PDA

View Full Version : في شأن المقاطعة (بو عبد الرحمن! أدخل لو سمحت والدعوة عامة)


سردال
12-12-2000, 01:26 AM
قال البعض: هناك أناس من قومنا سيخسرون وظائفهم وأرزاقهم إذا قاطعنا منتجات الأمريكان، لأنهم يعملون في مؤسسات أمريكية.

هذه نظرة قاصرة جداً، دنيوية لا ترى إلى ما بعد هذه الدنيا، ونسوا هؤلاء عدة أمور يجب أن ننظر لها بعين الإيمان لا بعين المادة والحسابات.

النظرة الأولى: الرزق على الله، وعلى ابن آدم الاجتهاد في طلب الرزق، والإنسان لا يرحل عن هذه الدنيا إلا وقد أخذ رزقه كله، ولا يعلم بن آدم من أين سيأتيه الرزق، فإن اجتهد في البحث عن لقمة العيش الحلال النظيفة من الشبهات، فسيجد له مخرجاً ما دام أنه توكل على الله، ولن يضيعه الله.

النظرة الثانية: دعونا نقارن بين أمرين، أيهما أشد خطراً علينا؟ الأمر الأول هو أن لا نقاطع المنتجات الأمريكية فيبقى هؤلاء الموظفين في وظائفهم ولا يخسرون رزقهم، لكن ندعم بني صهيون من حيث ندري أو لا ندري، ونقويهم على أنفسنا وعلى أخواننا في فلسطين والديار المقدسة، ونعينهم أن يقتلوا درة آخر.

الثاني هو أن نقاطع المنتجات الأمريكية، فيخسر الموظفين وظائفهم، لكن في الجانب الآخر نضغط على أمريكا لتخفف دعمها للصهاينة، وندعم أخواننا في حربهم للصهاينة.

أيهما أولى؟ وأيهما إن نظرنا بعين الإيمان والإسلام يجب أن نفعل؟! أجيبوني؟! خلوا عنكم الحسابات والنظرة المادية القاصرة، فنحن مسلمين ومؤمنين، ولدينا شريعة وعقيدة.

فكيف نرضى لأنفسنا أن نذل لأعدائنا وسلاح الإيمان أقوى من كل قوة على هذه البسيطة؟

وصدق من قال:
من خان حي على الفلاح . . . . يخون حي على الكفاح

نعم! جبنا لم تخلينا عن الإيمان ولما توكلنا على قوتنا وسلاحنا هزمنا أذناب الخنازير في الحرب المشؤمة!

بو عبدالرحمن
12-12-2000, 02:41 PM
_
لا أدري ماذا يمكنني أن أقول بعد كلماتك الطيبة هذه
لم تترك لي مجالاً .. أجدت وأفدت وأحسنت
غير أني أقول مذكراً لنفسي وأخواني وأخواتي :
في الحديث الشريف يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :
لو تتوكلون على الله حق توكله :
لرزقكم كما يرزق الطير .. تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً
أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ..
ينسى هؤلاء أن الرازق والمعطي والمانع هو الله سبحانه جل في علاه
ولو حققنا ما يريده سبحانه منا
_ على الوجه الذي يريد هو ، لا على الوجه الذي تمليه علينا أهواؤنا _
لتكفل بأمورنا كلها صغيرها وكبيرها ، قليلها وكثيرها
إذن القضية في أصلها أن هناك خللا ما في الجوهر
خلل أدى إلى أن نقف مواقف تعجب لها الملائكة !!
أهؤلاء حقاً قوم استقر في قلوبهم أن مقاليد كل شيء بيد الله ؟
وأن مرجع كل شيء قل أو كثر بيد الله سبحانه ( كل يوم هو في شأن ) !؟
يعطي ، ويمنع ، ويبسط ، ويقبض ، ويعز ، ويذل ، ويرفع ، ويخفض ..الخ
أخي الحبيب ..
لن ينفعك أن تعالج بثوراً نبتت في اليد ، إذا كان أصل المرض كامن في القلب ..!
فكلما قلعت بثرة ، نبتت بثرتان .. وهكذا ..!!
هؤلاء يحتاجون إلى أن نعالج الداء الأصيل في قلوبهم
داء قد يمس أصل العقيدة ..
والتي من بعض مظاهرها قضية : الولاء والبراء ..
التي قال عنها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :
أوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله ..
لاحظ قوله ( أوثق عرى ) .. وتأمل
وأقل مظهر من مظاهر الولاء والبراء هو ما يتعلق بهذه القضية ..
ولا يزال وراء الكلام كلام ..
وجزاك الله خير الجزاء .. ونفعنا الله بك

الفجر الجديد
12-12-2000, 03:23 PM
أخي الفاضل / سردال .. حماه الله ورعاه
أخي الفاضل / بو عبد الرحمن ..حفظه الله وايده بالحق

إن المتأمل في أحوال المسلمين اليوم يجد أنهم
قد أصبحوا عالة على غيرهم من الشعوب في تصريف
أمور الدنيا : من صناعة .. وتجارة .. وزراعة..
وخبرات فنية .. الخ فما هو السبب في هذا التخلف ؟!
بعد أن ضعف الإيمان في النفوس ، وضعفت الصلة بالله ،
وضعفت الأخلاق والسلوك بدأ الفساد يدب شيئا فشيئا .
وإذا كان الله تعالى يقول : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )
فإن أكثر الناس بعد أن فقدوا الإيمان الصحيح
أصبحوا مهيئين لقبول حكم الكافرين ..!
الذين بذلوا كل جهدهم لمحاربة كل ما ينهض بالمسلمين
في أمر دينهم ودنياهم .
ولكي ينهض المسلمون في أمر دينهم لابد من تعميق
الإيمان في نفوسهم ، وتقوية صلتهم بخالقهم ،
واتباع شريعته وتربية الأجيال القادمة على هذا كله.
فإن فعلوا ذلك اجتمعت كلمتهم وقويت شوكتهم ونصرهم
الله على عدوهم .
لقد جعل الله بلاد المسلمين غنية بالثروات ولكننا
لضعفنا عجزنا عن الانتفاع بهذه الخيرات ..
وعلينا أن نفهم أن التقدم الذي وقع في بلاد الكافرين
لم يكن بفضل الكفر ..! لأن الكفر قديم من قبل
ظهور الإسلام لكن تقدمهم المادي تحقق لهم لأنهم أخذوا
بالأسباب التي جعلتهم يتمكنون من النعم التي بسطها
الله لعباده فقال سبحانه : ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك
وما كان عطاء ربك محظورا )
فأخذوا عطاء الله لأنهم عملوا.. وحرمنا لأننا تكاسلنا .

سردال
13-12-2000, 12:15 AM
أخي بو عبد الرحمن: قلت فأوجزت وأحسنت، وكما قلت، علينا أن نعالج هذه القلوب ونطهرها من أدران الدنيا الدنية، وعندها نكون مؤمنين مصدقين لوعد الله لعباده بالتمكين في الأرض.

الأخت الفجر الجديد: إن رجع المؤمن للإيمان والتصديق، فإن أسباب التمكين الدنيوية ستصبح طوع أمره، ألم يسخر الله هذه الأرض للمسلم المؤمن؟ نعم! لكن ليس لأي مسلم، فقط المسلم الحق.

إذا نهضنا بإيماننا نهضنا بقوتنا الحضارية وقارعنا حضارات الكفر والشر. وهذا بإذن الله سنراه، متى؟ قل عسى أن يكون قريباً.