الطارق
26-05-2001, 05:42 PM
الجزء الخامس على هذا الرابط :
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?postid=695205#post695205
======
الطارق : سنكمل مقدمتنا وفصولها ؟ّ!
ابن خلدون : حسناً ... الباب الثالث : في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية :
ويشمل على أربعة وثلاثين فصلا .
الباب الرابع : في البلدان والأمصار وسائر العمران : ويشمل على اثنين وعشرين فصلا فرعيا تعرض لنشأة المدن الأمصار ومواطن التجمع الإنساني وما تمتز به المدن عن غيرها من مختلف الوجوه العمرانية والاجتماعية والاقتصادية واللغوية .
الطارق : تحدثت في هذا الباب عن الدولة بتوسع .. وقد ذكرت أن اتساع الدولة مرتبط بقوة العصبية ؟!
ابن خلدون : نعم .. فكلما ازدادت عصبية الدولة اتسع نطاقها وانتشرت على رقاع جغرافية أوسع .. فالعامل الأساسي لنشوء الدولة قوة العصبية ( 14 )
الطارق : وقد ذكرت أن للدولة عمرا طبيعيا كما الأشخاص وأن عمرا لا يعدو ثلاثة أجيال .. أحببنا أن تذكر هذه الأجيال .. ؟!
ابن خلدون : نعم .. قبل أي شيء أحببت أن أوضح أن مدة الجيل أربعين سنة ..
الجيل الأول : هم من لا زالوا على خلق البداوة وخشونتها ووحشيتها من شطف العيش والبسالة الافتراس والاشتراك في المجد فلا تزال بذلك سرة العصبية محفظة فيهم .
الجيل الثاني : تحول حالهم بالملك والترف من البداوة إلى الحضارة ومن الاشتراك في المجد إلى انفراد الواحد به ، ومن عز الاستطالة إلى ذل الاستكانة .
الجيل الثالث : فينسون عهد البداوة والخشونة كأن لم تكن ويفقدون حلاوة العز والعصبية بما هم في من ملكة وقهر ويبلغ الترف غايته ... فبذلك يكون عمر الدولة 120 سنة
الطارق : ولكن عرفت هناك دولة أمتد تاريخها أكثر من هذه المدة وبكثير .. كما أن ذ النتاج لا تنطبق إلا على الدويلات البدوية وملوك الطوائف الصغيرة ؟!
ابن خلدون : أنم يحدث هذا في الغالب وليس دوما ،، كما أن هناك ظروفا تزيد من طول الدولة وهي :
الأولى : إذا تخير صاحبها في الجيل الأخير شيعة وأنصارا ممن تعودوا الخشونة واتخذه جندا ..
الثانية : إذا عمد صاحب الدولة إلى تغيير القوانين الفاسدة ، وكأن بذلك أنشأ دولة أخرى وجدد ملكا . ... ( 15 )
الطارق : حسناً و قد ذكرت أطوارا للدولة مخلفة أحببنا ذكرها ؟!
ابن خلدون : نعم .. هي خمسة أطوار هي
1- هو طور الظفر وتأسيس الدولة ويتم ذلك بقوة العبية
2- هو طور الاستبداد والإنفراد بالملك ويلجأ صاحب الدولة إلى إبعاد أهل عصبيته عن شؤون الدولة لينفرد بالمجد
3- هو طور الفراغ والدعة ينصرف فيه صاحب الدولة إلى تحصيل ثمار الملك من جمع المال وتخليد الآثار
4- هو طور القنوع والمسالمة سلما لأنظاره من الملوك مقلدا للماضين من سلفه منصرف للتنعم والرفاههية .
5- هو طور الإسراف والتبذير وانهيار الدولة .. ( 16 )
6-
الطارق : حسنا نكمل فصول المقدمة ..
ابن خلدون : حسنا ...الباب الخامس : في المعاش وجوهه من الكسب والصنائع وما يعرض في ذلك كله من الأحوال ، ويشمل على ثلاثة وثلاثين فصلا فرعيا
الطارق : وذكرت أن الأسعار ترتفع عندما يزداد الطلب وهذا القانون و ما عرف بقانون العرض والطلب ؟!
ابن خلدون : نعم .. فالمصر الكثير العمران يكثر فيه الترف وتكثر حاجيات ساكنيه من أجل الترف .... وتصير الأعمال كلا مع ذلك عزيزة والمرافق غالية بازدحام الأغراض عليها من أجل الترف .. ويعظم الغلاء في المرافق والأقوات والأعمال ، فتكثر لذلك نفقات ساكنه كثرة بالغ ، على نسبة عمرانه ..
