View Full Version : ** غض البصر **
زمردة
19-01-2003, 07:33 AM
أدلة وجوب غض البصر:-
قال تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت شيئاً أشبه باللمم ما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا. أدرك ذلك لا محالة. فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان.
فوائد غض البصر:-
قال ابن القيم رحمه الله وفي غض البصر عدة فوائد:-
تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسراته فأخر شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريد ما يشتد طلبه ولا مبرر له عنه ولا وصول له إليه وذلك غاية ألمه وعذابه، قال الأصمعي: رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة فجعلت أنظر إلهيا واملأ عيني من محاسنها فقالت لي: يا هذا ما شأنك؟ قلت: وما عليك من النظر، فأنشأت تقول:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً اتعبتك المنـــاظرٌ
رأيت الذي لا كله أنت قــادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والنظرة تفعل ف يالقلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار، تدمي في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل:-
كل الحوادث مبدؤها من النـظر ومعظم النار من مستغر الشــرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتـــر
والمرء ما دام ذاعين يقبلـــها في أعين الغيد موقوف على الخطر
أن غض البصر يفتح لصحابه طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه أسبابه وذلك بسبب نور القلب فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات وانكشفت له بسرعة ونفذ من بعضها إلى بعض. ومن أرسل بصره تكرر عليه قلبه وأظلم وانسد عليه باب العلم وطرقه.
وغض البصر يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته وإذا استنار القلب صحة الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرأة المجلوة تظهر فهيا المعلومات كما هي، والنظر بمنزلة التنفس فيها، فإذا أطلق العبد نظرة تنفست نفسه الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها كما قيل:-
مرآة قلبك لا تريد صلاحه والنفس فيها دائماً تتن
----------------------
المجلة الإسلامية
F_Ashoor
21-01-2003, 04:21 PM
جزاك الله خير يا زمردة وبارك الله فيك
في حديث رواه البخاري والترمذي وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل قال:__ إذا أخذت كريمتي عبدي ـ وفي رواية_حبيبتي عبدي ـ فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة".__
وخلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل، فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وكل المخلوقات. إنها عظمة الخالق البارئ المصور [ تبارك الله أحسن الخالقين ] وحاسة البصر تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية بعد السمع، فيقول تعالى: [ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا]_(الإنسـان 2) والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز، وهو النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي، ويكشف بها عن أسرار الأشكال والأحجام والألوان، وهو وسيلة الإنسان للإبصار والتفكر_في خلق_السماوات والأرض_والكائنات بشكل عام [ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة،إن الله على كل شئ قدير] ( العنكبوت_ 20)__
ولأن العين كما قلنا أغلى ما يمتلكه الإنسان، فإنه من الواجب عليه أن يعتني بها ويصونها ويدرأ بها عن أي سوء قد يصيبها، والعين تحتاج إلى قدر كبير من الأوكسجين ، والهواء الطلق يعيد إليها الحيوية والنشاط، لذا فإن السفر إلى المناطق المفتوحـة والنظر إلى البحر والجبال يريح العين ويجدد حيويتها، كما أنه من المهم جدا عمل تمرينات يومية لتنشيط العضلات المنظمة لحركة العين، مثلا يتم نقل تركيز النظـر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بالتدريج ثم العودة، والتركيز لأعلى نقطة في مجال الرؤيا ثم الهبوط لأسفل نقطة بالتدريج مع التكرار، والنظر إلى أعلى نقطة ثم الدوران بالنظر مائة وثمانون درجة والعكس، ومثل هذه التمرينات تحفظ صحـة عضلات العين وتبقيها مرنة. ويجب كذلك العناية بتنظيف العين دائما، وتناول الأغذية التي تقويها وتحفظها، كتلك التي تحتوي على فيتامين (أ)__كالكبد والبقدونس والجزر واللبن وغيرها من الأغذية، ومن أهم الأمور التي تحفظ للعين صحتها وقوتها هو عدم استخدامها في معصية الله وهي النعمة التي أنعم علينا بها سبحانه وتعالى، كإرهاقها_بالنظر والتحديق إلى البرامج والأفلام المثيرة في جهاز "التلفاز"، والله تعالى يقول في كتابه الكريم:_
