الفجر
02-08-2002, 02:36 PM
إلى علماء الأمة
سعود بن محمد آل عوشن
إن العلماء في كل زمان ومكان هم مـصـابـيـح الأمة وسراجها المنير وقدوتها وقادتها ! .. ويجب أن يتولوا توجيهها إلى سـبيل الرشــاد غير أن البعض منهم بَعُدَ عن الميدان وتكاسل مما أدى بدخول مَن لم يكن أهلاً لذلك ؛ ممـا دفــع الأعداء إلى استغلال هذه الأصناف من البشر يهدمون الإسلام باسم أهلـه ، دخلوا الميدان الإعــلامي فـاسـتـغـلــوه لنفث سمومهم وترويج مبادئهم وسلعهم وتـنشئة أبنائنا عليها ؟ .. فهل أنتم غافلون ؟ أم مـتـنـصـلـون من المـسـؤولـيــة ؟ لا شـك أنكـم مسؤولون عن ذلك أو محاسبون على كتم العلم أو عدم تعليمه وتبليغه للبشرية بصفة عامة ؟.. فأين تبليغ للإسلام ؟ وأين الدعوة إليه ؟
بل أين المؤلفات العصرية التي يمـكــن أن يـبـلغ الإسلام بها ؟ وتبين محاسنه ومبادئه وما يقتضيه من إسعاد للبشرية ؟.. وأين الكتب المبسطة لمن دخل الإسلام لتعلُّمه تطبيقه ؟ وغير ذلك مما هو شاغر من ميادين الإسلام وأعماله بـيـنـمـا امتلأت المكتبات والأرفف بالقصص الماجنة والخزعبلات الضالة ؟.. أين أنتم من هذا الخـضـم في الأسواق من الصحافة الضالة والمؤلفات الكثيرة والأفكار الهدامة وما يسخر في سبيل ذلك مـن طـاقـات وجـهـود وأمـوال الأمة الإسلامية ؟ .
سادتي الأفاضل: إنـهــا الغـيـرة عـلى الإسلام وأهله وعلى الأمة الإسلامية وما تعاني من ويلات ومشاكل؟ وندم على ما نـشـاهــد من تفكك في أهل الخير وتباعدهم ، وتضحية عند أهل الباطل لباطلهم وتخاذل وتهاون بين أهل الحق .
إن أموال الأمة نلعب بها كلاب البشر فـي ملاهيهم وباراتهم ونواديهم وغير ذلك من ألوان الفسق والكفر بينما نرى البعض مُخلدين لحـب الـدنـيـا والدرهم لا يسألون إلا عن أنفسهم وأكلهم ومعاشهم وتجارتهم وما يتعلق بهم؟ وكأنهم يعيـشـون فـي الوجود وحدهم أو ليسوا مسؤولين عن غيرهم ولا حتى بالمشاركة الوجدانية .
سـادتي الأفـاضــل : هــل أدركتم وضعكم وما يجب عليكم وما يحيط بكم وما يحاك لكم وكيف حال أمتكم وإخوانـكـم في مشارق الأرض ومغاربها ؟.. فلماذا لا تعلمون حال أمتكم وتشاركونها وجدانها آلامها وأحـزانهـا تفزعون لمصائبها وتسعدون لسعادتها وتجاهدون في الذود عن حياضها .
لـماذا نبرئ أنفسنا من مسؤوليات مشاركة إخواننا في الجهاد في آلام الجوع والعري وغيره ونحن نعاني من آلام التخمة الكثير والكثير .
