بو عبدالرحمن
20-10-2003, 10:55 AM
قال في نبرة واثقة ، وصوت جهوري قوي يهز القلوب :
( لن تتهاون في دينها .. ولن ندير ظهرنا لله .." ..!
توقفت عند هذه العبارة طويلاً .. وتأملتها كثيراً .. وسألت نفسي مراراً :
كم عدد المسلمين الذين يحملون مثل هذه الروح المتألقة ، ويوطنون أنفسهم ليواجهوا العالم كله ، ولا يفرطون في ( شعرة ) من تعاليم ربهم ..؟
ألا فلتسمع نساء المسلمين تحت كل سماء هذه القصة .. ويحاسبن أنفسهن على ضوئها .
ألا فليتأمل كل أب مسلم هذا الموقف الرائع ، ثم يحاسب نفسه على ضوئه ..
عوداً على بدء .. لنبدأ القصة المثيرة من أولها ..
قال في نبرة واثقة ، وصوت جهوري قوي يهز القلوب :
( لن تتهاون في دينها .. ولن ندير ظهرنا لله .." ..!
هذه صيحة أب حُرمتْ ابنته من الالتحاق بمدرستها بسبب ارتدائها الحجاب .!
الفتاة الصغيرة ( إحدى عشر عاماً ) اصرت في إباء تتقزم أمامه جموع من نسائنا الجامعياااات !!!
أصرت على أن تذهب إلى مدرستها بلباسها الشرعي ، غير أن إدارة المدرسة ( غير الموقرة !! ) في ( بلد الحرية _ زعموا !! )
قررت أن تطرد الفتاة ولا تسمح لها أن ترتدي حجابها في أروقة المدرسة .,. وكأن الحجاب مرض معدٍ ,, وهم يخشون على أطفالهم من عدوى هذا المرض الخطير ...!!!
وأحسبُ لو أن هذه الفتاة كانت قد قررت أن تذهب إلى مدرستها ، بما لا يستر إلا أجزاء من جسدها ، لباركوا لها !! أو لغضوا الطرف عنها !! وربما شجعوها ..!! أليست أرض الحضارة والحرية الشخصية ..!!
فما لهم _ قبحهم الله _ يكيلون بمكيالين ..!!؟
ونعود إلى فتاتنا الصغيرة في العمر ، المتألقة كالنجم لأنها عظيمة في المواقف ..
والدها صاحب الصيحة المدوية في مطلع هذا المقال ، رجلٌ أمريكي من أصل أفريقي ، اعتنق الإسلام حديثاً .. !!
وأقبل عليه إقبال الظامئ وجد عين ماء في جفاف الصحراء .. وقد خنقه عذابها ..!
بل أقبل عليه إقبال الجندي في ثكنته .. ليس أمامه خيار سوى ( افعل ) .. فيهتف : حاضر سيدي .. أو ( لا تفعل ) ويردد أيضاً : حاضر سيدي...!!
بلا مماحكة .. ولا فلسفة خائبة .. ولا لف ولا دوران ..ولا تلاعب بالأوامر بدعوى ( الحرية الشخصية ) !!!!!!!!!!!!!!
إنما هو ( أمرٌ) .. فينفذه ... أو ( نهيٌ ) فيجتنبه ..
إنما هو ( أمرٌ) .. فينفذه ... أو ( نهيٌ ) فيجتنبه ..
ولقد علمَ منذ إن وضع أول قدم له في دائرة الإسلام عن قناعة ..
علم أن تحصيل مرضاة الله تعالى أن يلتزم دينه ( على الوجه الذي يريد ، وليس على وفق الهوى !!! )
ووطن نفسه أن يسعى لتحصيل رضا الله ، ولو سخط العالم كله من أقصاه إلى أقصاه !
وقرر لو أن رضا الله وحده في كفةٍ ، ورضا وإعجاب العالم كله في كفةٍ أخرى ..
لاختار الكفة الأولى بلا تتردد .. ولو أنه تردد لحظة واحدة ، لشك في صحة إيمانه !!
وأدركَ أنهُ منذُ أن نطق بالشهادتين سيمر بمصافيَ كثيرةٍ ، وسيواجهُ مواقف شتى ، وضغوطاً كثيرةً ،
ولكنه كانَ قد نفضَ يدهُ ، ومضى في طريقهِ ، فلقدْ انكشفَ له الصراطُ المستقيم ، أولهُ تحتَ قدميهِ ، وطرفهُ الآخرُ في السماءِ .. ولذا صاحَ في وجهِ العالم :
إذن على الدنيا وأهلها العفاء ...!!.. وعجلتُ إليكَ ربّ لترضى ...!
