PDA

View Full Version : عفاريت الأراضي


الطارق
19-06-2007, 11:05 PM
مُنى الكثير من الناس أن يكون لهم موضع في هذه الأرض ليسكن فيها ويقيم ويبني عليها المنزل الذي يجمع به عائلته وأهله ..

وحلم الكثير من الناس وتخيلاتهم تختلف في هذه الناحية من شخص إلى أخر فالبعض لا يطمع إلا بالقليل فمنزل صغير بعيد عن الإيجار وأرض ملك له غاية ما يطمح فيه ، بينما البعض يحلم بالقصور والملحقات وما بينهما من حدائق ومسابح وغيرها من مكملات المنزل السعيد !

هكذا يحلم البعض ، لكن العقبة الكبرى والتي تحول و تقف أمام طموحات البعض قلة الإمكانيات المادية التي لا تسمح بتحقيق طموحاتهم وينطبق هذا بشكل خاص على بعض الفئات ممن يطلق عليهم ( أصحاب الدخل المحدود ) لذلك فقد منحت الدولة هؤلاء بخاصة منح الأراضي لتحقيق آمانيهم !

لكنه مع الأسف الشديد أن هذه المنح أصبحت ليست قاصرة فقط على هذه الفئة – يقول البعض أنه من الأولى أن تكون المنح لكل مواطن ما دام قد قدم طلب منحة بما فيهم النساء المهضومة حقوقهن في هذا الجانب بسبب بعض الشروط الموضوعة أمام تقديمهم لطلب منحة - بل إنها تشمل حتى المكتفين ماديا بل المقتدرين مالياً بل وتشمل أحيانا من لهم أراضي رغم أنه نظاماً لا يحق لهم تسلم أو الاستفادة من هذه المنح من الدولة فقد كانت هذه مخصصة لذوي الدخل المحدود واشترطت عدم تملك المستفيد من هذه المنح أي أرض أخرى سابقة قبل تقديم طلبه !

ولا يخفى على الجميع أن هذا فيه الكثير من الإضرار على هذه الفئة من ذوي الدخل المحدود فزيادة العدد في طلبات المنح من غير المستحقين لها سيؤخر كثيراً من عملية استلام هذه المنح ، كما سيضر كثيراً بالنسبة لتلك الفئة من ناحية خفض السعر لكثرة المنح الممنوحة ومن ناحية موقع القطعة ومكانها بالنسبة للمدينة ..

غير أن هذا يهون تماماً أمام بعض ما يحدث من قبل بعض البلديات – وهو منتشر للأسف في الكثير من البلديات – وموظفيها – بل يشمل أيضاً وللأسف الشديد رؤساء البلديات وأمناء المدن! - من تلاعب بالقطع الممنوحة وتلقي الرشاوي من بعض المقتدرين للاستفادة من بعض القطع في المخططات المهمة وذات العائد المادي الكبير والقريبة من بعض المناطق الإستراتيجية في المدن والقرى والهجر !

لذلك ما أكثر ما استفاد المقتدرين بهذه المنح من هذا الوضع بينما أصحاب الدخل المحدود لم ينالوا إلا بعض القطع الممنوحة في بعض المناطق المنعزلة والبعيدة عن العمران السكني والتي لم تصلها بعد الخدمات الأساسية كالخبوت وأشبه الخبوت وما يماثلها !

ويزيد من الأمر تعقيدا أن بعض ذوي الدخل المحدود اقتنعوا بالواقع الحاصل والمشاهد لذلك فقد اكتفوا فقط بالاستفادة ببعض العائد المادي الذي لا يزيد عن بعض أو بعيض عشرات الألف من الريالات لتمشية حالهم بينما أصبحت هذه المنح المباعة في كروش مقتدري هذا الزمن ليستفيدون منها في المستقبل خاصة وهم يعلمون أن العقار عائده مع مرور السنوات دوما جزيل و حاله ليس كحال الأسهم مثلاً !

