نجدي
01-10-2004, 02:28 PM
خلق الله الناس وفطرهم على الإيمان وركز في طباعهم من الغرائز والميول ما يعرض حياتهم للإنحراف عن الحق تحت تأثير النزعات الجامحة والأهواء المختلفة
قال تعالى في سورة الروم الآية 30 (( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين (( كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ))
وذلك هو العهد الذي أخذه الله على بني آدم فاقتضت حكمة الله أن يصطفي من عباده رسلا يردون الناس إلى فطرتهم ويرشدونهم إلى المثل العليا في تقيوم الأخلاق والاهتداء بهدي الله حتى تقوم عليهم الحجة
قال تعالى في سورة الأعراف الآية 172 (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ))
وكانت كل رسالة قاصرة على قوم ارسول المبعوث إليهم خاصة في غصلاح ما فسد من عقائدهم وأخلاقهم والعمل على تهذيب نفوسهم وارواحهم بإرجاعهم إلى فطرة التوحيد حيث كانت المجتمعات الإنسانية في أطوارها الأولى محدودة المطالب بدائية النشأة سطحية التفكير محصورة في نطاق بئتها
قال تعالى (( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ )) سورة فاطر الآية 24
ولم يك أمر الناس في المعاملة متشعب النواحي ضيق المسالك حتى تحتاج الخليقة إلى نظم تذللك بها عقبات الحياة وتحل مشاكلها فلم يشأ الله البقاء لرسالة قبل محمد صلى الله عليه وسلم كي تحمل عناصر الخلود فكانت شريعة كل رسول خاصة لقومه للمحافظة على عقيدة التوحيد التي فطر عليها الخلق في عبودية الإنسان لله وحده رب العالمين وتقويم حياتهم على هدي الله
فلما نضج العقل البشري وتعقدت أمامه مشاكل حياته أذن الله بفجر دين جديد يلقي أضواءه على جوانب الحياة كلها ليكتمل صرح الحضارة الإنسانية التي بناها رسل الله فكان هذا الدين هو شريعة الإسلام وأذخ الله على أنبيائه ذلك العهد والميثاق
قال تعالى في سورة آل عمران الآية 81 (( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ))
فالوحي الإلهي المتتابع يمثل نهرا تكونت له روافد وتفرعت جداول تروي ما يذبل من أيك العقيدة وما يجف من أعواد الفضيلة لتبقى خصائص الإنسانية البناءة في ازدهار ونمو تؤتي أكلها لخير الناس كل حين بإذن ربها ينبع هذا النهر ويفيض خيره حيث يوحي الله إلى ملائكته سفرائه إلى رسله أو يكلم رسله سفراءه إلى خلقه
وقد انتهى مصب هذا الماء الغدق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام والنصوص القرآنية تعلم وجوه هذا التشريع من منبعه إلى مصبه
قال تعالى في سروة الشورى الآية 13 (( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ))
والقرآن الكريم يحكي رسالات الأنبياء السابقين بعنوان القومية الخاصة
قال تعالى في سورة هود الآية 25 (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ))
وفي نفس السورة الآية 50 (( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ))
وفي سورة هود أيضا الاية 60 (( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ))
وفي نفس السورة أيضا الآية 84 (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ))
وفي سورة الأعراف الآية 80 (( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ))
وفي نفس السورة الآية 103 (( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ))
وفي سورة آل عمران الآية 49 (( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))
ولكن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم يعلن الله عالمية دعوته للدنيا ونبوته للعالمين وختمه للنبيين
قال تعالى في سورة الفران الآية 1 (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))
وقال تعالى في سورة الأنبياء الآية 107 (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))
وقال تعالى في سورة الأعراف الآية 158 (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
وقال تعالى في سورة الأحزاب الآية 40 (( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))
وقد اتفقت الشرائع السماوية في أصل العقيدة بالدعوة إلى توحيد الله تعالى والإيمان به وملائكتهوكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره
قال تعالى في سورة الأنبياء الآية 25 (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
وقال تعالى في سورة آل عرمان الآية 64 (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ))
واتفقت في أصول العبادات والأخلاق والتهذيب النفسي قال تعالى في سورة الأعلى من الآية 14 إلى الآية 19 (( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى 14 وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى 15بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا 16 وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى 17 إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى 18 صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى 19 ))
وقال تعالى في سورة البقرة الآية 183 (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