كما أن مستوى المعيشة يتطور مع مستوى الضارة فالمدينة الأكثر تضرا في أكثر في مستوى المعيشة ..
الطارق : وقد اكتشفت العلاقة التي ينبغي أن تتوفر بين العوامل الاقتصادية والعوامل السياسي ؟!
ابن خلدون : نعم .. فرجال الاقتصاد في حاجة إلى النفوذ الجاه للدفاع عن أملاكهم .. لا بد لصاحب المال والثروة الشهيرة في العمران من حامية تذد عنه ، وجاه ينسحب عليه من ذي قرابة الملك .. ( 17 )
الطارق : ......
ابن خلدون : الباب السادس : في العلوم وأصنافها ، والتعليم وطرقه سائر وجوهه وما يعر في ذلك كله من الأحوال يشتمل على واحد وستون فصلا .. ( 18 )
الطارق : وقد تحدثت في عن أنواع العلوم وأصنافها .. ثم عن التعليم وطرقه وانتقدت في التعليم عدة جوانب أحببنا ذكرها ؟!
ابن خلدون : نعم انتقدت :
- كثرة المواد وكثافتها
- تنوع الكتب
- اختلاف المصطلحات
- التوسع في الشرح والحواش
- الإسهاب في اختصار متون الكتب
وقد أشرت لعدة مقترحات في هذا الجانب لإصلاح الخلل هي :
1- ضرورة إجمال المسائل في البداية
2- الاعتماد على الأمثلة الحسية
3- الانتقال من الأمثلة الحسية تدريجيا إلى التعاريف والقوانين
4- عدم التوسع في العلوم الآلي ( هي اللغة وقواعدها والمنطق )
كما لم أنسى في السياسة التربوية الأطفال فأدعو إلى الرأفة بهم ويجب الابتعاد عن الشدة عليهم فلهذه الشدة الكثير من المفاسد الخلقية والاجتماعية التي تنجم عن أخذهم بالعنف ..
فالقهر والعسف مما يقضي على انبساط النفس ونشاطها ، ويدعو إلى الكسل ويحمل على الكذب والخبث والمكر والخديعة مما يفسد معاني الإنسانية .. ( 19 )
الطارق : رائع .. رائع ... أرشحك وزيرا للتعليم بدلا من الرشيد ..
ابن خلدون : ومن و الرشيد !!!
الطارق : ما علينا ما علينا .. لم يبقى إلا أن اعتب عليك على تحاملك على العرب في مقدمتك ؟!
ابن خلدون : ههههه .. وكيف أتهجم العرب وأصولي عربية !!
لعلك تشير لعناوين هذه الفصول التي ذكرتها في المقدمة :
فصل : أن العرب لا يتغلبون إلا على البسطاء
فصل : فصل أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب
فصل : أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية ...
فصل : في أن العرب أبعد الناس عن السياسة والملك
فصل : في أن المباني التي كانت تختطها العرب يسرع إليها الفساد إلا في الأقل
فصل : في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع .
الطارق : نعم
ابن خلدون : لم أقصد من كلمة العرب في هذه الفصول الشعب العربي ، أنم استخدم هذه الكلمة بمعنى الأعراب أو كان البادية الذين يعيشون خارج المدن ... ( 20 )
الطارق : لم يبقى إلا شيء .. لقد اتهمك أحد الكتاب المعارين منذ عدة سنوات بأنك سرقت ما توصل إليه أخوان الصفا ادعيته لنفسك ؟!
ابن خلدون ( قد بدا عليه الغضب ) : كيف هذا .. كيف هذا .. لقد مضيت ربع قرن في حبائل السياسة .. وكتبت كتابي وأنا معتزل العالم إلا من بعض المراجع .. وقد شهد جميع من كان معاصرا لي من أصدقاء وأعداء بعقليتي من ابن الخطيب إلى ابن حجر إلى غيرهم .. وبعد ذلك أتهم بهذا الاتهام ..
الطارق : شكرا لك ...
-------
المصادر :
( 14 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 306 ، 307
( 15 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 312 – 314
( 16 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 314 – 316
( 17 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 320 – 323
( 18 ) عبقريات ابن خلدون : 199-202
( 19 ) ابن خلدون ( المشاهير من علماء العرب والإسلام ) : ص86 – 89
( 20 ) عبقريات ابن خلدون : ص 262 ، 263
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?postid=695205#post695205
======
الطارق : سنكمل مقدمتنا وفصولها ؟ّ!
