عمروبن كلثوم
29-01-2001, 01:41 PM
^1
حــــــــــــــــديث الذكـــــــــــــــــرايـــــات ,,,,,,
بينما كنت أزيل ذاك اللثام القذر عن وجهي , وأنا أسير في ممر طويل , لاأكاد أرى نهايته .
وكاهلي يأن من هول الثقل الملقى عليه .
بعد خروجي من تلك الغرفة السوداء, المعتمه الكئيبة , التي أعادت ألي شيئا من ذكريات أحسب أني فقدتها .
في تلك اللحظه ترائا لي مريضي الذي يئن ويصرخ , مصارعا الموت , رافضا ألأنصياع له .
محاولا أن يمسك ببراثنه, بعض الثواني التي يريد أن يعيش بها في دنيانا ألفانيه .
لكني حاولت تشويش ذاكرتي بكل السبل , محاولا النسيان ...
لا لاأريد أن أرجع ألى الماضي .
وكلما تقدمت في الخطى مبتعدا عن تلك الغرفة اللعينه , أحسست بأرتياح داخلي , لاأعرف له مثيلا .
وفي تلك اللحظه !!
أستوقفني صوت غريب !!
لا لم يكن غريبا ....
أحس أني أعرفه , أن مصدره من خلف هذا الباب .....
لقد عرفته....
هو ذاك الصوت الذي يأتيني بالمنام , ذاك الصوت المفزع القادم من أعماق التاريخ الكأيب , من تلك ألأزمنة السحيقه , الموغلة في القدم .
قاصدا نياط قلبي ليقطعها بمخالبه, ويقلب كياني بمواربه .
لكن من هو صاحب هذا الصوت !؟
دفعني الفضول فأقتربت من الباب وأمسكته بيدي طالبا فتحه , لقد دفعني الفضول , حتى أني لم أطرق الباب ! بل حاولت بكل وقاحه أن أفتحه , كل هذا من فضول جامح لا أدري مادافعه .
وقبل أن أفتح الباب !
لحظه !!
لقد عرفت صاحب هذا الصوت , لا لا عرفت صاحبته !!
أنـــها أمي ,
لا بل أنه يشبه صوت أمي ,,,
ودارت بي مخيلتي ألى تلك ألأيام الخوالي , أيام الصبى .
عندما كنت مسافرا ألى الرياض مع والدي العزيزين , حيث كنت أنوي أن أسجل في أحدى جامعاتها , وقد أصرامن شدة حبهمالي وخوفهما علي , على مرافقتي , ولاريب فأنا أبنهما الوحيد .
وبينما كان النقاش محتدا بين أبي وأمي يشوبه بعض المزاح كالعاده , حول مستقبلي الدراسي وكانت أمي تقول والأبتسامه لاتفارقهاأبدا, وقد أطلت علينا من المقعد الخلفي بوجههاالبشوش الذي كأنه مؤل الطيبه ومستقرها في تلك اللحظه , وليدي مايصير ألا دكتور مثل ولد أختي سالم... وقاطعها أبي مايدخل ألا الكليه ألأمنيه مثل ولد جارنا أبو صالح .
وبينما نحن كذلك في جو عائلي تشوبه المحبه والود , والمزح والجد .
أذ فاجئنا صاحب شاحنه يريد أن يتجاوزنا عن اليمين وأذ بأثنتين قد أتتيا مقبلتين نحونا, كلن يريد مجاراة ألأخر .
وأذ بي أراني أنا وأمي بين فكي الموت , وأحسست أن القدر بدأ يلعب لعبته القذرة معنا .
فما كان مني ألا أن طوحت بالسياره ألى الشمال , محاولا أن أنزل عن الشارع من تلك الجهه .
ألا أن القدر كان أسرع مني .
أذأصطدمت بالشاحنة المقبلة نحونا بسرعة كبيره , في أخر لحظه , قبل أن أتمكن من الهروب منها .
فما أحسست ألا والسياره تلف وتنقلب على نفسها بكل أتجاه .
وبعد مدة ليست بالبسيطه , أحسست أن السياره بدأت بالتوقف .
وما كدت أن أرفع جسمي , وأنا أحس بأنهاك شديد وتعب عتيد , ولم أكن بكامل وعيي من هول وشدة ألأصطدام .
ألا وأنا أرى ذلك الشيء الغريب الذي لم أكن لأميزه , مما أنا فيه, وقد أخذ يتدحرج على كبوت السياره !
ولكني عرفته أخيرا وليتني مأعرفته !
لقد كان رأسه ,
لقد كان رأس أبي , بعد أن أصطدم بالزجاج ألأمامي , وتعلق به , من شدة ألأصطدام الذي كان جله من ناحيته .
