الطارق
30-06-2001, 04:16 AM
حوار مع الجاحظ ( 3 )
الطارق : وقد اصبت في عصر المتوكل بالفالج بجانبك الأيسر ( الشلل ) والنقرس بجانبك الأيمن ( الروماتزم ) ؟!
الجاحظ : نعم فقد بلغت في عصر المتوكل من العمر 73 سنة على الأقل .
وقد دخل علي رسل المتوكل وأنا بسامراء في منزلي وقد طلب حضوري فقلت لهم : وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ؟ ثم أقبلت على جلسائي ، وقلت: ما تقولون في رجل له شقان أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والشق الأخر يمر به الذباب فيغوث ( أي يصيح ) وأكثر ما أشكوه الثمانون ( 31 )
الطارق : وتذكر كثير من المراجع كابن خلكان وصاحب تاريخ بغداد وابن العماد في شذرات الذهب والسندوبي غيرهم أن هذا المرض حدث لك في أخر خلافة المعتصم ( 32 ) ؟!
الجاحظ : أصبت بالفالج في وقت مبكر من ذلك ولكنه لم يقعدني عن الحركة ولا الكتابة فقد ألفت كتاب الحيوان وأنا مفلوج وكذلك البيان والتبيين والزرع والنخيل وأصابني النقرس وكنت محتفظا بقواي حتى بعد سنة 243 هـ فقد صحبت الفتح بن خاقان لدمشق .. حتى اشتد علي المرض فعدت إلى البصرة وأمضيت بقية حياتي بها ( 27 ) ... حتى أن المتوكل وجه في السنة التي قتل فيها أن أحمل إليه من البصرة ، فقلت لمن أراد حملي : وما يصنع أمير المؤمنين بامرئ ليس بطائل ، ذو شق مائل ولعاب سائل ...وعقل زائل ولون حائل ( 33 )
الطارق : وبقيت بالبصرة وأنت بهذا الحال في خلافة المنتصر ( 247 – 248 ) والمستعين ( 248 –252 ) والمعتز ( 252 – 255 ) .
الجاحظ : نعم .. فقد كبرت في العمر والأيام تضعضع من عمري والمرض يشتد علي ، وقد لزمت بيتي ، ورغما هذا فقد ظللت حافظا على قواي الفكرية العقلية ، قد هرع الأدباء والعلماء إلي من كل مكان للاطمئنان علي ( 34 ) .
الطارق : وفي خلافة المعتز في المحرم من سنة 255 هـ توفيت ، ولما وصل نعيك إلى قصر الخلافة في بغداد وسامراء أسف المعتز بالله أشد الأسف وقال ليزيد بن محمد المهلبي : يا يزيد ورد الخبر بموت الجاحظ فقال يزيد : لأمير المؤمنين البقاء ، ودوام النعمة ، فقال المعتز : لقد كنت أحب أن أشخصه إلي وأن يقيم عندي ، فرد عليه يزيد : إنه كان بل موته عطلا بالفالج ( 35 )
وقد ادعى البعض أنك توفيت نتيجة سقوط أكداس الكتب عليك فقضت عليك ( 35 ) بينما ، جميع التراجم التي لدي لم تتحدث عن هذا . ( و )
ويبدوا أن وفاتك كانت طبيعية نتيجة الكبر والمرض ..
