فهد33
10-01-2001, 12:37 AM
النفوس المحطمة
في كل جنس من أجناس المخلوقات فئة لا تستطيع أن ترتقي إلى مصاف الأسوياء من أبناء جنسها فتقدم عملاً إيجابياً ، أو تحقق شهرة ترضي طموحها وتحقق أحلامها ، لأنها تريد أن تصل إلى ذلك دون أن تبذل في سبيله أدنى جهد ، فكلما فكرت في طريق تبين لها أن له تبعات ، وأنه يتطلب تضحيات ، إنها نفوس محطمة تستصعب السهل ، وتريد أن تدرك المنى دون أن تبذل من جهدها وعطائها ، رأت أن أسرع طريق وأسهل سبيل لتحقيق حلم من تلك الأحلام - هو أسوأها أيضاً - هو طريق الشهرة المجردة من كل خير ، كشهرة فرعون في الاستكبار ، وشهرة قارون في الجمع والمنع ، وشهرة أبي لهب وزوجه في الصد عن سبيل الله ، إنه طريق ذلك الأعرابي الذي أراد أن يشتهر في زمن قصير فبال في زمزم في موسم الحج ، فطار ذكره ولكن فيما يسوء !
إن هذا الطريق نحو الشهرة المجردة يسلكه كل من كلت رواحله عن المسير ، وتقاصرت خطواته عن تحقيق أحلامه ، وإذا أردت أن تنظر إلى نماذج من السالكين لهذا الطريق فانظر إلى من جعل التمثيل حرفته وسبيله إلى تحقيق تطلعاته . إنه ينتحل في كل يوم شخصية كان يتمنى أن يكون هي ، فمرة تراه طبيباً ، ومرة تراه مهندساً ، ومرة تراه تاجراً مرموقاً . له ألف وجه بعدما ضاع وجهه ، يكفيه ولو ساعات محدودة يظهر نفسه بمظهر كان يتمنى أن يكون هو ، وتارة تراه يتلبس بشخصية يبغضها ويبغض ما معها من سلامة المنهج . ولكن يجبن ويعجز عن مواجهتها علانية فيكفيه أن يتقمص هذه الشخصية ليسيئ إليها وينال منها بالتمثيل مالا يقدر عليه بغيره . وهذا هو غاية السفه والحمق إذ غاية هذا كمن أراد أن ينتقم من شخص فأقام له تمثالاً وأخذ يجلد التمثال ليشفي صدره ويذهب غيظه .
إن الممثل لا يقدم عملاً إيجابياً في تمثيله ، فهل رأيته دل على فضيلة أو حذر من رذيله؟ إن قصارى جهده إذا أراد أن يحذر من رذيلة أن يقوم بها أمام المشاهد ثم يبين للمشاهد كيف يواقعها دون أن يترك أثراً يدل عليه ! إنه باختصار كأنه سمسار رذيلة ! هذا فضلاً عن تلك الجوانب المضيئة في المجتمع التي يحاول الممثل أن ُيقصيها أو يقضي عليها أو يشوهها .
إن عمل الزبال خير من عمله إذ يقدم للمجتمع عملاً إيجابياً حيث يسهم في نظافته وصحة البيئة ، ويقدم لأمته ما يستطيعه في حدود طاقته ، إن كسبه حلال وعمله حلال ، بخلاف الممثل فعلمه في التمثيل حرام ، وكسبه منه حرام ، لأنه يصد عن سبيل الله.
فإن عجرت أيها الممثل أن تقدم عملاً بناءً نافعاً فلا تكن ممثلاً ، لأن الممثل ليس له حقيقة ، بل في كل يوم يمتهن دوراً واشغل نفسك أيها الممثل في حرفة تتقنها وتقدم لأمتك ما ينفعها وينفعك في يوم مصرعك وتجده بعد رمسك .
أيها الممثل إن الناس ينظرون إليك على أنك لا تقدم لهم خيراً بل يرون أن الممثل من المفسدين في الأرض ، الذين يحاربون الفضيلة ويحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، فلا يغرنك أن ترى صورتك في صفحة سيارة ، فهي لم تتصدر المطبوعة بل توارت صورتك في داخلها ونزلت في الصفحة الفنية التي حوت سقط الممثلين والممثلات الذين فشلوا في دراستهم وأعمالهم فاتخذوا التمثيل حرفة .
وهل سألت نفسك أيها الممثل من هم عشاق الفن؟ إنهم الرعاع والغثاء ! فليربأ العاقل بنفسه عن ولوج أبواب التمثيل! وليبادر إلى التوبة إن كان قد تمرغ في أوحاله ، وليأنف المسلم عن مشاهدتهم ، فهم لا يدعون إلى فضيلة ، ولتبتعد الأسرة المسلمة عن متابعتهم والإعجاب بهم ، فهذه المسلسات في غالبها إنما هي دروس في التوطئة للخنا ودربة على الإفساد في الأرض من سرقة وغش واحتيال وقتل وتآمر . وليكن المسلم ممن وصفهم الله بقوله :"والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً ".
