النازك
11-11-2000, 03:09 AM
------------ بسم الله الرحمن الرحيم
ردا على مورد من استفسار من الأخ شرارة
http://www.taybah.com/taybah/Forum3/HTML/000397.html
حول حديث (حب العرب من الإيمان ) هذا هو الدرس (12) من دروس السنة النبوية والله ولي التوفيق
قد ورد هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من طرق عدة ومنها مايلي – مع ملاحظة أنه لم تكمل تراجم بعض الرجال لوضوح الأمر و ضيق الوقت –
و خلاصة هذا المبحث هو أن الحديث حسن . قال إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي ( كشف الخفاء 1 / 55 ) وقد وردت أخبار كثيرة في حب العرب يصير الحديث بمجموعها حسنا وقد أفردها بالتأليف جماعة منهم الحافظ العراقي ومنهم صديقنا الكامل السيد مصطفى البكري لا زالت علينا عوائد الافضال تجري فانه ألف في ذلك رسالة نحو العشرين كراسة جمعت غرر الفوائد وجواهر القلائد سماها الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب . انتهى كلامه رحمه الله .
و إليك طرق الحديث التي توصلت لها :
--------- الطريق الأول عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم
ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من طريقين الأول من طريق الهيثم بن جماز عن أنس رضي الله عنه . ما رواه الحاكم قال حدثني علي بن حمشاذ العدل أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله أن معقل بن مال حدثهم قال ثنا الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه _ المستدرك (4/97) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . قال محقق الكتاب مصطفى عبدالقادر عطا : قال الذهبي في التلخيص : الهيثم بن حماد متروك .
و أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ( 3 / 76) قال حدثنا أبو مسلم قال حدثنا معقل بن مالك البابلي قال حدثنا الهيثم بن جماز عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا الهثيم .
و أخرجه العقيلي في ترجمة الهيثم بن جماز الحنفي قال حديثه غير محفوظ حدثنا محمد حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال الهيثم بن جماز ضعيف وفي موضع آخر الهيثم بن جماز قاض كان بالبصرة ليس بذاك يروى عن هشيم ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا معقل بن مالك قال حدثنا الهيثم بن جماز قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر ومن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني (ضعفاء العقيلي 4/355) .
و أخرجه من طريق الهيثم بن جماز أبو نعيم في حلية الأولياء ( 2 / 333) قال
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن وسليمان بن احمد قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا معقل بن مالك قال ثنا الهيثم بن جماز عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغض العرب كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس تفرد به الهيثم بن جماز .
و ذكره الهيثمي قال عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد ويحيى ابن معين والبزار (مجمع الزوائد 1 /89) وقال في موضع أخر وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر من أحب العرب فقد احبني ومن أبغضهم فقد أبغضني رواه البزار وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك (مجمع الزوائد 10 / 27) و ( مجمع الزوائد 10 / 53)
ولاكن قد تابع الهيثم بن جماز بروايته عن أنس علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري . وهذا هو الطريق الثاني عن أنس .
و أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق( 30/ 144 ) قال أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ثنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر بالأنبار ثنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا إبراهيم بن الوليد الجشاش نا الحماني نا أبو إسرائيل عن علي بن زيد عن أنس قال قال رسول الله حب أبي بكر وعمر سنة وبغضهما كفر وحب الأنصار إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر . وهذه تراجم هذا الطريق
1- علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جد جده أحد علماء التابعين روى عن أنس اختلفوا فيه قال الجريري أصبح فقهاء البصرة عميانا ثلاثة قتادة وعلي بن زيد وأشعث الحداني وقال منصور بن زاذان لما مات الحسن البصري قلنا لعلي بن زيد اجلس مجلسه قال موسى بن إسماعيل قلت لحماد بن سلمة زعم وهيب أن علي بن زيدكان لا يحفظ قال ومن أين كان وهيب يقدر على مجالسة علي إنما كان يجالسه وجوه الناس وقال شعبة حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا وقال مرة حدثنا علي قبل أن يختلط وقال الفلاس كان يحيى القطان يتقى الحديث عن علي . وروى عن يزيد بن زريع قال كان علي بن زيد رافضيا .وقال أحمد ضعيف . وروى عثمان بن سعيد عن يحيى ليس بذاك القوي . وروى عباس عن يحيى ليس بشيء وقال في موضع آخر هو أحب إلي من ابن عقيل ومن عاصم بن عبيد الله . وقال أحمد العجلي كان يتشيع وليس بالقوي وقال البخاري وأبو حاتم لا يحتج به وقال أبو حاتم يكتب حديثه وهو أحب إلي من يزيد بن أبي زياد وقال الفسوي اختلط في كبره وقال ابن خزيمة لا احتج به لسوء حفظه قال الترمذي صدوق وقال الدارقطني لايزال عندي فيه لين. وضعفه ابن عيينة وقال حماد بن زيد كان يقلب الأحاديث وذكر شعبة أنه اختلط وقال أحمد ويحيى ليس بشيء وقال يحيى مرة ضعيف في كل شيء وقال الرازي لا يحتج به وقال أبو زرعة ليس بقوي يهم ويخطئ فكثر ذلك فاستحق الترك ( أنظر الضعفاء لبن الجوزي ( 2/193) و ( ميزان الإعتدال في نقد الرجال 5 / 156)
و ( التقريب صـ 401)
2- سماعيل بن أبي إسحاق أبو إسرائيل العبسي الملائي الكوفي مولى سعد بن حذيفة عن الحكم وعطية تركه بن مهدي قال النسائي ليس بثقة قال يحيى أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه وقال الترمذي ليس بالقوي عند أصحاب الحديث وقال الدارقطني ضعيف ( التاريخ الكبير / 1/346) ( الضعفاء للنسائي صـ18) (الضعفاء لبن الجوزي 1/109)
3- يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بشمين بفتح الموحدة وسكون المعجمة الحماني بكسر المهملة وتشديد الميم الكوفي حافظ مختلف فيه اتهموه بسرقة الحديث
قال طريف بن عبيد الله الموصلي كأني أنظر إلى يحيى الحماني شيخ ضعيف سئل أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني فسكت عنه فلم يقل شيئا قال محمد بن عبد الله الحضرمي سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني قلت له تعرفه لك به علم فقال كيف لا أعرفه فقلت له كان ثقة فقال أنتم أعرف بمشايخكم وقال البخاري كان أحمد وعلي يتكلمان في يحيى الحماني وقال في موضع آخر رماه أحمد بن حنبل وابن نمير وقال محمد بن عبد الله الحضرمي سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني فقال هو ثقة بن عمار يقول يحيى الحماني قد سقط حديثه قيل فما علته قال لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ولا لأهل المدينة ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه فهذا يكون هكذا قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون ترك حديثه فلا ينبعث وقال أبو بكر بن خزيمة سمعت محمد بن يحيى وذكر يحيى بن عبد الحميد الحماني فقال ذهب كالأمس الذاهب وقال الرمادي هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة وما يتكلمون فيه إلا من الحسد قال يحيى بن معين يقول بن الحماني صدوق مشهور ما بالكوفة مثل بن الحماني ما يقال فيه إلا من حسد وقال مرة ثقة قال عثمان بن سعيد وكان بن الحماني شيخا فيه غفلة . أنظر ( تهذيب الكمال 31/ 433) وتقريب التهذيب ( ص593)
4- إبراهيم بن الوليد الجشاش يروى عن أبى الوليد الطيالسي والعراقيين حدثنا عنه على بن إبراهيم بن الهيثم البلدي قال الحاكم ومات إبراهيم بن الوليد الجشاش سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال الدارقطني ثقة ( ابن حبان في الثقاة / 8/،80) ( معرفة علو الحديث صـ207) (تاريخ بغداد 6/199)
5- وأبوعلي إسماعيل بن محمد الصفار محدث بغداد ثقة (طبقات المحدثين لذهبي صـ111)
6- عبد الواحد بن محمد بن عبد الله لعله مسند العراق أبو عمرعبد الواحد بن محمد بن عبد الله ابن مهدي الفارسي ت 410 أنظر ( سيرأعلام النبلاء 17/ 310 ) و ( طبقات الحنابلة 1/123)
7- علي بن محمد بن محمد بن الأخضر هو وخطيب الأنبار أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري (تذكرة الحفاظ 3/1199) و ( طبقات المحدثين 141)
8- نصر الله بن أبي العز نصر بن عقيل الشيباني نجيب الدين أبو الفتح المعروف بابن الشقيشقية سمع على قاضي دمشق أبي القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني كتاب الترغيب والترهيب للتيمي عنه إجازة ذيل التقييد ( 2 / 295)
--------- الطريق الثاني عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم
وروى هذا الحديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخرج حديثه ابن عساكر رحمه الله في ( تاريخ دمشق 30/ 144) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ثنا الحسن بن علي أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ نا محمد بن إبراهيم الأنماطي نا محمد بن عمرو بن نافع نا علي بن الحسن يعني الشامي نا خليد يعني ابن دعلج وعمر يعني ابن صبح ويونس بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر وحب الأنصار من الإيمان وبغضهم من الكفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم من الكفر .