ابن خلدون : حسناً ... الباب الثالث : في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية :
ويشمل على أربعة وثلاثين فصلا .
الباب الرابع : في البلدان والأمصار وسائر العمران : ويشمل على اثنين وعشرين فصلا فرعيا تعرض لنشأة المدن الأمصار ومواطن التجمع الإنساني وما تمتز به المدن عن غيرها من مختلف الوجوه العمرانية والاجتماعية والاقتصادية واللغوية .
الطارق : تحدثت في هذا الباب عن الدولة بتوسع .. وقد ذكرت أن اتساع الدولة مرتبط بقوة العصبية ؟!
ابن خلدون : نعم .. فكلما ازدادت عصبية الدولة اتسع نطاقها وانتشرت على رقاع جغرافية أوسع .. فالعامل الأساسي لنشوء الدولة قوة العصبية ( 14 )
الطارق : وقد ذكرت أن للدولة عمرا طبيعيا كما الأشخاص وأن عمرا لا يعدو ثلاثة أجيال .. أحببنا أن تذكر هذه الأجيال .. ؟!
ابن خلدون : نعم .. قبل أي شيء أحببت أن أوضح أن مدة الجيل أربعين سنة ..
الجيل الأول : هم من لا زالوا على خلق البداوة وخشونتها ووحشيتها من شطف العيش والبسالة الافتراس والاشتراك في المجد فلا تزال بذلك سرة العصبية محفظة فيهم .
الجيل الثاني : تحول حالهم بالملك والترف من البداوة إلى الحضارة ومن الاشتراك في المجد إلى انفراد الواحد به ، ومن عز الاستطالة إلى ذل الاستكانة .
الجيل الثالث : فينسون عهد البداوة والخشونة كأن لم تكن ويفقدون حلاوة العز والعصبية بما هم في من ملكة وقهر ويبلغ الترف غايته ... فبذلك يكون عمر الدولة 120 سنة
الطارق : ولكن عرفت هناك دولة أمتد تاريخها أكثر من هذه المدة وبكثير .. كما أن ذ النتاج لا تنطبق إلا على الدويلات البدوية وملوك الطوائف الصغيرة ؟!
ابن خلدون : أنم يحدث هذا في الغالب وليس دوما ،، كما أن هناك ظروفا تزيد من طول الدولة وهي :
الأولى : إذا تخير صاحبها في الجيل الأخير شيعة وأنصارا ممن تعودوا الخشونة واتخذه جندا ..
الثانية : إذا عمد صاحب الدولة إلى تغيير القوانين الفاسدة ، وكأن بذلك أنشأ دولة أخرى وجدد ملكا . ... ( 15 )
الطارق : حسناً و قد ذكرت أطوارا للدولة مخلفة أحببنا ذكرها ؟!
ابن خلدون : نعم .. هي خمسة أطوار هي
1- هو طور الظفر وتأسيس الدولة ويتم ذلك بقوة العبية
2- هو طور الاستبداد والإنفراد بالملك ويلجأ صاحب الدولة إلى إبعاد أهل عصبيته عن شؤون الدولة لينفرد بالمجد
3- هو طور الفراغ والدعة ينصرف فيه صاحب الدولة إلى تحصيل ثمار الملك من جمع المال وتخليد الآثار
4- هو طور القنوع والمسالمة سلما لأنظاره من الملوك مقلدا للماضين من سلفه منصرف للتنعم والرفاههية .
5- هو طور الإسراف والتبذير وانهيار الدولة .. ( 16 )
6-
الطارق : حسنا نكمل فصول المقدمة ..
ابن خلدون : حسنا ...الباب الخامس : في المعاش وجوهه من الكسب والصنائع وما يعرض في ذلك كله من الأحوال ، ويشمل على ثلاثة وثلاثين فصلا فرعيا
الطارق : وذكرت أن الأسعار ترتفع عندما يزداد الطلب وهذا القانون و ما عرف بقانون العرض والطلب ؟!
ابن خلدون : نعم .. فالمصر الكثير العمران يكثر فيه الترف وتكثر حاجيات ساكنيه من أجل الترف .... وتصير الأعمال كلا مع ذلك عزيزة والمرافق غالية بازدحام الأغراض عليها من أجل الترف .. ويعظم الغلاء في المرافق والأقوات والأعمال ، فتكثر لذلك نفقات ساكنه كثرة بالغ ، على نسبة عمرانه ..
