PDA

View Full Version : تهفو إلىقلبه العفيفات


أم خالد
21-09-2002, 02:06 AM
في ليلتهما الأولى وضع يده اليمنى على ناصية رأسها وهي كوردة فواحة وأسمعها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ...." ثم همس في أذنها في عذوبة سمعتها بقلبها الأول مرة : جعلك الله من نواصي الخير المباركة وأقر بك عيني وسمعي وقلبي !.

ومضت الأيام الأولى وهي ترى الزوج يتلمس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله فسُرت به وجعلت قلبها بين يديه ! ما رفع يديه إلا داعياً ومكبراً ، وما أطلق بصره إلا نحوها ، كريم المحيا ، كثير الاستغفار كأنما الذكر إلهاماً .

تحسس يوماً موضع ألم قديم في رأسها وجعل كفه على موضع الألم وبدأ يقرأ عليها وينفث وهي تنصت للآيات وكأنها المرة الأولى التي تسمعها ! ثم ذكرها بأجر الصبر عند البلاء حتى انفرجت سريرتها ، وأتم الأمر بأن أسمعها دعاء تحبه والعين الحانية نحوها .. اللهم اجعلها زوجتي في الجنة.

تأملت في حال زوجها متسائلة !! كيف هو ذلك الرجل قوي الهيبة صادعاً بالأمر بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ثم هو في هجعة الليل غزير الدمعة كثير البكاء حتى أنك لترحمه من كثرة توجعه وتألمه وهو يشتكي إلى الله عز وجل ذنوبه وتقصيره !
تعجبت في الأيام الأولى .. دائم النظر إلى معصمه مهموم لأمر ينتظر قدومه ... يطل بحرص بين الحين والآخر على عقارب الساعة ! ألديه رحلة ؟ أم أن موعداً مهما اقترب ...ولما ارتفع صوت المؤذن قام فزعاً فأحسن الوضوء وخرج في سكينه ووقار ... فكان ذاك أهم وعد وأعظمه !

دائم القرب من والديه .... يهدي الكلمة الطيبة ويحدثهم فيه تبسيط وإدخال سرور ، أما صباح يوم الجمعة فهو يجلس الساعة أو تزيد خادماً ومعلماً لتردد والدته سورة الكهف خلفه ! قال يوماً على استحياء : ما جعلت والدي يطلب أمراً ، بل أعرض عليه ما يحب لتهنأ نفسه وتقر عينه ! يطرق برأسه كثيراً مهموماً من أرق مضجعه وأجرى دمعه . وتوجست أن ديناً كبيراً ركبه والدائن يطلبه !! لكنه أسر إليها :كيف الخاتمة يا زوجتي والخروج من الدنيا ... ويوم تطير فيه الصحف ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ، والميزان حينئذ بمثاقيل الذر !عندها علمت لماذا كف لسانه وعف حديثه عن سيرة فلان وغيبة آخر !! وتعجبت من مجاهدته نفسه في أمر الدعوة إلى الله عز وجل وكتمان أعماله حتى لكأنه من رعاع الناس لا يعمل شيئاً وهو رجل بألف أو يزيد .!

أهمها يوم أمر قدوم ضيوف أعزاء فإذا بقايا من تراب وأثر من غبار والوقت قد ضاق ، فحكت إلى زوجها ذلك ، فما رأت عينها أجمل منه وقد حمل ما ينظف به ويزيل ، وهو يهمس : هنا الفائدة ، كانت عائشة رضي الله عنها تقول عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه يكون في حاجه أهله !! وأرجو أني أصبت من تلك السنة شيئاً !!

قرأت ذات مساء عن غيرة سعد بن أبي عبادة رضي الله عنه فإذا به نصيبٌ أوفى من الغيرة عليها والحرص على سترها ...هاهو يتنقل بها من مستشفى في أقصى الغرب إلى آخر في الشرق حتى يجد طبيبة ، ولما حان وقت المخاض قال لها : لي عام كامل وأنا أصونك من أعين الرجال ... يا ترى هل أسلمك في حال ضعفك ومرضك.... لن يتكشفك رجل حتى ولو كلفني الأمر الكثير ... قالت الممرضة وهو يقفر على باب غرفة الولادة : أنت أفضل من رجل رأيته تهديء من روع زوجتك وتخفف من آلامها ! قال : نعم وأعظم الألم وأشده على العفيفة أن تترك في هذه الحالة نهباً للأعين في غرفة الولادة وفي الممرات !!

نموذج لرجل تهفوا إلى قلبه العفيفات التقيات النقيات وهن بمثله أحرى وأول، وصدق الله عز وجل ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ).


انتهى الكلام للشيخ / عبد الملك القاسم ، من مجلة إسلامية

كهرمانة العين
21-09-2002, 03:58 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:



أختي أم خالد ... جزاك الله خيرا على وردك لهذه القصة الطيبة وجعلها الله في ميزان حسناتك



مع تحياتي:)

عاشقه الجنه
22-09-2002, 12:03 AM
الغاليه ام خالد..

جزاك الله خيرا على هذه الاحاديث التي تقر العين..و تشحذ الهمم..ليشمر الانسان عن ساعديه ليكون في طاعه الرحمن فيدخل بذلك من ابواب رحمته..

انار الله قلبك..و جعلك من اصحاب الجنه..

حبي لك..

أم خالد
23-09-2002, 12:50 AM
مشكورة كهرمانة العين ، والاخت عاشقة الجنة واتمنى اكون دائما عند حسن الظن .