PDA

View Full Version : جدال متبادل بين صائع وموظف


الطارق
08-10-2002, 11:25 PM
هذا جدال جرى بين صائع وموظف ، وبعد أن دار بينهما من خلاف كان سببه أن أغضب الموظف الصائع ونبزه بالعالة على المجتمع ، وبعد أن حمى بينهم الوطيس ، دار هذا الحوار الجدلي وكلا يحاول بما يستطيع من ملكة في المنطق أن يدافع عن طائفته و وفئته فكان هذا الجدال :

صاحب الصياع : أعجب منك يا هذا وكيف تفخر بنفسك وعملك وكأنك لا تعلم معنى الموظف ومن أين اشتق هذا الاسم ؟!
فإن كنت لا تعلم فأخبرك لتعلم قدرك وحقارة عملك ، فقد أخذت هذا الكلمة ( الموظف ) من وظيف الإبل وهو الجزء من الساق أو اليد الذي يمتد من الرسغ ( المستدق من الساق أو اليد ) إلى ركبتيه أو عرقوبيه !
وقد سمي بذلك لأن القيد يوضع في هذا الموضع لسيطرة على الإبل لتتبع بعضها بعض ..
وقيل في رواية أشنع من هذا أنه وظيف البعير خُفُّه وهو له كالحافر للفرس فليت شعري
هل هناك أحقر من أن تشتق هذه الكلمة من ساق الإبل في أفضل الحالتين هذا إن لم تكن أخذت من خفه !

صاحب الموظفين : مهلا يا هذا ، لقد شطحت في نقدك وبالغت في لمزك ، أما قولك أن هذه الكلمة قد اشتقت من هذا المعنى ، فما أكثر ما اشتقت كثيرا من العربية من أعضاء الإبل ..
حتى اشتق العرب كلمة الجمال من الجمل وأخذوا الأناقة من الناقة وهي أنثى الجمل ..

وأعظم من هذا دليلا على فضل الإبل وأعضاءه ونسبتنا لهذا الشيء قوله تعالى يعلي من منزلة الإبل (( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )) وقد علمنا أن أحد علمائنا وكان لا يبصر كان يرجوا أن يبصر ولو لخمس دقائق ليرى ما انشأ الله في الإبل من الخلق !

فكيف تستخف بنا ونحن ننسب لعضو من أعضاء هذا المخلوق العظيم ؟! ثم بربك إلى ما ينسب ( صائع ) في اللغة ؟! على قدري بحثي في هذا المعنى لم أجد له من ذكر في القاموس ، فدل ذلك على ضياع في نسب اللغة وعامية مفرطة ؟! وهناك بون واسع بين العربية والعامية ؟!

صاحب الصياع : يا هذا أعجب منك ، إنا وإن كنا نعلم قدر خلق الله وعظمته إلا أنا نعجب أن تنسب طائفتكم لهذا الشيء ، فمهما يكن فقد حقر العرب من نسبة الشيء إلى عضو من عضو الحيوان ، ألا ترى أن العرب كانوا يحقرون ويسخرون من بني ( أنف الناقة ) حتى مدحهم الشاعر بذلك البيت الشهير راميا غيرهم بذنب الناقة !

أما حديثك عن الصياعة فيكفيها أنها لا تنسب لعضو من الحيوان ، وهذا يكفينا !!
كما يكفيها أن ليس فيه إلزام وتقييد كحالكم ..
بربك ماذا يتبادر لك عند سماعك هذه الكلمة أليس التقييد والإلزام ، ورغم هذا فعجبنا منكم فإنها وأن كانت تؤدي إلا هذا المعنى فإنا لم نجد منكم أي إلزام أو تقييد بل لم نرى إلا عدم التزام بالعمل وفرارا من أداء الواجب ..

صاحب الموظفين : هذا ليس بعجيب أن يصدر منك هذا القول ، فكيف تتهمنا بعدم أداء الواجب مع أنه لا نعلم عنكم إلا الصياعة في الشوارع من غير عمل أو فعل ؟!
أما نحن فتنصب علينا أعمال الدولة ولنا دورنا الكبير في خدمة الناس بعكسكم أنتم الذين تهيمون في الشوارع من غير هدف ..

صاحب الصياع : أضحكتني أضحك الله سنك ، أما قولك أن حضرتكم تنصب أعمال الدولة على رأسكم فهذا القول من العجب العجاب ، فلم نسمع من أحد أن حمدكم من قبل ، بل أن ومن حقارتكم أن سخر أحد الأمراء من أمين الاتحاد الأسيوي " فليبمان " وسخر منه واصفا إياه بالموظف ، فليت شعري كيف تدعون أنكم القائمون بالدولة وأعمالها ، وكبارئها ينبزون أعداءه بكم !!