ولم يقتصر هذا الخطاء في الاستفادة من الأراضي لتوزيع الثروة وإيجاد طريقة لمعاونة ذوي الدخل المحدود في أخطاء البلديات والأمانات وأشابهها بل ابتلي هؤلاء أيضاً بخطأ أفدح وأشد وهو بما يسمى ( بالمنح الملكية ) والتي توزع على بعض المقتدرين بل الأغنياء – ولا أدري كيف يمنح هؤلاء وماذا قدموه للوطن ليمنحوا هذه الأراضي - في مناطق مهمة من المدينة وبمساحات كبيرة بينما ينظر ذوي الدخل المحدود لهؤلاء بحسرة وضغينة – كيف لا وهم يرون بأعينهم أن الأغنياء يزدادون غنى على غنى وهم يزدادون فقر على فقر - وهم يستلمون إقطاع في مناطق استراتيجية ذات عائد عالي بينما لا تقتطع لهم إلا منح في مناطق منعزلة لا عائد مجزي لها إلا بعد مرور عشرات السنوات ، هذا إن حدث ( للأسف الشديد أن بعض الأراضي والمنح بلغت من الكبر ما لا حد له وقد أثر هذا على إيجاد مساحة غير مستغلة في البلد أو المدينة فزاد من أسعار الأرض لشدة الطلب ، حتى طالب البعض أن توضع ضريبة على الأرضي غير المستغلة ، وقد قرأت في يوم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قسم أرض أحد الصحابة رضوان الله عنهم بعد أن اقتطعها في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ليستفيد منها ويفيد ، ولم يستفد منها فوزعها عمر رضوان الله عليه بين الناس ، وهكذا يعمل من يريد الفائدة للناس )

بل هناك أمر أشد وأمر وهو قد يعتبر على نطاق ضيق وهو ما أسميه ( سحرة عفاريت الأراضي ) !

قد تتسألون ومن هؤلاء فأقول لكم أن هؤلاء ينطبق حالهم وحال السحرة الذي نسمع عنهم والذين يزعمون إخراج بعض الكنوز المرصودة بداب أو ثعبان أو سِكن ( عامر ) من الجن حارس لهذا الكنز و لا يمكن أن تستخرج هذه الكنوز إلا بساحر ( ويطلب هؤلاء السحرة طلبات شركية غريبة كذبح بعض التيوس السود وعدم ذكر اسم الله عند الذبح !! )

وهم بالمناسبة ممن يحملون مناصب حرزه ولهم واسطات كبيرة وغالباً ما يحملون ألقاب رسمية وعندما يسمع هؤلاء عن أن هناك أرض كبيرة ذات عائد مادي مجزي في أحد المدن وأن هناك البعض يدعيها لأنها كانت ملك لأباه ولديه من الحجج والشهود ما يثبت ادعاءه وأنه له أكثر من عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة وهو يعمل على إخراجها ولم يستطع ، يرسل هؤلاء بعض وكلائهم للاتفاق مع هؤلاء من أجل إخراجها بنفوذه على أن يكون لهم نسبة من عائدات الأرض أو تصبح له الأرض وباسمه على أن يأخذ هؤلاء الورثة أو أصحاب الأرض بعض المبالغ المالية بعد أن حفوا من أجل إخراجها لعشرات السنين ( وأحيانا بالفعل يحدث أن يستطيع أخراج هؤلاء ولكن قد يحدث كما يحدث من بعض السحرة الذين يخادعون ويفرون مع اختلاف أن هؤلاء لا يفرون ورغم هذا لا تستطيع أخذ حقك أبداً )


وقد أوجد هذا الوضع نشوء بعض العشوائيات في بعض المدن العربية حيث أصبحت هذه العشوائيات نسبة مرتفعة في بعض المدن العربية الكبرى ..

