شمعة
15-12-2000, 03:50 AM
السلام عليكم وزحمة الله وبركاته..
قرأت في احدى المجلات .. قصة حزينة هزتني وأثرت فيني .. قصة حادثة مرورية .. ولأهمية هذا الموضوع ولكثرة الحوادث التي اسمع عنهابشكل يومي .. وددت أن أعرضها عليكم.. واليكم القصــة..
_______________________________________________________
.. كان بالامس هنا يصحو مع نسيم الصبح، يشرب قهوته، ويدخن سيجارة الصباح بشراهة .. يقبل أطفاله الثلاثة، يودعني ويخرج باحثا عن رزقه !..
كان بالامس هنا.. يعود الى البيت، وقد أنهكه التعب، يتناول غذاءه وينام!..
كان بالأمس هنا..احساسا خفيا يدخل ويخرج .. يلعب مع أطفاله .. يشاهد التلفاز..يضحك .. يتكلم يملأ البيت بدفء غامر!!
كان بالأمس هنا .. كان البيت جميلا، كان البيت دافئا.. كان مفعما بالروح بالحس..بالدفق.. بالاحاسيس.. بصوت رجل رائع!..
وكان قريبا كان.. رائعا كشذى.. دافئا مثل ليلة صيفية وكنت أحبه واخاف عليه..!..قلت له ألف مرة انك تقود سيارتك بسرعة!!..
كان يضحك ويقول مزهوا : تخافين علي ؟!!.. نعم كنت أخاف عليه .. أنتظره .. وكأنه طفلي الصغير.. لا أدري، يبدو انه ثمة احساس خفي في النفس الانسانية .. صادق دائما..وكأنني كنت أنتظر ان اسمع ذلك الهاتف الذي سمعته في تلك الليلة السوداء.. كان سوادها أكثر اسودادا من القهر نفسه!..
حينما باغتني رنين الهاتف في الرابعة صباحا، فكسر صمت المكان، بعثره.. شتت قلقي.. رفعه .. ثم أسقطه في وعاء أوسع من المدى!
- أهذا منزل ابراهيم ..؟
- نعم..
-حادث طريق .. سيصل الى المستشفى بعد نصف ساعة وأغلق السماعة..
وأسرعنا الى المستشفى ..كان لا يزال حيا!.. اذ ان صدره كان يرتفع ،يهبط ويرتفع !..ودقات قلبه تخطط على جهاز أمامه.. لم يكن ثمة شيئ آخر يدل على أنه حي !.. فعيناه نصف مغلقتان .. لا يبدو أنه يشعر بشيئ نحوه..
- لا بد أن تعيش .. لا تمت .. من أجلي .. من أجل أطفالك..!!
-ولكن الموت قدر لا ينتظر منا أن نوافق عليه أو نرفضه ..
كان بالامس هنا .. لم يعد هنا .. فقد مات .. ذهب الى حيث .. الى حيث لا يمكن أن يكون هنا أبدا ..
اسود البيت .. صار كل شيئ أسود .. لم يعد ثمة دفق.. لم يعد ثمة دفء.. لم يعد ثمة حب .. لم يعد ثمة رجل في البيت !..
غيابه أطفأ الشمس..غيابه أذبل سنابل القمح في شعري.. غيابه علمني معنى القهر..
لم يعد في البيت غير باق ذكريات .. وعمر من الآهات .. ونبع من الدموع لا ينضب !..
كان بالأمس هنا.. ولم يبق منه الآن سوى أشيائه .. صوره .. سوى أحلامه .. وشهادة وفاته!!..
_________________________________________________________
وهكذا أصبحت الحوادث المرورية آفة خطيرة على مجتمعنا .. حيث تهدد الثروة البشريةالتي يعتمد عليها.. وتسبب في مآسي وضياع اسر نتيجة فقد عائلها.. وكل هذا بسبب عدم التقيد بقواعد السير والمرور،الاهمال ،السرعة الزائدة والاستهتار من قبل الشباب الطائش بأرواح الناس.
قال تعالى" من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" فالذي يقتل نفسا انسانية يستوي مع حرمة وجرم من قتل الناس جميعا وفي هذا من التوجيه النفسي لقائد المركبة للانضباط التام بقواعد السلامة أثناء السير على الطريق...
