PDA

View Full Version : ( ومـن الطــيرِ نتعــلّـم ...!! )


بو عبدالرحمن
17-01-2005, 09:45 PM
[] .. تأملْ الطائرَ الصغيرَ وهو ينطلقُ من عشهِ لأول مرة ،
منذُ أن فتحَ عينه على هذه الدنيا ، إنه يخبطُ بجناحيهِ في الهواء في جهدٍ جهيد ،
محاولاً التحليقَ ، وهاهو يكرر المحاولة ، ويعيدها ولا يمل ولا ييأس ، ولا يصاب بإحباط !!

ولن يفوت عينيكَ أن ترى أبويه يرفان من حوله ، وهما يشجعانه على مزيد من المحاولة ،
ويدربانه شيئاً فشيئا ، ولا يستعجلان عليه ،
فإن غفلا عنه لحظة ، أو إن زاغ هو عنهما ، فما أسرع ما تتخطفه الطير ،
أو يهوي في عنف ، ليرتطم في الأرض أو بصخرة ، أو بجذع شجرة ، فتؤدي بحياته فيهلك ..!

أليس في هذا المشهد الذي لا يزال يتكرر على مرأى عيوننا ،
أبلغ درس من دروس الحياة ،
تقدمه هذه الطيور الصغيرة ، لجمهرةٍ عريضةٍ من الآباء والأمهات ؟!

وأسأل نفسي والغصة تخنقني : أيكون الطير أعقل من الإنسان ؟!
أيغدو هذا الإنسان الذي كرّمه الله وفضله على كثير ممن خلق ، أقل وعياً من هذه الطيور الصغيرة ؟؟!!


[] إننا لنرى عجباً عجاباً في دوائرَ كثيرةٍ في حياةِ الناس ،
حيث يتردى جمهرةٌ من الآباء والأمهات إلى درجةٍ يدورُ معها عقلُ العاقل ، وينفد معها صبرُ الحليم ..!!

إننا لا نزال نسمع ونرى أعداداً من الآباء والأمهات بين ظهرانينا ،
قد نفضوا أيديهم كليةً من تربيةِ فلذات أكبادهم ، وتركوهم عرضةً للضياع
في متاهات ودروب وشعاب الحياة ، تتناهشهم ذئابها ووحوشها .. !!

أو أنهم أوكلوا مهمةَ تربية هذه البراعم الغضة إلى غيرهم ،
وأنكى من هذا ، أن يكون هذا الغير الذي أوكلوا إليه تربية براعهم ، من غير المسلمين أصلاً
_ نصارى أو بوذيين أو بلا ملة _ يتولون تنشئة هؤلاء الصغار على غير ما يحب الله ويرضى .. !!

وفي كلا الحالتين ، يكون شيئاً طبيعياً أن ينشأ هؤلاء الفتية والفتيات
على غير ما نحب ونرجو لهم ، فلا عجب إذن أنْ أمطرتْ سماؤنا على رؤوسنا تراباً ووحلاً ،
وما ظلمهم الله ولكنّ الناسِ أنفسهم كانوا يظلمون ..!

إنه لمن الخطورة بمكانٍ أن يتفرغَ الأب لشؤونه الخاصة ، والأم لهوائها الشخصية ،
تاركين هذه البراعم لآلات اللهو والطرب ، وبرامج الفضائيات المشفرة وغير المشفرة ،
والانترنيت ، وأصحاب السوء في الحي والمدرسة والنادي ، دون أدنى رقابة ،
لتهدم هذه الأشياء فيهم ما نحاول أن نبنيه جاهدين ..
فكيف إذا كانت جمهرة من الآباء والأمهات لا تفكر أصلاً في عملية البناء !!؟

متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامهُ ** إذا كنتَ تبنيهِ وغيركَ يهدمُ ؟!!

هل آنَ لنا أن نصحوَ من هذهِ الغفلة التي تغلفُ حياتنا ، وقد نذوقُ مرارتها يوماً ،
إن نحنُ بقينا على هذه الشاكلة ؟!

لقد رأينا كيفَ أن الطائرَ الصغيرَ احتاجَ إلى رعايةٍ وعنايةٍ ، ورقابة والديه
ومتابعتهما وتشجيعهما ، حتى قوي جناحاه ، واشتد ساعده ،
وتمكن من مراوغة الريح إذا هبت عاصفة في وجهه !!