كما أن مستوى المعيشة يتطور مع مستوى الضارة فالمدينة الأكثر تضرا في أكثر في مستوى المعيشة ..
الطارق : وقد اكتشفت العلاقة التي ينبغي أن تتوفر بين العوامل الاقتصادية والعوامل السياسي ؟!
ابن خلدون : نعم .. فرجال الاقتصاد في حاجة إلى النفوذ الجاه للدفاع عن أملاكهم .. لا بد لصاحب المال والثروة الشهيرة في العمران من حامية تذد عنه ، وجاه ينسحب عليه من ذي قرابة الملك .. ( 17 )
الطارق : ......
ابن خلدون : الباب السادس : في العلوم وأصنافها ، والتعليم وطرقه سائر وجوهه وما يعر في ذلك كله من الأحوال يشتمل على واحد وستون فصلا .. ( 18 )
الطارق : وقد تحدثت في عن أنواع العلوم وأصنافها .. ثم عن التعليم وطرقه وانتقدت في التعليم عدة جوانب أحببنا ذكرها ؟!
ابن خلدون : نعم انتقدت :
- كثرة المواد وكثافتها
- تنوع الكتب
- اختلاف المصطلحات
- التوسع في الشرح والحواش
- الإسهاب في اختصار متون الكتب
وقد أشرت لعدة مقترحات في هذا الجانب لإصلاح الخلل هي :
1- ضرورة إجمال المسائل في البداية
2- الاعتماد على الأمثلة الحسية
3- الانتقال من الأمثلة الحسية تدريجيا إلى التعاريف والقوانين
4- عدم التوسع في العلوم الآلي ( هي اللغة وقواعدها والمنطق )
كما لم أنسى في السياسة التربوية الأطفال فأدعو إلى الرأفة بهم ويجب الابتعاد عن الشدة عليهم فلهذه الشدة الكثير من المفاسد الخلقية والاجتماعية التي تنجم عن أخذهم بالعنف ..
فالقهر والعسف مما يقضي على انبساط النفس ونشاطها ، ويدعو إلى الكسل ويحمل على الكذب والخبث والمكر والخديعة مما يفسد معاني الإنسانية .. ( 19 )
الطارق : رائع .. رائع ... أرشحك وزيرا للتعليم بدلا من الرشيد ..
ابن خلدون : ومن و الرشيد !!!
الطارق : ما علينا ما علينا .. لم يبقى إلا أن اعتب عليك على تحاملك على العرب في مقدمتك ؟!
ابن خلدون : ههههه .. وكيف أتهجم العرب وأصولي عربية !!
لعلك تشير لعناوين هذه الفصول التي ذكرتها في المقدمة :
فصل : أن العرب لا يتغلبون إلا على البسطاء
فصل : فصل أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب
فصل : أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية ...
فصل : في أن العرب أبعد الناس عن السياسة والملك
فصل : في أن المباني التي كانت تختطها العرب يسرع إليها الفساد إلا في الأقل
فصل : في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع .
الطارق : نعم
ابن خلدون : لم أقصد من كلمة العرب في هذه الفصول الشعب العربي ، أنم استخدم هذه الكلمة بمعنى الأعراب أو كان البادية الذين يعيشون خارج المدن ... ( 20 )
الطارق : لم يبقى إلا شيء .. لقد اتهمك أحد الكتاب المعارين منذ عدة سنوات بأنك سرقت ما توصل إليه أخوان الصفا ادعيته لنفسك ؟!
ابن خلدون ( قد بدا عليه الغضب ) : كيف هذا .. كيف هذا .. لقد مضيت ربع قرن في حبائل السياسة .. وكتبت كتابي وأنا معتزل العالم إلا من بعض المراجع .. وقد شهد جميع من كان معاصرا لي من أصدقاء وأعداء بعقليتي من ابن الخطيب إلى ابن حجر إلى غيرهم .. وبعد ذلك أتهم بهذا الاتهام ..
الطارق : شكرا لك ...
-------
المصادر :
( 14 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 306 ، 307
( 15 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 312 – 314
( 16 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 314 – 316
( 17 ) دراسات في تاريخ الفلسفة العربية : ص 320 – 323
( 18 ) عبقريات ابن خلدون : 199-202
( 19 ) ابن خلدون ( المشاهير من علماء العرب والإسلام ) : ص86 – 89
( 20 ) عبقريات ابن خلدون : ص 262 ، 263