ترجمة الرواة الإسناد :
1- - الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار بالتحتانية والمهملة الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة هو رأس أهل الطبقة الوسطي من التابعين مات سنة عشر ومائة في رجب وقد قارب التسعين روى له الجماعة ( التقريب 160و الكاشف 1/ 322) وذكره ابن حجر في الطبقة الثانية من المدلسين قال الإمام المشهور من سادات التابعين رأى عثمان وسمع خطبته ورأى عليا ولم يثبت سماعه منه كان مكثرا من الحديث ويرسل كثيرا عن كل أحد وصفه بتدليس الإسناد النسائي وغيره (طبقات المدلسين 292)
2- يونس بن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة مات سنة تسع وثلاثين ع (طبقات الحفاظ 1/69) و (تقريب التهذيب 613صـ)
2- عمر بن صبح بن عمران أبو نعيم التميمي يروي عن قتادة ومقاتل بن حيان قال البخاري حدثني يحيى بن علي بن جرير قال سمعت عمربن صبح يقول أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وآله وقال ابن عدي منكر الحديث وقال ابن حبان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب وقال الدارقطني متروك وقال الأزدي كذاب (الضعفاء والمتروكين لبن الجوزي (2/211)
2- خليد بن دعلج أبو عمرو الشامي السدوسي يروي عن الحسن وعطاء وقتادة قال أحمد ويحيى والدارقطني ضعيف وقال يحيى مرة ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن عدي في بعض حديثه إنكار وليس بالمنكر جدا (الضعفاء والمتروكين لبن الجوزي (1/256)
3- علي بن الحسن الشامي قال الدارقطني مصري يكذب يروى عن الثقات بواطيل مالك والثوري وابن أبي ذئب (سؤالات البرقاني لدارقطني صـ53) وقال أبو نعيم الأصفهاني أحاديث منكرة لا شيء ( كتاب الضعفاء 1/117)
5- محمد بن إبراهيم الأنماطي المعروف بمربع بغدادي من الحفاظ روى عن أبى حذيفة وبشر بن الوضاح كتب عنه أبى في المذاكرة وادركته ببغداد ولم اكتب عنه . وقال ابن حجر من الحفاظ الكبار قال الخطيب البغدادي أحد الحفاظ الفهماء (الجرح والتعديل 7/187) ( تهذيب التهذيب ( 9/16) وتاريخ بغداد ( 1/388)
6- عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن يزداد بن سراج الواعظ أبو حفص بن شاهين وشاهين أحد أجداد جده لأمه ولد سنة سبع وتسعين ومائتين وأول ما سمع الحديث في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة وله إحدى عشرة سنة فسمع من أبي حبيب بن البرقي وشعيب بن محمد الدارع ومحمد بن هارون المجدر والباغندي والبغوي وابن أبي داود وخلق كثير روى عنه ابنه عبيد الله وابن أبي الفوارس وهلال الحفار والبرقاني والأزهري والخلال والتنوخي والعتيقي والجوهري وآخرون قال الخطيب أخبرنا أبو الحسن الهاشمي القاضي قال لنا بن شاهين صنف ثلاث مائة وثلاثين مصنفا منها التفسير الكبير ألف جزء والمسند ألف وخمس مائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءا والزهد مائة جزء وأول ما حدث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة وكان يقول كتبت بأربع مائة رطل حبرا قال وسمعت محمد بن عمر الداودي يقول كان بن شاهين شيخا ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحانا وكان لا يعرف من الفقه قليلا ولا كثيرا وكان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء يقول أنا محمدي المذهبي ورأيته يوما اجتمع مع أبي الحسن الدارقطني فلم ينطق بكلمة واحدة مريبة وخوفا أن يخطىء بحضرة أبي الحسن قال الداودي وقال لي الدارقطني يوما ما أعمى قلب بن شاهين حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير وسألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود وفرقه في الكتاب وجعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر وإنما هو عن أبي الجارود زياد بن المنذر وقال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول بن شاهين يخطىء ويلح على الخطاء وهو ثقة وقال البرقاني قال لي بن شاهين جميع ما أخرجته وصنفته من حديثي لم أعارضه بالأصول يعني ثقة بنفسه فيما نقله قال البرقاني فلذلك لم يستكثر من زهد فيه وقال بن أبي الفوارس كان ثقة مأمونا قد جمع وصنف ما لم يصنف أحد وقال الأزهري كان ثقة وكان عنده عن البغوي سبع مائة أو ثمان مائة جزء قال وذكرت لأبي مسعود الدمشقي إن بن شاهين لا يخرج لنا أصوله وإنما يحدث من فروع فقال لي أن اخرج إليك بن شاهين خرقة عليها حديث مكتوب فاكتبه وقال العقيقي مات بن شاهين في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة وكان صاحب حديث ثقة مأمونا وقال أبو بكر أحمد بن عمير البقال كان بن شاهين يسألني عن كلام الدارقطني على الأحاديث فيعلقه ثم يذكره بعد ذلك في أثناء تصنيفه قال بن يزداد وكان بن شاهين عند البقال ضعيفا( لسان الميزان ج: 4 ص: 284)
7-الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شبيل بن فروة بن واقد التميمي أبو علي الواعظ المعروف بإبن المذهب (التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد للبغدادي 1/233)
8- محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري بن قاضي المرستان مشهور معمر عالي الإسناد هو آخر من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستة رجال ثقات مع اتصال السماع على شرط الصحيح قال بن عساكر كان يتهم بمذهب الأوائل ويذكر عنه رقة دين وقال بن السمعاني كان اسند شيخ بقي على وجه الأرض وكانت اليه الرحلة من الأقطار عارف بالعلوم متقن حسن الكلام ما رأيت اجمع للفنون منه فكان قد نظر في كل علم وسمعته غير مرة يقول تبت من كل علم تعلمته الا الحديث وعلمه ( لسان الميزان 5/241)
( تاريخ دمشق لابن عساكر ج 44/ 222)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى قراءة عليه وأنا حاضر نا محمد بن إسماعيل بن العباس نا أبو علي الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي قدم علينا نا عبدة بن سليمان المصري بمصر نا علي بن الحسن الشامي نا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله
حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما كفر وحب الأنصار من الإيمان وبغضهم كفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم كفر ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله من حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة
و أخرج ابن عساكر من طريق أخر طرفا منه ( تاريخ دمشق 44/ 222) قال أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد نا منصور بن محمد الحذاء أنا أبو بكر بن أبي داود حدثني موسى بن عيسى بن زغبة نا علي بن الحسن الشامي نا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله ومن حفظني فيهم فلا لعنة الله عز وجل .
