الذي شاهده في المنام.. وهكذا بدأ يطوف على مدن البلاد حتى وصل إلى جوهانسبيرغ وشاهد مسجد "لجنة مسلمي أفريقيا" فعرف أنه وصل إلى مبتغاه.. ليس هذا فحسب بل شاهد نفس الرجال يدخلون المسجد بثيابهم البيض كما رآهم في المنام.. الاختلاف الوحيد أن آخر رجل منهم توقف فجأة وسأله: هل أنت إبراهيم؟ فتعجب كيف عرف اسمه الجديد.. ولكن الرجل تابع قائلاً: لقد رأيتك في منامي البارحة وقلت لي انك تبحث عن الحقيقة.. "لقد وصلت يا أخي".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://writers.alriyadh.com.sa/images/alahmade.jpg
في عام 1998زرت لندن لأول مرة في حياتي.. ورغم ساعات الطيران الطويلة إلا أنني - ما ان وصلت إلى الفندق - حتى غيرت ثيابي وأخذت الباص إلى ساحة الطرف الأغر أو Trafalgar Square.. وهناك شاهدت شيئاً كان آخر ما توقعت رؤيته في لندن (على الأقل ليس أول يوم)، فقد كانت الساحة مليئة بجماهير غفيرة من المسلمين المشاركين في مهرجان بعنوان "دعوة إلى الإسلام"..
ورغم ان المهرجان يهدف أساساً إلى دعوة "غير المسلمين" إلا انه استقطب أيضاً المتشددين من المسيحيين والهندوس والسيخ (!!!).. وبسرعة تحولت الساحة إلى بؤر نقاش حامية بين مجموعات دينية مختلفة (في حين كنت أتنقل بينهم بكاميرة الفيديو).. وأذكر على وجه التحديد رجلاً مسيحياً متشدداً كان يقف وسط الساحة ويرفع الإنجيل عالياً ويقول بأعلى صوته "لن يدخل الجنة إلا من يعبد المسيح".. وقد لفت قوله هذا شابا افريقيا مسلما فتقدم إليه وسأله "هل قلت إن الجنة لا يدخلها إلا من يعبد المسيح؟" قال الرجل بإصرار "نعم، والبقية سيدخلون النار" فقال الشاب بهدوء "أنا أؤمن بالإنجيل وأريد دخول الجنة ولكن أرني أولاً آية يطلب فيها المسيح من الناس عبادته؟".. ورغم أن الرجل ارتبك قليلاً إلا أنه قال بفرح "طبعاً طبعاً سأريك آيات كثيرة" وبدأ يقلب صفحات الانجيل حتى توقف عند صفحة معينة قدمها للشاب قائلاً "هنا، اقرأ هنا" قرأها الشاب بصوت مرتفع (قاصداً إسماع الجماهير التي بدأت تتجمع حولهما) ثم أعاد الإنجيل للرجل وقال "كما سمع الجميع، ليس فيها شيء كهذا" فبدأ الرجل يقلب الإنجيل مرة أخرى حتى توقف عند صفحة جديدة وقدمها له، ومرة أخرى قرأ الشاب الصفحة بصوت مرتفع ثم أعاد الانجيل قائلاً: "وهذه ليس فيها ما يشير إلى أن المسيح طلب من الناس عبادته".. وبعد أن تكرر هذا الموقف أربع أو خمس مرات أغلق المسيحي الانجيل بقوة وانسحب من الساحة وهو يقول "ستدخل النار على أي حال".. ولم يرد عليه الشاب المسلم ولكنه - في النهاية - استقطب عدداً كبيراً من غير المسلمين!
هذا الموقف الذكي تداعى إلى ذهني اليوم وأنا أقرأ قصة إسلام قسيس مشهور من جنوب افريقيا.. هذا القسيس يدعى (سييلي) وكان مقرباً من الفاتيكان بسبب نشاطه الكبير في التنصير.. وذات يوم ذهب ليشتري بعض الحلي الرخيصة (لاستدراج القرويين السذج) ودخل إلى دكان تاجر هندي مسلم.. وبعد أن انتهى من الشراء وهمَّ بالذهاب سأله التاجر: أنت قسيس أليس كذلك؟ قال سييلي: نعم، فسأله الرجل: ومن هو إلهكم؟ قال سييلي مبتسماً: أنتم تعرفونه مثلنا انه عيسى المسيح!! فقال التاجر: أنا أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في الإنجيل تقول على لسان المسيح (أنا ابن الله) أو (أنا الله) فاعبدوني؟!
هذا السؤال نزل على القس كالصاعقة وحاول أن يعود بذاكرته إلى الأناجيل وكتب النصرانية ولكنه لم يجد آية كهذه.. وحين أسقط في يده وقف متسمراً في مكانه في حين عاد التاجر المسلم لترتيب بضاعته.. وبدل أن يذهب في مهمته التنصيرية الجديدة ذهب إلى مكتبة الكنيسة وبقي يفتش فيها أربعة أيام متتالية فلم يجد شيئاً كهذا على لسان المسيح.. وعندما ذهب إلى المجلس الكنسي وطلب الاجتماع بأعضائه وقال لهم: من أين أتيتم بمقولة أن المسيح هو الله؟ وأين - ومتى - أمرنا بعبادته؟.. (فلم يجبه أحد)..
وفي إحدى الليالي رأى في المنام رجلاً يشع وجهه بالنور (عرف لاحقاً أنه النبي محمد) الذي ناداه قائلاً: يا إبراهيم.. نعم أنت.. لقد أسميتك إبراهيم.. اتبع هؤلاء الرجال لتعرف الحقيقة.. فنظر إلى يمينه فإذا بمجموعة من الرجال تلبس ثياباً بيضاً تسير نحو مبنى يشبه المسجد..
ورغم أن سييلي استيقظ سعيداً باسمه الجديد إلا انه لم يعرف أولئك الرجال ولا أين يجد المبنى الذي شاهده في المنام.. وهكذا بدأ يطوف على مدن البلاد حتى وصل إلى جوهانسبيرغ وشاهد مسجد "لجنة مسلمي أفريقيا" فعرف أنه وصل إلى مبتغاه.. ليس هذا فحسب بل شاهد نفس الرجال يدخلون المسجد بثيابهم البيض كما رآهم في المنام.. الاختلاف الوحيد أن آخر رجل منهم توقف فجأة وسأله: هل أنت إبراهيم؟ فتعجب كيف عرف اسمه الجديد.. ولكن الرجل تابع قائلاً: لقد رأيتك في منامي البارحة وقلت لي انك تبحث عن الحقيقة.. "لقد وصلت يا أخي".