سنفور غبي
14-12-2000, 05:22 AM
رمت السماعة وكأنها تتخلص من حشرة لزجة ومزعجة، استدارت إلى زميلتها وقالت وهي تقلدها بتهكم:
- عمل روتيني، عادي.
قالت زميلتها وهي تضحك:
- ما بك؟ من كلمت؟
- أحد الرقعاء الذي يستظرف نفسه بطريقة سقيمة.
- لا عليك، اتصلي بالرقم الثالث، تأكدي أنك تكلمين الشخص المطلوب.
أدارت قرص التيلفون:
- الو، الو.
- من يتكلم؟
- من تريدين؟
- خالد عبدالله
- أنا خالد.
- لو سمحت، نحن من المكتبة العامة، لقد استعرت عدة كتب منا ولم ترجعها.
- كتب، أية كتب، الكتب كثيرة، والمعارف كثيرة، والمجلات كثيرة، والجرائد كثيرة، والكلام كثير، كثير جدا، ألا يشبع الناس من الكلام؟ طيلة الوقت، آلاف الناس، ملايين الناس، آلاف الملايين من الناس، كلهم يتكلمون، لا يشبعون، لا يملون.
- نعم، أخبريني.
- الكتاب الأول عنوانه (سيكلوجية اللعب) والمؤلف بول كيلي.
- هل تعرفين أن الحاجية كانت تمنعني من اللعب.
- من هي الحاجية؟
- أمي، كانت تريدني أن أصبح عالم دين مثل والدها، لم تكن تسمح لي باللعب مع الأولاد في السكيك وحتى عندما كنت أصنع في بيتنا بعض الألعاب من العلب الفارغة والأحذية المستعملة، كانت تكسرها وترميها في الخارج، عندما أضحك كانت تنهرني وتقول الضحك الكثير يميت القلب، لقد مات قلبي من قلة الضحك.
استغربت الموظفة من كلامه ولكنها واصلت عملها وقالت:
- طيب، طيب، والكتاب الثاني عنوانه (طريق السعادة) ومؤلفه (هنري لوفير).
- السعادة، أين هي السعادة، من منا سعيد، هل أنت سعيدة؟
- ولكن يا أخ..
- لا، لا يوجد إنسان سعيد في هذا العالم، ما الناس تعساء، بؤساء، أشقياء، بعضنا تعيس من أهله والبعض الآخر تعيس في عمله، هنالك من هو بائس في الشارع الذي يمشي عليه، في المكتب الذي يعمل فيه، في المقهى الذي يجلس فيه، نحن نشقى بفرحنا وحزننا، الحيوانات فقط هي السعيدة، البشر تعساء.
سكوت، سمعت الموظفة الجديدة أصوات غاضبة وغامضة في سماعة التلفون، جاءها صوت امرأة:
- نعم، من يتكلم.
- نحن من المكتبة العامة، كنا نطلب من خالد أن يرجع الكتب التي أخذها.
- خالد في الوزارة.
- والشخص الذي كان يكلمني قبل قليل، من هو؟
تنهدت المرأة بصوت مسموع، وقالت بحسرة:
- أنه أخوه، ابني خلفان، أعذريه إذا غلط في الكلام، إنه شاب طيب ولكن عقله ليس سليما
اضطربت الموظفة الجديدة، لقد كانت تكلم مجنونا طيلة الوقت، قالت وهي تنهي المكالمة بسرعة:
- طيب، لو سمحت إذا جاء خالد اطلبي منه أن يرجع كتب المكتبة، مع السلامة.
أرجعت سماعة التلفون وقالت مشتكية لزميلتها:
- ولا مكالمة ناجحة، أصبحت أتكلم مع المجانين.
قالت لها زميلتها:
- هذا قدرنا،، اتصلي بالرقم الذي يليه.
- طيب، دعيني استرح قليلا لألتقط أنفاسي.
- ماذا كنت ستعملين لو اشتغلت في قسم البدالة حيث لا عمل للموظفات والموظفين إلا الكلام في التيلفون طيلة النهار مثلما قلت لك، تأكد أنك تكلمين الشخص المطلوب.
- نظرت إليها باحتجاج صامت ورجعت إلى الأوراق، اتصلت بأحد الأرقام، جاءها صوت نسائي:
- الو، نعم.