------------- الطريق الثالث عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم
و رواه البراء بن عازب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخرج حديثه البيهقي في ( شعب الإيمان 2 / 230) قال أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا داود بن محمد بن العباس بالكوفة ثنا ابو الحريش أحمد بن عيسى ثنا مؤمل بن اهاب ثنا عبدالله بن موسى ثنا ابن أبي ليلى عن عدي بن ثابت عن البراء قال قال رسول الله ص حب العرب إيمان وبغضهم نفاق كذا جاء به والمحفوظ عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء معناه في الأنصار .
شواهد الحديث
1- أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند ( 1/81) حدثنا عبد الله حدثني إسماعيل أبو معمر ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله بن أبي رافع عن على رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض العرب الا منافق
2- أخرجه ابن عدي قال ثنا صدقة بن منصور الحراني ثنا أبو معمر ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض العرب الا منافق . الكامل في ضعفاء الرجال ( 3 /203)
3- أخرجه ابن عدي قال ثنا علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة الأنصاري عن داود بن حصين عن رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهؤلاء أحد ثلاثة إما منافق وإما لزنية واما حملته أمه على غير ظهر . الكامل في ضعفاء الرجال ( 3 /203)و قال ابن عدي ثنا عمر بن سنان ثنا هشام بن عمار ثنا بن عياش ثنا زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن بن أبي رافع عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث إما منافق وإما للزينة واما لغير ظهر قال الشيخ وهذه الروايات الثلاث التي ذكرتها لهذا الحديث عن بن عياش عن زيد بن جبير فأصحها رواية هشام بن عمار وابن أبي رافع هذا هو عبيد الله بن أبي رافع عن إسماعيل بن عياش وإسماعيل إذا روى عن أهل المدينة وأهل العراق خلط في رواياته عنهم وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت . الكامل في ضعفاء الرجال ( 3 /203) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 10 / 53) فيه زيد بن جبيرة وهو متروك . وقال إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي في كشف الخفاء ( 1 / 55) ورواه الدارقطني.قلت ولم أقف عليه.
4- قال الطبراني حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبو حفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بغض بني هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق ( معجم الطبراني الكبير 11/145) قال الهيثمي مرة رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ( مجمع 9/172) وقال أخرى رواه الطبراني ورجاله ثقات (مجمع الزوائد 10 / 27)
5- قال الهيثمي وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبغض العرب مؤمن ولا يحب ثقيفا إلا مؤمن رواه الطبراني وفيه سهل بن عامر وهو ضعيف ( مجمع الزوائد 10 / 53 ) – قلت هو والله أعلم في الجز المفقود من المعجم الكبير لطبراني - وقال إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي في كشف الخفاء ( 1 / 55) ورواه الدارقطني عن ابن عمر بلفظ حب العرب ايمان وبغضهم نفاق . قلت ولم أقف عليه .
6- قال أبو يعلى حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا محمد بن خطاب البصري عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ذلت العرب ذل الإسلام ( مسند أبو يعلى الموصلي 3/402) و ( 4/ 74) قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الخطاب البصري ضعفه الأزدي وغيره ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 10 / 53) و قال ابن أبي حاتم عن أبيه ليس له أصل (2/ 376) . وذكره صاحب الميزان ( 6/134) ولسان الميزان ( 5/155) و ذكره العجلوني في ( كشف الخفاء 1/92)
------------- شرح الحديث -----------
قال المناوي في فيض القدير ( 3 / 369 – 370)
حب العرب إيمان وبغضهم نفاق أي إذا أحبهم إنسان كان حبهم آية إيمانه وإذا أبغضهم كان بغضهم علامة نفاقه لأن هذا الدين نشأ منهم وكان قيامه بسيوفهم وهممهم والظاهر من حال من أبغضهم أنه إنما أبغضهم لذلك وهو كفر ومن أمثالهم فرقك بين الرطب والفحم هو الفرق بين العرب والعجم ك في المناقب من حديث مغفل بن مالك عن الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس قال الحاكم صحيح ورده الذهبي بأن الهيثمي متروك ومعقل مضعف .
حب أبي بكر الصديق وعمر الفاروق إيمان وبغضهما نفاق أي نوع منه على ما تقرر فيما قبله وهذا من مفاخرهما الشريفة ومناقبهما المنيفة قال ابن تيمية وإذا كان بغضهم نوع نفاق فمقتضاه أن حبهم نوع إيمان عد عن أنس بن مالك وفيه حازم بن الحسين قال في الميزان عن أبي داود روى مناكير وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه ثم ساق له هذا الخبر حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني لأن من علامة صدق الحب حب كل ما ينسب إلى المحبوب فإن من يحب إنسانا يحب كلب محلته فالمحبة إذا قويت تعدت من المحبوب إلى كل ما يكتنف بالمحبوب ويحيط به ويتعلق بأسبابه ذلك وليس شركة في حب الله فإن من أحب رسول الله المحبوب لكونه رسوله وكلامه لكونه كلامه ومن ينتمي إليه لكونه من حزبه لم يجاوز حبه إلى غيره بل هو كمال حبه طس عن أنس قال الهيثمي فيه الهيثم بن حماد وهو متروك ورواه عن أنس أيضا الحاكم وقال حسن صحيح واعترض بأن فيه عنده الهيثم المذكور قال الزين العراقي في القرب لكن له شاهد من حديث ابن عمر في المعجم الكبير للطبراني .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (اقتضاء الصراط 1 / 148) ….فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية وساق كلاما طويلا إلى أن قال ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت وهو قوله وقول عامة أهل العلم وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم وهؤلاء يسمون الشعوبية لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل كما قيل القبائل للعرب والشعوب للعجم ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس مع شبهات اقتضت ذلك ولهذا جاء في الحديث حب العرب إيمان وبغضهم نفاق مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان من الطرفين وهذا محرم في جميع المسائل.