كما أوجد هذا تنازع بين بعض الأفراد بعد اعتداءهم على بعض الأراضي الحكومية وبين مسئولي ولجان مراقبة الأراضي وكما سمعنا وشاهدنا تلك المنازعات حتى بلغ الأمر أن بعض النساء تترسن في بعض الإحداثيات والاعتداءات حتى لا يهدم الإحداث أو الاعتداء ( بل بلغ بالبعض أن اختبئ بعباءة امرأة حتى لا يتم هدم اعتداءه ورغم هذا فلم يفيده هذا الإجراء في شيء ! )

وكم سمعنا في الصحف من شكاوي بعض ذوي الدخل المحدود والذي لا يزيد راتبهم عن ثلاثة ألاف ريال عن معاناتهم الشديدة من تكلفة الإيجار في المنزل الذي يسكنون فيه مع معاناتهم من تكلفة المعيشة وصرفهم على عائلتهم وعدد أفراد الكبير نسبياً !

لذلك فأنه من واجب الدولة أن تعمل على حل هذه المشاكل حتى لا توجد تفاوت طبقي بين فئات المجتمع – ويعلم إن لهذا خطرة الشديد على الأمن الاجتماعي - فينقسم المجتمع بين فئات مترفة ذات أقطاعات كبيرة بينما بعض فئات المجتمع تعيش على الهامش لا سكن ولا أرض لهم تؤويهم وأبناءهم من غدر الدنيا!!

وقد كان من أبرز الحلول مشروع الملك عبد الله حفظه الله لبناء وحدات سكانية إحدى الحلول العظيمة التي نظرت لهؤلاء بعين الرأفة فأوجدت مشروع الوالدين لإسكن مثل هؤلاء ..

كما أن ما سمعناه عن تمليك الدولة المواطنين بعض المنازل أو توزيع مبالغ مالية لبناء سكن واقتطاعها من الراتب أحد الحلول الرائعة التي ستسهم حقاً في استفادة الطبقة الوسطة وعدم منافستها لطبقة ذو الدخل المحدود وانخفاض ارتفاع أسعار الإيجارات ( وإن كنت لست مطلعاً كثيرا على هذا المشروع ولا أدري ماذا مصيره وإن كنت أذكر أنه حصر هذا على المتقاعدين أو شيء من هذا وتخونني الذاكرة وهو غير صندوق التنمية ) ..

ومن الحلول في اعتقادي هي وقف هذه الحالات التي ذكرناه من قبل وحصر استلام المنح في ذوي الدخل المحدود أو توزيعها لكل مواطن ومواطنة بالتساوي وبغير محاباة ، مع محاربة أي تنفع أو فساد من قبل القائمين بها من موظفين ورؤساء بل وردعهم ردعاً شديدا فمن أكثر أسباب استفحال هذا الشيء هو استنفاع هؤلاء للمنح بالبيع والتلاعب بها ( أذكر من عدة سنوات أن أحدهم انتقد نظام توزيع المنح وقال أنها من أسباب الركود العمراني في البلاد !!!! وإن كنت أذكر فإنه دعى القطاع الخاص بالقيام بدوره بإنشاء المشاريع السكنية )

وأمر أخر أنه للأسف الشديد غباء بعض الأنظمة يزيد من استفحال هذه القضية وأقصد هنا منع الأنظمة المعمولة في بلادنا بعض المدن المتوسطة والتي لاه مستقبل من الامتداد الطولي ( حصر عدد أدوار المنزل لعدد معين لا يزيد عن ثلاثة أدوار أو أربعة ، وقد وصف الرحالة العرب في القرون الوسطى القاهرة وصنعاء وغيرها من المدن العربية بأرتفاع طوابقها ودورها حتى لا يكون حجة للبعض بان ارتفاع الأدوار من ميزة الحضارة الغربية ) وللأسف الشديد ورغم ما يحدث من مشاكل بسبب هذا القرار كإعاقة تحديث وتطور المدن وتوسعها ، وزيادة التكليف من ناحية التوسع العمراني العرضي وما يحتاجه من مخططات ومشاريع ، و ارتفاع أسعار الأراضي واستفحال الأزمة السكنية لعدم تحقيق التوسع العرض لمتطلبات التوسع السكاني والسكني ، إلا أن هذه الأنظمة حتى الآن سارية المفعول وتطبق وبحرص شديد وهذا يدل على عدم تميزنا بالديناميكية ( أخذتها من إذاعة إسرائيل أثناء حرب الخليج الثانية فقد وصف محلل إسرائيلي متابع للإعلام العربي السعودية بعدم الديناميكية والحركية وبالبطء الشديد ) أمام المشاكل التي تعيق نمو بلادنا وتقيدنا بالأنظمة وحتى لو كانت هذه الأنظمة تعيق نمونا وتطورنا !