قرأت في احدى المجلات .. قصة حزينة هزتني وأثرت فيني .. قصة حادثة مرورية .. ولأهمية هذا الموضوع ولكثرة الحوادث التي اسمع عنهابشكل يومي .. وددت أن أعرضها عليكم.. واليكم القصــة..
_______________________________________________________
.. كان بالامس هنا يصحو مع نسيم الصبح، يشرب قهوته، ويدخن سيجارة الصباح بشراهة .. يقبل أطفاله الثلاثة، يودعني ويخرج باحثا عن رزقه !..
كان بالامس هنا.. يعود الى البيت، وقد أنهكه التعب، يتناول غذاءه وينام!..
كان بالأمس هنا..احساسا خفيا يدخل ويخرج .. يلعب مع أطفاله .. يشاهد التلفاز..يضحك .. يتكلم يملأ البيت بدفء غامر!!
كان بالأمس هنا .. كان البيت جميلا، كان البيت دافئا.. كان مفعما بالروح بالحس..بالدفق.. بالاحاسيس.. بصوت رجل رائع!..
وكان قريبا كان.. رائعا كشذى.. دافئا مثل ليلة صيفية وكنت أحبه واخاف عليه..!..قلت له ألف مرة انك تقود سيارتك بسرعة!!..
كان يضحك ويقول مزهوا : تخافين علي ؟!!.. نعم كنت أخاف عليه .. أنتظره .. وكأنه طفلي الصغير.. لا أدري، يبدو انه ثمة احساس خفي في النفس الانسانية .. صادق دائما..وكأنني كنت أنتظر ان اسمع ذلك الهاتف الذي سمعته في تلك الليلة السوداء.. كان سوادها أكثر اسودادا من القهر نفسه!..
حينما باغتني رنين الهاتف في الرابعة صباحا، فكسر صمت المكان، بعثره.. شتت قلقي.. رفعه .. ثم أسقطه في وعاء أوسع من المدى!
- أهذا منزل ابراهيم ..؟
- نعم..
-حادث طريق .. سيصل الى المستشفى بعد نصف ساعة وأغلق السماعة..
وأسرعنا الى المستشفى ..كان لا يزال حيا!.. اذ ان صدره كان يرتفع ،يهبط ويرتفع !..ودقات قلبه تخطط على جهاز أمامه.. لم يكن ثمة شيئ آخر يدل على أنه حي !.. فعيناه نصف مغلقتان .. لا يبدو أنه يشعر بشيئ نحوه..
- لا بد أن تعيش .. لا تمت .. من أجلي .. من أجل أطفالك..!!
-ولكن الموت قدر لا ينتظر منا أن نوافق عليه أو نرفضه ..
كان بالامس هنا .. لم يعد هنا .. فقد مات .. ذهب الى حيث .. الى حيث لا يمكن أن يكون هنا أبدا ..
اسود البيت .. صار كل شيئ أسود .. لم يعد ثمة دفق.. لم يعد ثمة دفء.. لم يعد ثمة حب .. لم يعد ثمة رجل في البيت !..
غيابه أطفأ الشمس..غيابه أذبل سنابل القمح في شعري.. غيابه علمني معنى القهر..
لم يعد في البيت غير باق ذكريات .. وعمر من الآهات .. ونبع من الدموع لا ينضب !..
كان بالأمس هنا.. ولم يبق منه الآن سوى أشيائه .. صوره .. سوى أحلامه .. وشهادة وفاته!!..
_________________________________________________________
وهكذا أصبحت الحوادث المرورية آفة خطيرة على مجتمعنا .. حيث تهدد الثروة البشريةالتي يعتمد عليها.. وتسبب في مآسي وضياع اسر نتيجة فقد عائلها.. وكل هذا بسبب عدم التقيد بقواعد السير والمرور،الاهمال ،السرعة الزائدة والاستهتار من قبل الشباب الطائش بأرواح الناس.
قال تعالى" من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" فالذي يقتل نفسا انسانية يستوي مع حرمة وجرم من قتل الناس جميعا وفي هذا من التوجيه النفسي لقائد المركبة للانضباط التام بقواعد السلامة أثناء السير على الطريق...