وأكثر الشرائع السماوية لم تتجاوز هذه الأصول عقيدة وعبادة وخلقا وبمثلها في التربية النفسية والمعاني الروحية
والسلام الختام
قال تعالى في سورة الروم الآية 30 (( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين (( كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ))
وذلك هو العهد الذي أخذه الله على بني آدم فاقتضت حكمة الله أن يصطفي من عباده رسلا يردون الناس إلى فطرتهم ويرشدونهم إلى المثل العليا في تقيوم الأخلاق والاهتداء بهدي الله حتى تقوم عليهم الحجة
قال تعالى في سورة الأعراف الآية 172 (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ))
وكانت كل رسالة قاصرة على قوم ارسول المبعوث إليهم خاصة في غصلاح ما فسد من عقائدهم وأخلاقهم والعمل على تهذيب نفوسهم وارواحهم بإرجاعهم إلى فطرة التوحيد حيث كانت المجتمعات الإنسانية في أطوارها الأولى محدودة المطالب بدائية النشأة سطحية التفكير محصورة في نطاق بئتها
قال تعالى (( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ )) سورة فاطر الآية 24
ولم يك أمر الناس في المعاملة متشعب النواحي ضيق المسالك حتى تحتاج الخليقة إلى نظم تذللك بها عقبات الحياة وتحل مشاكلها فلم يشأ الله البقاء لرسالة قبل محمد صلى الله عليه وسلم كي تحمل عناصر الخلود فكانت شريعة كل رسول خاصة لقومه للمحافظة على عقيدة التوحيد التي فطر عليها الخلق في عبودية الإنسان لله وحده رب العالمين وتقويم حياتهم على هدي الله
فلما نضج العقل البشري وتعقدت أمامه مشاكل حياته أذن الله بفجر دين جديد يلقي أضواءه على جوانب الحياة كلها ليكتمل صرح الحضارة الإنسانية التي بناها رسل الله فكان هذا الدين هو شريعة الإسلام وأذخ الله على أنبيائه ذلك العهد والميثاق
قال تعالى في سورة آل عمران الآية 81 (( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ))
فالوحي الإلهي المتتابع يمثل نهرا تكونت له روافد وتفرعت جداول تروي ما يذبل من أيك العقيدة وما يجف من أعواد الفضيلة لتبقى خصائص الإنسانية البناءة في ازدهار ونمو تؤتي أكلها لخير الناس كل حين بإذن ربها ينبع هذا النهر ويفيض خيره حيث يوحي الله إلى ملائكته سفرائه إلى رسله أو يكلم رسله سفراءه إلى خلقه
وقد انتهى مصب هذا الماء الغدق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام والنصوص القرآنية تعلم وجوه هذا التشريع من منبعه إلى مصبه
قال تعالى في سروة الشورى الآية 13 (( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ))
والقرآن الكريم يحكي رسالات الأنبياء السابقين بعنوان القومية الخاصة
قال تعالى في سورة هود الآية 25 (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ))
وفي نفس السورة الآية 50 (( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ))
وفي سورة هود أيضا الاية 60 (( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ))
وفي نفس السورة أيضا الآية 84 (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ))
وفي سورة الأعراف الآية 80 (( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ))
وفي نفس السورة الآية 103 (( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ))
وفي سورة آل عمران الآية 49 (( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))
ولكن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم يعلن الله عالمية دعوته للدنيا ونبوته للعالمين وختمه للنبيين
قال تعالى في سورة الفران الآية 1 (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))
وقال تعالى في سورة الأنبياء الآية 107 (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))
وقال تعالى في سورة الأعراف الآية 158 (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
وقال تعالى في سورة الأحزاب الآية 40 (( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))
وقد اتفقت الشرائع السماوية في أصل العقيدة بالدعوة إلى توحيد الله تعالى والإيمان به وملائكتهوكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره
قال تعالى في سورة الأنبياء الآية 25 (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
وقال تعالى في سورة آل عرمان الآية 64 (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ))
واتفقت في أصول العبادات والأخلاق والتهذيب النفسي قال تعالى في سورة الأعلى من الآية 14 إلى الآية 19 (( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى 14 وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى 15بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا 16 وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى 17 إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى 18 صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى 19 ))
وقال تعالى في سورة البقرة الآية 183 (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
وأكثر الشرائع السماوية لم تتجاوز هذه الأصول عقيدة وعبادة وخلقا وبمثلها في التربية النفسية والمعاني الروحية
والسلام الختام