ماجدالمسفر
20-11-2001, 01:59 AM
الاسم : محمد بن صالح العثيمين
الدولة : السعودية
سيرة المفتى ومعلومات عن حياته :
حياة الشيخ ابن عثيمين العلمية والعملية
ــــــــــــــــــــــــــ
ولد الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في مدينة عنيزة، إحدى مدن القصيم، عام 1347هـ، في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة، بل تتلمذ على بعض أفراد عائلته، أمثال جده من جهة أمه، الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله؛ فقد قرأ عليه القرآن، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب، وبعض فنون الآداب.
وكان الشيخ قد رزق ذكاء وزكاء، وهمة عالية، وحرصا على التحصيل العلمي في مزاحمته الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلابه لتعليم الصغار، وهما الشيخ علي الصالحي، والشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، فقرأ الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليهما مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف، وهكذا كانت نشأة الشيخ بين أحضان العلماء.
والشيخ متزوج من امرأة واحدة، وله من الأولاد الذكور عبد الله، وعبد الرحمن، وإبراهيم، وعبد العزيز، وعبد الرحيم، وله من الأخوة الدكتور عبد الله، رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود في الرياض، والأمين العام لجائزة الملك فيصل، وأخوه عبد الرحمن.
ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض، حين فتحت المعاهدة العلمية عام 1372هـ، فالتحق بها, يقول الشيخ رحمه الله:دخلت المعهد العلمي من السنة الثانية، والتحقت به بمشورة من الشيخ علي الصالحي، وبعد أن استأذنت من الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، وكان المعهد العلمي في ذلك الوقت ينقسم إلى قسمين خاص وعام، فكنت في القسم الخاص، وكان في ذلك الوقت من شاء أن يقفز، بمعنى أنه يدرس السنة المستقبلة له في أثناء الإجازة، ثم يختبرها في أول العام الثاني، فإذا نجح انتقل إلى السنة التي بعدها، وبهذا اختصرت الزمن، ثم التحقت بكلية الشريعة في الرياض انتسابا، وتخرجت فيها .
وبعد وفاة شيخه عبد الرحمن السعدي، الذي توفي في عنيزة عام 1376هـ، عن عمر يناهز التاسعة والستين، رشح بعض المشايخ لإمامة الجامع الكبير، إلا أنهم لم يستمروا على ذلك إلا مدة قصيرة جدا، فرشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لإمامة الجامع الكبير، وعندها تصدى للتدريس مكان شيخه، ولم يتصد للتأليف إلا عام 1382هـ، حين ألف أول كتاب له وهو فتح رب البرية بتلخيص الحموية وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الحموية في العقيدة.
واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض الكتب الفقهية، ويقول الشيخ محمد العثيمين:لقد تأثرت بالشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله من جهة العناية بالحديث، وتأثرت به من جهة الأخلاق أيضا، وبسط نفسه للناس.
وقد عرض على الشيخ تولي القضاء من قبل مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، الذي ألح على فضيلته بتولي القضاء، بل أصدر قراره بتعيينه رئيسا للمحكمة الشرعية بالأحساء، فطلب منه الإعفاء، وبعد مراجعات واتصالات سمح بإعفائه من منصب القضاء.
مشايخه:
استفاد الشيخ ابن عثيمين في طلبه للعلم من عدة شيوخ، بعضهم في مدينة عنيزة، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية، ومن الشيوخ الذين درس عليهم:
1) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، المتوفى عام 1376هـ، المفسر المشهور، صاحب التفسير المعروف بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان في ثمان مجلدات، وله مؤلفات كثيرة في الفقه وأصوله، وقواعده، وفي العقيدة، وغيرها من الكتب النافعة.
وتخرج على يد هذا العالم الجهبذ علماء بارزون، لهم دورهم الكبير في الساحة العلمية، وبعضهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، منهم شيخنا رحمه الله محمد العثيمين، الذي لازمه، واستفاد منه قرابة إحدى عشرة سنة، وهو من أبرز طلابه فيما يظهر، ولذا خلف الشيخ في إمامة الجامع الكبير، والتدريس فيه والإفتاء.
وقد قام زميلنا وأخونا الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن الشيخ عبد المحسن العباد بإعداد رسالة الماجستير بعنوان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة وضح فيها مكانة الشيخ السعدي العلمية، وجهوده وآثاره.
2) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء, درس عليه عندما كان مواصلا لدراسته النظامية في الرياض، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض كتب الفقه، والشيخ عبد العزيز من أبرز علماء هذه الأمة في هذا العصر.
3) الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، المتوفى عام 1393هـ، المفسر واللغوي، صاحب التفسير المشهور والمعروف بأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن , ويعد من أبرز آثاره العلمية.
وقد درس عليه شيخنا في المعهد العلمي، يقول شيخنا محمد العثيمين عنه:كنا طلابا في المعهد العلمي في الرياض، وكنا جالسين في الفصل، فإذا بشيخ يدخل علينا، إذا رأيته قلت: هذا بدوي من الأعراب، ليس عنده بضاعة من علم، رث الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا، فتذكرت الشيخ عبد الرحمن السعدي، وقلت في نفسي: أترك الشيخ عبد الرحمن السعدي، وأجلس أمام هذا البدوي؟ فلما ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية، من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه، وسمته،وخلقه، وزهده، وورعه .
4)الشيخ علي بن حمد الصالحي، ولا يزال على قيد الحياة، أطال الله عمره، وأحسن عمله، ورزقنا وإياه حسن الخاتمة.
5) الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، رحمه الله، فقد قرأ شيخنا عليه مختصر العقيدة الواسطية ، للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه، للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف.
6) الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله، قرأ شيخنا عليه بعض كتب الفقه، كما درس عليه الفرائض، علم المواريث.
7) الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله، حيث قرأ شيخنا القرآن عليه حتى أتم حفظه، والشيخ عبد الرحمن الدامغ جد الشيخ من جهة أمه.
تلاميذه:
لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ؛ لأنهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة بما يزيد على الخمسمائة طالب في بعض الدروس، على اختلاف مستوياتهم
وأذكر في بداية طلبي للعلم عند الشيخ في مطلع عام 1402ه كنا ربما لا نزيد على عشرة طلاب في المجلس الواحد، ولم تكن للشيخ شهرة على ماهي عليه الآن، ولعل اكتسابه للشهرة، وتوافد طلاب العلم عليه من كل حدب وصوب، يرجع إلى عدة عوامل منها:
1) صدقه وإخلاصه في طلب العلم والتعليم وبذل نفسه في ذلك.
2) تصديه للدروس والمحاضرات والفتوى في الحرم المكي في شهر رمضان؛ لأن الناس لاسيما طلاب العلم يزدحمون في الحرم المكي في شهر رمضان، خصوصا العشر الأواخر من رمضان، فيلتفون حول الشيخ.
3) وضوحه في الأداء، سواء ما يرجع إلى اللفظ أو ما يرجع إلى المعنى، فكان غاية في الوضوح، مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلا عن طلاب العلم.
4) سلامة المنهج في العقيدة، وهذه صفة في جميع علماء نجد، والحمد لله، فلم يعرف عن واحد منهم ، فيما أعلم خروجه عن عقيدة السلف؛ لأنهم حديثو عهد بإمامهم شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
5) عدم تعصبه وجموده لمذهب معين في جميع مسائل الأحكام، بل كان متجردا للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، حتى لو كان ظاهره مخالفا لصريح المذهب الحنبلي الشائع في هذه البلاد، فلا يضره ذلك.
6) تقليده بعض المناصب المهمة، مثل عضويته في هيئة كبار العلماء، ورئاسته لقسم العقيدة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، ورئاسته لجماعة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة عنيزة، ومشاركته في برنامج نور على الدرب الذي يذاع في المذياع واتصالاته الواسعة بكبار المسؤولين من أجل المصلحة العامة، ومشاركاته في مناسبات كثيرة في أنحاء العالم.
7) استجابته لكثير من الدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات من كثير من مدن المملكة، لاسيما المدن الكبيرة التي يتردد إليها، كالرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، وبعض مدن القصيم, ولا تقتصر على المساجد، بل كان يلقي محاضراته حتى في المجمعات العسكرية.
8) كثرة الأشرطة العلمية التي سجلت له، والتي وصلت إلى دول أوروبا وأمريكا وغيرها من دول الغرب، فاستفاد منها كثير من المغتربين من الجالية العربية المسلمة، ومتابعتهم لأشرطته بانتظام، التي تمثل شروحاته لكثير من الكتب العلمية التي تخص طلاب العلم، التي شرحها شرحا كاملا بهذه الأشرطة مثل كتاب التدمرية وفتح رب البرية والعقيدة الواسطية ، كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة السفارينية ، وهي منظومة للشيخ محمد بن أحمد السفاريني، المعروفة بالدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ، وفي شرحه لكتب الأحكام مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، إلا أنه لم يكمل شرحه، وزاد المستقنع في فقه الإمام أحمد، وغيرها من الكتب الكثيرة التي سجلت بالأشرطة، وانتشرت في أقطار الدنيا، يستفيد منها طلاب العلم.
