النجم الشمالي
01-03-2000, 10:24 AM
لم يكن عمر ميالاً للعنف .. وفي بداية شبابه كان خجولاً ومنطوياً , لذلك لم يكن
يختلط كثيراً بأصدقائه الشباب .. بدأت حالته تتحسن نسبياً قبيل دخوله الجامعه
وخاصة بعدما استشار طبيباً نفسياً , طمأنه بأن حالته بسيطه ويعاني منها
عدد كبير من الشباب في بداية حياتهم ...
في الجامعه اخذ يشارك في النشاطات التي يقيمها الطلبه . ومن خلالها تعرف على
شله من الاصدقاء تقرب منهم وتوطدت علاقته بهم على الرغم من اختلاف طباعه عن
طباعهم . كان سالم ابرز واذكى هؤلاء الاصدقاء , لكنه كثير الكلام عن نفسه
ومغامراته الى حد النرجسية , ويفاخر بأساليبه التي لا تفشل في الوصول الى
مراده مهما كان صعباً .
من ضمن الموضوعات التي بأت تسيطر مؤخراً , على أحاديث ( الشلة ) أخبار
انترنت , التي وجدوا فيها مادة جديدة للتسليه فيما كان عمر يجد فيها اكثر
من التسليه , ولكنه ما إن يجاهر برأيه حتى يسمع من اصدقائه تعليقات ساخرة
وطبعاً كانت مواقع الدردشة , من أكثر موضوعات إنترنت جذباً بالنسبه لهم ,
وكان الجميع يبحث فيها عما يفتقدونه , في حياتهم العادية ... أما عمر فكان
يمارس نشاطاً واضحاً في النقاشات التي تدور في ارجاء منديات المواقع العربية ..
وعلى الرغم انه كان يرتاد مواقع الدردشة , إلا أنه فضل بعض المواقع غير
العربية , لأنها حسب رأيه اكثر شمولاً وغنىً في الموضوعات التي تتناولها ..
من خلال احد مواقع الدردشه تعرف عمر صدفه , الى ظبية , أدهشته بجرأتها
وحماسها في طرح آرائها في القضايا الاجتماعية خاصه! وكان يعجب في توافق رأيها
معه , فيقول لنفسه: لابد أنها تقرأ افكاري , أو أنها تسمع أحاديثي مع
أصدقائي ..
وأستمر الاثنان لفتره في إدارة الحوار فيما يطرحان من مسائل , مما وطد
الصداقه بينهما وأدت به الى ادمان الجلوس إلى جهاز الكمبيوتر ..
ولذلك , عندما أعلنت أنها ستتوقف عن المشاركة بسبب قرب الامتحانات , شعر
بالضيق , وتردد كثيراً قبل أن يتجرأ ويطلب منها أن تستمرا في المراسله عبر
البريد الالكتروني فوافقته.
بدأت صداقتهما تأخذ منحىً جديداً , وخاصة عندما وجد في نفسه شحنه عاطفيه
كامنه , لااح يبثها عبر مفاتيح صماء , فتلقى القبول من الطرف الآخر .. لم
يذكر لأصدقائه شياً عن ذلك لأنه يعرف تعليقاتهم مسبقاً ..
... في الحب قال الشاعر (( والأذن تعشق قبل العين احياناً )) . ولكن في اسلوب
الحب , الذي وقع به عبر إنترنت , لا عين ترى , ولا اذن تسمع , وبالتالي يصبح
من الضروري إيجاد البدائل ليتأكد الشخص الى من يبعث عواطفه .. لم يغب ذلك
عن بال عمر . فأرسل للفتاة صورته , وطلب منها الشيْ نفسه , ولكنها اعتذرت
بحجة أن الوضع الاجتماعي لا يسمح لها بذلك !!
وأمام تلك الحجة المبررة , طلب منها أن تحادثه عبر الهاتف .. فوافقت شرط أن
يترك لها اختيار الوقت المناسب . وبالفعل اتصلت به , وارتاح كثيراً لسماع
صوتها . وكررت الاتصال عدة مرات , وفي كل المرات كانت تتصل من هاتف عمومي
وبررت السبب بظروف خاصه , لاتسمح .
كان كل ما يهمه أن يتأكد أنه أحب إنساناً من لجم ودم .. ومرة أخرى راحت
الامور تأخذ منحىً تصاعدياً عندما طرح عليها فكرة التعارف وجهاً لوجه بهدف
الخطوبه !! وكان قد أعلم أصدقائه بأن هناك مفاجأه سارة تخصه سيعلنها لهم
بعد فترة .. ألح الاصدقاء لمعرفة ما يخفي , ولكنه رفض بإصرار قائلاً : كل شيء
بأوانه .. بشوق ولهفة كان ينتظر رد الفتاة على مشروعه المستقبلي .. جاءه
الرد مساءً مثيراً للأحباط فقد ادعت بأن الامر قد حدث بسرعة غير مدروسة , ثم
أنها مازالت في السنة الأولى في الجامعة , وهي تفضل أن تكمل دراستها , وبعد
ذلك ستفكر بالزواج , وأضافت قائلة : ارجو منك أن تفكر بهدوء , وتبعد هذا
المشروع من ذهنك وسنظل أصدقاء !!! ..
صدمته تلك الاجابه , ولم يتمكن من استيعابها .. ولساعات طويله راح يراجع كل
الاحاديث التي دارت بينهما , ليجد أنها هي التي شجعته على السير في هذا الاتجاه
.. فما الذي حصل لكي يأتي ردها بهذه الطريقه الغريبة ....