كما أن للقطاع الخاص دور خاص في هذا الجانب فإنشاءه للوحدات السكنية لا شك سيخفف على الدولة وعلى المواطن من حيث وفرة السكن وكثرته ولعل هذا يقلل من السعر وخير ما يمثل هذا ما يحدث في مصر في شرم الشيخ وغيرها من المناطق فقد أدى تشجيع الدولة لبناء المساكن والمشاريع السياحية لوفرة في الوحدات السكنية في تلك البلدة وأوجد مزار سياحي في تلك المنطقة على الرغم أن الدولة لم تدفع شيء من جيبها وإنما وضعت بعض التسهيلات للمستثمرين ليوجد هؤلاء البنى التحتية في تلك المنطقة المنعزلة من مصر ( على أنه يجب على الدولة أن تحرص على متابعة ومراقبة هؤلاء المستثمرين لكي لا يحدث كما حدث في بعض المشاريع المزعومة والتي تضرر منها المساهمين في هذه المشاريع ثم تبين فيما بعد أنها عمليات نصب والقضايا كثيرة في هذا الجانب وللأسف أن الكثير من المساهمين لم يستردوا حقوقهم ، وقد كنا نضحك من قبل على الأفلام المصرية عندما نشاهدها ونرى ما يحدث فيها من قضايا الإسكان فإذ بنا نقع فيها وإذ بنا لم نتعظ حتى من الأفلام المصرية!! عجبي )

وأخيرا لا شك أن العقلية أيضا ً يجب أن تتغير ، وأقصد هنا أن هناك ورغم الأزمة السكنية لا زال البعض يتكلف دفع الكثير من الأموال من أجل بناء منزل يفوق بكثير إمكانيته المادية فيقع في الكثير من الأزمات المادية ويوجد حالة من الطلب الذي لا داعي له ، وهذه العقلية لو كانت خاصة بشخص لهان الأمر بل إنها للأسف أنها ملاحظة على عدد كبير من الشارعين بالبناء وقد أسهم هذا مع جشع التجار وعدم الرقابة من الدولة في زيادة أسعار الحديد والإسمنت وغيره من عناصر البناء وملتزماته من أثاث وخلافه وكل هذا يؤثر على ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى التي يعوق رفع الأسعار من طموحاتها في سبيل بناء لو منزل متواضع للعيش فيه والستر عليهم !

بشاير
20-06-2007, 02:00 PM
هذه المشكلة التي يعاني منها الكثير من الناس في أغلب دول الخليج إن لم يكن كلها

والطامة الكبرى أن توزع أغلب المساكن والأراضي على من هم ليسوا بحاجة أو أصحاب الدخل الغير معدود

موضوع شائك وحله في يد من هم أصحاب القرار أخي الطارق

الطارق
21-06-2007, 12:05 AM
حياك الله أختي الفاضلة بشاير ..
هذا ما يحدث للأسف الشديد !

ذكرني هذا بقصة في زمن الأمويين عندما كانت تأتي العطاءات إلى المدينة للأغنياء
ويحرم منها الفقراء فقال أحد العلماء :
إنما تزيد هذه العطاءات الأغنياء غني وتزيد الفقراء فقراً ( المعنى ) ! ربما لذلك لم تعمر الدولة الأموية طويلاً !!!