وقال في ( اقتضاء الصراط 1 / 155)
قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم أشياء ليس هذا موضعها ومن الأحاديث التي تذكر في هذا المعنى ما رويناه من طرق معروفة إلى محمد بن إسحق الصنعاني حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان خال حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إنا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرت بنا امرأة فقال بعض القوم هذه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها وأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا خيار من خيار من خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم وأيضا في المسألة ما رواه الترمذي وغيره من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد عن قابوس ابن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله كيف أبغضك وبك هداني الله قال تبغض العرب فتبغضني قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم بغض العرب سببا لفراق الدين وجعل بغضهم مقتضيا لبغضه ويشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بهذا سلمان وهو سابق الفرس ذو الفضائل المأثورة تنبيها لغيره من سائر الفرس لما أعلمه الله من أن الشيطان قد يدعو النفوس إلى شيء من هذا كما أنه صلى الله عليه وسلم لما قال يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم كان في هذا تنبيه لمن انتسب لهؤلاء الثلاثة أن لا يغتروا بالنسب ويتركوا الكلم الطيب والعمل الصالح وهذا دليل على أن بغض جنس العرب ومعاداتهم كفر أو سبب للكفر ومقتضاه أنهم أفضل من غيرهم وأن محبتهم سبب قوة الإيمان لأنه لو كان تحريم بغضهم كتحريم بغض سائر الطوائف لم يكن سببا لفراق الدين ولا لبغض الرسول بل كان يكون نوع عدوان فلما جعله سببا لفراق الدين وبغض الرسول دل على أن بغضهم أعظم من بغض غيرهم وذلك دليل على أنهم أفضل لأن الحب والبغض يتبع الفضل فمن كان بغضه أعظم دل على أنه أفضل ودل حينئذ على أن محبته دين لأجل ما فيه من زيادة الفضل ولأن ذلك ضد البغض ومن كان بغضه سببا للعذاب لخصوصه كان حبه سببا للثواب وذلك دليل على الفضل وقد جاء ذلك مصرحا به في حديث آخر رواه أبو طاهر السلفي في فضل العرب من حديث أبي بكر بن أبي داود حدثنا عيسى بن حماد زغبة حدثنا علي بن الحسن الشامي حدثنا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم من الكفر وقد احتج حرب الكرماني وغيره بهذا الحديث وذكروا لفظه حب العرب إيمان وبغضهم نفاق وكفر وهذا الإسناد وحده فيه نظر لكن لعله روي من وجه آخر وإنما كتبته لموافقته معنى حديث سلمان فإنه قد صرح في حديث سلمان بأن بغضهم نوع الكفر ومقتضى ذلك أن حبهم نوع من إيمان فكان هذا موافقا له ولذلك قد رويت أحاديث النكرة ظاهرة عليها مثل ما رواه الترمذي من حديث حصين بن عمر عن مخارق بن عبد الله عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي قلت هذا الحديث معناه قريب من معنى حديث سلمان فان الغش للنوع لا يكون مع محبتهم بل لا يكون إلا مع استخفاف بهم أو مع بغض لهم فليس معناه بعيدا لكن حصين هذا الذي رواه قد أنكر أكثر الحفاظ أحاديثه قال يحيى بن معين ليس بشيء وقال ابن المديني ليس بالقوي روى عن مخارق عن طارق أحاديث منكرة وقال البخاري وأبو زرعة منكر الحديث وقال يعقوب بن شيبة ضعيف جدا ومنهم من يجاوز به الضعف إلى الكذب وقال ابن عدي عامة أحاديثه معاضيل ينفرد عن كل من روى عنه قلت ولذلك لم يحدث أحمد ابنه عبد الله بهذا الحديث في الحديث المسند فانه قد كان كتبه عن محمد بن بشر عن عبد الله بن عبد الله بن الأسود عن حصين كما رواه الترمذي فلم يحدثه به وإنما رواه عبد الله عنه في المسند وجادة قال وجدت في كتاب أبي حدثنا محمد بن بشر وذكره وكان أحمد رحمه الله على ما تدل عليه طريقته في المسند إذا رأى أن الحديث موضوع أو قريب من الموضوع لم يحدث به ولذلك ضرب على أحاديث الرجال فلم يحدث بها في المسند لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وكذلك روى عبد الله بن أحمد في مسند أبيه حدثنا إسماعيل أبو معمر حدثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله ابن أبي نافع عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض العرب إلا منافق وزيد بن جبيرة عندهم منكر الحديث وهو مدني ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين مضطربة وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العرب لثلاث لأنه عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي قال الحافظ السلفي هذا حديث حسن فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين أو حسن متنه على الاصطلاح العام وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات وقال قال الثعلبي لا أصل له وقال ابن حبان يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الاثبات فبطل الاحتجاج به والله أعلم وأيضا في المسألة ما روى أبو بكر البزار حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أحمد حدثنا عبد الجبار بن العباس وكان رجلا من أهل الكوفة يميل إلى الشيعة وهو صحيح الحديث مستقيمه وهذا والله أعلم كلام البزار عن أبي إسحاق عن أوس بن ضمعج قال قال سلمان نفضلكم يا معاشر العرب لتفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم لا ننكح نساءكم ولا نؤمكم في الصلاة وهذا إسناد جيد وأبو أحمد هو والله أعلم محمد بن عبد الله الزبيري من أعيان العلماء الثقات وقد أثنى على شيخه والجوهري وأبو إسحاق السبيعي أشهر من أن يثنى عليهما وأوس بن ضمعج ثقة روى له مسلم وقد أخبر سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العرب فإما إنشاء وإما إخبار فإنشاؤه صلى الله عليه وسلم حكم لازم وخبره حديث صادق وتمام الحديث قد روي عن سلمان من غير هذا الوجه رواه الثوري عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن سلمان الفارسي أنه قال فضلتمونا يا معاشر العرب باثنتين لا نؤمكم في الصلاة ولا ننكح نساءكم رواه محمد بن أبي عمر العدني وسعيد بن منصور في سننه وغيرهماوهذا مما احتج به أكثر الفقهاء الذين جعلوا العربية من الكفاءة بالنسبة إلى العجمي واحتج به أحمد في إحدى الروايتين على أن الكفاءة ليست حقا لواحد معين بل هي من الحقوق المطلقة في النكاح حتى إنه يفرق بينهما عند عدمها واحتج أصحاب الشافعي وأحمد بهذا على أن الشرف مما يستحق به التقديم في الصلاة ومثل ذلك ما رواه محمد بن أبي عمر العدني قال حدثنا سعيد بن عبيد أنبأنا علي بن ربيعة عن ربيع بن نضلة أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمدا صلى الله عليه وسلم وفيهم سلمان الفارسي وهم في سفر فحضرت الصلاة فتدافع القوم أيهم يصلي بهم فصلى بهم رجل منهم أربعا فلما انصرف قال سلمان ما هذا ما هذا مرارا نصف المربوعة قال مروان يعني نصف الأربع نحن إلى التخفيف أفقر فقال له القوم صل بنا يا ابا عبد الله أنت أحقنا بذلك فقال لا أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء وفي المسألة آثار غير ما ذكرته في بعضها نظر وبعضها موضوع وأيضا فان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انقضت العرب ذكر العجم هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع وإما بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع جمع ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر كما نجده في لغتهم من جنس الحيوان فإنهم مثل يعبرون عن القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة ثم يميزون بين أنواعه في اسماء كل أمر من أموره من الأصوات والأولاد والمساكن والأظفار إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي التي لا يستراب فيها وأما العمل فان مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم فهم اقرب للسخاء والحلم والشجاعة ….. إلى أخر كلامه رحمه الله عزوجل .
----------- والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم. ولا تنسونا من صالح دعاكم .