_ [ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ] (الإسراء 36) فلا يجب على المسلم أن يصرف حواسه ويستهلكها فيما لا يرضي الله وفيما لا يفيد، فالتحديق بالبصر فيما يجلب الفتنة والشهوة للنفس الإنسانيـة شيء يتنافى تمـاما مع الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها، وقد روى الطبراني والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه".__
وقد ثبت علميا بالأبحاث والدراسات الطبية أن تكرار النظر بشهوة إلى الجنس الآخر وما يصاحبه من تولد رغبات جامحة لإشباع الغرائز المكبوتة، كل ذلك يفضي بالشخص إلى مشاكل عديدة قد تصل إلى إصابة جهازه التناسلي بأمراض وخيمة مثل احتقان البروستاتا، أو الضعف الجنسي وأحيانا العقم الكلي ،_كما أثبتت بعض الدراسات الاجتماعية في المجتمعات الغربية أن عدم غض البصـر يورث الاكتئاب والأمراض النفسية، وأن التفسخ الأخلاقي والتحلل الجنسي فـي تلك المجتمعات إنما هي بعض من نتـائج عدم وجود دستور ديني أو قيود أدبية أخلاقية ينظم عمل هذه الحاسة النبيلة ويرشد استخدامها في الحياة بما يتوافق مع صحة الإنسان البدنية والنفسية، فحاسة النظر أقوى الحواس على الإطلاق من ناحية الاستجابـة للإثارة الجنسية، ومعنى أن يستخدمها الإنسان بلا وعي ولا نظام في النظر على كل مثير للشهوة فإن هذا يعني ببساطة أن صاحبها يبددها دون أن يدري، ويتبعها في هذا تبديد توازنه النفسي وبلا طائل يجنيه سوى توهم المتعة بما يرى.__
وخير علاج لمرض النظر الشهواني إلى الجنس الآخر هو تذكر الله في كل وقت، وتذكير النفس دائما أنه سبحانه وتعالى يرانا ولا نراه، فأين لنا بمكان يمكن أن نعصيه فيه دون أن يرانا ؟؟؟ أين هو هذا المكان ؟!! ولنتذكر فضل الله وثوابه عــلى من يغـض البصر خشية له سبحانه واتباعا لأوامره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد والطبراني: " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه "__
*
يقول (س . أ) من إحدى المدن الساحلية: " كانت متعتي الوحيدة أيام شبابي في أوقـات فراغي وفي الإجازات الصيفيـة الخروج إلى الطرقات وإلى شاطئ البحر مع بعض أصدقائي والنظر إلى وجوه الجميلات من الفتيات والنساء المتبرجات، فكنت أشعر بمتعة كبيرة في بادئ الأمر، ثم ومع مرور الوقت تحولت هذه الهواية لدي إلى ما يشبه الإدمان حتى أني تأخرت كثيرا في الدراسة، وكانت صور النساء اللاتي تقع عليهن عيناي تنطبع في ذاكرتي ولا تفارقها في نومي واستيقاظي وأحلامي، وبدأت أحيا في عالم عجيب من اختلاط الواقع بالحلم".__
__"وفي الجامعة فشلت في إقامة علاقة زمالة واحدة مع أية فتاة كباقي أقراني، وكان الزملاء يحذروني من أن زميلاتنا تلحظن نظراتي المبتذلة لهن. وازدادت حالتي النفسية سوءا وبدأت أتردد على الأطباء النفسيين وأعالج بالمهدئات حتى نصحني أحدهم بأن أتزوج بأي شكل"__
__"وفعلا تزوجت وظن الجميع بي كما ظننت بنفسي أنى سأنتهي تماما من متاعبـي، وأفرغ رغباتي المكبوتة بشكل فطري طبيعي، ولكن هيهات، فقد فوجئت ببرود رهيب لدرجة لم أتخيلها أبدا. واسودت الدنيا في عيني وكنت أبكي كالأطفال فـي كل ليلة، وتحملتني زوجتي الطيبة ودعتني إلى العودة إلى الله معها، وقرأت لي في كتـاب الله ثم قرأت بعدها، وكأني عثرت فجأة على كنز لا يقدر بثمن، لقد كانت هذه أول قراءة واعية لي في حياتي لآيات القرآن الكريم"__
__"مع مرور الأيام عاد الهدوء إلى نفسي مع الانتظام في قراءة القرآن والصلاة، وكان يوم قرأت في سورة النور [ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ] يوما عظيما في حياتي، فقد أيقنت تماما أن هذا الكتاب لا يمكن أن يضعه إلا خالق هذا الكون، لقد أحببت الله كثيرا منذ ذلك اليوم، وازددت حبا لكتابه الكريم، ذلك الكتاب الذي تلمس حروفه وكلماته كل حنايا النفس البشرية فتوجهها إلى النور والطهر والاستقامة، وعدت مع طاعتي لله إلى حالتي الطبيعية. واليوم عندي والحمد لله من الأبناء أربعة والخامس في الطريق إن شاء الله"__
maxima4ever
22-01-2003, 07:07 AM
جزاكم الله خير
زمردة
25-01-2003, 09:08 AM
اللهم آميــــــــــن ..
وإياك .. جزى الله خيراً .. على حضورك وردك ..
وأشكرك على تواصلك ورفعك لموضوعاتي :)
زمردة
25-01-2003, 09:11 AM
إضافة مثرية للموضوع ..
فسبحان الخالق العظيم ..
نسأله سبحانه أن يوفقنا إلى اتباع شرعه .. ففي ذلك سعادة الدارين بإذنه سبحانه وتعالى ..
جزاك الله خيراً .. وبانتظار مشاركاتك دائماً .. :)
زمردة
25-01-2003, 09:12 AM
وإياك .. جزى الله خيراً ..
شكراً لحضورك .. :)
ادعوا الله أن يهديني .. فأنا بحاجة الى دعائكم
زمردة
28-01-2003, 10:09 AM
نسأل الله أن يجعلنا .. وإياكم .. هداة مهتدين ..