على العموم كما ذكرت أختي الفاضلة الحل بيد ( من أهم أصحاب القرار ) ! :)

تحياتي أختي الفاضلة

البحاري
21-06-2007, 01:12 AM
صباح الورد .. الطارق

موضوع من صميم الواقع الاجتماعي ..

قرأت الموضوع وشعرت أن ما كتب كأنه من صميمي ..

تشكر على هذا الطرح ..

تحياتي لك ..

الطارق
22-06-2007, 01:43 AM
حياك الله أخي البحاري ..

أرجو أن أكون قد أوصلت وصف ما هو مشاهد
للكثيرين في شتى مناطق بلادنا الحبيبة ..

والله يصلح الحال ..

تحياتي عزيزي البحاري :)

افكر كثير
22-06-2007, 03:07 AM
اخي الفاضل الطارق


موضوعك فيه من النقاط ما اعتقد ان وصوله لمقام خادم الحرمين سيكون مفيد للبلاد . اتمنى ان تحاول ايصال هذا الموضوع كخطاب لمكتبه حفظه الله . فوالله ان كل ماذكرته واقع مرير نعيشه على مدار سنين طوال . فنحن لم نعد نتقدم بطلب منحه بل نقول ردو علينا حقنا مما تم سلبه من هؤلاء الخونه اللذين سرقوا المواطن والوطن . نحن نعيش في زمن ضياع الامانه والعياذ بالله .

في رأيي الخاص وقد ناقشت هذا الرأي اللذي لا اعلم حقيقةً اذا ماكان حلال ام حرام . حينما زرت دولة الصين شاهدت نمو عمراني كبير جداً لدرجة انه يصعب وصفه . كان النمو في تلك البلاد على المستوى السكني والتجاري والصناعي . وكنت اتعجب مالذي سهل كل هذه العمليه لذلك البلد اللذي في خلال عشر سنوات فقط اكتسح العالم وانشأ دوله تهدد اقتصاد جميع دول العالم . لكن حينما سئلت الاشخاص المختصين في تلك البلاد عن سر ذلك النمو وخاصة العمراني اجابوني ببساطه انها الاراضي . فقلت وكيف ذلك قالو ان الاراضي تملكها الدوله فقط وجميع اللذي تراه امامك هو استثمارات على اراضي مستأجره من قبل الدوله بسعر رمزي . فقلت قد يستطيع اي شخص استأجار الموقع اللذي يريده بالسعر الرمزي ولا يقيم عليه شيء . لكن اوضحوا لي بأن اول ثلاث سنوات يكون هنالك ضريبه مرتفعه على الارض المستأجره مالم يبدأ المشروع اللذي على اساسه اعطيت الأرض . ولو ان المستأجر لم يقم ببناء المشروع في خلال الفتره المحدده فأنه معرض لغرامات وعقوبات ماليه شديده . كما انه يتم سحب الارض منه واعطائها لغيره لينتفع بها .

لعل فيما فعله عمر رضي الله عنه في تلك الارض اللتي قد اعطاها الرسول عليه السلام لذلك الصحابي شبه كبير بما حدث في الصين . فقد قام رضي الله عنه بنزع الملكيه من الصحابي واعاد تقسيمها على اللذين سيستفيدون منها . وقد كتبت موضوع يتعلق بمدى الضرر الاقتصادي للأراضي الفضاء على الدول وخاصة في بلادنا فقد اصبح الامر مهزله .

خلاصة القول انا مع منطق نزع الملكيات للاراضي وان يكون المتصرف في تلك الاراضي الدوله بحسب الفائده اللتي سيقدمها مستثمر الارض لتلك البلاد . فيتم تخصيص اراضي سكنيه لبناء المساكن يستأجرها المواطنون بسعر رمزي وهذا مما سيخفض تكاليف البناء فبعض الاراضي اسعارها اغلى من سعر المباني اللتي تقوم عليها . وذلك ما ادى الى زيادة اسعار الاجارات وغلاء المعيشه . كما ان اي ارض لم تستثمر لا بسكن ولا بمشروع من الواجب نزع ملكيتها من الدوله لما لذلك من ضرر على احوال البلاد واحوال العباد . فاصبح الناس يشترون الارض ويبقونها عشرات السنين حتى يرتفع سعرها ثم يبيعونها ولا اعلم ماهي الفائده من ذلك فلو تم بنائها لافادت الكثير من الناس بدل استفادة شخص او شخصين من ذلك . على سبييل المثال الحي اللذي اقطنه به مساحات اراضي شاسعه مع العلم ان الحي يعتبر بقلب المدينه اللتي انا اعيش فيها . ومع ذلك لاتوجد بيوت كافيه فيه للسكن . كم شخص مستفيد بالله عليكم من هذه الفوضى ؟

