تسجيل الدخول

View Full Version : تعرف على أم المؤمنين ـ أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها


النعمان
02-10-2004, 01:25 AM
نساء النبي صلى الله عليه وسلم

أم المؤمنين ـ أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

ولدت رملة في العام الخامس والعشرين قبل الهجرة اي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة.

هكذا اتفقت اغلب المصادر كما جاء في ترجمتها بالاستيعاب والطبقات الكبرى والأصابه والمحبر وعيون الأثر وغيرها. نشأت نشأة بنات الاشراف على الترف والعز والرفاهية تزوجت من عبيدالله بن جحش الأسدي ابن عمة الرسول أميمة بنت عبدالمطلب واخى ام المؤمنين زينب بنت جحش . اسلمت هي وزوجها عبيدالله ثم هاجرت معه الى الحبشه في جملة من هاجر من المسلمين وما كادت تطأت قدما زوجها عبيدالله ارض الحبشه حتى تنصر ومات بها نصرانيا ولما تنصر عبيدالله وكانت رملة رأت في منامها ما يرى النائم بان زوجها عبيدالله في أسوأ صورة فلما اصبحت إذا من دين هو قد ارتد عن دين الاسلام واعتنق النصرانية فحاول ان يجبرها الى متابعته ومشاركته لكنها ابت ورفضت ولاذ بايمانها. وولدت ابنتها حبيبة بارض الحبشه ومات عبيدالله بعيد ولادة ابنته حبيبه بارض الحبشه نصرانيا وظلت رملة تعاني الأمرين عذاب البعد عن الاهل والوطن وعذاب الترمل وفقدان الزوج والمعيل ولكنها بما أوتيت من عظيم ايمانها استطاعت ان تصمد في وجه المحنة كما لقيت من اخوانها المسلمين المهاجرين كل عون وسند ورعاية وحنان . فكانت ايام هجرتها الى الحبشه من اصعب واشد فترات حياتها قسوة ووحشة لولا ما تتحلى به وتلوذبه من قوة ايمانها وتستمد منه القوة على مواجهة كل هذه المحن .

وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما تقاسيه أم حبيبه فاراد ان يعوضها على صبرها على ايمانها فارسل الى النجاشي ملك الحبشة يخطبها له . يقول ابن عبدالبر في الاصابه وابن سعد في الطبقات وابن الكلبي وفي السيرة الهشامية:

ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم الى النجاشي ملك الحبشه ان يخطب له أم حبيبه فأرسل النجاشي الى أم حبيبه بأن محمدا ارسل الي ان ازوجك له فأرسلت أم حبيبه الى خالد بن سعيد بن العاص ووكلته في امر زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غمرتها الفرحة ولم تسعها الدنيا من فرط فرحتها فهاهي رملة بنت ابى سفيان أم حبيبه اصبحت زوجا للنبى صلى الله عليه وسلم وأما للمؤمنين وفي المساء دعا النجاشي الي قصره من الحبشه من المسلمين واخبرهم بان محمدا كتب الي ان ازوجه أم حبيبه فمن منكم اليه أمرها؟

فقام خالد بن سعيد وقد سره ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه اياها وكانت قد وكلته فأصدقها النجاشي عن الرسول صلى الله عليه وسلم اربعمائة دينار وقيل بل اربعة آلاف. فلما هموا بالأنصراف قال لهم النجاشي. إجلسوا فان سنة الأنبياء إذا تزوجوا ان يولموا. وقد اوصى النجاشي الى نسائه ان يبعثن الى أم حبيبه بماء من طيب وعود وعنبر وعندما علم ابو سفيان النبأ زواج ابنته من محمد صلى الله عليه وسلم قال: فيما رواه الطبري وابن الاثير وابن عبد البر ومثله في السيرة الهشامية ان هذا الفحل لا يجدع انفه ـ يعني الرسول صلى الله عليه وسلم .

ولقد استكانت نفس أم حبيبه بعد قلق وهدأت بعد اضطراب وبقيت أم حبيبه تعاني من هاجس واحد يؤرقها وهو عدم اسلام ابيها ابو سفيان بن حرب الذي يترأس حزب الشيطان ويقود كل مؤامرة ومعركة ضد الأسلام والنبي صلى الله عليه وسلم . فهل سيسلم ابو سفيان ؟ أنه لأمل ضئيل ولكن عسى ان يكون حقيقه فقد اسلم من قبل جماعة من قريش فيهم عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد واخوها معاويه وغيرهم وتشبثت أم حبيبه بالأمل بدل اليأس. وفي نقض قريش عهد الحديبية عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على غزو مكة فاجتمع قادة مكة وسادتها يتشاورون في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فقد ادركوا ما لمحمد من القوة والمنعه وانهم لا قبل لهم به واستقر الأمر ان يرسلو رسولا منهم الى يثرب مدينة الرسول ليفاوض محمدا صلى الله عليه وسلم حتى يجددوا الهدنة لمدة عشر سنين وأوفدوا أبا سفيان وخرج ابو سفيان مكرها يريد المدينة ودخل على ابنته ام حبيبه فما راعه لها ان وثبت رمله وطوت الفراش قبل ان يجلس عليه ابوها فسألها وهو صابر على مارأى منها : اطويته يابنية رغبة بي عن الفراش ام رغبة بالفراش عنى ؟ فأجابته: هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت رجل مشرك فلم احب ان يجلس عليه .

فقال والغيظ يعتصره: لقد اصابك بابنية بعد شر.

وحين علم النبي صلى الله عليه وسلم بما كان بين رملة وابي سفيان والدها ازدادت قيمتها في نظره وسمت مكانتها في قلبه فبالغ في اكرامها وتقديرها كما علت مكانتها بين اخواتها امهات المؤمنين والصحابيات الكريمات . وقدر كبار الصحابه ماانطوت عليه نفسية أم حبيبه واسلم ابو سفيان في فتح مكه.

ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى أقامت رملة في بيتها وفيه لذكرى سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوج الحبيب.

روت من الحديث ما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما في الكتب الستة خمسة وستون حديثا. روى عنها كبار الصحابه ولم تكن تخرج رضى الله عنها من بيتها إلا لصلاة ولم تترك المدينة إلا للحج ، توفيت في العام الرابع والأربعين للهجرة وأودع جسدها ثرى البقيع في المدينة المنوره رضى الله عن أم المؤمنين رملة بنت ابى سفيان .

منقول