ولقد رأينا كذلك كيف أن الزارع العاقل يبقى يقظاً وهو يغرس فسائله الجديدة ،
ويراقبها ويرعاها ويعتني بها اشد العناية ، حتى تنمو وتتجذر في التربة ،
فتعطي ثمراتها وتخرج خيرها ، وينتفع بظلها ..!

وعلى هذا قس أشياءَ كثيرةً في هذه الحياة من حولك ، تجدها تلقنك درس الحياة الأول :
إنه لابد من فترةِ حضانة ، وتعهد ورعاية ، ومتابعة ومراقبة ،
_ قد تطول المدة وقد تقصر على حسب طبيعة ذلك البرعم _ ..

ويأتي على رأس هذه البراعم جميعها : هؤلاء الأطفال الذين هم رجال الغد ،
وحملة الرسالة ، وعلى أكتافهم تقوم الأمانة ، وتبنى الأوطان ، وتنهض الأمة ..!

قد نقسو عليهم أحياناً ونشتد ، ولكنها قسوة مغلفة بروح الحب والود لهم ،
والحرص والشفقة عليهم ، ذلك لأنهم أكبادنا تمشي على الأرض ..!


وشيء آخر في درس الطير هذا ..
لكني سأمر عليه سريعاً على الرغم من أهميته البالغة :

في مشهد الطير هذا درس يبلغ مستقر العظم ، للسائرين في درب الاستقامة مع الله سبحانه ،
لاسيما أولئك الذين انتقلوا من حياة لهو وعبث وسفاسف ،
ليضعوا أقدامهم على الصراط المستقيم ،
ثم إذا بهم يشتكون من أنهم لم يصلوا بعد إلى ما يرغبون الوصول إليه !!!!

يريدون القفزة السريعة ليجدوا ما يجده الصديقون من روح اليقين ، وحلاوة الإيمان ،
ومتعة المناجاة ، ولذة التعب من أجل الله ..!!!!!!!!

نقول لهؤلاء جميعاً : على رسلكم أيها الأحباب !! تعلموا من الطير درس الاستقامة الأول ..!

بالصبر والمصابرة ، وكثرة المحاولة ، وطول المجاهدة ، والتدرج شيئا فشيئا ،
حتى يقوى الساعد ، ويشتد الظهر ، وتترسخ القدم ، ويستوي العود ..
عندها يكون لكل حادث حديث ..!!

أما الاستعجال على الطيران ، منذ أول محاولة ، فإنه يهلك الطير إن هو أصر عليه !!
فافهم إن كنتَ ذا فهم .. !!

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ :
اصْبِرُواْ ..
وَصَابِرُواْ ..
وَرَابِطُواْ ..
وَاتَّقُواْ اللّهَ ..
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .. ) ... سورة آل عمران

هيا
18-01-2005, 12:45 AM
نعم ومن الطير سنتعلم أكثر

أحسنت بوصفك :) المتميز

هو ولد في الارض و بالكاد يفرش جناحيه عليه أن يتعلم الطيران سريعا فالحياة قصيرة

وحتى يستطيع ذلك

وتحدث المفاجأة والنقله من حياة عادية الى حياة رائعة

علينا أن نتبع المنهج القرآني


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ :
اصْبِرُواْ ..
وَصَابِرُواْ ..
وَرَابِطُواْ ..
وَاتَّقُواْ اللّهَ ..
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .. )

بو عبدالرحمن
19-01-2005, 12:11 PM
الأخت الفاضلة / هيــــــــــا
......... رعاك الله وحفظك حيثما كنتِ ، وبارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية الرائعة
التي أسأل الله سبحانه أن تجدي صداها في واقع حياتك المباركة

أسأل الله سبحانه كما ملأ وجه هذا النهار
بالضياء والإشراق أن يملأ قلبك كله بنور معرفته ونور محبته سبحانه
حتى يتوهج قلبك بمحبته جل جلاله ...
فلا يلتفت إلا إليه سبحانه
.. ولا يتعلق إلا به وحده .. اللهم آمين

نعم إن دروس الطير كثيرة ومتنوعة ورائعة
وأحسبك قادرة على عرض عدد من تلك الدروس
ذلك لأنك أشرت في موضوع سابق أن لك علاقة خاصة مع هذه الطيور الجميلة ..

فيا ترى هل نطمع أن نرى هاهنا دروسا تربوية تستخرجينها لنا فننتفع
ولك منا خالص الدعاء وجزيل الشكر ..