عندها كأنه خسف بي سبعين خريفا في قعر الزمن .
رأيته... تذكرت الدنيا بكل ما فيها , حياه, موت , فناء, عذاب , جحيم, وتذكرت ولا أدري ماذا تذكرت !
لقد كنت , لقد كنت , لقد كنت لاشيء .... نعم لاشيء ....
كان في صدري الكثير الكثير كان فيه ألم, حسره , بكاء , نحيب
وأشياء أعرفها ولاأعرفها, لكني لم أستطع أن أخرج منها أي شيء لا كلمه ولا حتى دمعه .
وبينما أنا كذلك لا حي فأرجى ولا ميت فأدفن .
أتاني ذلك الصوت , من خلفي , كان صوت نحيب وألم , كان صوت التاريخ والزمن .
كأني في لحظتها لم أميزه .....
تحاملت على نفسي وأنا أحاول ألألتفات , بكل ما أستطيع ولكني فشلت ..
لم أميزه , ولكني عرفت صاحبته , لا لأنها كانت معنا , ولم أعرفها من نبرت صوتها , فقدكنت مشوشا .....
بل عرفتها عندما قالت " ياوليدي در بالك على نفسك , ماالدايم ألا وجه الكريم ,ولا تحسب حسابي أنا وأبوك عقب اليوم , وأبعد عن هل الردى وخلك من أهل الطيب " .
قالتها وكان طائرها ينازعها الخروج من حلقها , وكانت راسخة كالطور العظيم , هكذا كانت أمي .
نسيت حتى أن تذكر الشهاده , تذكرتني ونصحتني وذهبت .
في جنة الخلد ياأمي .
في تلك اللحظه من الضعف البشري , لم يستطع ذلك المراهق المسكين ألذي ذاق من الجحيم ماذاق أن يقف ندا للواقع .
لم يكن بصلابة تلك العجوز العظيمه .
وغــــــــــاب عن الوعي .. .. .. .. ..
أعودك يايـمه مع هل الطيـب*** واهل الردى لالا مايعرفوني
كاني ولدك وراعين للمواجيب*** أني علىالوعد مادار كوني
ألى روح أمي الطاهره ....... <<< عمرو بن كلثوم >>>
,,,,,,,,,,,,, ألــــى اللقاء مع التتمه ,, ,, ,,,
حــــــــــــــــديث الذكـــــــــــــــــرايـــــات ,,,,,,
بينما كنت أزيل ذاك اللثام القذر عن وجهي , وأنا أسير في ممر طويل , لاأكاد أرى نهايته .
وكاهلي يأن من هول الثقل الملقى عليه .
بعد خروجي من تلك الغرفة السوداء, المعتمه الكئيبة , التي أعادت ألي شيئا من ذكريات أحسب أني فقدتها .
في تلك اللحظه ترائا لي مريضي الذي يئن ويصرخ , مصارعا الموت , رافضا ألأنصياع له .
محاولا أن يمسك ببراثنه, بعض الثواني التي يريد أن يعيش بها في دنيانا ألفانيه .
لكني حاولت تشويش ذاكرتي بكل السبل , محاولا النسيان ...
لا لاأريد أن أرجع ألى الماضي .
وكلما تقدمت في الخطى مبتعدا عن تلك الغرفة اللعينه , أحسست بأرتياح داخلي , لاأعرف له مثيلا .
وفي تلك اللحظه !!
أستوقفني صوت غريب !!
لا لم يكن غريبا ....
أحس أني أعرفه , أن مصدره من خلف هذا الباب .....
لقد عرفته....
هو ذاك الصوت الذي يأتيني بالمنام , ذاك الصوت المفزع القادم من أعماق التاريخ الكأيب , من تلك ألأزمنة السحيقه , الموغلة في القدم .
قاصدا نياط قلبي ليقطعها بمخالبه, ويقلب كياني بمواربه .
لكن من هو صاحب هذا الصوت !؟
دفعني الفضول فأقتربت من الباب وأمسكته بيدي طالبا فتحه , لقد دفعني الفضول , حتى أني لم أطرق الباب ! بل حاولت بكل وقاحه أن أفتحه , كل هذا من فضول جامح لا أدري مادافعه .
وقبل أن أفتح الباب !
لحظه !!
لقد عرفت صاحب هذا الصوت , لا لا عرفت صاحبته !!
أنـــها أمي ,
لا بل أنه يشبه صوت أمي ,,,
ودارت بي مخيلتي ألى تلك ألأيام الخوالي , أيام الصبى .