.......... (((((( وللقصه بقيه )))))))) ..............
------------------
النجم الشمالي
sn@swalif.com
يختلط كثيراً بأصدقائه الشباب .. بدأت حالته تتحسن نسبياً قبيل دخوله الجامعه
وخاصة بعدما استشار طبيباً نفسياً , طمأنه بأن حالته بسيطه ويعاني منها
عدد كبير من الشباب في بداية حياتهم ...
في الجامعه اخذ يشارك في النشاطات التي يقيمها الطلبه . ومن خلالها تعرف على
شله من الاصدقاء تقرب منهم وتوطدت علاقته بهم على الرغم من اختلاف طباعه عن
طباعهم . كان سالم ابرز واذكى هؤلاء الاصدقاء , لكنه كثير الكلام عن نفسه
ومغامراته الى حد النرجسية , ويفاخر بأساليبه التي لا تفشل في الوصول الى
مراده مهما كان صعباً .
من ضمن الموضوعات التي بأت تسيطر مؤخراً , على أحاديث ( الشلة ) أخبار
انترنت , التي وجدوا فيها مادة جديدة للتسليه فيما كان عمر يجد فيها اكثر
من التسليه , ولكنه ما إن يجاهر برأيه حتى يسمع من اصدقائه تعليقات ساخرة
وطبعاً كانت مواقع الدردشة , من أكثر موضوعات إنترنت جذباً بالنسبه لهم ,
وكان الجميع يبحث فيها عما يفتقدونه , في حياتهم العادية ... أما عمر فكان
يمارس نشاطاً واضحاً في النقاشات التي تدور في ارجاء منديات المواقع العربية ..
وعلى الرغم انه كان يرتاد مواقع الدردشة , إلا أنه فضل بعض المواقع غير
العربية , لأنها حسب رأيه اكثر شمولاً وغنىً في الموضوعات التي تتناولها ..
من خلال احد مواقع الدردشه تعرف عمر صدفه , الى ظبية , أدهشته بجرأتها
وحماسها في طرح آرائها في القضايا الاجتماعية خاصه! وكان يعجب في توافق رأيها
معه , فيقول لنفسه: لابد أنها تقرأ افكاري , أو أنها تسمع أحاديثي مع
أصدقائي ..
وأستمر الاثنان لفتره في إدارة الحوار فيما يطرحان من مسائل , مما وطد
الصداقه بينهما وأدت به الى ادمان الجلوس إلى جهاز الكمبيوتر ..
ولذلك , عندما أعلنت أنها ستتوقف عن المشاركة بسبب قرب الامتحانات , شعر
بالضيق , وتردد كثيراً قبل أن يتجرأ ويطلب منها أن تستمرا في المراسله عبر
البريد الالكتروني فوافقته.
بدأت صداقتهما تأخذ منحىً جديداً , وخاصة عندما وجد في نفسه شحنه عاطفيه
كامنه , لااح يبثها عبر مفاتيح صماء , فتلقى القبول من الطرف الآخر .. لم
يذكر لأصدقائه شياً عن ذلك لأنه يعرف تعليقاتهم مسبقاً ..
... في الحب قال الشاعر (( والأذن تعشق قبل العين احياناً )) . ولكن في اسلوب
الحب , الذي وقع به عبر إنترنت , لا عين ترى , ولا اذن تسمع , وبالتالي يصبح
من الضروري إيجاد البدائل ليتأكد الشخص الى من يبعث عواطفه .. لم يغب ذلك
عن بال عمر . فأرسل للفتاة صورته , وطلب منها الشيْ نفسه , ولكنها اعتذرت
بحجة أن الوضع الاجتماعي لا يسمح لها بذلك !!
وأمام تلك الحجة المبررة , طلب منها أن تحادثه عبر الهاتف .. فوافقت شرط أن
يترك لها اختيار الوقت المناسب . وبالفعل اتصلت به , وارتاح كثيراً لسماع
صوتها . وكررت الاتصال عدة مرات , وفي كل المرات كانت تتصل من هاتف عمومي
وبررت السبب بظروف خاصه , لاتسمح .
كان كل ما يهمه أن يتأكد أنه أحب إنساناً من لجم ودم .. ومرة أخرى راحت
الامور تأخذ منحىً تصاعدياً عندما طرح عليها فكرة التعارف وجهاً لوجه بهدف
الخطوبه !! وكان قد أعلم أصدقائه بأن هناك مفاجأه سارة تخصه سيعلنها لهم
بعد فترة .. ألح الاصدقاء لمعرفة ما يخفي , ولكنه رفض بإصرار قائلاً : كل شيء
بأوانه .. بشوق ولهفة كان ينتظر رد الفتاة على مشروعه المستقبلي .. جاءه
الرد مساءً مثيراً للأحباط فقد ادعت بأن الامر قد حدث بسرعة غير مدروسة , ثم
أنها مازالت في السنة الأولى في الجامعة , وهي تفضل أن تكمل دراستها , وبعد
ذلك ستفكر بالزواج , وأضافت قائلة : ارجو منك أن تفكر بهدوء , وتبعد هذا
المشروع من ذهنك وسنظل أصدقاء !!! ..
صدمته تلك الاجابه , ولم يتمكن من استيعابها .. ولساعات طويله راح يراجع كل
الاحاديث التي دارت بينهما , ليجد أنها هي التي شجعته على السير في هذا الاتجاه
.. فما الذي حصل لكي يأتي ردها بهذه الطريقه الغريبة ....
.......... (((((( وللقصه بقيه )))))))) ..............
------------------
النجم الشمالي
sn@swalif.com