تسجيل الدخول

View Full Version : ربــــــــــاه


ورود2000
11-11-2000, 12:57 PM
ربَّـــاهُ إنَّ الخـــوفَ أبكى الأدمعــــا

ندمـاً على مـا فــات حين تورَّعــا

فخشـعتُ خوفـاً مِن رحيـــمٍ عادلٍ

وبكى الفؤادُ العشقَ حين تضرَّعا

مِن أين عُــذري والذنــوبُ جليلــــةٌ

نــاءتْ بقلــبٍ خاشــعٍ فتصدَّعـــا


قـد كنتُ ذا نفسٍ تعيـشُ شقيــــةً


تهـوى الهـوى وتغوصُ فيه تنوُّعـا

وأضاعتِ التقـــوى وتاهتْ بالمُنـى


حينـاً فكنتُ بذي الحيـاةِ مُضَيَّعــا

وتركتُ للنفس الهوى في عشقها

مـنْ كلِّ فاتنــــةٍ تُذيـبُ الأضلعــا

وذوات خـــــدرٍ نافـــراتٍ كالظِبــــــا

تُغـــوي الفـؤادَ وترتجيـــهِ تلوُّعــا

وأردتُ عــزَّاً في الحيـــاةِ ومنصبــاً

ومكانــــةً تبقـى وجاهـاً أرفعـــــا


فظلمتُ نفسي بين أستار الدجى

ونسـيتُ أنَّ الموتَ يأتي مسرعا

فأفارقُ الدنيــــا ويفنــى عزُّهـــــــا

وأذلُّ في يـومٍ يعـزُّ بمَنْ سعـى

كم غـرَّتِ الدنيــــا سـفيهاً تافهــــاً

ظنَّ الحيــــاةَ دعابـــةً وتمتُّعـــــا

أو ظنَّهــــا فيهـــا خلـــــودٌ دائـــــمٌ

ليستْ ممـرَّاً للحيـــاةِ ومصنعــا

ربَّـــاه هذي دمعتـي في خشـــيةٍ

تمحـو ذنـوبي بالتضرُّعِ والدُعـــا

أقررتُ بالذنبِ الذي ثقُلَــــتْ بـــــهِ

آلام قلـبٍ لا ينـــامُ وقـــد وعــى

وندمتُ أنِّي قـــد عصيتُ مكابـــــراً


في زمرة الســفهاء ربَّـاً مبدعـــا

وعزمـتُ أنْ لا أشــتري غير التقى

أنْ لا أعـــودُ لكلِّ مـا لنْ ينفعــــا

ربَّـــــاه فارحــمْ تائبـــاً من ذنبـــــهِ

ربَّـاه فارحــمْ نادمــــاً مُتضرِّعــــا

ربَّـــــاه إنِّـي قد دعوتُـــك راجيـــــاً

أنتَ المجيبُ إذا دُعيتُ لمَنْ دعا

هذي ذنوبـي كالجبـــــالِ عظيمـةً

وجلالك العلـويُّ أعظمُ موضعــــا

فاغفرْ وسامحْ يا كريــمُ وكنْ بنــــا

من فيض فضلك راحماً متشفِّعـا