عندما كنت مسافرا ألى الرياض مع والدي العزيزين , حيث كنت أنوي أن أسجل في أحدى جامعاتها , وقد أصرامن شدة حبهمالي وخوفهما علي , على مرافقتي , ولاريب فأنا أبنهما الوحيد .
وبينما كان النقاش محتدا بين أبي وأمي يشوبه بعض المزاح كالعاده , حول مستقبلي الدراسي وكانت أمي تقول والأبتسامه لاتفارقهاأبدا, وقد أطلت علينا من المقعد الخلفي بوجههاالبشوش الذي كأنه مؤل الطيبه ومستقرها في تلك اللحظه , وليدي مايصير ألا دكتور مثل ولد أختي سالم... وقاطعها أبي مايدخل ألا الكليه ألأمنيه مثل ولد جارنا أبو صالح .
وبينما نحن كذلك في جو عائلي تشوبه المحبه والود , والمزح والجد .
أذ فاجئنا صاحب شاحنه يريد أن يتجاوزنا عن اليمين وأذ بأثنتين قد أتتيا مقبلتين نحونا, كلن يريد مجاراة ألأخر .
وأذ بي أراني أنا وأمي بين فكي الموت , وأحسست أن القدر بدأ يلعب لعبته القذرة معنا .
فما كان مني ألا أن طوحت بالسياره ألى الشمال , محاولا أن أنزل عن الشارع من تلك الجهه .
ألا أن القدر كان أسرع مني .
أذأصطدمت بالشاحنة المقبلة نحونا بسرعة كبيره , في أخر لحظه , قبل أن أتمكن من الهروب منها .
فما أحسست ألا والسياره تلف وتنقلب على نفسها بكل أتجاه .
وبعد مدة ليست بالبسيطه , أحسست أن السياره بدأت بالتوقف .
وما كدت أن أرفع جسمي , وأنا أحس بأنهاك شديد وتعب عتيد , ولم أكن بكامل وعيي من هول وشدة ألأصطدام .
ألا وأنا أرى ذلك الشيء الغريب الذي لم أكن لأميزه , مما أنا فيه, وقد أخذ يتدحرج على كبوت السياره !
ولكني عرفته أخيرا وليتني مأعرفته !
لقد كان رأسه ,
لقد كان رأس أبي , بعد أن أصطدم بالزجاج ألأمامي , وتعلق به , من شدة ألأصطدام الذي كان جله من ناحيته .
عندها كأنه خسف بي سبعين خريفا في قعر الزمن .
رأيته... تذكرت الدنيا بكل ما فيها , حياه, موت , فناء, عذاب , جحيم, وتذكرت ولا أدري ماذا تذكرت !
لقد كنت , لقد كنت , لقد كنت لاشيء .... نعم لاشيء ....
كان في صدري الكثير الكثير كان فيه ألم, حسره , بكاء , نحيب
وأشياء أعرفها ولاأعرفها, لكني لم أستطع أن أخرج منها أي شيء لا كلمه ولا حتى دمعه .
وبينما أنا كذلك لا حي فأرجى ولا ميت فأدفن .
أتاني ذلك الصوت , من خلفي , كان صوت نحيب وألم , كان صوت التاريخ والزمن .
كأني في لحظتها لم أميزه .....
تحاملت على نفسي وأنا أحاول ألألتفات , بكل ما أستطيع ولكني فشلت ..
لم أميزه , ولكني عرفت صاحبته , لا لأنها كانت معنا , ولم أعرفها من نبرت صوتها , فقدكنت مشوشا .....
بل عرفتها عندما قالت " ياوليدي در بالك على نفسك , ماالدايم ألا وجه الكريم ,ولا تحسب حسابي أنا وأبوك عقب اليوم , وأبعد عن هل الردى وخلك من أهل الطيب " .
قالتها وكان طائرها ينازعها الخروج من حلقها , وكانت راسخة كالطور العظيم , هكذا كانت أمي .
نسيت حتى أن تذكر الشهاده , تذكرتني ونصحتني وذهبت .
في جنة الخلد ياأمي .
في تلك اللحظه من الضعف البشري , لم يستطع ذلك المراهق المسكين ألذي ذاق من الجحيم ماذاق أن يقف ندا للواقع .
لم يكن بصلابة تلك العجوز العظيمه .
وغــــــــــاب عن الوعي .. .. .. .. ..
أعودك يايـمه مع هل الطيـب*** واهل الردى لالا مايعرفوني
كاني ولدك وراعين للمواجيب*** أني علىالوعد مادار كوني
ألى روح أمي الطاهره ....... <<< عمرو بن كلثوم >>>
,,,,,,,,,,,,, ألــــى اللقاء مع التتمه ,, ,, ,,,