مـــاذا افــعـــل.......احترت.....(قصة)

[ســامــر]

انزلني اخي في المطار...ثم اخذت البوردنق وذهب لصالة الانتظار...واذا بها عدد قليل من الاشخاص...جلست ومعي معطفي لانني مسافر لبلد شديد البرودة...وتركت معطفي فوق الكرسي الذي بجانبي...وضللت اقراء في كتابي لكي انسى الوقت والملل لانني كنت وحيدا...وبعد ساعة تقريبا امتلئت صالة الانتظار بالافراد..الا كرسيين ..كرسي امامي ..وكرسي عليه معطفي..وبعد فترة ذهبت للسوبر ماركت لاخذ عصير (مانجو)..وبعد عودتي جلست على كرسيي..وبعد فترة وجيزة نظرت للكرسي الذي امامي واذا به امرأة شابة تنظر وتحدق بي ...كثيرا...لم انتبه لها...نظرت لها مره ثم اكملت قرائتي للكتاب...وبعد فترة نظرت لها واذا بها تنظر الي..كررت ذلك الموقف مرارا..استغرب..واثارت في خاطري تساؤلات...وبعدها بفترة فتح باب الطائرة..ولسوء الحظ كانت تلك المرأة بالكرسي الذي بجانبي...لم اهتم ...وعندما اقلعت الطائرة بين الحين والاخر انظر اليها واذا بها تنظر الي...جمعت قواي لكي اسئلها ولم استطع...لااخفي عليكم مهما كان الناظر لها لن يكف عن نظرته لانها في غاية الجمال...وبأحسن الوصوف..انهمكت بكتابي لمدة ساعتين تقريبا .. وبعدها جاء العشاء...وبعد العشاء كان بحوزتي كتاب عمري الجميل...وعنوانه..(.كيف تجدد حياتك.)...ووضعته بالمخبأ الذي امامي ...لانني انتهيت من قرائته ..واذا بصوت اراح مسمعي...صوت شجي رقيق مرهف وجذاب..يقول لي ممكن استخدم كتابك..وبعد السيطرة على مجريات افكاري عرفت انها هي من يتكلم..فقلت لها نعم ماسمعت..قالت : ممكن استخدم كتابك.قلت: بكل سرور تفضلي...وقرات قليلا..ثم سألتني..لماذا اخترت هذا الكتاب..استغربت جرأتها في السؤال..واجبتها بانه يريحني كثيرا ويحاكي واقعي..قالت : ممكن اتعمق بالاسئاه قليلا..لانني رايت بعيناك حزنا ليس له حدود...وارى انك صغير على هذا العذاب الذي يتضح من نظراتك ..قلت : الان النظرات تحدد ان الانسان يعيش حزنا وعذابا؟ قالت: بصراحة هل انت حزين...قلت : الصراحة نعم ..قالت: كان ظني ونظرتي صحيحه...لااخفيكم انني اتكلم بعض المفردات لا اراديا لانها اذهلتني بعيناها الساحرتين...نظرات ثاقبه بقلبي...همساتها علاج لحزني...وبعدها دار الحيث بيننا..كثيرا ..قلت لها ممكن سؤال؟ ..قالت نعم تفضل..قلت :ماسبب نظراتك الكثيرة تجاهي في صالة الانتظار...وبعدها انفجعت انا...وذهلت كثيرا..واذا بها تبكي..والدموع تنهال من تلك العيون الساحرة...استغربت وقلت لها: اعتذر واتأسف اذا ضايقتك . قالت : لا ..قلت : ننسى الموضوع ..قالت : لالا من حقك ان تعرف ..قلت تفضلي ولكن بدون بكاء..قالت : انت اخي بالضبط..قلت : ممكن توضحي ...: قالت : انت شبيه اخي بكل ملامحك..واخي هذا توفي قبل سنتين..وعندما رايتك تذكرته وكأنه انت..ونفس نظراتك تقريبا الى حد ما..ولقد كان طيارا ومات في الحرب...قلت : لك العذر كله..لم اقصد..ولكن فضولي جعلني اتجرأ...قالت : لاتعتذر فأنا المخطأه بالنظر اليك...وبعدها استأذنتها لكي اذهب لحقيبتي فوق الكرسي...لاخذ دوائي...وبعدها قالت لي: انت سعودي لماذا اتيت لهذه الدولة؟..قلت : انا لس ثلاث سنوات هنا ولكن هذه اجازة وذهبت لارى اهلي ورجعت لاكمال دراستي ...قالت :متزوج ..قلت: لا...ودار الحديث حتى وصلنا مطار الدولة ..وعندما نزلنا من سلم الطائرة قلت لها وبكل حزن..اراك على خير...قالت : اتمنى ان نجتمع ثانية..قلت للوقت احكام...واستدارت وفعلا استدار قلبي معها..ونظرت لها نظرة اخيرة واذا بها تبكي...ورجعت لي وذهب اليها..قلت لي طلب ممكن : قالت: بكل سرور..قلت: كفي عن البكاء رجاءا فأنتي حرام تنزل دموعك...واعطيتها معطفي لانها كانت لم تلبس فوق ثايبها للبرد وقاية..قلت: هذه ذكرى بيننا ..وقالت بضحكه جميلة : كتابك جميل للغاية لاتنسى ان تحافظ عليه...فلن انساك ياشبيه اخي....
وبعها تفارقنا...وذهبت لشقتي...وبعد ترتيبها...جلست في مكتبي اتأمل اصابعها على كتابي ..وفتحت الصفحة الاولى..واذا بسطور مكتوبة جديدة قرائتها واذا بها هي اللتي كتبتها..تقول..عزيزي : لقد انجذبت لك بشكل غير طبيعي لان تذكرني اخي المتوفى ..كل نظرة الك تحيي ذكرى خالدة قديمة بداخلي..ارجوك جدد الامل ...صدقني اهلي جميعا سيفرحون بك كثيرا..ارجو ان تزورنا قريبا...فنحن بإنتظارك....
ومكتوب عنوان منزلهم ورقم هاتفهم..وتوقيعها...
اذهب ام لا....
ماذا افعل احترت؟