هبه الرحمن
27-01-2001, 04:11 PM
مقال كتبة محمد بن ناصر الأسمري
في جريدة الاقتصادية الصفحة الأخيرة الخميس 25/ 1/2001 العدد 2664
علماً بأن هذا المقال يعبر عن رأي كاتبة وعلى طول ماكتبة أحببت أن اكتبة بالكامل لمن يريد أن يقرأ ... أتمنى من يريد المداخلة في الموضوع أحترام رأي الكاتب وعدم التلفظ بعبارات غير جيدة وشكراً...
بعنوان حكم تعزيري ضد التلفزيون
من النعم الربانية من الله على البشر، أن جعل الحياة رحلة عمل تعبدي وإنتاج عقلي من خلال التفكر في آيات الله الكونية، ولا أكثر من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التفكر والنظر في الآيات حتى في النفس [ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ] وما كان الأمر إلا من خلال النفاذ من أقطار السموات والأرض، إن تمت الاستطاعة بسلطان الهداية الربانية من خلال الدرس والتفكير، مصداقا لقول الله تعالى : [ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ]. ومن الهداية ومن النافذ الذي تم في الآفاق اكتشاف البث الفضائي وموجات التردد والبث التلفزيوني الرقمي والاشعاعي، وجاء التلفزيون نعمة في قرن الخبر بالمشاهدة، فأصبح المثل العربي: ليس من سمع كمن رأى حيا، واكثر مصداقية من مقولة إن صورة واحدة تساوي ألف كلمة. فقد أصبح التلفزيون من الضرورات الملجئة للإنسان للوقوف على الحقيقة في أقرب وقت ممكن سواء كان ذلك من خلال بث معلومات إرشادية أو رسائل مقصودة أو حتى دعاية مؤثرة. ولقد عملت دراسات كثيرة في مختلف انحاء العالم وفي الغرب على وجه الخصوص، لقياس مدى تأثير ما يذاع في هذه الوسيلة الإعلامية على النظارة، ولعل الأكثر تأثراً كان في المجتمعات الريفية والتقليدية والقبلية وصغار السن والمستهلكين، ولقد كانت حملات انتخابات الرئاسة الأمريكية على وجه الخصوص وحملات تسويق وترويج المنتجات أكبر قطاع استخدم التلفزيون، وفي عالمنا العربي، رغم قصر الفترة التي ظهر فيه التلفزيون، إلا أنه لعب دورا مهما في تطوير سلوكيات متعددة في تلقي الأخبار والمعلومات ومعالجة بعض المشكلات الاجتماعية، لكن الرسمية الطاغية لهيمنة الحكومات على البرامج والإنتاج لم تتح المجال لممارسة الحرية المنضبطة في إدارة وتشغيل محطات التلفزة، فكان التحول لجماهير المستثمرين والنظارة إلى الفضاء الأرحب وبناء محطات بث من خارج الوطن العربي موجهة للمشاهد العربي وجاذبة لإعلانات بمليارات الدولارات.وتولدت الثقة لكل ما يذاع من الخارج، منذ أسابيع سمعت طرفة من أحد البلدان الشقيقة، مفادها أن مجموعة من سكان إحدى القرى في الريف الجميل ذهبوا إلى العاصمة ووقفوا في السوق، ووضعوا أمامهم جهاز تلفزيون ضخما وأهالوا عليه بالعصي ضربا متناوبا مع زمجرات غاضبة، وتجمع البشر كالعادة في القرية، وتسائلوا عن السبب في جلد التلفزيون، وما الذنب الذي جناه ؟ وكانت الإجابة أن ذلك قد تم بحكم قضائي من قاضي القرية بناء على شكوى من الأهالي فيها، من كذب التلفزيون المتواصل من بث أخبار عن التنمية وتحسن مستوات الناس، وهنا تعاطف المارة مع المنفذين للحكم القضائي.
وتكسرت العصي وتعبت الأيدي ووجدت قناعة أن ما تم من تأديب وتعزير كاف ولن يعود هذا الملعون للكذب مرة أخرى.
