PDA

View Full Version : لمـــــــــــــــــــــــــــاذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الرميصاء
29-08-2002, 07:39 PM
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
أما بعد
خلق الله البشر قبائل وشعوب ، مختلفة الديانات ، والعادات ، والتقاليد ، والأخلاق ، فما كان عند شعب عيب عدمه ، يكون عند غيره عيب وجوده 000 وهكذا حكمة الله جعل الناس طبقات ومنازل ، فمنهم الأنبياء ، ومنهم الكفرة الفجرة ، لأن النار تريد ، والجنة تريد ، وقد أوجدهما لحكمة اقتضاها 0
والأخلاق قد تكون بعضها مكتسبة وبعضها الأخر جبلي ، والمكتسب يزكى صاحبه أكثر من الجبلي ، لأنه تربى عليه فلن يتعب في تحصيله ، أما من أراد التطبع بطبع غريب عليه فسيكون صعبا عليه ، كتزلج أهل الصحراء على الجليد ، أو كصيد أهل البحر في الصحراء ، حتى أنه إذا أتقنه واكتسبه ومارسه ، قد يغلبه طبعه فيعود إليه ولكنها تكون كبوة قد لا تحدث إلا نادرا 0 وقد قيل يغلب الطبع التطبع 0

وتختلف طبائع الناس وشخصياتهم وطريقة انفعالاتهم باختلاف شخصياتهم :
1 - سريع الغضب 0
2 - هادئون 0
3 - باردون لا ردات فعل لديهم
4 - معتدلون ( وهم قلة )
5 - خوافين 0
6 - ضعفاء الشخصية 0
7 - ذوو مبادئ 0

وكثير غيرها من الشخصيات الغريبة التي تحكمها انفعالاتها وتصبح أسيرة لها ، فإن كان سعيدا أسعد من حوله ، وإن كان متعكر المزاج هاج وماج ، وارغى وازبد ، وثار وفار ، وتعدى كل حدود الخلق القويم ، والمنطق السليم ، وكأنه ثور كان محبوسا أطلق من عقاله ، فهذا أولى به حظيرة الثيران حتى لا يؤذي من حوله 0

والسؤال الكبير الان : لمـــــــــــــــــــــــــاذا نسمح لانفعالاتنا تحكمنا ؟
نعم لماذا ؟ لماذا عندما يكون أحدنا مسرورا راضيا عن نفسه سعيدا بما حوله ، يشر بالتفاؤل والأمل تجد كل ما حوله يشع سعادة ، يشعرك بالدفء والراحة لمجرد رؤيته ، ولا تريد مفارقته ، قد تكون أن حزينا بحاجة لمن يخفف عنك فتجده غير متفرغ لهذا ، هو سعيد لا يريد ما يعكر صفوة ، أو يكدر مزاجة ، وقد يعتب عليك قسوتك وشدتك لكونك لا تشاركه سعادته تلك 0
أما عندما يكون متعكرا ، كأنه استيقظ من نوم غير مريح ، أو سهر ولم ينم ، أو أزعجه موقف ، فأنت تكون حذرا شديد الحذر ، تجد النظرة إليك إن تبسمت وكأنها سهام تخرق وجهك المبتسم ، فلا يستطيع حكم انفقعالة ذاك ، ولن يفكر للحظة أن من حوله يمتلؤن حقد 0
وقد ورد أنه لما شاع في المدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نسائه ، وهجرهم ويقي في المسجد ، أتاه عمر رضي الله عنه ، وهو في أشد حالات الغضب ، فلم يعنفه ولم يصرخ به مع أنه احد أباء زوجاته ، بل هش له وبش ولم يظهر غضبه بل تبسم لما حاول عمر رضي الله عنه من إشاعة المرح في نفسه صلى الله عليه وسلم 0

تنظر إلى ذلك الوجه الباسم أول يومك فيمضي يومك سعيدا مبهجا ، كأنك لم تر مشقة قط ، أما لو رأيت تلك التقطيبة التي (تمغص البطن) ترى الجبين متثني كما لو كان سينطبق ، والعينان جاحظتان كأنما ستخرجان من محرجهما ، لم كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إنها فقط انفعالات ، غضب ، حزن ، فرح ، سعادة ، برود ، وهكذا 00

سؤالي : ألستم كنتم خير أمة أخرجت للناس ؟؟؟؟
وأليس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه : " لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
وقال عنه تعالى : " فبما رحمت من الله لنت لهم "
أليس هو القائل صلى الله عليه وسلم : (( خياركم أحاسنكم أخلاقا ))
وقال : (( إن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة القائم الصائم )) ؟؟؟؟؟

