PDA

View Full Version : جعل الإنسان نفسه حكمًا على غيره .


عقد الياسمين
06-05-2007, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

هل يجوز للإنسان أن ينصب نفسه حكمًا على غيره في كل المواقف‏؟‏ ومتى يسوغ شرعًا للشخص أن يقول‏‏ هذا خبيث وهذا غير ذلك‏؟‏
لا يصلح للإنسان أن ينصب نفسه حكمًا على الناس وينسى نفسه‏‏‏‏؛ بل على الإنسان أن ينظر إلى عيوب نفسه أولًا قبل أن ينظر إلى عيوب غيره‏‏‏‏؛‏‏‏‏ لكن إن نصب المسلم نفسه ناصحًا لإخوانه آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر فهذا شيء طيب، ولا يُقال‏‏ إنه نصب نفسه حكمًا على الناس،

يقول الله تعالى:‏‏ ‏{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}‏ [‏الحجرات‏‏: 10‏]‏،
والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول:‏‏ ‏(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا‏)، ‏
ويقول الله تعالى:‏‏ ‏{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [‏المائدة‏‏: 2‏]‏
ويقول-صلى الله عليه وسلم-:‏‏ (الدين النصيحة،‏ قالوا‏‏: لمن يا رسول الله‏؟‏ قال:‏‏ (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)،‏‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث تميم الداري-رضي الله عنه-‏]‏،
ويقول-صلى الله عليه وسلم-:‏‏ (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث أنس-رضي الله عنه‏

‏‏ وعلى الإنسان أن يصلح نفسه أولًا ثم يحاول إصلاح الآخرين من باب محبة الخير لهم والنصيحة إليه‏‏‏‏؛ وليس من باب تنقيص الآخرين أو التماس عيوبهم، فإن هذا هو ما نهى عنه الإسلام‏‏‏‏؛ وإنما في حب الخير لهم.
وبالنسبة لقول الإنسان‏‏ هذا خبيث وهذا غير ذلك‏‏‏‏، فالإنسان المسلم لا يسوغ له شرعًا أن يقول ذلك في حق أخيه المسلم‏‏‏‏؛ إلا إذا كان معروفًا بالانحراف ومعروفًا بالمقاصد السيئة-من يعرف حاله- يجب عليه أن يقول ما يعلم عن خبثه وانحرافه إذا كان ذلك يترتب عليه مصلحة دينية، بأن يحذِّر الناس منه حتى يمكنهم مقاومة خطره، أما إذا قال ذلك لمجرد النيل منه أو لمجرد الذم فهذا لا يجوز؛ لأن هذا يصبح تعرضًا شخصيًّا لا مصلحة فيه‏‏، ولا شك أن الحكم على الناس يحتاج إلى روية وتثبت،‏‏‏‏ فالإنسان لا يعتمد على ظنه،
والله تعالى يقول‏‏: ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} ‏[‏الحجرات‏‏: 12‏]، ‏‏
كذلك يجب على الإنسان ألا يعتمد في هذا الموضوع على خبر فاسق‏‏‏‏،
فالله تعالى يقول :‏‏ ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}‏[‏الحجرات‏‏:6 ‏]‏‏‏‏‏؛
ولهذا على المرء أن يتجنب الظنون السيئة ولا يحكم لمجرد ظنونه‏‏، وعليه ألا يقبل الأخبار ممن جاء بها بدون تمحيص وبدون تثبت، ولا يحكم على الناس إلا بموجب العلم الشرعي، فإذا كان عنده علم شرعي فإنه يحكم بموجب ما ثبت لديه، أما إذا كان جاهلًا بالأحكام الشرعية فلا يجوز له الحكم على تصرفات الناس،‏‏ وعلى المرء ألا يخوض في هذه المجالات التي ليس له بها علم ‏
يقول تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [‏الإسراء‏‏: 36‏]‏،
وقال تعالى:‏‏ ‏{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}‏[‏الأعراف‏‏: 33‏].
‏‏ فالذي ليس عنده علم لا يصدر الأحكام بمجرد ظنه أو مجرد رأيه أو ما تمليه عليه نفسه‏‏‏‏؛ بل عليه أن يتوقف؛ لأن الأمر خطير جدًّا، ومن رمى مؤمنًا بما ليس فيه أو وصفه بصفة لا تنطبق عليه فإن ذلك يرجع وباله عليه، كما جاء في الحديث أن الإنسان إذا لعن من لا يستحق اللعنة فإن اللعنة ترجع على من قالها، وكذلك لا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه‏‏ يا فاسق أو يا كافر أو يا خبيث أو ما شابه ذلك من الألقاب السيئة،
يقول الله تعالى:‏‏ ‏{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}‏[‏الحجرات‏‏: 11‏]، ‏‏
فالمسلم يجب عليه أن يتحفظ من هذه المجالات، وأن يكون عنده علم وبصيرة يستطيع الحكم بها على نفسه أولًا وعلى الناس ثانيًا، كما أنه يجب أن تكون عنده تؤدة وتثبت، وبُعد نظر، وعدم تسرع في الأمور.‏‏
الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-
منقول
وبالله التوفيق

بشاير
19-05-2007, 04:12 PM
نسأل الله أن يرحمنا من شرور أنفسنا .... وأن يصلح أحوالنا .... ولا يكلنا إلى أنفسنا ولا إلى الشيطان طرفة عين

كما نسأله أن يصلح نوايانا وأن يشغلنا بإصلاح عيوبنا عن تتبع عيوب غيرنا

جزاك الله خير أخيتي عقد الياسمين وبارك الله فيك

عقد الياسمين
10-06-2007, 04:56 PM
نسأل الله أن يرحمنا من شرور أنفسنا .... وأن يصلح أحوالنا .... ولا يكلنا إلى أنفسنا ولا إلى الشيطان طرفة عين

كما نسأله أن يصلح نوايانا وأن يشغلنا بإصلاح عيوبنا عن تتبع عيوب غيرنا

جزاك الله خير أخيتي عقد الياسمين وبارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين
جزاك الله كل خير و بارك الله فيك
وسعدت بتواجدك الطيب في صفحتي
أسعد الله قلبك و رفع شأنك
وبالله التوفيق

أبومروان
22-06-2007, 08:26 PM
بارك الله فيك ونفعنا بما تقدمين من خير .............

أنا أرى أنه لا يجوز للإنسان أن يجعل نفسه حكما على الآخرين .............

( وعلى الإنسان أن يصلح نفسه أولًا
ثم يحاول إصلاح الآخرين من باب محبة الخير لهم والنصيحة إليه‏‏‏‏؛
وليس من باب تنقيص الآخرين أو التماس عيوبهم، فإن هذا هو ما نهى عنه الإسلام‏‏‏‏؛.....)

والنصيحة تكون بالتي هي أحسن ........ وبالموعظة الحسنة ..............

وكما قال بعض العلماء : نحن دعاة ........... ولسنا قضاة ........... والله أعلم

الطارق
23-06-2007, 12:31 PM
(( لا يصلح للإنسان أن ينصب نفسه حكمًا على الناس وينسى نفسه‏‏‏‏ ))
أي والله أختي الفاضلة ما أكثر ما يقع الكثيرين في مثل هذا ..
والأولى على الإنسنا أن يقيم نفسه قبل أن يقيم الأخرين ..
ما أكثر من يلقي محاضرة ينتقد فيها الناس وتصرفتهم وينسى نفسه ..
وهذا متفشي في الكثير من الناس وما أكثر المواقف في هذا الجانب !

جزاك الله خيراً على نقل الموضوع ..