الدولة : السعودية
سيرة المفتى ومعلومات عن حياته :
حياة الشيخ ابن عثيمين العلمية والعملية
ــــــــــــــــــــــــــ
ولد الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في مدينة عنيزة، إحدى مدن القصيم، عام 1347هـ، في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة، بل تتلمذ على بعض أفراد عائلته، أمثال جده من جهة أمه، الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله؛ فقد قرأ عليه القرآن، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب، وبعض فنون الآداب.
وكان الشيخ قد رزق ذكاء وزكاء، وهمة عالية، وحرصا على التحصيل العلمي في مزاحمته الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلابه لتعليم الصغار، وهما الشيخ علي الصالحي، والشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، فقرأ الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليهما مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف، وهكذا كانت نشأة الشيخ بين أحضان العلماء.
والشيخ متزوج من امرأة واحدة، وله من الأولاد الذكور عبد الله، وعبد الرحمن، وإبراهيم، وعبد العزيز، وعبد الرحيم، وله من الأخوة الدكتور عبد الله، رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود في الرياض، والأمين العام لجائزة الملك فيصل، وأخوه عبد الرحمن.
ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض، حين فتحت المعاهدة العلمية عام 1372هـ، فالتحق بها, يقول الشيخ رحمه الله:دخلت المعهد العلمي من السنة الثانية، والتحقت به بمشورة من الشيخ علي الصالحي، وبعد أن استأذنت من الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، وكان المعهد العلمي في ذلك الوقت ينقسم إلى قسمين خاص وعام، فكنت في القسم الخاص، وكان في ذلك الوقت من شاء أن يقفز، بمعنى أنه يدرس السنة المستقبلة له في أثناء الإجازة، ثم يختبرها في أول العام الثاني، فإذا نجح انتقل إلى السنة التي بعدها، وبهذا اختصرت الزمن، ثم التحقت بكلية الشريعة في الرياض انتسابا، وتخرجت فيها .
وبعد وفاة شيخه عبد الرحمن السعدي، الذي توفي في عنيزة عام 1376هـ، عن عمر يناهز التاسعة والستين، رشح بعض المشايخ لإمامة الجامع الكبير، إلا أنهم لم يستمروا على ذلك إلا مدة قصيرة جدا، فرشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لإمامة الجامع الكبير، وعندها تصدى للتدريس مكان شيخه، ولم يتصد للتأليف إلا عام 1382هـ، حين ألف أول كتاب له وهو فتح رب البرية بتلخيص الحموية وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الحموية في العقيدة.
واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض الكتب الفقهية، ويقول الشيخ محمد العثيمين:لقد تأثرت بالشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله من جهة العناية بالحديث، وتأثرت به من جهة الأخلاق أيضا، وبسط نفسه للناس.
وقد عرض على الشيخ تولي القضاء من قبل مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، الذي ألح على فضيلته بتولي القضاء، بل أصدر قراره بتعيينه رئيسا للمحكمة الشرعية بالأحساء، فطلب منه الإعفاء، وبعد مراجعات واتصالات سمح بإعفائه من منصب القضاء.
مشايخه:
استفاد الشيخ ابن عثيمين في طلبه للعلم من عدة شيوخ، بعضهم في مدينة عنيزة، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية، ومن الشيوخ الذين درس عليهم:
1) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، المتوفى عام 1376هـ، المفسر المشهور، صاحب التفسير المعروف بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان في ثمان مجلدات، وله مؤلفات كثيرة في الفقه وأصوله، وقواعده، وفي العقيدة، وغيرها من الكتب النافعة.
وتخرج على يد هذا العالم الجهبذ علماء بارزون، لهم دورهم الكبير في الساحة العلمية، وبعضهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، منهم شيخنا رحمه الله محمد العثيمين، الذي لازمه، واستفاد منه قرابة إحدى عشرة سنة، وهو من أبرز طلابه فيما يظهر، ولذا خلف الشيخ في إمامة الجامع الكبير، والتدريس فيه والإفتاء.
وقد قام زميلنا وأخونا الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن الشيخ عبد المحسن العباد بإعداد رسالة الماجستير بعنوان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة وضح فيها مكانة الشيخ السعدي العلمية، وجهوده وآثاره.
2) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء, درس عليه عندما كان مواصلا لدراسته النظامية في الرياض، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض كتب الفقه، والشيخ عبد العزيز من أبرز علماء هذه الأمة في هذا العصر.
3) الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، المتوفى عام 1393هـ، المفسر واللغوي، صاحب التفسير المشهور والمعروف بأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن , ويعد من أبرز آثاره العلمية.