لا تنسي أخاك من دعواتك الطيبة المباركة ..
لعل الله ينفعني بها ...
= =
بمناسبة يوم عرفة وغدا العيد . أنتهز هذه الفرصة لأهنيئك خاصة وأهنئ الجميع
كل عام وشهر ويوم وساعة ولحظة
وأنتم من الله أقرب ، وإليه أحب ، وله أتقى ..
نسأله سبحانه أن يمن على هذه الأمة بالنصر والتمكين
إنه على ذلك قدير ..

هيا
20-01-2005, 01:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله

:) جزاك الله خير على دعائك
اللهم آمين ..
:confused:
دروس تربوية !!؟
هذا
أكبر عن حجمي :help:
ومعرفتي بالحياة بسيطه
أمثالنا يقرأ ويعلق فقط
قد يصيب وقد يخطأ
ويظل يتعلم
ويصحح سيره

:):)




:):):)
وعيدكم بالمبارك

زمردة
21-01-2005, 07:19 PM
اللهم إن أوكلت إلينا رعاية ..

فوفقنا إلى خير العناية ..

قم للمعلم وفه التبجيل
كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف او أجل من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا

ربو على الأنصاف فتيان الحمى
تجدوهم كهف الحقوق كهولا

وإذا المعلم لم يكن عدلاً مشى
روح العدالة في الشباب ضئيلا

وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة
جاءت على يده البصائر حولا

وإذا أتي الإرشاد من سبب الهوى
ومن الغرور فسمّه التضليلا

وإذا اصيب القوم في أخلاقهم
فاقم عليهم مأتماً وعويلا

وإذا النساء نشأن في أميةً
رضع الرجال جهالةً وخمولا

ليس اليتيم من انتهى ابواه من
هم الحياة وخلفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له
إماً تخلت واباً مشغول
ا

بو عبدالرحمن
23-01-2005, 07:58 PM
الأخت الفاضلة / هيا
........ غفر الله لوالديك ورفع مقامهما ومقامك

أما الدعاء ..
فهذا واجبنا ... فدعاء الأخ لإخوانه مستجاب ان شاء الله

ففي الحديث الشريف ...
أن العبد المسلم إذا دعاء لغيره ..
يقول الملك : آمين .... ولك بمثل ..

فهو دعاء تؤمن عليه الملائكة ..... !
فنحتسبه مستجابا برحمة الله ..

= =
أما إن ما طلبته منك أكبر من حجمك

فقد توقعت هذا التواضع منك ..

وليس عجيباً أن اسمع منك هذا ..

غير أني أصر على أنك تستطيعين أن تقدمي أكبر مما تتصورين

وليس سوى جمزة عزم ..!!

مدي قدمك واعبري الخندق !!

فإذا أنتِ في الضفة الأخرى .. تقدمين لنا أطباقاً

تتحف العقل ، وتبهر القارئ ، وتشد الزائر ..

لاسيما في موضوعات التربية التي تتهيبين منها .. مع ثقتي أنك قادرة عليها

= =
أما كونك قد تصيبين وتخطئين ..

فهل تتصورين أننا نتوقع منك غير هذا ؟!

كلنا ذلك الإنسان ..

نصيب تارة .. ونخطئ تارة ..

وفي الحالين يتعلم ويستفيد ويحاول أن يرتقي ..

( ويظل يتعلم ,, ويصحح سيره ) !!

ةشيئا فشيئا .. يصعد ببطء .. وقد تعثر أكثر من مرة ..

ولكنه في النهاية سيصل بعون الله إلى القمة ..

القمة التي تنتظر أصحاب الهمة ...

وأحسبك منهم ...

فشمري ولا تعجزي ...

وأثناء ذلك وخلاله وقبله وبعده .... لا تنسي أخاك من دعواتك الطيبة

بو عبدالرحمن
11-02-2005, 05:06 PM
الأخت الفاضلة / زمردة
.......... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

جزاك الله خير مضاعفا على هذه المتابعة الواعية

وبالنسبة لهذه القصيدة الرائعة ، فإنها تحتاج إلى وقفة

ولا سيما هذه الأبيات فيها :

ليس اليتيم من انتهى ابواه من
هم الحياة وخلفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له
إماً تخلت واباً مشغول

بارك الله فيك .. ونفعك ونفع بك حيثما كنتِ