اما مسئلة المنح وسواها فهي ليست بحل بل هي رأس البلاء اللذي نعيشه . فقد تسمع بأمر تطبيق المنح وذلك بأن يأخذ فلان الفلاني منحة ارض تكفي لبناء حي كامل . يقوم بعدها بتقسيم المنحه على الحدائق والارضي اللتي من المفروض ان تقوم عليها خدمات للاحياء ويسجل منحته عليها بالرشاوي وبعدها يبيعها بملايين لاحصر لها ولا عد . اما المساكين فمعروف اين مواقع منحهم فهي في خارج نطاق الكره الارضيه . تعطى لهم منحه في مناطق والله لا عقل يقبل به واذا اخذها باعها برخص التراب وبعدها لا منحه له .

بارك الله فيك اخي الطارق على هذا الموضوع اللذي يمس حياتنا ومافيها من غرائب .


اخوك افكر كثير

الطارق
23-06-2007, 11:52 AM
حياك الله أخي أفكر كثير
وشكرا علي تعقيبك الكريم الذي أضاف للموضوع الكثير من الفوائد ..
كم أشرك على ثقتك الكريمة ..

بالنسبة لإيصال هذا على الرغم أني أعلم يقيننا أننا في زمن أصبحت الدولة تهتم بكل نصيحة وعلى الرغم من علمي أن زماننا في عهد ملكينا المحبوب قد تجاوز الزمن الذي يلقى فيه الدعاة والنصحاء في السجن إلا أني أعلم يقيني أن الدولة لن تأخذ برأي شخص مجهول الهوية ، هذا من جهة ومن جهة أخرى لأني أعلم علم اليقين أن الدولة مطلعه علي مثل هذا بل هي أكثر إحاطة بجوانب هذه المشكلة من أي شخص أخر ودليل ذلك مشروع الوالدين الذي هو أحد الحلول لهذه المشكلة لكن الموضوع بحق أعمق من أن ينحصر في موقف الدولة فقط ..

فلو كان الموضوع فقط ينحصر في الدولة لهان الأمر ولكن للأسف أن الموضوع له علاقة ببعض النفوس المريضة التي استغلت كرم الدولة على أبناءها - لا زلت أذكر مدرسنا من الجنسية المصرية التي حسدنا على منح الدولة للأراضي لأبنا الوطن - أبشع استغلال و أمر أخر هو انتشار الفساد في كثير من القطاعات الحكومية للأسف الشديد - وندعو من الله أن تكفينا حكومتنا مثل هؤلاء - و إضافة لذلك جشع البعض وطمعهم وتكالبهم على الدنيا ..

ولو انحصر الأمر في يد الحكومة لوجدنا حلول لما حدث من كارثة الأسهم والتي بح صوت الناس بالشكوى منها وتعرض معظم الأسر لما حدث من خسائر وضياع للأموال - وإن كان البعض يزعم أن على الدولة أن تضع بعض القوانين لتحمي هؤلاء - ، ورغم محاولات الدولة للتخفيف من هذه الكارثة ومحاولة رفع الأسهم إلا أن تلك النفوس المريضة - ولا يعنينا ما زعمه البعض أن الدولة قد تسامحت مع مثل هؤلاء وتركتهم يسيطرون على السوق ، فهذا لا يزيد إلا عن مزاعم وطعون لا حقيقة لها ! - قد أفشلت كل تلك المحاولات فهوت بسوق الاسهم إلى ما هو عليه الآن !