أما قولكم أن لكم فضل في خدمة الناس ، فلم نعلم إلا أن الناس ساخطين منكم ومن أعمالكم ، ساخطين من تلك الجملة التي أصبحت تكاد أن تكون شعاراً لكم وهي ( راجعنا بكرة ) والتي لا أعلم منطقة من مناطق مملكتنا إلا وسمع بها وذاق مرارتها ...

صاحب الموظفون : أليس هذا بغريب أن يخرج هذا الحديث من فاه صايع ، فلو كان هذا الحديث قد خرج من أحد الأمراء لقبلنا ، ولو كان هذا نقد تاجر لسلمنا ، واعترفنا بأن في بعض هذا ، أقول أن في بعض هذا شيء من الحقيقة ، لكن أن يصدر هذا من صايع فهذا من ما يضحك الثكلى ..
بربك إلا ترى بعينك ما يقوم به طائفتك ومن تنتسب لهم من أعمال ، أقل ما ينسب لكم من معيبة هي الصياعة في الشوارع ومغازلة بنات الناس في الأسواق ، هذا غير الجرائم والتي معظمها لا تحدث إلى من فئتكم وطائفتكم ..
ونحمد الله أنكم لم تزيدوا عن أكثر من 15 % بالمائة من عدد السكان وإلا لو ازداد عددكم لكان خطركم كبير على الدولة ونشرتم الفساد والفتن في عموم الدولة ..

صاحب الصياع : ما يطربني في حديثك أنك تعتقد أنك ممثل الدولة ! منذ قليل ادعيت لنفسك وقومك أنكم القائمون بالدولة ، والآن لا تأنف من يحقر من طائفتك أمير ولقبلت بذلك !! وهذا ليس بعجيب عليكم فالواسطة شغالة وإن لم تتمسح بالدولة ورجالها لن تستفيد من فيتامين ( واو ) والذي جعلك تقبع خلف مكتبك لتأذي الخلق بعقدك وتسلطك ، ولتستلم في أخر الشهر الجعالة التي تتخم بها جيبك بطنك ..

أما نحن فلا نقبل هذا ، ولا نرضى بإي واسطة ، وقد حدثني أحد أتباعنا فقال : جلست عند سكرتير الأمير الفلاني وكنت أبحث عن عمل وبعد ساعة من الانتظار حدثني هذا السكرتير إن كان لي من واسطة أعتمد عليه فقلت أن واسطتي شهادتي التي أحملها فاستقبلت هذا الحقير المسمى بالسكرتير بعاصفة من الضحك وقال - لا بارك الله فيه - إن لم تكن بلا واسطة فلن تجد عملاً . قال : فسودت الدنيا في وجهي وكدت من الغبن أن أفتح باب الأمير وأتمثل ساخراً :

أحنا النعاج البيض وأنت فحلنا ..

أما عن أن تتهم طائفتنا بالتسكع ومغازلة بنات الناس ، فأعجب منك كيف تنسب لنا هذا ، وأنت تعلم أن هذا يحدث من جميع الطوائف غيرنا ومن بينهم طائفة الموظفين ، والذين يقومون بأشد من هذا ..
أما قضية الإجرام والإفساد في الأرض ، فهل أشد من تلك البطالة المقنعة والتي يتكدس فيها الموظفون في الإدارات الحكومية من غير عمل إلا الحديث والحش مع تعطيل معاملات الناس ..
هذا غير أعمال الفساد والنهب والتلاعب وعدم التقيد بالدوام والنظام والتي تشتهرون بها ..

صاحب الموظفين : لازلت تقذف بالتهم علينا ، ولا زلت تعمم ما يقوم به البعض على جميع طائفتنا مع أن لنا الكثير من الخدمات على المجتمع ، بعكسكم أنتم الذين لا عمل لكم حتى أصبحتم عالة على المجتمع ، ومهما قلت من الحديث فلنا دورنا الذي لا ينكر إلا على حاقد حاسد يشنع علينا ، ويكفيك أنت وطائفتك أنه لا تقترن كلمة بالصياع إلا كلمة ضائع فيقال ( صائع ضائع ) لتدل على وضعكم وقيمتكم ..

وما أن سمع صاحب الصياع هذه الكلمة والتي تثير في نفسه الكثير من العقد حتى أزبد وأرعد وتحكم به الغضب فما هي إلا صفعة إلا ويتكهرب الجو ويصبح الاثنين في صراع يشبه صراع الديكة ، وكان النصر في الأخير لـ .... ( أعتقد أن النصر معروف ، والأيام تدل على ذلك والوضع يؤكد عليه بل يصنعه صنعاً )