ومن هنا حين سئلَ عن رأيه في موقفِ ابنتهُ ، وكيفَ أنها ترفضُ أن تفرطَ في حجابها مقابلَ استمرارها في الدراسةِ ..
تلألأ وجههُ ، واستعلى بإيمانهِ ، وهتف في جموعِ الحاضرين الذين احتشدوا لسماعه :
إنها :
'" لن تساوم في دينها.. ولا يمكن أن ندير ظهرنا لله .." ..!!
وهللت الملائكةُ .. وهتف الكون : الله أكبر ..
لله درك .. ثم للهِ درك ..
ترى كم عدد المسلمين والمسلمات الذين صاحوا مثل هذه الصيحة في وجه الدنيا التي تتنمر من حولهم ،
وفي وجوه الذين يغرونهم بألوان من الإغراء ليتخلوا عن ( شعرة ) من تعاليم ربهم ..؟؟!
هذه صيحة إنسان أحسبهُ ذاقَ بقلبه حلاوة الإيمانِ ، مع أنه لم يعرف هذا الدين إلا مؤخراً .
ولكن قد قالوا وصدقوا : ليسَ الطريق لمن سبق ،، إنما الطريق لمن صدق ..!!
ولقد صدق هذا فسبق ..!
هذه القصة رسالة موجهة إلى جمهرة غير قليلة من بنات المسلمين ، يتهاونَ في قضية الحجاب ، بل وما هو أبعد من الحجاب أيضاَ ..!!
والمصيبة أنهن يحسبن أنهن يحسن صنعا ..!!
وهذا القصة أيضا موجهة إلى كل أبٍ يغض الطرف وهو يرى أولاده وبناته يتهاونون بتعاليم الله ، ويتلفتون من رحاب دينهم ليقعوا فرائس بين انياب الشياطين ..!
فإن سألتهم عن هذا الخذلان الذي هم فيه ، وهذا الخزي الذي هم عليه .. لقالوا في برود : حرية شخصية !!!!!!
ألا إنها صيحة في منتهى القوة ، ورسالة تصل إلى عمق العمق ، تقول لكل من تهاون وتفلت :
إذا توليتم فسوف يستبدل الله بكم قوماً آخرين ، يكونون خيراً منكم ، ثم لا يكونوا أمثالكم في المهانة ..!
فإن الإسلام سيكون بغيركم ، ولكنكم لن تكونوا بغير الإسلام أبداً ..!
فعيشوا كما شئتم ، في وهم أنكم على خير ، وعند سكرات الموت سيبدو لكم من الله ما لم تكونوا تحتسبون .. !!
هذه القصة وصلتني في سطور قليلة عبر البريد ، نشرتها مفكرة الإسلام ، لكن لشدة تأثري بما قرأت .. يسر الله سبحانه هذه الخاطرة ..
ويبقى أن أقول كلمة في الختام :
إن الإسلام لمن التزم به ، وليس لمن انتسب إليه ..!!
إن الإسلام لمن التزم به ، وليس لمن انتسب إليه ..!!
احفظوا هذه القاعدة جيداً .. لأن جمهرة عريضة من شباب وبنات المسلمين ، للأسف لا يعرفون هذه الحقيقية ..
ويظنون أنهم بمجرد انتسابهم للإسلام سينجيهم ذلك عند الله .. هيهات هيهات ..!!
فكم من المنتسبين للإسلام من رجال ونساء ، والإسلام يتبرأ من أفعالهم ...!!
تجد جمهرةً من نسائنا وشبابنا ينشأ الواحد منهم في بيئة إسلامية ، ويترعرع فيها ، ويمر بجميع المراحل الدراسية ، حتى يتخرج من الجامعة ،
وهو لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه !!
قبلتهُ هواه !! ومحرابه ميدان شهواته ..!! حوله يطوف ، وبه يدندن ..!!
ثم هو يحسب أنه يحسن صنعا ..!!
ومنهم من ظن أنه بالتزام ( بعض ) شعائر الإسلام ، فإن ذلك يغنيه عن التزام البقية الباقية من تعاليم الله ..!
فالإسلام عند هذا لباس !! يلبسه متى شاء ، ويخلعه متى ما أراد ..!
ويلبس منه ما يحلو لعين هواه ، في الوقت الذي يرغب ..!!!
وما هكذا يريد الله منا أن نكون ليرضى عنا ...
إن في هذه القصة عبرة وعظة ودرس بليغ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
اللهم أحينا بالإسلام وللإسلام ومع الإسلام عملا تراه عيون الدنيا لا مجرد أقوال وشعارات ، وطنطنة لسان ..!