لقد ذكرت هنا كارثة الأسهم وتعلم كيف تعرض الكثير من أموال الشعب لخسائر فادحة وتعلم كيف أن هذا لقى أصداء في الأعلام ومتابعة من الكثير من المواطنين وإنه لا تخلوا عائلة أو أسرة في بلادنا لم تتذوق مرارة ما حدث من خسائر في الأسهم ولو قارنت ما حدث من كارثة الأسهم بما يحدث في الأراضي من مشاكل واقارنت اهتمام الأعلام في هذه القضية ومحاولة الحكومة حفظها الله لحلها تبين لك يقينا أن حل هذا أو الشكوى وبعث الخطابات لا محصل منه ولا فائدة فليس موضوعنا هذا إلا فضفضة لا يزيد على ذلك ...

أما عن الصين وما يحدث فيها فلا أدري هل تقصد أن الفرد لا يملك أي شيء وأن الدولة تتحكم به وهذا ما أعرفه عن الدول الشيوعية الشمولية والتي تسيطر على كل شيء فإن كان هذا لمقصود فأعتقد أن هذا من أسباب معوقات بروز الصين في الماضي وهم يحاولون التخلص من هذا النظام ، وحتى لو قلنا أن سبب نجاح الصين هو هذا الجانب فإن مرجع ذلك كثرة عددة السكان الذي يزيد عن المليار نسمة وكثرة الموظفين الذين يشرفون على هذا ولوجود دولة قوية حازمة بينما لا أتصور أن يطبق هذا في بلادنا المترامية الأطراف بالنسبة لعدد السكان بسبب أننا نعاني من مشاكل كثيرة وفساد مستشري في توزيع الأراضي البيضاء والتي تمتلكها الدولة نظاما فلو طبق هذا النظام للزداد الوضع سواء على سواء بسبب هذا وأجزم أن الكثير من الناس لن يجدوا موضع قدم على هذه الأرض ولعدنا لزمن الإقطاع من جديد !

أما إذا كنت تقصد الأراضي التي خارج عن الملكية الفردية والتي تقع نظاماً تحت حكم الدولة فهذا موجود ويطبق في بلادنا حيث تمتلك الدولة الأراضي البيضاء نظاما وإن كان النظام الصيني في تعماله مع المستثمر لا يطبق في بلادنا بل أكثر من ذلك للأسف الشديد أنه لا يوجد لدينا حزم حتى مع المقاولين الذين يقيمون بعض المشاريع للدولة فتجد تأخر هؤلاء في أنهاء المشروع بل عدم إنهاء المشروع بالصورة المخطط لها ورغم هذا فلا يوجد الحزم مع هؤلاء في التعامل على الرغم من عرقلة هؤلاء لمشاريع الدولة وعدم تنفيذها على الوجه المستحق !!

وما ذكرته عن الصين يشبه ما صنعه المسلمين في الفتوحات الإسلامية فقد طبق هذا النظام في الخراج ورأى بعض الفقهاء أن من لم يستثمر ويحي الأرض الزراعيه - وشمل بعض الفقهاء الأخرين المباني ذوات العائد - فإن على هذا تسليمها لغيره ليستثمرها ..

وصنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثل هذا فقد تنازعت قبيلتين على أحد الأراضي وقد أعطيت الأولى تلك الأرض فلم تحييها مدة ثلاث سنوات فأقامت عليها القبيلة الأخرى وأحيتها وحدث بينهم بعض الشكوى فحكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالأرض للقبيلة الثانية لإحياءها الأرض !

