فتى الإيمان
07-01-2004, 01:08 AM
أماه عذراً..
ماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال..
لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف..
حاولت ان أكتب فيك شعراً.. فطأطأ الرأس وقام معتذراً، وحق له ان يعتذر، كيف يمدح العظماء
وليس إليه سبيل..
من أين يأتي بالمعاني.. وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أمـاه عـذراً إذا ما الشعر قام على000 سوق الكسـاد ينادي مـن يواسيني
مـالي أراه إذا مـا جئـت أكتبـــــــه000 نـاح القصيدُ ونـوح الشعر يشجيني
حـاولـت أكتب بيتـاً في محبتكـــــم000 يا قمـة الطــــهـر يا مـن حبكـم ديني
فأطـرق الشـعر نـحوي رأسه خجلا000 وأسبـل الـدمع مـن عينيـه في حينِ
وقـال عــذرا ًفـإني مسني خـــــــــورٌ000 شـحّ القصيـدُ وقـام البيـتُ يـرثينـــي
أتدرون من أمي..؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي
فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم
المؤمنين..
قال تعالى: ( وأزواجه أمهاتكم)
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..؟ فبأيها أبدأ..؟
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد
على سائر الطعام".
إن القلب حين يفيض محبة لأمه .. فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلىء غلاُ لها فهذا دليل حقده
وزندقته ونفاقه..
فلأنها أمي وأمكم..سأذكر جوانب من سيرتها.. وهذا حق الام على الأبناء البررة.. فلماذا يفخر
الفجار بالكفار .. والزنادقة بالملحدين..
ولا نفتخر بأساس الطهارة.. وهنوان العفة.. المبرأة من فوق سبع سماوات وما رماها به
المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي..
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث سئل: من أحب الناس إلأيك؟ قال: "
عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها".
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبً.
وكان حبه صلى الله عليه وسلم أمراً مستفيضاً.. حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي
صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقرباً إلى مرضاته..
وقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة... فاجتمعن أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة..
فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة
له ذلك. فسكت، فلم يردّ عليها. فعادت الثانية. فلم يرد عليها. فلما كانت الثالثة قال: ( يا أم
سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاق امرأة منكن غيرها).
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي، وراء حبه لها،
وإن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.
وهي التي أقرأها حبريل عليه السلام.. السلام.. قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة.. هذا
جبريل وهو يقرأ عليك السلام: قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"
فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام..
وهل يسلم إلا على مطهرة نقية.. اختارها الله زوجة لنبيه.. فهل من تفكر؟!
لقد تبوأت أمّنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه.. وكان بها لطيفاً رحيماً على عادته صلوات ربي وسلامه
عليه..
" استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت
فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحال النبي صلى الله عليه وسلم
بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني
حلتُ بين الرجل وبينك".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني
في حربكما".
وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سَلْها أكان الرسول صلى الله
عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو
صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبًّا".
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه،
ثم كان يأخذه ، فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي".
وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسرُّ بقربها ويعرف رضاها من سخطها..
فكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها..
أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب . ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي
وسلامه عليه..
وقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت عليَّ غضبى..
قالت: وكيف يا رسول الله؟ قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد.. وإذا كنت عليَّ
غضبى قلت: لا ورب ابراهيم.. قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك".
فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذِّب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض
والذين ارتابوا..أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحبُّ
من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم -لا سيما عائشة -أحب أزواجه إليه..
رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع..
فلـو كـان النسـاء كمن ذكــــــرن000 لفضلت النسـاء علـى الـرجال
فمـا التأنيث لاسـم الشمس عيبٌ000 ومـا التـذكـير فخـرٌ للــــــهـلال
هذا ومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ... ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة.. ولا نشك بأن الله
جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيِّه إلا مطهرة عفيفة مصونة..
هذه من صميم عقيدتنا.. ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به اهل البهتان.. كرأس
المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان كرميهم لها بالفاحسة.. فهذا كافر
بإجماع المسلمين..
(( وغداً عند ربهم يجتمعون.. فيقص المظلوم ممن ظلمه .. فياويح من كان خصمه محمد صلى
الله عليه وسلم..))
فاالله الموعد..
اللهم إني أشهِدك أني أحب عائشة رضي الله عنها وأتقرب إليك بهذا الحب.. وأعده أرجأ
أعمالي .. وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك0
كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة ما وقعت في ضيقة إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك
فرجاً وتخفيفاً للمسلمين..
تقول عائشة رضي الله عنها:
" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، انقطع
عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على
ماء. فأتى الناسُ أبا بكر رضي الله عنه، فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة. أقامت برسول الله
صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء!.
قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني
من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي. فنام رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم (( فتيمموا صعيدا طيبا)).
فقال أسيد بن حضير –وهو أحد النقباء-: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!.
قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
فقال لها أبو بكر حين جاء من الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنيَّة أنك مباركة، ماذا
جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر.
وكانت رضي الله عنها ..من أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط،
فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت موقرةً من الصحابة.. يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس .
نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر.. فقال له عمار: أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وقال عمار: إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة..
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب
الله، المبرأة من فوق سبع سماوات.
وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها..من أحسن الناس رأياً في العامة,,
قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف.. عشرة آلاف، وزاد عائشة
ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمال أقوام عمت أعينهم.. وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها .. فهل مثلها تخفى شمائله
وطيب خصاله..
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى .. تبقى في قلوبنا ربة نحوه .. ولا نستشعر
حبه..
أما إنه لا ينكر فضلها.. وزنة عقلها.. وطهارة قلبها.. وانها حطت في الجنة رحلها.. لا ينكر ذلك إلا
منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء..
(( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون))0
حين أكتب عن ورع أم المؤمنبن – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفعا من خالقها تتلاشى
عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذٍ المعاني خجلاً أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها..
لقد كانت رضي الله عنها رمزاً في الكرم، وغاية في العظمة وسخاء النفس ، كيف لا وقد
تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير..
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم.. فما أمست حتى فرقتها،
فقالت لها خادمتها:
لو اشتريت لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-: إن عائشة تصدقت بسبعين ألفاً ، وإنها لترقع جانب درعها رضي الله
عنه...
تجود بالنفس إن ضن البخيل بها000 والجود بالنفس أغلى غاية الجود
وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق. فجعلت تقسم في
الناس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فطوري، فقالت: أمُّ ذرة: يا أم المؤمنين أَما استطعت
أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت.
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً- وهيَ من هيَ – وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا
تودّ سماعه مخافة الفتنة..
جاء ابن عباس رض الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت. وعند رأسها ابن أخيها
عبد الله بن عبد الرحمن..فقيل لها: هذا تابن عباس يستأذن، قالت: دعني من ابن عباس لا
حاجة لي به ولا بتزكيته، فقال: عبدالله: يا أمّه. غن ابن عباس من صالحي نبيك، يودِّعك ويسلم
عليك.قالت: فائذن له إن شئت.. قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري ، فوالله مابينك
وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا ان تفارق روحُك
جسدك..
كنت أحبُّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيباً، سقطت قلادتك
ليلة اللأبواء،وأصبح رسول الله صلى اله عليه وسلم ليلقطها فأصبح الناس ليس معهم ماء ماء،
فأنزل الله( فتيمموا صعيداً طيباً).
فكان ذلك من سببك، وما انزل الله بهذه الأمة من الرخصة .
ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجدٌ يذكرُ فيه اسم الله إلا
برائتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.. قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسياً
منسياً.
وقال ابن أبي مُليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يُثني
عليًّ ، فقيل:ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له.
فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: يخير إن اتَّقيتُ، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجةُ رسول الله ولم يتزوج بكراً غيرك، ونزل
عذرك من السماء.
فلما جاء الزبير ، قالت: جاء ابن عباس وأثنى عليًّ وودت أني كنت نسياً منسياً.
رضي الله عنها قمة التواضع ومنتهى الذلة لله وهي تعلم أنها من أهل الجنة المحبوبة لخالقها
سبحانه.
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا
وشرعنا ، فمن لم تكن امه عائشة فلا أم له..
ويكفي أن الله سماها ام المؤمنين، هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم تكن
عائشة امه فليس بمؤمن، ومن تبرأ منها فحريُّ به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.. فإذا اعتقدت
موالاتها ومحبتها . فاعلم أنك عملت عملاً عظيماً تستحق عليه الاجر من الكريم الذي لا يضيع
أجر من احسن عملا..
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت امه..
وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الأفك الصادون عن الحق الطاعنون في خير الخلق.. فإياك
وإياهم واحذر طريقهم.. فإنهم يقودون إلى الهاوية والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم وموالاة كل كافر وفاجر..
فقُم أيها القارىء واقرأ سيرة سلفك الأطهار وعش معهم .. وهلَّ الدمع على الدّين الذين كانوا
ينعمون به،والأخلاق التي يتصفون بها .. لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك..
فإذا طُويت الصفحات.. فتذكّر قول القائل:
الله يشهد مـا قلّبت سيرتهم000 يوماًً وأخطأ دمع العين مجراه
ماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال..
لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف..
حاولت ان أكتب فيك شعراً.. فطأطأ الرأس وقام معتذراً، وحق له ان يعتذر، كيف يمدح العظماء
وليس إليه سبيل..
من أين يأتي بالمعاني.. وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أمـاه عـذراً إذا ما الشعر قام على000 سوق الكسـاد ينادي مـن يواسيني
مـالي أراه إذا مـا جئـت أكتبـــــــه000 نـاح القصيدُ ونـوح الشعر يشجيني
حـاولـت أكتب بيتـاً في محبتكـــــم000 يا قمـة الطــــهـر يا مـن حبكـم ديني
فأطـرق الشـعر نـحوي رأسه خجلا000 وأسبـل الـدمع مـن عينيـه في حينِ
وقـال عــذرا ًفـإني مسني خـــــــــورٌ000 شـحّ القصيـدُ وقـام البيـتُ يـرثينـــي
أتدرون من أمي..؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي
فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم
المؤمنين..
قال تعالى: ( وأزواجه أمهاتكم)
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..؟ فبأيها أبدأ..؟
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد
على سائر الطعام".
إن القلب حين يفيض محبة لأمه .. فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلىء غلاُ لها فهذا دليل حقده
وزندقته ونفاقه..
فلأنها أمي وأمكم..سأذكر جوانب من سيرتها.. وهذا حق الام على الأبناء البررة.. فلماذا يفخر
الفجار بالكفار .. والزنادقة بالملحدين..
ولا نفتخر بأساس الطهارة.. وهنوان العفة.. المبرأة من فوق سبع سماوات وما رماها به
المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي..
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث سئل: من أحب الناس إلأيك؟ قال: "
عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها".
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبً.
وكان حبه صلى الله عليه وسلم أمراً مستفيضاً.. حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي
صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقرباً إلى مرضاته..
وقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة... فاجتمعن أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة..
فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة
له ذلك. فسكت، فلم يردّ عليها. فعادت الثانية. فلم يرد عليها. فلما كانت الثالثة قال: ( يا أم
سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاق امرأة منكن غيرها).
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي، وراء حبه لها،
وإن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.
وهي التي أقرأها حبريل عليه السلام.. السلام.. قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة.. هذا
جبريل وهو يقرأ عليك السلام: قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"
فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام..
وهل يسلم إلا على مطهرة نقية.. اختارها الله زوجة لنبيه.. فهل من تفكر؟!
لقد تبوأت أمّنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه.. وكان بها لطيفاً رحيماً على عادته صلوات ربي وسلامه
عليه..
" استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت
فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحال النبي صلى الله عليه وسلم
بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني
حلتُ بين الرجل وبينك".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني
في حربكما".
وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سَلْها أكان الرسول صلى الله
عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو
صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبًّا".
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه،
ثم كان يأخذه ، فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي".
وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسرُّ بقربها ويعرف رضاها من سخطها..
فكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها..
أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب . ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي
وسلامه عليه..
وقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت عليَّ غضبى..
قالت: وكيف يا رسول الله؟ قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد.. وإذا كنت عليَّ
غضبى قلت: لا ورب ابراهيم.. قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك".
فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذِّب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض
والذين ارتابوا..أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحبُّ
من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم -لا سيما عائشة -أحب أزواجه إليه..
رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع..
فلـو كـان النسـاء كمن ذكــــــرن000 لفضلت النسـاء علـى الـرجال
فمـا التأنيث لاسـم الشمس عيبٌ000 ومـا التـذكـير فخـرٌ للــــــهـلال
هذا ومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ... ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة.. ولا نشك بأن الله
جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيِّه إلا مطهرة عفيفة مصونة..
هذه من صميم عقيدتنا.. ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به اهل البهتان.. كرأس
المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان كرميهم لها بالفاحسة.. فهذا كافر
بإجماع المسلمين..
(( وغداً عند ربهم يجتمعون.. فيقص المظلوم ممن ظلمه .. فياويح من كان خصمه محمد صلى
الله عليه وسلم..))
فاالله الموعد..
اللهم إني أشهِدك أني أحب عائشة رضي الله عنها وأتقرب إليك بهذا الحب.. وأعده أرجأ
أعمالي .. وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك0
كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة ما وقعت في ضيقة إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك
فرجاً وتخفيفاً للمسلمين..
تقول عائشة رضي الله عنها:
" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، انقطع
عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على
ماء. فأتى الناسُ أبا بكر رضي الله عنه، فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة. أقامت برسول الله
صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء!.
قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني
من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي. فنام رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم (( فتيمموا صعيدا طيبا)).
فقال أسيد بن حضير –وهو أحد النقباء-: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!.
قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
فقال لها أبو بكر حين جاء من الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنيَّة أنك مباركة، ماذا
جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر.
وكانت رضي الله عنها ..من أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط،
فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت موقرةً من الصحابة.. يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس .
نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر.. فقال له عمار: أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وقال عمار: إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة..
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب
الله، المبرأة من فوق سبع سماوات.
وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها..من أحسن الناس رأياً في العامة,,
قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف.. عشرة آلاف، وزاد عائشة
ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمال أقوام عمت أعينهم.. وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها .. فهل مثلها تخفى شمائله
وطيب خصاله..
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى .. تبقى في قلوبنا ربة نحوه .. ولا نستشعر
حبه..
أما إنه لا ينكر فضلها.. وزنة عقلها.. وطهارة قلبها.. وانها حطت في الجنة رحلها.. لا ينكر ذلك إلا
منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء..
(( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون))0
حين أكتب عن ورع أم المؤمنبن – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفعا من خالقها تتلاشى
عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذٍ المعاني خجلاً أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها..
لقد كانت رضي الله عنها رمزاً في الكرم، وغاية في العظمة وسخاء النفس ، كيف لا وقد
تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير..
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم.. فما أمست حتى فرقتها،
فقالت لها خادمتها:
لو اشتريت لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-: إن عائشة تصدقت بسبعين ألفاً ، وإنها لترقع جانب درعها رضي الله
عنه...
تجود بالنفس إن ضن البخيل بها000 والجود بالنفس أغلى غاية الجود
وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق. فجعلت تقسم في
الناس، فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فطوري، فقالت: أمُّ ذرة: يا أم المؤمنين أَما استطعت
أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت.
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً- وهيَ من هيَ – وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا
تودّ سماعه مخافة الفتنة..
جاء ابن عباس رض الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت. وعند رأسها ابن أخيها
عبد الله بن عبد الرحمن..فقيل لها: هذا تابن عباس يستأذن، قالت: دعني من ابن عباس لا
حاجة لي به ولا بتزكيته، فقال: عبدالله: يا أمّه. غن ابن عباس من صالحي نبيك، يودِّعك ويسلم
عليك.قالت: فائذن له إن شئت.. قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري ، فوالله مابينك
وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا ان تفارق روحُك
جسدك..
كنت أحبُّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيباً، سقطت قلادتك
ليلة اللأبواء،وأصبح رسول الله صلى اله عليه وسلم ليلقطها فأصبح الناس ليس معهم ماء ماء،
فأنزل الله( فتيمموا صعيداً طيباً).
فكان ذلك من سببك، وما انزل الله بهذه الأمة من الرخصة .
ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجدٌ يذكرُ فيه اسم الله إلا
برائتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.. قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسياً
منسياً.
وقال ابن أبي مُليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يُثني
عليًّ ، فقيل:ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له.
فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: يخير إن اتَّقيتُ، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجةُ رسول الله ولم يتزوج بكراً غيرك، ونزل
عذرك من السماء.
فلما جاء الزبير ، قالت: جاء ابن عباس وأثنى عليًّ وودت أني كنت نسياً منسياً.
رضي الله عنها قمة التواضع ومنتهى الذلة لله وهي تعلم أنها من أهل الجنة المحبوبة لخالقها
سبحانه.
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا
وشرعنا ، فمن لم تكن امه عائشة فلا أم له..
ويكفي أن الله سماها ام المؤمنين، هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم تكن
عائشة امه فليس بمؤمن، ومن تبرأ منها فحريُّ به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.. فإذا اعتقدت
موالاتها ومحبتها . فاعلم أنك عملت عملاً عظيماً تستحق عليه الاجر من الكريم الذي لا يضيع
أجر من احسن عملا..
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت امه..
وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الأفك الصادون عن الحق الطاعنون في خير الخلق.. فإياك
وإياهم واحذر طريقهم.. فإنهم يقودون إلى الهاوية والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم وموالاة كل كافر وفاجر..
فقُم أيها القارىء واقرأ سيرة سلفك الأطهار وعش معهم .. وهلَّ الدمع على الدّين الذين كانوا
ينعمون به،والأخلاق التي يتصفون بها .. لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك..
فإذا طُويت الصفحات.. فتذكّر قول القائل:
الله يشهد مـا قلّبت سيرتهم000 يوماًً وأخطأ دمع العين مجراه