والبقية تأتي :)
- عمل روتيني، عادي.
قالت زميلتها وهي تضحك:
- ما بك؟ من كلمت؟
- أحد الرقعاء الذي يستظرف نفسه بطريقة سقيمة.
- لا عليك، اتصلي بالرقم الثالث، تأكدي أنك تكلمين الشخص المطلوب.
أدارت قرص التيلفون:
- الو، الو.
- من يتكلم؟
- من تريدين؟
- خالد عبدالله
- أنا خالد.
- لو سمحت، نحن من المكتبة العامة، لقد استعرت عدة كتب منا ولم ترجعها.
- كتب، أية كتب، الكتب كثيرة، والمعارف كثيرة، والمجلات كثيرة، والجرائد كثيرة، والكلام كثير، كثير جدا، ألا يشبع الناس من الكلام؟ طيلة الوقت، آلاف الناس، ملايين الناس، آلاف الملايين من الناس، كلهم يتكلمون، لا يشبعون، لا يملون.
- نعم، أخبريني.
- الكتاب الأول عنوانه (سيكلوجية اللعب) والمؤلف بول كيلي.
- هل تعرفين أن الحاجية كانت تمنعني من اللعب.
- من هي الحاجية؟
- أمي، كانت تريدني أن أصبح عالم دين مثل والدها، لم تكن تسمح لي باللعب مع الأولاد في السكيك وحتى عندما كنت أصنع في بيتنا بعض الألعاب من العلب الفارغة والأحذية المستعملة، كانت تكسرها وترميها في الخارج، عندما أضحك كانت تنهرني وتقول الضحك الكثير يميت القلب، لقد مات قلبي من قلة الضحك.
استغربت الموظفة من كلامه ولكنها واصلت عملها وقالت:
- طيب، طيب، والكتاب الثاني عنوانه (طريق السعادة) ومؤلفه (هنري لوفير).
- السعادة، أين هي السعادة، من منا سعيد، هل أنت سعيدة؟
- ولكن يا أخ..
- لا، لا يوجد إنسان سعيد في هذا العالم، ما الناس تعساء، بؤساء، أشقياء، بعضنا تعيس من أهله والبعض الآخر تعيس في عمله، هنالك من هو بائس في الشارع الذي يمشي عليه، في المكتب الذي يعمل فيه، في المقهى الذي يجلس فيه، نحن نشقى بفرحنا وحزننا، الحيوانات فقط هي السعيدة، البشر تعساء.
سكوت، سمعت الموظفة الجديدة أصوات غاضبة وغامضة في سماعة التلفون، جاءها صوت امرأة:
- نعم، من يتكلم.
- نحن من المكتبة العامة، كنا نطلب من خالد أن يرجع الكتب التي أخذها.
- خالد في الوزارة.
- والشخص الذي كان يكلمني قبل قليل، من هو؟
تنهدت المرأة بصوت مسموع، وقالت بحسرة:
- أنه أخوه، ابني خلفان، أعذريه إذا غلط في الكلام، إنه شاب طيب ولكن عقله ليس سليما
اضطربت الموظفة الجديدة، لقد كانت تكلم مجنونا طيلة الوقت، قالت وهي تنهي المكالمة بسرعة:
- طيب، لو سمحت إذا جاء خالد اطلبي منه أن يرجع كتب المكتبة، مع السلامة.
أرجعت سماعة التلفون وقالت مشتكية لزميلتها:
- ولا مكالمة ناجحة، أصبحت أتكلم مع المجانين.
قالت لها زميلتها:
- هذا قدرنا،، اتصلي بالرقم الذي يليه.
- طيب، دعيني استرح قليلا لألتقط أنفاسي.
- ماذا كنت ستعملين لو اشتغلت في قسم البدالة حيث لا عمل للموظفات والموظفين إلا الكلام في التيلفون طيلة النهار مثلما قلت لك، تأكد أنك تكلمين الشخص المطلوب.
- نظرت إليها باحتجاج صامت ورجعت إلى الأوراق، اتصلت بأحد الأرقام، جاءها صوت نسائي:
- الو، نعم.
والبقية تأتي :)