= =
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ *** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ *** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ
( لن تتهاون في دينها .. ولن ندير ظهرنا لله .." ..!
توقفت عند هذه العبارة طويلاً .. وتأملتها كثيراً .. وسألت نفسي مراراً :
كم عدد المسلمين الذين يحملون مثل هذه الروح المتألقة ، ويوطنون أنفسهم ليواجهوا العالم كله ، ولا يفرطون في ( شعرة ) من تعاليم ربهم ..؟
ألا فلتسمع نساء المسلمين تحت كل سماء هذه القصة .. ويحاسبن أنفسهن على ضوئها .
ألا فليتأمل كل أب مسلم هذا الموقف الرائع ، ثم يحاسب نفسه على ضوئه ..
عوداً على بدء .. لنبدأ القصة المثيرة من أولها ..
قال في نبرة واثقة ، وصوت جهوري قوي يهز القلوب :
( لن تتهاون في دينها .. ولن ندير ظهرنا لله .." ..!
هذه صيحة أب حُرمتْ ابنته من الالتحاق بمدرستها بسبب ارتدائها الحجاب .!
الفتاة الصغيرة ( إحدى عشر عاماً ) اصرت في إباء تتقزم أمامه جموع من نسائنا الجامعياااات !!!
أصرت على أن تذهب إلى مدرستها بلباسها الشرعي ، غير أن إدارة المدرسة ( غير الموقرة !! ) في ( بلد الحرية _ زعموا !! )
قررت أن تطرد الفتاة ولا تسمح لها أن ترتدي حجابها في أروقة المدرسة .,. وكأن الحجاب مرض معدٍ ,, وهم يخشون على أطفالهم من عدوى هذا المرض الخطير ...!!!
وأحسبُ لو أن هذه الفتاة كانت قد قررت أن تذهب إلى مدرستها ، بما لا يستر إلا أجزاء من جسدها ، لباركوا لها !! أو لغضوا الطرف عنها !! وربما شجعوها ..!! أليست أرض الحضارة والحرية الشخصية ..!!
فما لهم _ قبحهم الله _ يكيلون بمكيالين ..!!؟
ونعود إلى فتاتنا الصغيرة في العمر ، المتألقة كالنجم لأنها عظيمة في المواقف ..
والدها صاحب الصيحة المدوية في مطلع هذا المقال ، رجلٌ أمريكي من أصل أفريقي ، اعتنق الإسلام حديثاً .. !!
وأقبل عليه إقبال الظامئ وجد عين ماء في جفاف الصحراء .. وقد خنقه عذابها ..!
بل أقبل عليه إقبال الجندي في ثكنته .. ليس أمامه خيار سوى ( افعل ) .. فيهتف : حاضر سيدي .. أو ( لا تفعل ) ويردد أيضاً : حاضر سيدي...!!
بلا مماحكة .. ولا فلسفة خائبة .. ولا لف ولا دوران ..ولا تلاعب بالأوامر بدعوى ( الحرية الشخصية ) !!!!!!!!!!!!!!
إنما هو ( أمرٌ) .. فينفذه ... أو ( نهيٌ ) فيجتنبه ..
إنما هو ( أمرٌ) .. فينفذه ... أو ( نهيٌ ) فيجتنبه ..
ولقد علمَ منذ إن وضع أول قدم له في دائرة الإسلام عن قناعة ..
علم أن تحصيل مرضاة الله تعالى أن يلتزم دينه ( على الوجه الذي يريد ، وليس على وفق الهوى !!! )
ووطن نفسه أن يسعى لتحصيل رضا الله ، ولو سخط العالم كله من أقصاه إلى أقصاه !
وقرر لو أن رضا الله وحده في كفةٍ ، ورضا وإعجاب العالم كله في كفةٍ أخرى ..
لاختار الكفة الأولى بلا تتردد .. ولو أنه تردد لحظة واحدة ، لشك في صحة إيمانه !!
وأدركَ أنهُ منذُ أن نطق بالشهادتين سيمر بمصافيَ كثيرةٍ ، وسيواجهُ مواقف شتى ، وضغوطاً كثيرةً ،
ولكنه كانَ قد نفضَ يدهُ ، ومضى في طريقهِ ، فلقدْ انكشفَ له الصراطُ المستقيم ، أولهُ تحتَ قدميهِ ، وطرفهُ الآخرُ في السماءِ .. ولذا صاحَ في وجهِ العالم :
إذن على الدنيا وأهلها العفاء ...!!.. وعجلتُ إليكَ ربّ لترضى ...!
