تسجيل الدخول

View Full Version : نعم...الحركات الإسلامية حركات رافضة للواقع .


وميض
21-02-2002, 01:18 PM
نعم هذا هو الواقع ، فالحركات الإسلامية وبشكل عام حركات رافضة للواقع ، ويجب أن تكون كذلك ، وكل حركة إسلامية إستسلمت للواقع وشاركت في الأنظمة السياسية من خلال الوزارة أو مجلس الشورى والنواب لم ولن تستطيع تغيير هذا الواقع المزيف المغلوط لأنها أصبحت جزء من المنظومة السياسية وأعطت الشرعية لجرائم تلك الأنظمة الرجعية ، فيجب أن يغير هذا الواقع الطارىء المزيف المغلوط إلى واقع آخر صحيح يجد الناس فيه حريتهم وكرامتهم وحقوقهم وضرورات حياتهم .

ومسألة رفض الآخر السياسي مسألة هامة وضرورية وهي أصل من أصول الدين ، فمن يدعو للقومية وللعلمانية ولليبرالية وللرأسمالية وللإشتراكية وللفئوية وللعائلية ...الخ يجب أن ترفض دعواه الباطلة وبوضوح تـــام ، وكل أصحاب تلك " الأيدلوجيات" والتوجهات لا يملكون مشروع نهضوي حضاري شامل كامل متكامل يحقق رغبات الناس المشروعة ويوفر لهم أمنهم العام ، وهذا ما شهد به الواقع وأثبتته الأيام والتجارب ، فهذا الآخر السياسي يجب عليه أن يخجل أمام منجزاته التي إنحدرت في الأمة ورجعت بها إلى الوراء فكرياً وروحياً ونفسياً ومادياً ، وفكرة الإسلام ومنظومته السياسية هي المنظومة الوحيدة التي يمكن الإعتماد عليها والثقة بها من قبل كل إنسان سواء كان ذكر أو أنثى ، صغير أو كبير ، ، أبيض أو أسود ، فقير أو غني ، جاهل أو عالم ، عاص أو مستقيم .

قال تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (90)"(النحل).

ومفهوم التعددية في الإسلام يختلف عن مفهوم دول الظلم والبغي والعدوان ، وتلك من أهم النقاط الجوهرية في المسألة ، فالإسلام يرحب بالتعددية القائمة على التخصص بل هو لا يقوم أصلاً إلا على تلك التعددية ، فبهذه التعددية سيكون كل فرد في المجتمع جزء من الدولة والحكومة وبغض النظر عن إنتمائه الطائفي والعرقي والمذهبي والديني ، فكل له موقعه المناسب لخواصه و لخبراته و لقدراته ، والتعددية التي تقدم للناس في الوقت الحاضر وبأسم " الديمقراطية " تعددية قائمة على أساس إغتصاب حقوق الأفراد وحرمانهم من ضرورات حياتهم من خلال منعهم من المشاركة في إتخاذ القرار وتقرير المصير وذلك يتم بحيل دستورية وقانونية يصيغها خبراء نسجت أعصابهم من الشذوذ و يمتهنون الزيف والخداع وإخفاء الحقائق ، والديمقراطية القائمة على الحزبية والفئوية ما هي إلا حيلة سياسية ، فهي دكتاتورية جماعية منظمة مشتركة يمارسها أهل القوة وأصحاب النفوذ على المستضعفين والغافلين من الناس .

قال تعالى:"ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85) " (هود)

والمشاركة السياسية من أشياء الناس وحاجاتهم الضرورية التي يجب أن لا تبخس و لا تصادر تحت أي ظرف من الظروف .

فليس من المعقول أن أحجم وأتجاهل أصحاب الإختصاص مثل الأطباء والمحاسبين والتربويين والمدرسين والمهندسين والإعلاميين والصناع وصغار التجار وأصحاب المهن ...الخ وأطلق أيدي أصحاب " الأيدلوجيات " المختلفة وأصحاب رؤوس الأموال وأهل القوة لكي يتصارعون مع أنفسهم ومع غيرهم ومع الحكومة ومع جنود الظلام ، والمسألة ليست مسألة " لعبة عسكر وحرامية " ولا مسألة " القوي يأكل الضعيف " بل هي مسألة دولة يجب أن تحكمها المؤساسات المدنية التي تحوي أصحاب التخصصات والمهن المختلفة ، فما يحدث الأن ما هي إلا مظاهر حياة الغاب والكهوف والمغارات وهو منهج الشعوب البدائية في الفكر والتصور

وكل الحكومات الحالية تعتبر ( حكومات كافرة ) لأنها تخفي وتـُكَفِر وتغطي قوانين الخلق في النشأة والحياة والمصير ، ( فالكافر هو من يغطي ويكفر الحقيقة * ) " ( covering the facts ) والمؤمن هو من يـُأَمن ظهور الحقيقة .

والمشاركة السياسية على أساس التعددية العادلة من قوانين الخلق في الحياة ، وتلك هي الحقيقة الغائبة عن الساحة السياسية .

فلذلك يجب على المؤمنين محاربه تلك الأنظمة الكافرة حرباً فكرية وروحية ونفسية لا هوادة فيها حتى يكون الدين كله لله .

قال تعالى:"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا(58) " (النساء).

__________________

( فالكافر هو من يغطي ويكفر الحقيقة * ) / تلك جوهر مسألة الكفر وهو الجوهر الغائب عن الساحة الفكرية الإسلامية بسبب الطغيان والتسلط السياسي .