ردا على مورد من استفسار من الأخ شرارة
http://www.taybah.com/taybah/Forum3/HTML/000397.html
حول حديث (حب العرب من الإيمان ) هذا هو الدرس (12) من دروس السنة النبوية والله ولي التوفيق
قد ورد هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من طرق عدة ومنها مايلي – مع ملاحظة أنه لم تكمل تراجم بعض الرجال لوضوح الأمر و ضيق الوقت –
و خلاصة هذا المبحث هو أن الحديث حسن . قال إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي ( كشف الخفاء 1 / 55 ) وقد وردت أخبار كثيرة في حب العرب يصير الحديث بمجموعها حسنا وقد أفردها بالتأليف جماعة منهم الحافظ العراقي ومنهم صديقنا الكامل السيد مصطفى البكري لا زالت علينا عوائد الافضال تجري فانه ألف في ذلك رسالة نحو العشرين كراسة جمعت غرر الفوائد وجواهر القلائد سماها الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب . انتهى كلامه رحمه الله .
و إليك طرق الحديث التي توصلت لها :
--------- الطريق الأول عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم
ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من طريقين الأول من طريق الهيثم بن جماز عن أنس رضي الله عنه . ما رواه الحاكم قال حدثني علي بن حمشاذ العدل أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله أن معقل بن مال حدثهم قال ثنا الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه _ المستدرك (4/97) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . قال محقق الكتاب مصطفى عبدالقادر عطا : قال الذهبي في التلخيص : الهيثم بن حماد متروك .
و أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ( 3 / 76) قال حدثنا أبو مسلم قال حدثنا معقل بن مالك البابلي قال حدثنا الهيثم بن جماز عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا الهثيم .
و أخرجه العقيلي في ترجمة الهيثم بن جماز الحنفي قال حديثه غير محفوظ حدثنا محمد حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال الهيثم بن جماز ضعيف وفي موضع آخر الهيثم بن جماز قاض كان بالبصرة ليس بذاك يروى عن هشيم ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن عبد الله قال حدثنا معقل بن مالك قال حدثنا الهيثم بن جماز قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر ومن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني (ضعفاء العقيلي 4/355) .
و أخرجه من طريق الهيثم بن جماز أبو نعيم في حلية الأولياء ( 2 / 333) قال
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن وسليمان بن احمد قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا معقل بن مالك قال ثنا الهيثم بن جماز عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغض العرب كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس تفرد به الهيثم بن جماز .
و ذكره الهيثمي قال عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد ويحيى ابن معين والبزار (مجمع الزوائد 1 /89) وقال في موضع أخر وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر من أحب العرب فقد احبني ومن أبغضهم فقد أبغضني رواه البزار وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك (مجمع الزوائد 10 / 27) و ( مجمع الزوائد 10 / 53)
ولاكن قد تابع الهيثم بن جماز بروايته عن أنس علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري . وهذا هو الطريق الثاني عن أنس .
و أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق( 30/ 144 ) قال أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ثنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر بالأنبار ثنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا إبراهيم بن الوليد الجشاش نا الحماني نا أبو إسرائيل عن علي بن زيد عن أنس قال قال رسول الله حب أبي بكر وعمر سنة وبغضهما كفر وحب الأنصار إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر . وهذه تراجم هذا الطريق
1- علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جد جده أحد علماء التابعين روى عن أنس اختلفوا فيه قال الجريري أصبح فقهاء البصرة عميانا ثلاثة قتادة وعلي بن زيد وأشعث الحداني وقال منصور بن زاذان لما مات الحسن البصري قلنا لعلي بن زيد اجلس مجلسه قال موسى بن إسماعيل قلت لحماد بن سلمة زعم وهيب أن علي بن زيدكان لا يحفظ قال ومن أين كان وهيب يقدر على مجالسة علي إنما كان يجالسه وجوه الناس وقال شعبة حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا وقال مرة حدثنا علي قبل أن يختلط وقال الفلاس كان يحيى القطان يتقى الحديث عن علي . وروى عن يزيد بن زريع قال كان علي بن زيد رافضيا .وقال أحمد ضعيف . وروى عثمان بن سعيد عن يحيى ليس بذاك القوي . وروى عباس عن يحيى ليس بشيء وقال في موضع آخر هو أحب إلي من ابن عقيل ومن عاصم بن عبيد الله . وقال أحمد العجلي كان يتشيع وليس بالقوي وقال البخاري وأبو حاتم لا يحتج به وقال أبو حاتم يكتب حديثه وهو أحب إلي من يزيد بن أبي زياد وقال الفسوي اختلط في كبره وقال ابن خزيمة لا احتج به لسوء حفظه قال الترمذي صدوق وقال الدارقطني لايزال عندي فيه لين. وضعفه ابن عيينة وقال حماد بن زيد كان يقلب الأحاديث وذكر شعبة أنه اختلط وقال أحمد ويحيى ليس بشيء وقال يحيى مرة ضعيف في كل شيء وقال الرازي لا يحتج به وقال أبو زرعة ليس بقوي يهم ويخطئ فكثر ذلك فاستحق الترك ( أنظر الضعفاء لبن الجوزي ( 2/193) و ( ميزان الإعتدال في نقد الرجال 5 / 156)
و ( التقريب صـ 401)
2- سماعيل بن أبي إسحاق أبو إسرائيل العبسي الملائي الكوفي مولى سعد بن حذيفة عن الحكم وعطية تركه بن مهدي قال النسائي ليس بثقة قال يحيى أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه وقال الترمذي ليس بالقوي عند أصحاب الحديث وقال الدارقطني ضعيف ( التاريخ الكبير / 1/346) ( الضعفاء للنسائي صـ18) (الضعفاء لبن الجوزي 1/109)
3- يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بشمين بفتح الموحدة وسكون المعجمة الحماني بكسر المهملة وتشديد الميم الكوفي حافظ مختلف فيه اتهموه بسرقة الحديث
قال طريف بن عبيد الله الموصلي كأني أنظر إلى يحيى الحماني شيخ ضعيف سئل أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني فسكت عنه فلم يقل شيئا قال محمد بن عبد الله الحضرمي سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني قلت له تعرفه لك به علم فقال كيف لا أعرفه فقلت له كان ثقة فقال أنتم أعرف بمشايخكم وقال البخاري كان أحمد وعلي يتكلمان في يحيى الحماني وقال في موضع آخر رماه أحمد بن حنبل وابن نمير وقال محمد بن عبد الله الحضرمي سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني فقال هو ثقة بن عمار يقول يحيى الحماني قد سقط حديثه قيل فما علته قال لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ولا لأهل المدينة ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه فهذا يكون هكذا قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون ترك حديثه فلا ينبعث وقال أبو بكر بن خزيمة سمعت محمد بن يحيى وذكر يحيى بن عبد الحميد الحماني فقال ذهب كالأمس الذاهب وقال الرمادي هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة وما يتكلمون فيه إلا من الحسد قال يحيى بن معين يقول بن الحماني صدوق مشهور ما بالكوفة مثل بن الحماني ما يقال فيه إلا من حسد وقال مرة ثقة قال عثمان بن سعيد وكان بن الحماني شيخا فيه غفلة . أنظر ( تهذيب الكمال 31/ 433) وتقريب التهذيب ( ص593)
4- إبراهيم بن الوليد الجشاش يروى عن أبى الوليد الطيالسي والعراقيين حدثنا عنه على بن إبراهيم بن الهيثم البلدي قال الحاكم ومات إبراهيم بن الوليد الجشاش سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال الدارقطني ثقة ( ابن حبان في الثقاة / 8/،80) ( معرفة علو الحديث صـ207) (تاريخ بغداد 6/199)
5- وأبوعلي إسماعيل بن محمد الصفار محدث بغداد ثقة (طبقات المحدثين لذهبي صـ111)
6- عبد الواحد بن محمد بن عبد الله لعله مسند العراق أبو عمرعبد الواحد بن محمد بن عبد الله ابن مهدي الفارسي ت 410 أنظر ( سيرأعلام النبلاء 17/ 310 ) و ( طبقات الحنابلة 1/123)
7- علي بن محمد بن محمد بن الأخضر هو وخطيب الأنبار أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري (تذكرة الحفاظ 3/1199) و ( طبقات المحدثين 141)
8- نصر الله بن أبي العز نصر بن عقيل الشيباني نجيب الدين أبو الفتح المعروف بابن الشقيشقية سمع على قاضي دمشق أبي القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني كتاب الترغيب والترهيب للتيمي عنه إجازة ذيل التقييد ( 2 / 295)
--------- الطريق الثاني عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم
وروى هذا الحديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخرج حديثه ابن عساكر رحمه الله في ( تاريخ دمشق 30/ 144) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ثنا الحسن بن علي أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ نا محمد بن إبراهيم الأنماطي نا محمد بن عمرو بن نافع نا علي بن الحسن يعني الشامي نا خليد يعني ابن دعلج وعمر يعني ابن صبح ويونس بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر وحب الأنصار من الإيمان وبغضهم من الكفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم من الكفر .