بالنسبة للأراض المنتزعة ، لا أدري والله أخي ربما اختلف معك بعض الشيء ، أنا اعتقد أن هذا أحد الحقوق المستحق لكل شخص أن يتملك الأرض وقد كان تملك الأرض منذ الازل أحد أنواع الجاه وعنصر من عناصر الثروة ومطمح للكثيرين ، وأستصعب أن تنزع الدولة وتتصرف في ذلك وهي ملكية خاصة لهؤلاء فهذا من الظلم فمن يدري فقد تنزع من أصحاب الأرض لتسلم لأخرين غير مستحقين لها وبذلك يظلم هؤلاء في أرضهم المملوكة لهم بالشراء - وقد تكون كلفتهم الكثير - أو الوراثة !

وما صنعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس له علاقة بهذا فقد نزع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرض ذلك الصحابي لأنه علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطاها لذلك الصحابي ليحيها ويستفيد منها فهي ممنوحة من الدولة لإستثمارها فلما لم يصنع فيها شيء نزعها عمر بن الخطاب بعد اتساع المدينة وقسمها على الصحابة ، وما يؤكد ذلك رفض بعض الصحابة لتوسيع المسجد الحرام على حساب دورهم وتعويضهم على ذلك ، حتى اقتنعوا بأنه من أجل المصلحة العامة فتبرع بعض منهم من أجل ذلك ...

وقد ذكر البعض - سمو الأمير الوليد بن طلال - وضع ضريبة على تلك الأراضي التي لم تستثمر وقد يكون هذا أحد الحلول ولكن بلادنا كبيرة بحمد الله والأراضي متوفرة وأجد أن من الحلول هي تحسين بعض الأنظمة ( من ناحية البناء واستثمار الأراضي ) والسماح للقطاع الخاص بالاستثمار في الأراضي الشاسعة من بلادنا بدلا من الإجحاف في حق ملاك الأراضي فمهما انتقدنا عدم استثمار هؤلاء لأرضهم فإنه يقينا يعلم الكثير بديهة أن الأرض هي أحد أشكال الثروة وهي من أنواع وطرق الاستثمار المعروفة من أقدم العصور ..

أما عن المنح فأنا أجد أن لهذه بعض الفوائد لمساعدة ذوي الدخل المحدود لو طبق بحزم وأتفق معك تمام في خطر اقتطاع ومنح بعض المتنفذين والأغنياء منح كبيرة بسبب الرشاوي وفي داخل النطاق العمراني بينما ذوي الدخل المحدود مواقع منحهم فهي في خارج نطاق الكره الارضيه :)


أشكرك أخي الكريم على مشاركتك القيمة ..
وتحياتي لك ..

زهرة الكركديه
24-06-2007, 11:19 AM
هذه المشكلة متأزلة
كلنا نعاني منها ..... أستغرب اختفاء الضمير وارتفاع مقياس الطمع عند من هم أصحاب القرار ,,

في هذا الزمن أصبح الوضع :
إن كان لك حق .. إدفع رشوة .. خرخش مخابيك على قولتهم ... علشان تاخذ حقك,,
الموضوع هذا يجعل الضغط يرتفع لدي
ولا أقول سوى حسبي الله هو نعم الوكيل


شكرا لك أخي الطارق موضوع حساس يضرب على وتر الصميم بقوة

الطارق
25-06-2007, 12:11 AM
حياك الله أختي الفاضلة زهرة الكركديه ..

أي والله يحدث مثل هذا ، وما أكثر ما سمعنا عن أناس
لم ينهوا معاملاتهم إلا بالرشوة بعد أن عانوا الأمرين من تعطيلها
وتعطيل حقوقهم بسبب هذا التعطيل ! لدرجة أن البعض يعذر
الذين يدفعون الرشوى في هذا الحالة لمعاناتهم بسبب هذا الشيء ..

والعجيب أن بعض الموظفين ورغم تكسبهم من أعمال الفساد وشهرتهم ومعرفة الناس بحالهم وبفسادهم ورشاويهم إلا أن هؤلاء لا ينالوا أي متابعة ومعاقبة على أعمالهم إلا في القليل النادر !
وحتى لو جرى التحقيق معهم فإنهم سيخرجون منها بلا أي عقاب رادع وسيستمرون في عملهم
حتى مع اشتهارهم بالتلاعب والفساد !