في جريدة الاقتصادية الصفحة الأخيرة الخميس 25/ 1/2001 العدد 2664
علماً بأن هذا المقال يعبر عن رأي كاتبة وعلى طول ماكتبة أحببت أن اكتبة بالكامل لمن يريد أن يقرأ ... أتمنى من يريد المداخلة في الموضوع أحترام رأي الكاتب وعدم التلفظ بعبارات غير جيدة وشكراً...
بعنوان حكم تعزيري ضد التلفزيون
من النعم الربانية من الله على البشر، أن جعل الحياة رحلة عمل تعبدي وإنتاج عقلي من خلال التفكر في آيات الله الكونية، ولا أكثر من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التفكر والنظر في الآيات حتى في النفس [ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ] وما كان الأمر إلا من خلال النفاذ من أقطار السموات والأرض، إن تمت الاستطاعة بسلطان الهداية الربانية من خلال الدرس والتفكير، مصداقا لقول الله تعالى : [ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ]. ومن الهداية ومن النافذ الذي تم في الآفاق اكتشاف البث الفضائي وموجات التردد والبث التلفزيوني الرقمي والاشعاعي، وجاء التلفزيون نعمة في قرن الخبر بالمشاهدة، فأصبح المثل العربي: ليس من سمع كمن رأى حيا، واكثر مصداقية من مقولة إن صورة واحدة تساوي ألف كلمة. فقد أصبح التلفزيون من الضرورات الملجئة للإنسان للوقوف على الحقيقة في أقرب وقت ممكن سواء كان ذلك من خلال بث معلومات إرشادية أو رسائل مقصودة أو حتى دعاية مؤثرة. ولقد عملت دراسات كثيرة في مختلف انحاء العالم وفي الغرب على وجه الخصوص، لقياس مدى تأثير ما يذاع في هذه الوسيلة الإعلامية على النظارة، ولعل الأكثر تأثراً كان في المجتمعات الريفية والتقليدية والقبلية وصغار السن والمستهلكين، ولقد كانت حملات انتخابات الرئاسة الأمريكية على وجه الخصوص وحملات تسويق وترويج المنتجات أكبر قطاع استخدم التلفزيون، وفي عالمنا العربي، رغم قصر الفترة التي ظهر فيه التلفزيون، إلا أنه لعب دورا مهما في تطوير سلوكيات متعددة في تلقي الأخبار والمعلومات ومعالجة بعض المشكلات الاجتماعية، لكن الرسمية الطاغية لهيمنة الحكومات على البرامج والإنتاج لم تتح المجال لممارسة الحرية المنضبطة في إدارة وتشغيل محطات التلفزة، فكان التحول لجماهير المستثمرين والنظارة إلى الفضاء الأرحب وبناء محطات بث من خارج الوطن العربي موجهة للمشاهد العربي وجاذبة لإعلانات بمليارات الدولارات.وتولدت الثقة لكل ما يذاع من الخارج، منذ أسابيع سمعت طرفة من أحد البلدان الشقيقة، مفادها أن مجموعة من سكان إحدى القرى في الريف الجميل ذهبوا إلى العاصمة ووقفوا في السوق، ووضعوا أمامهم جهاز تلفزيون ضخما وأهالوا عليه بالعصي ضربا متناوبا مع زمجرات غاضبة، وتجمع البشر كالعادة في القرية، وتسائلوا عن السبب في جلد التلفزيون، وما الذنب الذي جناه ؟ وكانت الإجابة أن ذلك قد تم بحكم قضائي من قاضي القرية بناء على شكوى من الأهالي فيها، من كذب التلفزيون المتواصل من بث أخبار عن التنمية وتحسن مستوات الناس، وهنا تعاطف المارة مع المنفذين للحكم القضائي.
وتكسرت العصي وتعبت الأيدي ووجدت قناعة أن ما تم من تأديب وتعزير كاف ولن يعود هذا الملعون للكذب مرة أخرى.