الخمشي
10-12-2001, 06:03 PM
بينما كنت أقلب صفحات القاموس المحيط وجدت كلمة فقش وقد شرح معناها كالتالي " فقش البيضة أي فضخها" فأثارذلك في نفسي ذكريات الطفولة، فقد كانت هوايتي المفضلة في صغري هي تفقيش البيض وتفضيخه، وهي هواية عانت منها أمي كثيرا، لدرجة أنها لجأت إلى جميع الخيارات السلمية من حوار ونقاش وتوبيخ، وأخيرا استخدمت الخيارات العسكرية من تصفيق وترجيف و تكفيخ ، ولكن لا فائدة فقد كنت مصرا على غطرستي الطفولية وممارساتي العنصرية ضد بزارين الدجاج،ولم يتبق من خيارات سوى الخيار الاقتصادي، فصدر قرار حظر استيراد وتداول البيض داخل المنزل.
ولكن أنى لهذا الحظر أن يفت في عضدي وأنا الولد الشقي الذي يستطيع أن يحول البيضة إلى سلاح فتاك ينفجر على أرضية المطبخ، فينشر البياض والصفار على مدى الأنظار.
ولأن شقاوتي هي أم كل اختراعاتي، تفتقت عبقريتي المخربة عن سلاح أشد فتكا وإرهابا، وخاصة أن له لون الدم، وكان ذلك السلاح حبات الطماطم. وكانت مشكلة الطماطم أنه يحتاج إلى معالجة بيولوجية خاصة قبل أن يكون صالحا للاستخدام في لقافاتي الحربية، فلابد أن تكون الطماطة متمطمطة(أي قاربت على الانتهاء)، وكان الحل بأن أضع الطماطة في ركن خفي تحت المجلا حيث الرطوبة والحرارة الكافيتين لأن تجعلا الطماطة التي تمتلئ شبابا وحيوية طماطة متمطمطة في أقل من يومين.
وقد أجريت أول تجاربي النووية أقصد الطماطمية في منطقة جرداء قصدي في أرضية المطبخ، بعيدا عن الأنظار حيث نفذت عمليتي الانتحارية وفجرت طماطتي الفاسدة، وكانت التجربة ناجحة بكل المقاييس ولكن نتائجها كانت مرعبة لأمي.
وأتذكر أن أحد أنجح محاولاتي الارهابية حدثت ذات ليلة عندما دخلت المطبخ وتوجهت إلى حيث مخزن قنابلي الطماطمية وأخذت طماطة هائلة الحجم، وفجأة انتبهت إلى أن المروحة تدور بسرعة عالية، فخطرت لي فكرة جهنمية وقمت بأول محاولاتي الإرهابية الجوية، ورميت بالطماطة إلى أعلى وفجأة حدث الارتطام وانفجرت قنبلتي وتناثرت أشلاؤها على مسافة واسعة، ولم ينجم عن العملية أية أضرار بشرية سوى منفذ العملية الذي غطي بالكامل بشظايا الطماطة المنفضخة. عندها بدأ التفكير جديا بحظر الطماطم على أساس أنه أحد أسلحة الدمار الشامل، ولكن الطماطم سلعة استراتيجية لايمكن الاستغناء عنها في المنزل، وأخيرا وبعد جولات طويلة من المناقشات والمفاوضات استقر رأي أصحاب القرار على استبدال ثلاجتنا بأخرى عملاقة لا يستطيع الإرهابيون القصار أمثالي الوصول إلى الطماطم والبيض إذا وضعا في رفها العلوي، ولا أزال أتذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه تلك الثلاجة المشؤمة بيتنا مسدلة الستار على واحد من أروع فترات عمري النضالية( أقصد الإ زعاجية)، وأتذكر أني قلت لأمي حينها بأني سوف أكبر وأطول وأعود إلى هوايتي المفضلة بتفقيش البيض وتفضيخ الطماطم، ولكن للأسف لم يأت ذلك اليوم ولا أزال لا أستطيع الوصول إلى سلاحي المفضل. يمكن هذا ذنبي على البيض والطماط.
التوقيع: واحد قصير
ولكن أنى لهذا الحظر أن يفت في عضدي وأنا الولد الشقي الذي يستطيع أن يحول البيضة إلى سلاح فتاك ينفجر على أرضية المطبخ، فينشر البياض والصفار على مدى الأنظار.
ولأن شقاوتي هي أم كل اختراعاتي، تفتقت عبقريتي المخربة عن سلاح أشد فتكا وإرهابا، وخاصة أن له لون الدم، وكان ذلك السلاح حبات الطماطم. وكانت مشكلة الطماطم أنه يحتاج إلى معالجة بيولوجية خاصة قبل أن يكون صالحا للاستخدام في لقافاتي الحربية، فلابد أن تكون الطماطة متمطمطة(أي قاربت على الانتهاء)، وكان الحل بأن أضع الطماطة في ركن خفي تحت المجلا حيث الرطوبة والحرارة الكافيتين لأن تجعلا الطماطة التي تمتلئ شبابا وحيوية طماطة متمطمطة في أقل من يومين.
وقد أجريت أول تجاربي النووية أقصد الطماطمية في منطقة جرداء قصدي في أرضية المطبخ، بعيدا عن الأنظار حيث نفذت عمليتي الانتحارية وفجرت طماطتي الفاسدة، وكانت التجربة ناجحة بكل المقاييس ولكن نتائجها كانت مرعبة لأمي.
وأتذكر أن أحد أنجح محاولاتي الارهابية حدثت ذات ليلة عندما دخلت المطبخ وتوجهت إلى حيث مخزن قنابلي الطماطمية وأخذت طماطة هائلة الحجم، وفجأة انتبهت إلى أن المروحة تدور بسرعة عالية، فخطرت لي فكرة جهنمية وقمت بأول محاولاتي الإرهابية الجوية، ورميت بالطماطة إلى أعلى وفجأة حدث الارتطام وانفجرت قنبلتي وتناثرت أشلاؤها على مسافة واسعة، ولم ينجم عن العملية أية أضرار بشرية سوى منفذ العملية الذي غطي بالكامل بشظايا الطماطة المنفضخة. عندها بدأ التفكير جديا بحظر الطماطم على أساس أنه أحد أسلحة الدمار الشامل، ولكن الطماطم سلعة استراتيجية لايمكن الاستغناء عنها في المنزل، وأخيرا وبعد جولات طويلة من المناقشات والمفاوضات استقر رأي أصحاب القرار على استبدال ثلاجتنا بأخرى عملاقة لا يستطيع الإرهابيون القصار أمثالي الوصول إلى الطماطم والبيض إذا وضعا في رفها العلوي، ولا أزال أتذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه تلك الثلاجة المشؤمة بيتنا مسدلة الستار على واحد من أروع فترات عمري النضالية( أقصد الإ زعاجية)، وأتذكر أني قلت لأمي حينها بأني سوف أكبر وأطول وأعود إلى هوايتي المفضلة بتفقيش البيض وتفضيخ الطماطم، ولكن للأسف لم يأت ذلك اليوم ولا أزال لا أستطيع الوصول إلى سلاحي المفضل. يمكن هذا ذنبي على البيض والطماط.
التوقيع: واحد قصير