لم يبقى إلا شيء أحببنا أن نذكر أنك ألفت الكثير من الكتب والتي تزيد عن 250 كتاب في مختلف صنوف العلم كان من أهمها :
كتاب الحيوان وكتاب البيان والتبيين وكتاب البخلاء رسالة التربيع والتدوير .وغيرها من الكتب العظيمة التي تعتبر مصدرا من المصادر المهمة لمعرفة ذلك العصر ، وحسبنا أن نقول ما قاله المسعودي في كتبك قال في مروج الذهب : ( ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتب منه .... وكتب الجاحظ ... تجلو صدأ الأذهان ، وتكشف وضاح البرهان ، لأنه نظمها أحسن نظم ، ورصفها أحسن رصف ، وكساها من كلامه أجزل لفظ ، وكان إذا تخف ملل القارئ ، وسآمة السامع خرج من جد إلى هزل من حكمة بليغة إلى نادرة ظريفة ، وله كتب حسان : منها كتاب البيان والتبيين هو أشرفها ، لأنه جمع فيه بين المنثور المنظوم ، وغرر الأشعار ومستحسن الأخبار ، وبليغ الخطب ، ما لو اقتصر علي مقتصر لاكتفى به ، وكتاب الحيوان ، كتاب الطفيليين وكتاب البخلاء وسائر كتبه في نهاية الكمال ، مما لم يقصد منها إلى نصب ولا إلى دفع حق ، لا يعلم ممن سلف لا خلف من المعتزلة أفصح منه ) ( 36 )
تعتبر كتبك من أحد أه المصادر في معرفة الحالة الإجتماعية والثقافية والسياسية في ذلك العصر ، قد برزت شخصيتك بوضوح في كتبك بعكس المعصارين لك من الكتاب ، وتعتبر أحد عباقرة الكتاب في تاريخ الأدب العربي العالمي وشيخ الأدباء العرب بلا منازع ..
وقد أطنب الكثير في شخصيتك وعلمك وفصاحتك وأدبك وكتبك وعلموا مقدار عظمتك ومنهم النظام وأبو هفان أبو العيناء الحسن بن داود الخطيب البغدادي والمبرد و أبو القاسم الإسكافي وابن دريد والمرزباني وابن العميد وأبو حيان التوحيدي وياقوت الحموي والمسعودي ابن خلدون طه حسين وأحمد أمين وغيرهم الكثير والكثير ..
ويكفي أن تفخر البصرة بكتابين من مؤلفاتك هما الحيوان والبيان والتبيين من أربعة كتب وثالثهما كتاب العين للخليل وكتاب الكتاب لسيبويه وأن يعتبر كتابك البيان التبيين أحد أصول فن الأدب أركانه من بين أربعة كتب أخرى كما قال ابن خلدون وأن يبلغ الأمر وأن يقول أحد العلماء : رضيت في الجنة بكتب الجاحظ عن نعيمها ( 37 )
و أن يقول ثابت بن قرة وهو أحد كتاب الصابئة لا أحسد هذه الأمة العربية إلى على ثلاثة : عمر بن الخطاب في سياسته ويقظته .. ودينه ... والحسن البصري في العلم والتقوى .. والجاحظ خطيب المسلمين وشيخ المتكلمين ومدره المتقدمين والمتأخرين ... ( 38 )
لم يبقى من شئ شيخنا الكريم شكرا لك ....
الهوامش :
( و ) لم تذكر وفاة الجاحظ بسبب سقوط الكتب عليه في المصادر التي لدي فكتاب وفيات الأعيان وهو من أهم كتب التراجم لم يذكر هذه القصة ، وكذلك كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي الذي أخذ جميع معلوماته أو معظمها من كتاب ( تقريظ الجاحظ ) لأبو حيان التوحيدي وكذلك كتاب تاريخ بغداد .. وهي من أهم المصادر في تراجم الأدب العربي .. قد كنت اعتقد أن هذه القصة قد اختلقت ربما لتظهر مدى تعلق الجاحظ بكتبه الذي عرف به واشتهر من معاصريه ومن كتاباته ( كمقدمة كتاب الحيوان ) وارتباطه بها وحتى وفاته بسببها . لكن أطلعت في كتاب أبو عثمان الجاحظ للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي قوله : ( وفي أمسية من أمسيات شهر المحرم كان جالسا ( أي الجاحظ ) في حجرة كتبه ومطالعته العزيزة عليه ، الحفي بها ، فانهالت عليه أكداس