ترجمة الرواة الإسناد :
1- - الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار بالتحتانية والمهملة الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة هو رأس أهل الطبقة الوسطي من التابعين مات سنة عشر ومائة في رجب وقد قارب التسعين روى له الجماعة ( التقريب 160و الكاشف 1/ 322) وذكره ابن حجر في الطبقة الثانية من المدلسين قال الإمام المشهور من سادات التابعين رأى عثمان وسمع خطبته ورأى عليا ولم يثبت سماعه منه كان مكثرا من الحديث ويرسل كثيرا عن كل أحد وصفه بتدليس الإسناد النسائي وغيره (طبقات المدلسين 292)
2- يونس بن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة مات سنة تسع وثلاثين ع (طبقات الحفاظ 1/69) و (تقريب التهذيب 613صـ)
2- عمر بن صبح بن عمران أبو نعيم التميمي يروي عن قتادة ومقاتل بن حيان قال البخاري حدثني يحيى بن علي بن جرير قال سمعت عمربن صبح يقول أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وآله وقال ابن عدي منكر الحديث وقال ابن حبان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب وقال الدارقطني متروك وقال الأزدي كذاب (الضعفاء والمتروكين لبن الجوزي (2/211)
2- خليد بن دعلج أبو عمرو الشامي السدوسي يروي عن الحسن وعطاء وقتادة قال أحمد ويحيى والدارقطني ضعيف وقال يحيى مرة ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن عدي في بعض حديثه إنكار وليس بالمنكر جدا (الضعفاء والمتروكين لبن الجوزي (1/256)
3- علي بن الحسن الشامي قال الدارقطني مصري يكذب يروى عن الثقات بواطيل مالك والثوري وابن أبي ذئب (سؤالات البرقاني لدارقطني صـ53) وقال أبو نعيم الأصفهاني أحاديث منكرة لا شيء ( كتاب الضعفاء 1/117)
5- محمد بن إبراهيم الأنماطي المعروف بمربع بغدادي من الحفاظ روى عن أبى حذيفة وبشر بن الوضاح كتب عنه أبى في المذاكرة وادركته ببغداد ولم اكتب عنه . وقال ابن حجر من الحفاظ الكبار قال الخطيب البغدادي أحد الحفاظ الفهماء (الجرح والتعديل 7/187) ( تهذيب التهذيب ( 9/16) وتاريخ بغداد ( 1/388)
6- عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن يزداد بن سراج الواعظ أبو حفص بن شاهين وشاهين أحد أجداد جده لأمه ولد سنة سبع وتسعين ومائتين وأول ما سمع الحديث في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة وله إحدى عشرة سنة فسمع من أبي حبيب بن البرقي وشعيب بن محمد الدارع ومحمد بن هارون المجدر والباغندي والبغوي وابن أبي داود وخلق كثير روى عنه ابنه عبيد الله وابن أبي الفوارس وهلال الحفار والبرقاني والأزهري والخلال والتنوخي والعتيقي والجوهري وآخرون قال الخطيب أخبرنا أبو الحسن الهاشمي القاضي قال لنا بن شاهين صنف ثلاث مائة وثلاثين مصنفا منها التفسير الكبير ألف جزء والمسند ألف وخمس مائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءا والزهد مائة جزء وأول ما حدث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة وكان يقول كتبت بأربع مائة رطل حبرا قال وسمعت محمد بن عمر الداودي يقول كان بن شاهين شيخا ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحانا وكان لا يعرف من الفقه قليلا ولا كثيرا وكان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء يقول أنا محمدي المذهبي ورأيته يوما اجتمع مع أبي الحسن الدارقطني فلم ينطق بكلمة واحدة مريبة وخوفا أن يخطىء بحضرة أبي الحسن قال الداودي وقال لي الدارقطني يوما ما أعمى قلب بن شاهين حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير وسألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود وفرقه في الكتاب وجعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر وإنما هو عن أبي الجارود زياد بن المنذر وقال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول بن شاهين يخطىء ويلح على الخطاء وهو ثقة وقال البرقاني قال لي بن شاهين جميع ما أخرجته وصنفته من حديثي لم أعارضه بالأصول يعني ثقة بنفسه فيما نقله قال البرقاني فلذلك لم يستكثر من زهد فيه وقال بن أبي الفوارس كان ثقة مأمونا قد جمع وصنف ما لم يصنف أحد وقال الأزهري كان ثقة وكان عنده عن البغوي سبع مائة أو ثمان مائة جزء قال وذكرت لأبي مسعود الدمشقي إن بن شاهين لا يخرج لنا أصوله وإنما يحدث من فروع فقال لي أن اخرج إليك بن شاهين خرقة عليها حديث مكتوب فاكتبه وقال العقيقي مات بن شاهين في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة وكان صاحب حديث ثقة مأمونا وقال أبو بكر أحمد بن عمير البقال كان بن شاهين يسألني عن كلام الدارقطني على الأحاديث فيعلقه ثم يذكره بعد ذلك في أثناء تصنيفه قال بن يزداد وكان بن شاهين عند البقال ضعيفا( لسان الميزان ج: 4 ص: 284)
7-الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شبيل بن فروة بن واقد التميمي أبو علي الواعظ المعروف بإبن المذهب (التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد للبغدادي 1/233)
8- محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري بن قاضي المرستان مشهور معمر عالي الإسناد هو آخر من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستة رجال ثقات مع اتصال السماع على شرط الصحيح قال بن عساكر كان يتهم بمذهب الأوائل ويذكر عنه رقة دين وقال بن السمعاني كان اسند شيخ بقي على وجه الأرض وكانت اليه الرحلة من الأقطار عارف بالعلوم متقن حسن الكلام ما رأيت اجمع للفنون منه فكان قد نظر في كل علم وسمعته غير مرة يقول تبت من كل علم تعلمته الا الحديث وعلمه ( لسان الميزان 5/241)
( تاريخ دمشق لابن عساكر ج 44/ 222)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى قراءة عليه وأنا حاضر نا محمد بن إسماعيل بن العباس نا أبو علي الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي قدم علينا نا عبدة بن سليمان المصري بمصر نا علي بن الحسن الشامي نا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله
حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما كفر وحب الأنصار من الإيمان وبغضهم كفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم كفر ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله من حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة
و أخرج ابن عساكر من طريق أخر طرفا منه ( تاريخ دمشق 44/ 222) قال أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد نا منصور بن محمد الحذاء أنا أبو بكر بن أبي داود حدثني موسى بن عيسى بن زغبة نا علي بن الحسن الشامي نا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله ومن حفظني فيهم فلا لعنة الله عز وجل .
