المجاهد عمر
10-03-2004, 05:33 AM
هل صحت الأحاديث التي قالت بأن الإنسان يدعى يوم القيامة من جهة نسب أمه ؟
الأحاديث الواردة بهذا الخصوص ما بين ضعيفة جدا وموضوعة ، وقد جاء في صحيح البخاري ، باب(أن الناس يدعون بآبائهم) عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بن فلان).
وكان اللبس قد انتشر عند بعض الناس خاصة إخواننا في الله في "مصر" ، أن الجميع يدعى من جهة نسب أمه من الفهم الخاطئ لقوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) .
قال القرطبي : وَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب :"إِمَامِهِمْ " بِأُمَّهَاتِهِمْ . وَإِمَام جَمْع آمّ . قَالَتْ الْحُكَمَاء : وَفِي ذَلِكَ ثَلَاثَة أَوْجُه مِنْ الْحِكْمَة : أَحَدهَا - لِأَجْلِ عِيسَى . وَالثَّانِي - إِظْهَار لِشَرَفِ الْحَسَن وَالْحُسَيْن . وَالثَّالِث - لِئَلَّا يُفْتَضَح أَوْلَاد الزِّنَا . أ . هـ
ثم عقبه بقوله – رحمه الله – وفي هذا القول نظر .
قال ابن القيم في تحفة المودود ص147 :
الفصل العاشر في بيان أن الخلق يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم هذا الصواب الذي دلت عليه السنة الصحيحة الصريحة ونص عليه الأئمة كالبخاري وغيره فقال في صحيحه "باب يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم" لا بأمهاتهم ثم ساق في الباب حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع الله لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان" وفي سنن أبي داود بإسناد جيد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم" ، فزعم بعض الناس أنهم يدعون بأمهاتهم واحتجوا في ذلك بحديث لا يصح وهو في معجم الطبراني من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم "إذا مات أحد ما إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيبه ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله… الحديث" وفيه فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف اسم أمه قال فلينسبه إلى أمه حواء يا فلان ابن حواء قالوا وأيضا فالرجل قد لا يكون نسبه ثابتا من أبيه كالمنفي باللعان وولد الزنى فكيف يدعى بأبيه ؟
والجواب : أما الحديث فضعيف باتفاق أهل العلم بالحديث وأما من انقطع نسبه من جهة أبيه فإنه يدعى بما يدعى به في الدنيا فالعبد يدعى في الآخرة بما يدعى به في الدنيا من أب أو أم والله أعلم .
قال ابن القيم رحمه الله :
"وفي هذا الحديث رد على من قال إن الناس يوم القيامة إنما يدعون بأمهاتهم لا آبائهم وقد ترجم البخاري في صحيحه لذلك فقال باب يدعى الناس بآبائهم وذكر فيه حديث نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال له هذه غدرة فلان بن فلان واحتج من قال بالأول بما رواه الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن عبد الله الأودي قال: "شهدت أبا أمامة وهو في النزع قال إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيبه ثم يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله فذكر الحديث ، وفيه فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال فلينسبه إلى أمه حواء فلان بن حواء" ولكن هذا الحديث متفق على ضعفه فلا تقوم به حجة فضلا عن أن يعارض به ما هو أصح منه (حاشية سنن أبي داوود)
وقال في نقد المنقول ص131:
فصل حديث دعوة الناس بأمهاتهم يوم القيامة باطل :
ومن ذلك حديث إن الناس يوم القيامة يدعون بأمهاتهم لا بآبائهم وهو باطل ، والأحاديث الصحيحة بخلافه قال البخاري في صحيحه باب يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم ثم ذكر حديث ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته يقال هذه غدرة فلان بن فلان ، وفي الباب أحاديث أخرى غير ذلك.
أخوكم في الله
المجاهد عمر
الأحاديث الواردة بهذا الخصوص ما بين ضعيفة جدا وموضوعة ، وقد جاء في صحيح البخاري ، باب(أن الناس يدعون بآبائهم) عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بن فلان).
وكان اللبس قد انتشر عند بعض الناس خاصة إخواننا في الله في "مصر" ، أن الجميع يدعى من جهة نسب أمه من الفهم الخاطئ لقوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) .
قال القرطبي : وَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب :"إِمَامِهِمْ " بِأُمَّهَاتِهِمْ . وَإِمَام جَمْع آمّ . قَالَتْ الْحُكَمَاء : وَفِي ذَلِكَ ثَلَاثَة أَوْجُه مِنْ الْحِكْمَة : أَحَدهَا - لِأَجْلِ عِيسَى . وَالثَّانِي - إِظْهَار لِشَرَفِ الْحَسَن وَالْحُسَيْن . وَالثَّالِث - لِئَلَّا يُفْتَضَح أَوْلَاد الزِّنَا . أ . هـ
ثم عقبه بقوله – رحمه الله – وفي هذا القول نظر .
قال ابن القيم في تحفة المودود ص147 :
الفصل العاشر في بيان أن الخلق يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم هذا الصواب الذي دلت عليه السنة الصحيحة الصريحة ونص عليه الأئمة كالبخاري وغيره فقال في صحيحه "باب يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم" لا بأمهاتهم ثم ساق في الباب حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع الله لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان" وفي سنن أبي داود بإسناد جيد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم" ، فزعم بعض الناس أنهم يدعون بأمهاتهم واحتجوا في ذلك بحديث لا يصح وهو في معجم الطبراني من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم "إذا مات أحد ما إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيبه ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله… الحديث" وفيه فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف اسم أمه قال فلينسبه إلى أمه حواء يا فلان ابن حواء قالوا وأيضا فالرجل قد لا يكون نسبه ثابتا من أبيه كالمنفي باللعان وولد الزنى فكيف يدعى بأبيه ؟
والجواب : أما الحديث فضعيف باتفاق أهل العلم بالحديث وأما من انقطع نسبه من جهة أبيه فإنه يدعى بما يدعى به في الدنيا فالعبد يدعى في الآخرة بما يدعى به في الدنيا من أب أو أم والله أعلم .
قال ابن القيم رحمه الله :
"وفي هذا الحديث رد على من قال إن الناس يوم القيامة إنما يدعون بأمهاتهم لا آبائهم وقد ترجم البخاري في صحيحه لذلك فقال باب يدعى الناس بآبائهم وذكر فيه حديث نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال له هذه غدرة فلان بن فلان واحتج من قال بالأول بما رواه الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن عبد الله الأودي قال: "شهدت أبا أمامة وهو في النزع قال إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيبه ثم يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله فذكر الحديث ، وفيه فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال فلينسبه إلى أمه حواء فلان بن حواء" ولكن هذا الحديث متفق على ضعفه فلا تقوم به حجة فضلا عن أن يعارض به ما هو أصح منه (حاشية سنن أبي داوود)
وقال في نقد المنقول ص131:
فصل حديث دعوة الناس بأمهاتهم يوم القيامة باطل :
ومن ذلك حديث إن الناس يوم القيامة يدعون بأمهاتهم لا بآبائهم وهو باطل ، والأحاديث الصحيحة بخلافه قال البخاري في صحيحه باب يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم ثم ذكر حديث ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته يقال هذه غدرة فلان بن فلان ، وفي الباب أحاديث أخرى غير ذلك.
أخوكم في الله
المجاهد عمر