الكتب فقضت عليه ) ( 35 ) وفي هامش هذا الكتاب وفي صفحة 259 ذكر المصدر ( مروج الذهب ) المجلد الثاني صفحة 122 . كان من حسن الحظ أن يكون لدي نفس هذا الكتاب ونفس الطبعة التي بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد والتي أخذ عنها المؤلف .. رجعت إلى هذه الصفحة من كتاب مروج الذهب ( أي المجلد الثاني ، صفحة 122 ) فذهلت أني لم أجد ذكر للجاحظ في هذه الصفحة أبدا ... وقد ألف خفاجي كتابه هذا قبل سنة 1967 م ( ص 246 ) ولا أدري أن كانت هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الكاتب هو بداية قصة وفات الجاحظ بسبب كتبه أم لا فقد ذكر الزركلي هذه القصة في كتابه ( الأعلام ) الذي أتم أكمال كتابه بطبعة الرابعة قبيل وفاته سنة 1976 م ولم يذكر من مصادرة هذا المؤلف ( أبو عثمان الجاحظ ) ولا أدري هل أخذ قصة سقوط الكتب على الجاحظ من مصدر أخر أم لا .. على العموم .. جميع المصادر التي لدي مثل ضحى الإسلام لأحمد أمين و تاريخ الأدب العربي ( العصر العباسي الثاني ) لشوقي ضيف ومقدمة ( كتاب الحيوان ) ( تحقيق فوزي عطوي – دار صعب ) - وأن ذكر قصة سقوط الكتب على الجاحظ في كتيب ( الجاحظ دائرة معارف عصره ) - ومقدمة كتاب البخلاء ( تحقيق : علي جارم بك ، أحمد العوامري ) لا تتحدث عن تسبب الكتب في وفاة الجاحظ ، بل معظمها تذكر أن وفاته كانت بسبب المرض .... وبذلك أرجح أن تكون قصة سقوط الكتب مختلقة وفي عصرنا هذا ...
المصادر :
( 28 ) معجم الأدباء : ج16 / ص104
( 29 ) معجم الأدباء : ج16 / ص99
( 30 ) معجم الأدباء : ج16 / ص90
( 31 ) معجم الأدباء : ج16 / ص103
( 32 ) أبو عثمان الجاحظ : ص83
( 33 ) أبو عثمان الجاحظ : ص83
( 34 ) أبو عثمان الجاحظ : ص80 ، 84
( 35 ) أبو عثمان الجاحظ : ص259 ، 260
( 36 ) مروج الذهب : ج4 ص195
( 37 ) أبو عثمان الجاحظ : ص264
( 38 ) معجم الأدباء : ج16 / ص95
الطارق : وقد اصبت في عصر المتوكل بالفالج بجانبك الأيسر ( الشلل ) والنقرس بجانبك الأيمن ( الروماتزم ) ؟!
الجاحظ : نعم فقد بلغت في عصر المتوكل من العمر 73 سنة على الأقل .
وقد دخل علي رسل المتوكل وأنا بسامراء في منزلي وقد طلب حضوري فقلت لهم : وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ؟ ثم أقبلت على جلسائي ، وقلت: ما تقولون في رجل له شقان أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والشق الأخر يمر به الذباب فيغوث ( أي يصيح ) وأكثر ما أشكوه الثمانون ( 31 )
الطارق : وتذكر كثير من المراجع كابن خلكان وصاحب تاريخ بغداد وابن العماد في شذرات الذهب والسندوبي غيرهم أن هذا المرض حدث لك في أخر خلافة المعتصم ( 32 ) ؟!
الجاحظ : أصبت بالفالج في وقت مبكر من ذلك ولكنه لم يقعدني عن الحركة ولا الكتابة فقد ألفت كتاب الحيوان وأنا مفلوج وكذلك البيان والتبيين والزرع والنخيل وأصابني النقرس وكنت محتفظا بقواي حتى بعد سنة 243 هـ فقد صحبت الفتح بن خاقان لدمشق .. حتى اشتد علي المرض فعدت إلى البصرة وأمضيت بقية حياتي بها ( 27 ) ... حتى أن المتوكل وجه في السنة التي قتل فيها أن أحمل إليه من البصرة ، فقلت لمن أراد حملي : وما يصنع أمير المؤمنين بامرئ ليس بطائل ، ذو شق مائل ولعاب سائل ...وعقل زائل ولون حائل ( 33 )
الطارق : وبقيت بالبصرة وأنت بهذا الحال في خلافة المنتصر ( 247 – 248 ) والمستعين ( 248 –252 ) والمعتز ( 252 – 255 ) .