------------- الطريق الثالث عن الرسول صلى الله عليه و آله وسلم
و رواه البراء بن عازب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخرج حديثه البيهقي في ( شعب الإيمان 2 / 230) قال أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا داود بن محمد بن العباس بالكوفة ثنا ابو الحريش أحمد بن عيسى ثنا مؤمل بن اهاب ثنا عبدالله بن موسى ثنا ابن أبي ليلى عن عدي بن ثابت عن البراء قال قال رسول الله ص حب العرب إيمان وبغضهم نفاق كذا جاء به والمحفوظ عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء معناه في الأنصار .
شواهد الحديث
1- أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند ( 1/81) حدثنا عبد الله حدثني إسماعيل أبو معمر ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله بن أبي رافع عن على رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض العرب الا منافق
2- أخرجه ابن عدي قال ثنا صدقة بن منصور الحراني ثنا أبو معمر ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض العرب الا منافق . الكامل في ضعفاء الرجال ( 3 /203)
3- أخرجه ابن عدي قال ثنا علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة الأنصاري عن داود بن حصين عن رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهؤلاء أحد ثلاثة إما منافق وإما لزنية واما حملته أمه على غير ظهر . الكامل في ضعفاء الرجال ( 3 /203)و قال ابن عدي ثنا عمر بن سنان ثنا هشام بن عمار ثنا بن عياش ثنا زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن بن أبي رافع عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث إما منافق وإما للزينة واما لغير ظهر قال الشيخ وهذه الروايات الثلاث التي ذكرتها لهذا الحديث عن بن عياش عن زيد بن جبير فأصحها رواية هشام بن عمار وابن أبي رافع هذا هو عبيد الله بن أبي رافع عن إسماعيل بن عياش وإسماعيل إذا روى عن أهل المدينة وأهل العراق خلط في رواياته عنهم وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت . الكامل في ضعفاء الرجال ( 3 /203) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 10 / 53) فيه زيد بن جبيرة وهو متروك . وقال إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي في كشف الخفاء ( 1 / 55) ورواه الدارقطني.قلت ولم أقف عليه.
4- قال الطبراني حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبو حفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بغض بني هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق ( معجم الطبراني الكبير 11/145) قال الهيثمي مرة رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ( مجمع 9/172) وقال أخرى رواه الطبراني ورجاله ثقات (مجمع الزوائد 10 / 27)
5- قال الهيثمي وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبغض العرب مؤمن ولا يحب ثقيفا إلا مؤمن رواه الطبراني وفيه سهل بن عامر وهو ضعيف ( مجمع الزوائد 10 / 53 ) – قلت هو والله أعلم في الجز المفقود من المعجم الكبير لطبراني - وقال إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي في كشف الخفاء ( 1 / 55) ورواه الدارقطني عن ابن عمر بلفظ حب العرب ايمان وبغضهم نفاق . قلت ولم أقف عليه .
6- قال أبو يعلى حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا محمد بن خطاب البصري عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ذلت العرب ذل الإسلام ( مسند أبو يعلى الموصلي 3/402) و ( 4/ 74) قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الخطاب البصري ضعفه الأزدي وغيره ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 10 / 53) و قال ابن أبي حاتم عن أبيه ليس له أصل (2/ 376) . وذكره صاحب الميزان ( 6/134) ولسان الميزان ( 5/155) و ذكره العجلوني في ( كشف الخفاء 1/92)
------------- شرح الحديث -----------
قال المناوي في فيض القدير ( 3 / 369 – 370)
حب العرب إيمان وبغضهم نفاق أي إذا أحبهم إنسان كان حبهم آية إيمانه وإذا أبغضهم كان بغضهم علامة نفاقه لأن هذا الدين نشأ منهم وكان قيامه بسيوفهم وهممهم والظاهر من حال من أبغضهم أنه إنما أبغضهم لذلك وهو كفر ومن أمثالهم فرقك بين الرطب والفحم هو الفرق بين العرب والعجم ك في المناقب من حديث مغفل بن مالك عن الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس قال الحاكم صحيح ورده الذهبي بأن الهيثمي متروك ومعقل مضعف .
حب أبي بكر الصديق وعمر الفاروق إيمان وبغضهما نفاق أي نوع منه على ما تقرر فيما قبله وهذا من مفاخرهما الشريفة ومناقبهما المنيفة قال ابن تيمية وإذا كان بغضهم نوع نفاق فمقتضاه أن حبهم نوع إيمان عد عن أنس بن مالك وفيه حازم بن الحسين قال في الميزان عن أبي داود روى مناكير وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه ثم ساق له هذا الخبر حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني لأن من علامة صدق الحب حب كل ما ينسب إلى المحبوب فإن من يحب إنسانا يحب كلب محلته فالمحبة إذا قويت تعدت من المحبوب إلى كل ما يكتنف بالمحبوب ويحيط به ويتعلق بأسبابه ذلك وليس شركة في حب الله فإن من أحب رسول الله المحبوب لكونه رسوله وكلامه لكونه كلامه ومن ينتمي إليه لكونه من حزبه لم يجاوز حبه إلى غيره بل هو كمال حبه طس عن أنس قال الهيثمي فيه الهيثم بن حماد وهو متروك ورواه عن أنس أيضا الحاكم وقال حسن صحيح واعترض بأن فيه عنده الهيثم المذكور قال الزين العراقي في القرب لكن له شاهد من حديث ابن عمر في المعجم الكبير للطبراني .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (اقتضاء الصراط 1 / 148) ….فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية وساق كلاما طويلا إلى أن قال ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت وهو قوله وقول عامة أهل العلم وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم وهؤلاء يسمون الشعوبية لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل كما قيل القبائل للعرب والشعوب للعجم ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس مع شبهات اقتضت ذلك ولهذا جاء في الحديث حب العرب إيمان وبغضهم نفاق مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان من الطرفين وهذا محرم في جميع المسائل.
