الفجر
03-08-2002, 04:57 PM
ثـمـن الكرسـي
أحـمـد الـعـويـمـر
في كل دول الدنيا،يرشح الوزير لمؤهلاته العلمية، ولتجربته العملية ليتمكن من إداء رسالته على الوجه المطلوب،انطلاقاً من إيمانه بالأيدلوجية العقدية والفكرية التي تدين بها أمته، غير أن جل ديار العرب والـمـسـلمين في هذا الزمان عندما يرشح الوزير فيها إنما يعود أمر ترشيحه إما لصلة حزبية أو لنزعــة عشـائـريـــة أو لصداقة خاصة أو لترشيح الحزب ذي الأغلبية ، فهي في الغالب معايير لا تمت للعلـمـيـة بـصلة ولا للمعرفة العملية بأي رابطة.
ولذلك ستكون عطاءات وزارة (سعادته) إن وجدت راجـعـة في الغالب على ما بناه سابقه ، وقد يتهور بنصيحة بعض المستشارين إياهم فيهدم ما بناه سلفه وتعود الأمور »حيص بيص«، وفـي النهاية إما أن يقال الوزيـر أو تقال الـوزارة لفشلهـما فـي أداء مــا هو منـاط بهما من مهام.
وفـي أثـنـاء ممـارسة سعادته لمهام وزارتـه فـإن عليه شروطاً يلزمه أن ينفذها ثمناً لبقائه في الكرسي ، ومنها:
*الثناء المنقطع الـنـظـيـر للمعطـيات التي جاء بها الزعيم الهمام والتي انتشل بها البلاد وساهم في تطورها والتي لم يأت بها سواه، وتلك المعطيات سيستمر المديح لها حتى ولو لم يرها الشعب.
*الدعوة لإعادة ترشيح الزعيم لأن البلد لم تنجب مـثلــه ولن تنجب غيره وعليه البقاء في الحكم حتى تقبض روحه أوأن يطاح به.
*الدعوة بمناسبة وبغير مناسبة لعلمنة المجتمع: ليس بفـصـل الدين عن السياسة ، وإنما لفصل الدين عن الحياة.
*المعارضون في نظره ليسو سوى شلل وغوغاء لا يعرفون (ألف باء) السياسة ، ولو أتيح لهم المجال لأودوا بالبلاد إلى الخراب والدمــــار وعليهم أن يعيشــوا على هامش الحياة إن لم يكونوا في غياهب السجون إن لم يكونوا على أعواد المشانق.
*أن أسلمة المجتمع تخلف ورجعية وأن الـدعـاة لـذلـك مـتطـرفـــون وإرهابيون وأن على المجتمع وفئاته أن يعيشوا حياة ليبرالية لا تقـيم لثوابت الدين أي احـتـــرام ، بل وعلى الحكومة أن تتخذ من البرامج والخطط ما يجفف مــنابع الإسلام خوفاً من نـشـــوء الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى.
إن لم يؤمن الوزير بهذه »الأفكار المتطرفة« ويعمل جاهــــداً على تنفيذها فإن بقاءه في كرسيه مشكوك فيه.
قولوا لي بربكم: هل هذه الأفكار أسـالـيـب عمار أم أساليب دمار؟ وهل أولئك الذين يدعون لتلك السياسات الخرقاء بناة أم هدامـــون؟ وهل هم مسلمون حقاً أم أنهم أدعياء ومنافـقـون لأنهم لا يقيمون للدين وزنا؟ وهل تستطيع مثل تلك الدول أن تسير إلى الأمام أم ستسير إلى الهاوية؟
قاتل اللـه اليهـود فتلك مخططاتهم ، وقـاتل الله من سار على نهجهم ما أجهلهم ، والله نسأل أن يرى العاملين للحق ما تقر بـه العيون وما تصلح به الأحوال، رغم كل المعوقات، وأن يخزي أعداء الإسلام وأن يريهم نهايات باطلهم المحتومة.
((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)) .
