PDA

View Full Version : زيـــــــتارة المســـــــجد النبوي الشــــــــريف


شاهين
04-10-2000, 06:18 PM
زيارة المسجد النبوي

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .... أما بعد :

فإن أحكام زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه تخفى على كثير من الناس ، ويقع الكثيرون أثناء بقائهم في المدينة في جملة من المخالفات الشرعية ، ولذا فقد حرصت في هذه الرسالة على بيان الأحكام والتنبيه على المخالفات وفق ماثبت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، في عرض مرتب وأسلوب سهل . فإليك هذه الأحكام :

1- يشرع السفر من أجل الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في أي وقت ، لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " {متفق عليه }

2- السفر من أجل الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لا علاقة له بالحج ، وعليه فليس من سنن الحج أو كماله زيارة المسجد النبوي قبل الحج أو بعده .

3- إذا وصل المسلم إلى المسجد استحب له ما يستحب عند دخول كل مسجد ، وهو أن يقدم رجله اليمنى عند الدخول ، ويقول : "باسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " ، "أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسطانه القديم من الشيطان الرجيم " .

4- ثم يصلى ركعتين تحية المسجد .

5 - وبعد الصلاة يستحب أن يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويسلم عليهم ، فيقول : السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا أبابكر ، السلام عليك ياعمر ، ثم ينصرف ولا يقف ، كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل إذا قدم من سفر ، فإن زاد شيئاً يسيراً من الدعاء لهم دون أن يلتزمه فلا بأس إن شاء الله تعالى .

6- ويستحب لمن كان بالمدينة أن يتطهر في بيته ثم يأتي مسجد قباء ويصلي فيه ركعتين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان له كأجر عمرة { حديث صحيح أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما } .

7- ويستحب أن يزور مقبرة البقيع وقبور شهداء أحد ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم ، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها " {أخرجه مسلم } ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية" {أخرجه مسلم }

8- ومما يجب معرفته أن البناء على القبور من قباب وغيرها ، أو بناء المساجد على القبور ، أو دفن الموتى في المساجد من أعظم المحرمات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير في نصوص كثيرة ، منها :

أ- عن عاشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه : "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" {متفق عليه }

ب- وعن عاشة أيضاًً أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات ، بنوا على قبره مسجداً ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " {أخرجه مسلم }

ج - وعن جابر رضي الله عنه قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه " {أخرجه مسلم } .

د - وعن أبي مرثد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلوا إليها " {أخرجه مسلم } .

أما وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد ، وإنما دفن في حجرة عائشة رضي الله عنه ، وكانت حجرتها خارج المسجد ، واستمر الأمر على ذلك إلى أن انقرض عصر الصحابة بالمدينة . ثم وسع المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك وأدخلت فيه الحجرة . (انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 27/323) .

وكان الواجب ألا تكون التوسعة من جهة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما تكون من الجهات الثلاثة الأخرى ، فيبقى القبر خارج المسجد ، كما حصل في توسعة عمر وعثمان رضي الله عنهما للمسجد .

أخطاء وتنبيهات :

1- يسافر كثير من الناس إلى المدينة بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا العمل لايجوز . والمشروع أن يقصد المسلم بسفره الصلاة في المسجد النبوي ، لقوله صلى الله عليه وسلم " " لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى " {متفق عليه }ْ .

2- زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه والبقيع وغيرها من القبور خاص بالرجال ، أما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لعن الله زوارات القبور" {حديث صحيح ، أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه } .

3- لا يجوز لأحد أن يتمسح بالمنبر ، ولا بالحجرة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما ، ولا أن يقبلها ، أو يطوف بها ، فإن هذا كله بدعة منكرة

4- لا يجوز لأحد أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره قضاء حاجة ، أو تفريج كربة ، أو شفاء مريض ، أو أن يشفع له في الآخرة ، أو نحو ذلك ، لأن هذا كله لا يطلب إلا من الله سبحانه ، وطلبه من الأموات شرك بالله تعالى

5- من الأعمال المبتدعة ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم ، وطول القيام ، وتحري الدعاء عند قبره ، وقد يستقبل القبر رافعاً يديه يدعو ، وكذا ما يفعله بعض الناس من استقبال القبر من بعيد وتحريك شفتيه بالسلام أو الدعاء ، أو زيارة القبر النبوي بعد كل صلاة أو كلما دخل المسجد أو خرج منه ، وهذا كله خلاف ما عليه السلف الصالح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، بل هو من البدع المحدثه .

6- سبق بيان ما يشرع زيارته لمن زار المدينة ، وما عدا ذلك فلا يشرع ، كالمساجد السبعة ، ومسجد القبلتين وغيرها ، وكذا الذهاب مع من يسمون (بالمزورين) لتلقينهم الأدعية
اعداد : يوسف بن عبدالله الأحمد
راجعها : فضيلة الشيخ العلامة : عبدالله الجبرين
من مطويات دار الوطن



للإشتراك آلياً في قائمة أمجادنا الإسلامية ، أرسل رسالة فارغة إلى : amjadana-subscribe@egroups.com
وبعد أن يأتيك الجواب أرسل رداً على ذلك لتأكيد اشتراكك .

تفاحة
05-10-2000, 12:05 AM
شكرا وكثر الله من امثالك //
لما قمت به من توضيح يجهله البعض //

تحياتي//

النابغة الطائي
05-10-2000, 12:06 AM
والله ينفع بك .... وأحتسب الأجر ..

شاهين
05-10-2000, 10:27 AM
ماقمنا إلا بالواجب

شاهين
05-10-2000, 10:30 AM
شـــــكرا على المواصله

واللهم تقبل منا ومنكم صالح الأعمـــــال