وقال في ( اقتضاء الصراط 1 / 155)
قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم أشياء ليس هذا موضعها ومن الأحاديث التي تذكر في هذا المعنى ما رويناه من طرق معروفة إلى محمد بن إسحق الصنعاني حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان خال حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إنا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرت بنا امرأة فقال بعض القوم هذه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها وأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا خيار من خيار من خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم وأيضا في المسألة ما رواه الترمذي وغيره من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد عن قابوس ابن أبي ظبيان عن أبيه عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله كيف أبغضك وبك هداني الله قال تبغض العرب فتبغضني قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم بغض العرب سببا لفراق الدين وجعل بغضهم مقتضيا لبغضه ويشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بهذا سلمان وهو سابق الفرس ذو الفضائل المأثورة تنبيها لغيره من سائر الفرس لما أعلمه الله من أن الشيطان قد يدعو النفوس إلى شيء من هذا كما أنه صلى الله عليه وسلم لما قال يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم كان في هذا تنبيه لمن انتسب لهؤلاء الثلاثة أن لا يغتروا بالنسب ويتركوا الكلم الطيب والعمل الصالح وهذا دليل على أن بغض جنس العرب ومعاداتهم كفر أو سبب للكفر ومقتضاه أنهم أفضل من غيرهم وأن محبتهم سبب قوة الإيمان لأنه لو كان تحريم بغضهم كتحريم بغض سائر الطوائف لم يكن سببا لفراق الدين ولا لبغض الرسول بل كان يكون نوع عدوان فلما جعله سببا لفراق الدين وبغض الرسول دل على أن بغضهم أعظم من بغض غيرهم وذلك دليل على أنهم أفضل لأن الحب والبغض يتبع الفضل فمن كان بغضه أعظم دل على أنه أفضل ودل حينئذ على أن محبته دين لأجل ما فيه من زيادة الفضل ولأن ذلك ضد البغض ومن كان بغضه سببا للعذاب لخصوصه كان حبه سببا للثواب وذلك دليل على الفضل وقد جاء ذلك مصرحا به في حديث آخر رواه أبو طاهر السلفي في فضل العرب من حديث أبي بكر بن أبي داود حدثنا عيسى بن حماد زغبة حدثنا علي بن الحسن الشامي حدثنا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهما من الكفر وحب العرب من الإيمان وبغضهم من الكفر وقد احتج حرب الكرماني وغيره بهذا الحديث وذكروا لفظه حب العرب إيمان وبغضهم نفاق وكفر وهذا الإسناد وحده فيه نظر لكن لعله روي من وجه آخر وإنما كتبته لموافقته معنى حديث سلمان فإنه قد صرح في حديث سلمان بأن بغضهم نوع الكفر ومقتضى ذلك أن حبهم نوع من إيمان فكان هذا موافقا له ولذلك قد رويت أحاديث النكرة ظاهرة عليها مثل ما رواه الترمذي من حديث حصين بن عمر عن مخارق بن عبد الله عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي قلت هذا الحديث معناه قريب من معنى حديث سلمان فان الغش للنوع لا يكون مع محبتهم بل لا يكون إلا مع استخفاف بهم أو مع بغض لهم فليس معناه بعيدا لكن حصين هذا الذي رواه قد أنكر أكثر الحفاظ أحاديثه قال يحيى بن معين ليس بشيء وقال ابن المديني ليس بالقوي روى عن مخارق عن طارق أحاديث منكرة وقال البخاري وأبو زرعة منكر الحديث وقال يعقوب بن شيبة ضعيف جدا ومنهم من يجاوز به الضعف إلى الكذب وقال ابن عدي عامة أحاديثه معاضيل ينفرد عن كل من روى عنه قلت ولذلك لم يحدث أحمد ابنه عبد الله بهذا الحديث في الحديث المسند فانه قد كان كتبه عن محمد بن بشر عن عبد الله بن عبد الله بن الأسود عن حصين كما رواه الترمذي فلم يحدثه به وإنما رواه عبد الله عنه في المسند وجادة قال وجدت في كتاب أبي حدثنا محمد بن بشر وذكره وكان أحمد رحمه الله على ما تدل عليه طريقته في المسند إذا رأى أن الحديث موضوع أو قريب من الموضوع لم يحدث به ولذلك ضرب على أحاديث الرجال فلم يحدث بها في المسند لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وكذلك روى عبد الله بن أحمد في مسند أبيه حدثنا إسماعيل أبو معمر حدثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبيد الله ابن أبي نافع عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض العرب إلا منافق وزيد بن جبيرة عندهم منكر الحديث وهو مدني ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين مضطربة وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العرب لثلاث لأنه عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي قال الحافظ السلفي هذا حديث حسن فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين أو حسن متنه على الاصطلاح العام وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات وقال قال الثعلبي لا أصل له وقال ابن حبان يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الاثبات فبطل الاحتجاج به والله أعلم وأيضا في المسألة ما روى أبو بكر البزار حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أحمد حدثنا عبد الجبار بن العباس وكان رجلا من أهل الكوفة يميل إلى الشيعة وهو صحيح الحديث مستقيمه وهذا والله أعلم كلام البزار عن أبي إسحاق عن أوس بن ضمعج قال قال سلمان نفضلكم يا معاشر العرب لتفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم لا ننكح نساءكم ولا نؤمكم في الصلاة وهذا إسناد جيد وأبو أحمد هو والله أعلم محمد بن عبد الله الزبيري من أعيان العلماء الثقات وقد أثنى على شيخه والجوهري وأبو إسحاق السبيعي أشهر من أن يثنى عليهما وأوس بن ضمعج ثقة روى له مسلم وقد أخبر سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العرب فإما إنشاء وإما إخبار فإنشاؤه صلى الله عليه وسلم حكم لازم وخبره حديث صادق وتمام الحديث قد روي عن سلمان من غير هذا الوجه رواه الثوري عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن سلمان الفارسي أنه قال فضلتمونا يا معاشر العرب باثنتين لا نؤمكم في الصلاة ولا ننكح نساءكم رواه محمد بن أبي عمر العدني وسعيد بن منصور في سننه وغيرهماوهذا مما احتج به أكثر الفقهاء الذين جعلوا العربية من الكفاءة بالنسبة إلى العجمي واحتج به أحمد في إحدى الروايتين على أن الكفاءة ليست حقا لواحد معين بل هي من الحقوق المطلقة في النكاح حتى إنه يفرق بينهما عند عدمها واحتج أصحاب الشافعي وأحمد بهذا على أن الشرف مما يستحق به التقديم في الصلاة ومثل ذلك ما رواه محمد بن أبي عمر العدني قال حدثنا سعيد بن عبيد أنبأنا علي بن ربيعة عن ربيع بن نضلة أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمدا صلى الله عليه وسلم وفيهم سلمان الفارسي وهم في سفر فحضرت الصلاة فتدافع القوم أيهم يصلي بهم فصلى بهم رجل منهم أربعا فلما انصرف قال سلمان ما هذا ما هذا مرارا نصف المربوعة قال مروان يعني نصف الأربع نحن إلى التخفيف أفقر فقال له القوم صل بنا يا ابا عبد الله أنت أحقنا بذلك فقال لا أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء وفي المسألة آثار غير ما ذكرته في بعضها نظر وبعضها موضوع وأيضا فان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انقضت العرب ذكر العجم هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع وإما بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع جمع ثم يميز بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر كما نجده في لغتهم من جنس الحيوان فإنهم مثل يعبرون عن القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة ثم يميزون بين أنواعه في اسماء كل أمر من أموره من الأصوات والأولاد والمساكن والأظفار إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي التي لا يستراب فيها وأما العمل فان مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم فهم اقرب للسخاء والحلم والشجاعة ….. إلى أخر كلامه رحمه الله عزوجل .
----------- والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم. ولا تنسونا من صالح دعاكم .