PDA

View Full Version : ( ويحـبّ نـاقتها ... بَعيـــري .... !! )


بو عبدالرحمن
14-12-2006, 12:30 PM
قال الراوي :
كنتُ في زيارةِ صديقٍ لي ، فلما استقر بنا المجلس ،
بادرَ يسحبُ قصاصةً من على طاولة قريبة حيث يجلس ،
وشرع يقرأ وهو يمثل حالة انسجام :

يا لهذه الفاتنة التي سحرتني !
هاهي أمامي على بعد خطوات ، وها قد بدأ كياني يختل ،
ابتسامتها ربيع ، نظراتها عذاب ، وشفتاها نار تتلمظ ،
التفاتها سحر ، وشعرها خرافة تبهر العقل ، وضحكتها موسيقى عذبة ،
ترج زوايا قلبي رجاً ، اشعر إذا ابتسمتْ أن الأرض تميد بي ،
فإذا تكلمت كأن سحر هاروت وماروت بين شفتيها ،
أحسب أن الشمس لم تطلع إلا من أجلها ،
وإني لم أولد إلا لأكون خادماً لها ، مبهوراً بها ،
هي ريحانة الرياحين ، ونجمة النجوم ،
وحورية ظهرت على الأرض لتكون فتنة تمشي على قدمين ..!!
آآه لم يعد لي هم في الحياة ، إلا تحصيل رضاها والوصول إليها ....
الخ الخ ..

والتفت صاحبي إليّ وهو يضحك ثم قال :
ما رأيك في هذا وأمثاله ، وهم اليوم أكثر من الهم على القلب ..!!؟

قلت باسماً : يذكرني هذا بذلك الإعرابي الذي عشق امرأة فكان يقول :
عشقتها عشقاً سبى عقلي ، وأحببتها حباً عظيما ، حتى أحب ناقتها بعيري !!

أطلق صاحبي ضحكة واكتفى بذلك وواصلت كلامي قائلاً :
أسوق إليك قصة طريفة معبرة ، وهي مهداة إلى أمثال هؤلاء العشاق
الذين سباهم الجمال ، وسحرهم الحسن ، وأدار عقولهم حتى
حتى ذلوا وهانوا ، سواء الذكر منهم والأنثى على السواء ..!

وأحسب أن هذه القصة الطريفة خير جواب على سؤالك السابق ، فتأمل ..

قال صاحبي : هات فإني مصغٍ إليك ، فإن مخزونك من الطرائف كبير ...!
قلت كأنما أقرأمن كتاب مفتوح أمام عيني :
قال محمد بن الحجاج :
جاءنا بشار يوماً فقلنا له : ما بالك مغتماً ؟
فقال : مات حماري ، وقد رأيته البارحة في النوم فقلت له : لمَ متّ وتركتني ..!؟
ألم أكن أحسن إليك يا شقي !؟؟
فقال الحمار ( بلسان عربي فصيح !! )
_ سترد كلمة ( أتان ) وهي أنثى الحمار!!_ قال :

سيدي خذ بي " أتانا " ** عند باب الأصفهاني
تـيمتـني ببـنانٍ ** وبِـدلٍ قـد شجـاني
يتمـتني يوم رحنا ** بثـنياها الحســـانِ
وبـغنـجٍ ،، ودلالٍ ** سـلّ جسـمي فبراني
فلهـا خـدٌ أسيـلٌ ** مثـل خـدِ الشيفراني
فلذا مِـتّ ولو عشـ **ـتُ ، إذن طال هواني !!

كاد صاحبي أن ينكفئ من الضحك ثم قال :
صدق والله ،،
فكل عاشق يرى محبوبته كما رأى هذا الحمار أتانه المحبوبة ،
ذات الخد الأسيل ، والخصر النحيل !!
ثم قال وهو يضحك : يا إلهي ! حتى الحمير تعشق !!!!!!

وصمت فقلت : القاعدة المقررة تقول :
من رضي بالدون ، فهو دون !!
ومن كانت همه بطنه ، فقيمته ما يخرج منها !!!!
وعاد صاحبي إلى الضحك ، ولم يزد على أن قال : هذا بديع والله ..!
وواصلت كلامي قائلاً :

أما أصحاب القلوب الحية ، المتعلقة بالسماء ،
فلا يرضون بغير الفردوس وطناً ، ورضوان من الله أكبر ..
وكل ما شغل عن ذلك فهو بغيض ، ولو كان الحبيب القريب ،
ويضعونه تحت نعالهم ويمضون في الطريق نحو السماء !!
فهم على تمام الثقة أن الدنيا _ كل الدنيا _ ليست سوى أيامٍ معدودة
وتنطوي ، وسيلقون وجه الله ، محبوبهم الأجلّ ، فكيف يعلقون قلوبهم
بغير محبوبهم جل في علاه ،
لقد قال العارفون قديما :
ً كما أن الله لا يقبل العمل المشترك ، كذلك لا يُقبل على القلب المشترك !!
فيا حسرة على العباد ..!!

نسأل الله سبحانه أن لا يفتنا بعد إذ هدانا ، وأن يكرمنا ولا يهنا ., اللهم آمين

الخير
14-12-2006, 12:53 PM
جزاكم الله تعالى خيرا

بو عبدالرحمن
22-12-2006, 09:35 AM
الخير ...

اسأل الله أن يغمرك المولى بألوان من الخيرات

وأن يرضى عنا وعنك ..

وأن يغفر لنا ولك

وأن يبارك فينا وفيك حيثما كنا وكنت

اللهم آمين