ومن هنا حين سئلَ عن رأيه في موقفِ ابنتهُ ، وكيفَ أنها ترفضُ أن تفرطَ في حجابها مقابلَ استمرارها في الدراسةِ ..
تلألأ وجههُ ، واستعلى بإيمانهِ ، وهتف في جموعِ الحاضرين الذين احتشدوا لسماعه :
إنها :
'" لن تساوم في دينها.. ولا يمكن أن ندير ظهرنا لله .." ..!!
وهللت الملائكةُ .. وهتف الكون : الله أكبر ..
لله درك .. ثم للهِ درك ..
ترى كم عدد المسلمين والمسلمات الذين صاحوا مثل هذه الصيحة في وجه الدنيا التي تتنمر من حولهم ،
وفي وجوه الذين يغرونهم بألوان من الإغراء ليتخلوا عن ( شعرة ) من تعاليم ربهم ..؟؟!
هذه صيحة إنسان أحسبهُ ذاقَ بقلبه حلاوة الإيمانِ ، مع أنه لم يعرف هذا الدين إلا مؤخراً .
ولكن قد قالوا وصدقوا : ليسَ الطريق لمن سبق ،، إنما الطريق لمن صدق ..!!
ولقد صدق هذا فسبق ..!
هذه القصة رسالة موجهة إلى جمهرة غير قليلة من بنات المسلمين ، يتهاونَ في قضية الحجاب ، بل وما هو أبعد من الحجاب أيضاَ ..!!
والمصيبة أنهن يحسبن أنهن يحسن صنعا ..!!
وهذا القصة أيضا موجهة إلى كل أبٍ يغض الطرف وهو يرى أولاده وبناته يتهاونون بتعاليم الله ، ويتلفتون من رحاب دينهم ليقعوا فرائس بين انياب الشياطين ..!
فإن سألتهم عن هذا الخذلان الذي هم فيه ، وهذا الخزي الذي هم عليه .. لقالوا في برود : حرية شخصية !!!!!!
ألا إنها صيحة في منتهى القوة ، ورسالة تصل إلى عمق العمق ، تقول لكل من تهاون وتفلت :
إذا توليتم فسوف يستبدل الله بكم قوماً آخرين ، يكونون خيراً منكم ، ثم لا يكونوا أمثالكم في المهانة ..!
فإن الإسلام سيكون بغيركم ، ولكنكم لن تكونوا بغير الإسلام أبداً ..!
فعيشوا كما شئتم ، في وهم أنكم على خير ، وعند سكرات الموت سيبدو لكم من الله ما لم تكونوا تحتسبون .. !!
هذه القصة وصلتني في سطور قليلة عبر البريد ، نشرتها مفكرة الإسلام ، لكن لشدة تأثري بما قرأت .. يسر الله سبحانه هذه الخاطرة ..
ويبقى أن أقول كلمة في الختام :
إن الإسلام لمن التزم به ، وليس لمن انتسب إليه ..!!
إن الإسلام لمن التزم به ، وليس لمن انتسب إليه ..!!
احفظوا هذه القاعدة جيداً .. لأن جمهرة عريضة من شباب وبنات المسلمين ، للأسف لا يعرفون هذه الحقيقية ..
ويظنون أنهم بمجرد انتسابهم للإسلام سينجيهم ذلك عند الله .. هيهات هيهات ..!!
فكم من المنتسبين للإسلام من رجال ونساء ، والإسلام يتبرأ من أفعالهم ...!!
تجد جمهرةً من نسائنا وشبابنا ينشأ الواحد منهم في بيئة إسلامية ، ويترعرع فيها ، ويمر بجميع المراحل الدراسية ، حتى يتخرج من الجامعة ،
وهو لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه !!
قبلتهُ هواه !! ومحرابه ميدان شهواته ..!! حوله يطوف ، وبه يدندن ..!!
ثم هو يحسب أنه يحسن صنعا ..!!
ومنهم من ظن أنه بالتزام ( بعض ) شعائر الإسلام ، فإن ذلك يغنيه عن التزام البقية الباقية من تعاليم الله ..!
فالإسلام عند هذا لباس !! يلبسه متى شاء ، ويخلعه متى ما أراد ..!
ويلبس منه ما يحلو لعين هواه ، في الوقت الذي يرغب ..!!!
وما هكذا يريد الله منا أن نكون ليرضى عنا ...
إن في هذه القصة عبرة وعظة ودرس بليغ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
اللهم أحينا بالإسلام وللإسلام ومع الإسلام عملا تراه عيون الدنيا لا مجرد أقوال وشعارات ، وطنطنة لسان ..!
= =
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ *** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ *** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