الدكتور محمد السحيم
في كل جنس من أجناس المخلوقات فئة لا تستطيع أن ترتقي إلى مصاف الأسوياء من أبناء جنسها فتقدم عملاً إيجابياً ، أو تحقق شهرة ترضي طموحها وتحقق أحلامها ، لأنها تريد أن تصل إلى ذلك دون أن تبذل في سبيله أدنى جهد ، فكلما فكرت في طريق تبين لها أن له تبعات ، وأنه يتطلب تضحيات ، إنها نفوس محطمة تستصعب السهل ، وتريد أن تدرك المنى دون أن تبذل من جهدها وعطائها ، رأت أن أسرع طريق وأسهل سبيل لتحقيق حلم من تلك الأحلام - هو أسوأها أيضاً - هو طريق الشهرة المجردة من كل خير ، كشهرة فرعون في الاستكبار ، وشهرة قارون في الجمع والمنع ، وشهرة أبي لهب وزوجه في الصد عن سبيل الله ، إنه طريق ذلك الأعرابي الذي أراد أن يشتهر في زمن قصير فبال في زمزم في موسم الحج ، فطار ذكره ولكن فيما يسوء !
إن هذا الطريق نحو الشهرة المجردة يسلكه كل من كلت رواحله عن المسير ، وتقاصرت خطواته عن تحقيق أحلامه ، وإذا أردت أن تنظر إلى نماذج من السالكين لهذا الطريق فانظر إلى من جعل التمثيل حرفته وسبيله إلى تحقيق تطلعاته . إنه ينتحل في كل يوم شخصية كان يتمنى أن يكون هي ، فمرة تراه طبيباً ، ومرة تراه مهندساً ، ومرة تراه تاجراً مرموقاً . له ألف وجه بعدما ضاع وجهه ، يكفيه ولو ساعات محدودة يظهر نفسه بمظهر كان يتمنى أن يكون هو ، وتارة تراه يتلبس بشخصية يبغضها ويبغض ما معها من سلامة المنهج . ولكن يجبن ويعجز عن مواجهتها علانية فيكفيه أن يتقمص هذه الشخصية ليسيئ إليها وينال منها بالتمثيل مالا يقدر عليه بغيره . وهذا هو غاية السفه والحمق إذ غاية هذا كمن أراد أن ينتقم من شخص فأقام له تمثالاً وأخذ يجلد التمثال ليشفي صدره ويذهب غيظه .
إن الممثل لا يقدم عملاً إيجابياً في تمثيله ، فهل رأيته دل على فضيلة أو حذر من رذيله؟ إن قصارى جهده إذا أراد أن يحذر من رذيلة أن يقوم بها أمام المشاهد ثم يبين للمشاهد كيف يواقعها دون أن يترك أثراً يدل عليه ! إنه باختصار كأنه سمسار رذيلة ! هذا فضلاً عن تلك الجوانب المضيئة في المجتمع التي يحاول الممثل أن ُيقصيها أو يقضي عليها أو يشوهها .
إن عمل الزبال خير من عمله إذ يقدم للمجتمع عملاً إيجابياً حيث يسهم في نظافته وصحة البيئة ، ويقدم لأمته ما يستطيعه في حدود طاقته ، إن كسبه حلال وعمله حلال ، بخلاف الممثل فعلمه في التمثيل حرام ، وكسبه منه حرام ، لأنه يصد عن سبيل الله.
فإن عجرت أيها الممثل أن تقدم عملاً بناءً نافعاً فلا تكن ممثلاً ، لأن الممثل ليس له حقيقة ، بل في كل يوم يمتهن دوراً واشغل نفسك أيها الممثل في حرفة تتقنها وتقدم لأمتك ما ينفعها وينفعك في يوم مصرعك وتجده بعد رمسك .
أيها الممثل إن الناس ينظرون إليك على أنك لا تقدم لهم خيراً بل يرون أن الممثل من المفسدين في الأرض ، الذين يحاربون الفضيلة ويحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، فلا يغرنك أن ترى صورتك في صفحة سيارة ، فهي لم تتصدر المطبوعة بل توارت صورتك في داخلها ونزلت في الصفحة الفنية التي حوت سقط الممثلين والممثلات الذين فشلوا في دراستهم وأعمالهم فاتخذوا التمثيل حرفة .
وهل سألت نفسك أيها الممثل من هم عشاق الفن؟ إنهم الرعاع والغثاء ! فليربأ العاقل بنفسه عن ولوج أبواب التمثيل! وليبادر إلى التوبة إن كان قد تمرغ في أوحاله ، وليأنف المسلم عن مشاهدتهم ، فهم لا يدعون إلى فضيلة ، ولتبتعد الأسرة المسلمة عن متابعتهم والإعجاب بهم ، فهذه المسلسات في غالبها إنما هي دروس في التوطئة للخنا ودربة على الإفساد في الأرض من سرقة وغش واحتيال وقتل وتآمر . وليكن المسلم ممن وصفهم الله بقوله :"والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً ".
الدكتور محمد السحيم