وقد درس عليه شيخنا في المعهد العلمي، يقول شيخنا محمد العثيمين عنه:كنا طلابا في المعهد العلمي في الرياض، وكنا جالسين في الفصل، فإذا بشيخ يدخل علينا، إذا رأيته قلت: هذا بدوي من الأعراب، ليس عنده بضاعة من علم، رث الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا، فتذكرت الشيخ عبد الرحمن السعدي، وقلت في نفسي: أترك الشيخ عبد الرحمن السعدي، وأجلس أمام هذا البدوي؟ فلما ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية، من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه، وسمته،وخلقه، وزهده، وورعه .
4)الشيخ علي بن حمد الصالحي، ولا يزال على قيد الحياة، أطال الله عمره، وأحسن عمله، ورزقنا وإياه حسن الخاتمة.
5) الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، رحمه الله، فقد قرأ شيخنا عليه مختصر العقيدة الواسطية ، للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه، للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف.
6) الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله، قرأ شيخنا عليه بعض كتب الفقه، كما درس عليه الفرائض، علم المواريث.
7) الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله، حيث قرأ شيخنا القرآن عليه حتى أتم حفظه، والشيخ عبد الرحمن الدامغ جد الشيخ من جهة أمه.
تلاميذه:
لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ؛ لأنهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة بما يزيد على الخمسمائة طالب في بعض الدروس، على اختلاف مستوياتهم
وأذكر في بداية طلبي للعلم عند الشيخ في مطلع عام 1402ه كنا ربما لا نزيد على عشرة طلاب في المجلس الواحد، ولم تكن للشيخ شهرة على ماهي عليه الآن، ولعل اكتسابه للشهرة، وتوافد طلاب العلم عليه من كل حدب وصوب، يرجع إلى عدة عوامل منها:
1) صدقه وإخلاصه في طلب العلم والتعليم وبذل نفسه في ذلك.
2) تصديه للدروس والمحاضرات والفتوى في الحرم المكي في شهر رمضان؛ لأن الناس لاسيما طلاب العلم يزدحمون في الحرم المكي في شهر رمضان، خصوصا العشر الأواخر من رمضان، فيلتفون حول الشيخ.
3) وضوحه في الأداء، سواء ما يرجع إلى اللفظ أو ما يرجع إلى المعنى، فكان غاية في الوضوح، مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلا عن طلاب العلم.
4) سلامة المنهج في العقيدة، وهذه صفة في جميع علماء نجد، والحمد لله، فلم يعرف عن واحد منهم ، فيما أعلم خروجه عن عقيدة السلف؛ لأنهم حديثو عهد بإمامهم شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
5) عدم تعصبه وجموده لمذهب معين في جميع مسائل الأحكام، بل كان متجردا للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، حتى لو كان ظاهره مخالفا لصريح المذهب الحنبلي الشائع في هذه البلاد، فلا يضره ذلك.
6) تقليده بعض المناصب المهمة، مثل عضويته في هيئة كبار العلماء، ورئاسته لقسم العقيدة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، ورئاسته لجماعة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة عنيزة، ومشاركته في برنامج نور على الدرب الذي يذاع في المذياع واتصالاته الواسعة بكبار المسؤولين من أجل المصلحة العامة، ومشاركاته في مناسبات كثيرة في أنحاء العالم.
7) استجابته لكثير من الدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات من كثير من مدن المملكة، لاسيما المدن الكبيرة التي يتردد إليها، كالرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، وبعض مدن القصيم, ولا تقتصر على المساجد، بل كان يلقي محاضراته حتى في المجمعات العسكرية.
8) كثرة الأشرطة العلمية التي سجلت له، والتي وصلت إلى دول أوروبا وأمريكا وغيرها من دول الغرب، فاستفاد منها كثير من المغتربين من الجالية العربية المسلمة، ومتابعتهم لأشرطته بانتظام، التي تمثل شروحاته لكثير من الكتب العلمية التي تخص طلاب العلم، التي شرحها شرحا كاملا بهذه الأشرطة مثل كتاب التدمرية وفتح رب البرية والعقيدة الواسطية ، كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة السفارينية ، وهي منظومة للشيخ محمد بن أحمد السفاريني، المعروفة بالدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ، وفي شرحه لكتب الأحكام مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، إلا أنه لم يكمل شرحه، وزاد المستقنع في فقه الإمام أحمد، وغيرها من الكتب الكثيرة التي سجلت بالأشرطة، وانتشرت في أقطار الدنيا، يستفيد منها طلاب العلم.