PDA

View Full Version : عــــاطــــفـــة ســامــيــة الــقــدر ، ونــعــمــة غــزيــرة الــمــآثــر ...


عابر99
16-04-2000, 08:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

الصحبة و الصداقة عاطفة سامية القدر ، و نعمة غزيرة المآثر .

و في شرعنا المطهر ترغيب في أن تكون المعاملة بين أهل الإسلام معاملة أخوة ، و علاقة محبة ، و رابطة صداقة : " إنما المؤمنون إخوة " .

" واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " .

" و المسلم أخو المسلم "

و تترقى الأخوة بين المسلمين حتى يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ، ثم تترقى حتى يؤثر أخاه على نفسه و لو كان به حاجة " ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " و في حديث صحيح الإسناد : " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه " .

و لقاء الإخوان . جلاء الأحزان ، و الرجل يسعد بمصاحبة السعيد . و يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إذا رزقك الله مودة امرىء مسلم فتشبث بها . و قالت الحكماء : أعجز الناس من فرط في طلب الإخوان . و أعجز منه من ضيع من ظفر به منهم . و من ذا يعيش من غير أصدقاء و أصحاب يشاطرونه أفراحه و يشاركونه أتراحه .

ففي الصداقة ابتهاج القلب عند اللقاء ، و لذة النفس حين المحادثة . و المرء إذا كثرت أصدقاؤه كانت ألسنتهم داحضة لما يرمى به من مزاعم ، و أيديهم واقية له من الأذى . و ما يدفع الحسد و العدوان بمثل الاستكثار من الأصدقاء . فهم عماد إذا استنجدتهم ، و ظهور إذا احتجتهم .

و الصديق قد يبلغ من المنزلة ما لا يبلغه القريب .

و لقد قال المجرمون في أشد ساعات الكرب : " فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم " قال الأقدمون : رب أخ لك لم تلده أمك .

و قد ذكر أهل العلم و الأدب جملة من النعوت و الأوصاف ، و الآداب و الخلال يعرف بها الأصحاب في حسن مناقبهم ، و الخلان في مستحسن مذاهبهم . يجمل بالمرء أن يعرفها و يعرض آدبه و حسن خلقه كما يختبر بها الناس في مسالكهم و تعاملهم .

و أول ذلك إدراك أن الصاحب رقعة الثوب فلينظر الإنسان بم يرقع ثوبه .

و لقد جسد ذلك نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم بقوله : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " أخرجه أبو داود بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

و عند أبي داود و الترمذي بسند لا بأس به : " لا تصاحب إلا مؤمناً و لا يأكل طعامك إلا تقي " .

فميزان الإنسان أصدقاؤه فمن صاحب الفساق و المبتدعة تسابقت إليه الظنون ، أنه راض عن الابتداع غير متحرج من الفسوق . و قاعدة المحبة و بناؤها ، و حفظها و صيانتها أن تحب في الله و تبغض في الله ، فولاية الله لا تنال إلا بذلك ، و من صارت مؤاخاته لأمر الدنيا فلن يغنيه ذلك شيئاً .

و قد قال بعض السلف : ما كنت لأقول لرجل إني أحبك في الله فأمنعه شيئاً من الدنيا . و قال بعضهم : إن لا أستحي من الله أن أسأل الجنة لأخ من إخواني ثم أبخل عنه بدينار أو درهم .

فإذا ما صاحبت قوماً فاصحب منهم الأخيار أولي التقى و لا تصحب فيهم الأردى .

و إخوان الثقات هم الذخائر من الصالحين و أهل المروءة و الورع و العلم و الأدب . و ذو الحظ العظيم من يخالط أهل الفقه و الحكمة و يجانب أهل الشر و المعصية و البدعة .

عابر99
02-05-2000, 09:30 AM
أبد جالس أفتش بالأرشيف لقيت الموضوع هذا قلت ارفعه يمكن يستفيد منه أحد.