الجاحظ : نعم .. فقد كبرت في العمر والأيام تضعضع من عمري والمرض يشتد علي ، وقد لزمت بيتي ، ورغما هذا فقد ظللت حافظا على قواي الفكرية العقلية ، قد هرع الأدباء والعلماء إلي من كل مكان للاطمئنان علي ( 34 ) .
الطارق : وفي خلافة المعتز في المحرم من سنة 255 هـ توفيت ، ولما وصل نعيك إلى قصر الخلافة في بغداد وسامراء أسف المعتز بالله أشد الأسف وقال ليزيد بن محمد المهلبي : يا يزيد ورد الخبر بموت الجاحظ فقال يزيد : لأمير المؤمنين البقاء ، ودوام النعمة ، فقال المعتز : لقد كنت أحب أن أشخصه إلي وأن يقيم عندي ، فرد عليه يزيد : إنه كان بل موته عطلا بالفالج ( 35 )
وقد ادعى البعض أنك توفيت نتيجة سقوط أكداس الكتب عليك فقضت عليك ( 35 ) بينما ، جميع التراجم التي لدي لم تتحدث عن هذا . ( و )
ويبدوا أن وفاتك كانت طبيعية نتيجة الكبر والمرض ..
لم يبقى إلا شيء أحببنا أن نذكر أنك ألفت الكثير من الكتب والتي تزيد عن 250 كتاب في مختلف صنوف العلم كان من أهمها :
كتاب الحيوان وكتاب البيان والتبيين وكتاب البخلاء رسالة التربيع والتدوير .وغيرها من الكتب العظيمة التي تعتبر مصدرا من المصادر المهمة لمعرفة ذلك العصر ، وحسبنا أن نقول ما قاله المسعودي في كتبك قال في مروج الذهب : ( ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتب منه .... وكتب الجاحظ ... تجلو صدأ الأذهان ، وتكشف وضاح البرهان ، لأنه نظمها أحسن نظم ، ورصفها أحسن رصف ، وكساها من كلامه أجزل لفظ ، وكان إذا تخف ملل القارئ ، وسآمة السامع خرج من جد إلى هزل من حكمة بليغة إلى نادرة ظريفة ، وله كتب حسان : منها كتاب البيان والتبيين هو أشرفها ، لأنه جمع فيه بين المنثور المنظوم ، وغرر الأشعار ومستحسن الأخبار ، وبليغ الخطب ، ما لو اقتصر علي مقتصر لاكتفى به ، وكتاب الحيوان ، كتاب الطفيليين وكتاب البخلاء وسائر كتبه في نهاية الكمال ، مما لم يقصد منها إلى نصب ولا إلى دفع حق ، لا يعلم ممن سلف لا خلف من المعتزلة أفصح منه ) ( 36 )
تعتبر كتبك من أحد أه المصادر في معرفة الحالة الإجتماعية والثقافية والسياسية في ذلك العصر ، قد برزت شخصيتك بوضوح في كتبك بعكس المعصارين لك من الكتاب ، وتعتبر أحد عباقرة الكتاب في تاريخ الأدب العربي العالمي وشيخ الأدباء العرب بلا منازع ..
وقد أطنب الكثير في شخصيتك وعلمك وفصاحتك وأدبك وكتبك وعلموا مقدار عظمتك ومنهم النظام وأبو هفان أبو العيناء الحسن بن داود الخطيب البغدادي والمبرد و أبو القاسم الإسكافي وابن دريد والمرزباني وابن العميد وأبو حيان التوحيدي وياقوت الحموي والمسعودي ابن خلدون طه حسين وأحمد أمين وغيرهم الكثير والكثير ..
ويكفي أن تفخر البصرة بكتابين من مؤلفاتك هما الحيوان والبيان والتبيين من أربعة كتب وثالثهما كتاب العين للخليل وكتاب الكتاب لسيبويه وأن يعتبر كتابك البيان التبيين أحد أصول فن الأدب أركانه من بين أربعة كتب أخرى كما قال ابن خلدون وأن يبلغ الأمر وأن يقول أحد العلماء : رضيت في الجنة بكتب الجاحظ عن نعيمها ( 37 )
و أن يقول ثابت بن قرة وهو أحد كتاب الصابئة لا أحسد هذه الأمة العربية إلى على ثلاثة : عمر بن الخطاب في سياسته ويقظته .. ودينه ... والحسن البصري في العلم والتقوى .. والجاحظ خطيب المسلمين وشيخ المتكلمين ومدره المتقدمين والمتأخرين ... ( 38 )
لم يبقى من شئ شيخنا الكريم شكرا لك ....