مجلة البيان / المنتدى الإسلامي / العدد ( 77 )
أحـمـد الـعـويـمـر
في كل دول الدنيا،يرشح الوزير لمؤهلاته العلمية، ولتجربته العملية ليتمكن من إداء رسالته على الوجه المطلوب،انطلاقاً من إيمانه بالأيدلوجية العقدية والفكرية التي تدين بها أمته، غير أن جل ديار العرب والـمـسـلمين في هذا الزمان عندما يرشح الوزير فيها إنما يعود أمر ترشيحه إما لصلة حزبية أو لنزعــة عشـائـريـــة أو لصداقة خاصة أو لترشيح الحزب ذي الأغلبية ، فهي في الغالب معايير لا تمت للعلـمـيـة بـصلة ولا للمعرفة العملية بأي رابطة.
ولذلك ستكون عطاءات وزارة (سعادته) إن وجدت راجـعـة في الغالب على ما بناه سابقه ، وقد يتهور بنصيحة بعض المستشارين إياهم فيهدم ما بناه سلفه وتعود الأمور »حيص بيص«، وفـي النهاية إما أن يقال الوزيـر أو تقال الـوزارة لفشلهـما فـي أداء مــا هو منـاط بهما من مهام.
وفـي أثـنـاء ممـارسة سعادته لمهام وزارتـه فـإن عليه شروطاً يلزمه أن ينفذها ثمناً لبقائه في الكرسي ، ومنها:
*الثناء المنقطع الـنـظـيـر للمعطـيات التي جاء بها الزعيم الهمام والتي انتشل بها البلاد وساهم في تطورها والتي لم يأت بها سواه، وتلك المعطيات سيستمر المديح لها حتى ولو لم يرها الشعب.
*الدعوة لإعادة ترشيح الزعيم لأن البلد لم تنجب مـثلــه ولن تنجب غيره وعليه البقاء في الحكم حتى تقبض روحه أوأن يطاح به.
*الدعوة بمناسبة وبغير مناسبة لعلمنة المجتمع: ليس بفـصـل الدين عن السياسة ، وإنما لفصل الدين عن الحياة.
*المعارضون في نظره ليسو سوى شلل وغوغاء لا يعرفون (ألف باء) السياسة ، ولو أتيح لهم المجال لأودوا بالبلاد إلى الخراب والدمــــار وعليهم أن يعيشــوا على هامش الحياة إن لم يكونوا في غياهب السجون إن لم يكونوا على أعواد المشانق.
*أن أسلمة المجتمع تخلف ورجعية وأن الـدعـاة لـذلـك مـتطـرفـــون وإرهابيون وأن على المجتمع وفئاته أن يعيشوا حياة ليبرالية لا تقـيم لثوابت الدين أي احـتـــرام ، بل وعلى الحكومة أن تتخذ من البرامج والخطط ما يجفف مــنابع الإسلام خوفاً من نـشـــوء الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى.
إن لم يؤمن الوزير بهذه »الأفكار المتطرفة« ويعمل جاهــــداً على تنفيذها فإن بقاءه في كرسيه مشكوك فيه.
قولوا لي بربكم: هل هذه الأفكار أسـالـيـب عمار أم أساليب دمار؟ وهل أولئك الذين يدعون لتلك السياسات الخرقاء بناة أم هدامـــون؟ وهل هم مسلمون حقاً أم أنهم أدعياء ومنافـقـون لأنهم لا يقيمون للدين وزنا؟ وهل تستطيع مثل تلك الدول أن تسير إلى الأمام أم ستسير إلى الهاوية؟
قاتل اللـه اليهـود فتلك مخططاتهم ، وقـاتل الله من سار على نهجهم ما أجهلهم ، والله نسأل أن يرى العاملين للحق ما تقر بـه العيون وما تصلح به الأحوال، رغم كل المعوقات، وأن يخزي أعداء الإسلام وأن يريهم نهايات باطلهم المحتومة.
((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)) .
مجلة البيان / المنتدى الإسلامي / العدد ( 77 )