أنا أتسائل ؟؟ لمن هذا الكلام ؟
لليهود ؟
للنصارى ؟؟
للوثنيين ؟؟

لا وألف لا بل هو لخير أمة ، لأمة محمد لدعاة الإسلام
قالها صلى الله عليه وسلم : (( تبسمك في وجه أخيك صدقة )))
وفي حديث : (( وأن تلق أخاك بوجه طلق ))
وهكذا 0000000000

فهل أقتدينا يادعاة الإسلام يادعاة العقيدة ؟
هل اقتدينا حتى نكون قدوة 0

اعلم أخي المتطبع بطبع اللطف والرقة والرحمة أن من هو خير منك غير طباعة (عمر رضي الله عنه ) كان من أغلظ الصحابة ، فلما أسلم كان لا يغضب إلا لله 0
واعلم أخي أن اكتسب هذه الصفات وربى نفسه عليها سيكون أجره أكبر من أجر الذي تربى عليها ، لأنه سيربي نفسه ويجاهدها على الخلق القويم ، قال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "

وما لفت انتباه السجينين في السجن ليوسف عليه السلام إلا عظم إحسانه ورق خلقه ولطفه ، : " إنا نراك من المحسنين "
والإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك 0

أسألكم بالله هل أنتم محسنون في عبادتكم لربكم ؟
هل أحسنتم في حق الناس عليكم ؟
هل أحسنتم في حق انفسكم ؟؟

حــــــــــــــــــــــــاسبوهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

زمردة
29-08-2002, 09:00 PM
جزاك الله خيراً .. على هذا الموضوع ..

وما بينت عظيم جداً .. وهو أن يكون المرء متخلقاً بخلق الود والسماحة واللطف والابتسام مع من حوله .. وهذا مما دعا إليه الإسلام .. وتخلق به الأنبياء ومن تبعهم ..

ولكن كما ترين أن الله جبل الناس على طبائع مختلفة .. وأريد أن أتكلم عن حالة واحدة مما يكرهها الناس في الآخرين .. وكيف أتصرف حيالها ..

وهي حالة الإنسان السريع الانفعال ( الغضوب ) :

علي أن أكيف نفسي مع من أعيش كل على ما جبله الله عليه ..

وأحاول قدر الإمكان أن أساعده إن كان فيه طبع غير سوي .. كالغضب مثلاً .

فالرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - كانوا يوصي دائماً بعدم الغضب ..

ولكن إن كنت أنا هاديء الطبع .. فلا آتي لشخص جبل على سرعة الانفعال والغضب .. وأطلب منه أن يتغير فوراً أو لابد أن يتغير .. وأنا لا أحاول أن أتفهم ما جبله الله عليه ..

فليس هيناً أن يتحكم الانسان السريع الانفعال في غضبه .. والدليل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال :

(( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب )) ..

فهذا الحديث دعوة لكظم الغيظ والسيطرة على الغضب ..

وفي نفس الوقت بيان أن كظم الغيظ والسيطرة على حالة الغضب ليس أمراً هيناً ..

لذلك على من يعيش مع إنسان سريع الغضب أن يتفهمه .. ويحاول قدر الإمكان أن يسكت حين غضب هذا الشخص إلا أن يكون الغاضب يسأله سؤالاً ..

ثم لا يعاكسه أبداً يتركه ينفس عن نفسه خاصة إن كان في حالة غضبه لا يؤذي أحد ..

أما أن تعاكس الغضبان .. وتناقشه أثناء غضبه فكأنك تضع البنزين على النار وتزيد النار اشتعالاً .. فلا تغضب إن أحرقتك ..

نسأل الله أن يعافينا من كل فعل سوء .. وأن يوفقنا في كل حركاتنا وسكناتنا وأقوالنا إلى ما يحبه ويرضاه ..

دوامة القدر
29-08-2002, 10:19 PM
الأخت الكريمة الرميصاء ..

مزيج رائع من الأحاديث والعظات ترسم لنا طريقاً مهده لنا ديننا.. تتداركه لب العقول والأبصار ..

أصبتِ ..

فكيف بنا نحمل راية الإسلام اسماً دونما أن نحملها عملاً !

وكيف بنا نشد على ضفائر الأخلاق وسموها بينما نحن لا نجيدها !

بارك الله فيك وأثابك،،

تابعي ..

والسلام عليكم

نور بوظبي
30-08-2002, 01:37 AM
بارك الله فيك أختي الحبيبة الرميصاء ..


غاليتي ..


تمر على الانسان أيام يكون فيها سعيدا ، حزينا ، متضايق، و غيرها من الحالات ..


فهذا شي طبيعي ..


و لكن المشكلة تكمن كما تفضلتي في ان يصبح الغضب و العصبية من صفات الشخص و طبائعه ..

بالفعل فالانسان الغاضب يجعل الناس لا تحب التعامل معه


جزاك الله خير و بارك الله فيك :)