الهوامش :
( و ) لم تذكر وفاة الجاحظ بسبب سقوط الكتب عليه في المصادر التي لدي فكتاب وفيات الأعيان وهو من أهم كتب التراجم لم يذكر هذه القصة ، وكذلك كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي الذي أخذ جميع معلوماته أو معظمها من كتاب ( تقريظ الجاحظ ) لأبو حيان التوحيدي وكذلك كتاب تاريخ بغداد .. وهي من أهم المصادر في تراجم الأدب العربي .. قد كنت اعتقد أن هذه القصة قد اختلقت ربما لتظهر مدى تعلق الجاحظ بكتبه الذي عرف به واشتهر من معاصريه ومن كتاباته ( كمقدمة كتاب الحيوان ) وارتباطه بها وحتى وفاته بسببها . لكن أطلعت في كتاب أبو عثمان الجاحظ للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي قوله : ( وفي أمسية من أمسيات شهر المحرم كان جالسا ( أي الجاحظ ) في حجرة كتبه ومطالعته العزيزة عليه ، الحفي بها ، فانهالت عليه أكداس الكتب فقضت عليه ) ( 35 ) وفي هامش هذا الكتاب وفي صفحة 259 ذكر المصدر ( مروج الذهب ) المجلد الثاني صفحة 122 . كان من حسن الحظ أن يكون لدي نفس هذا الكتاب ونفس الطبعة التي بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد والتي أخذ عنها المؤلف .. رجعت إلى هذه الصفحة من كتاب مروج الذهب ( أي المجلد الثاني ، صفحة 122 ) فذهلت أني لم أجد ذكر للجاحظ في هذه الصفحة أبدا ... وقد ألف خفاجي كتابه هذا قبل سنة 1967 م ( ص 246 ) ولا أدري أن كانت هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الكاتب هو بداية قصة وفات الجاحظ بسبب كتبه أم لا فقد ذكر الزركلي هذه القصة في كتابه ( الأعلام ) الذي أتم أكمال كتابه بطبعة الرابعة قبيل وفاته سنة 1976 م ولم يذكر من مصادرة هذا المؤلف ( أبو عثمان الجاحظ ) ولا أدري هل أخذ قصة سقوط الكتب على الجاحظ من مصدر أخر أم لا .. على العموم .. جميع المصادر التي لدي مثل ضحى الإسلام لأحمد أمين و تاريخ الأدب العربي ( العصر العباسي الثاني ) لشوقي ضيف ومقدمة ( كتاب الحيوان ) ( تحقيق فوزي عطوي – دار صعب ) - وأن ذكر قصة سقوط الكتب على الجاحظ في كتيب ( الجاحظ دائرة معارف عصره ) - ومقدمة كتاب البخلاء ( تحقيق : علي جارم بك ، أحمد العوامري ) لا تتحدث عن تسبب الكتب في وفاة الجاحظ ، بل معظمها تذكر أن وفاته كانت بسبب المرض .... وبذلك أرجح أن تكون قصة سقوط الكتب مختلقة وفي عصرنا هذا ...
المصادر :
( 28 ) معجم الأدباء : ج16 / ص104
( 29 ) معجم الأدباء : ج16 / ص99
( 30 ) معجم الأدباء : ج16 / ص90
( 31 ) معجم الأدباء : ج16 / ص103
( 32 ) أبو عثمان الجاحظ : ص83
( 33 ) أبو عثمان الجاحظ : ص83
( 34 ) أبو عثمان الجاحظ : ص80 ، 84
( 35 ) أبو عثمان الجاحظ : ص259 ، 260
( 36 ) مروج الذهب : ج4 ص195
( 37 ) أبو عثمان الجاحظ : ص264
( 38 ) معجم الأدباء : ج16 / ص95