سادتي الأفاضل : أنا لا أعني بخطابي هذا أولئك العلماء الذين سخروا جهودهم في خدمة الأمــة الإسـلامـيــة في أي مـيدان ؟ ، سواء في الدعوة أو التعليم أو التربية أو غير ذلك في مجالات الخدمة الـعـامــة ، إنـما أعني بذلك أولئك الذين قبعوا في دورهم ؟ .. أو جمدوا على كراسيهم يعدون الشهر بالـيـوم والليلة حتى يحين موعد المعاش أو العطاء أو الدَّيْن أو الربح أو غير ذلك من أهداف الدنيا الفانية غير مبالين بعلمهم وعملهم وحياتهم وإذا عملوا لا يعملون إلا لأنفسهم ويذلونها فـي سبيل طلب الدنيا ، فقد يركع البعض منهم لطواغيت الأرض أو يقبّل أطرافه بانحناء ؟ .. تزلُّـفـاً إليه وتقرباً منه طمعاً في مادته وعطائه وخشية من سطوته وإبعاده .
فـيـا عـلـمــاءنا أفيقوا من هذه الغفلة أو الرقدة الطويلة واغتنموا ما بقي من العمر القصير ، واعلموا أن الـتـاريـخ يسجل عليكم كل صغيرة وكبيرة وسينشر صحائفه للملأ في الدنيا وأن القرين يسجل ذلك أيـضــاً لـيـوم الحساب والعذاب أو الثواب وسيقدم سجله لملك عادل لا تخفى عليه خافية .
فكفانا غفلة وإهمالاً وكفانا كسلاً وخذلاناً .. ولنبدأ الحياة من جديد بعمل جاد أكيد نغسل به ما مضى ونستدرك به ما بقي فـنقــول الحق ونطـلـب الحــق ونسعى لأجل الحق ، لا نخشى في الله لومة لائم ولا نخاف إلا من الله ولا نرجو إلا هــو وتـؤدى رسـالـته فنخدم عباده وأمته ونفيض بالعلم والخير عليها ونسخر كل طاقاتنا المادية والمعنوية علـمـيــة أو عـمـلـيـة فـي بناء الأرض وعمارتها بالعمل الصالح ، فتعود للأمة الإسلامية قوتها وعزتها وللإسلام علوه ومكانته فوق الأديان والأمم وما ذلك على الله بعزيز .
مجلة البيان / المنتدى الإسلامي / العدد 43
سعود بن محمد آل عوشن
إن العلماء في كل زمان ومكان هم مـصـابـيـح الأمة وسراجها المنير وقدوتها وقادتها ! .. ويجب أن يتولوا توجيهها إلى سـبيل الرشــاد غير أن البعض منهم بَعُدَ عن الميدان وتكاسل مما أدى بدخول مَن لم يكن أهلاً لذلك ؛ ممـا دفــع الأعداء إلى استغلال هذه الأصناف من البشر يهدمون الإسلام باسم أهلـه ، دخلوا الميدان الإعــلامي فـاسـتـغـلــوه لنفث سمومهم وترويج مبادئهم وسلعهم وتـنشئة أبنائنا عليها ؟ .. فهل أنتم غافلون ؟ أم مـتـنـصـلـون من المـسـؤولـيــة ؟ لا شـك أنكـم مسؤولون عن ذلك أو محاسبون على كتم العلم أو عدم تعليمه وتبليغه للبشرية بصفة عامة ؟.. فأين تبليغ للإسلام ؟ وأين الدعوة إليه ؟
بل أين المؤلفات العصرية التي يمـكــن أن يـبـلغ الإسلام بها ؟ وتبين محاسنه ومبادئه وما يقتضيه من إسعاد للبشرية ؟.. وأين الكتب المبسطة لمن دخل الإسلام لتعلُّمه تطبيقه ؟ وغير ذلك مما هو شاغر من ميادين الإسلام وأعماله بـيـنـمـا امتلأت المكتبات والأرفف بالقصص الماجنة والخزعبلات الضالة ؟.. أين أنتم من هذا الخـضـم في الأسواق من الصحافة الضالة والمؤلفات الكثيرة والأفكار الهدامة وما يسخر في سبيل ذلك مـن طـاقـات وجـهـود وأمـوال الأمة الإسلامية ؟ .
سادتي الأفاضل: إنـهــا الغـيـرة عـلى الإسلام وأهله وعلى الأمة الإسلامية وما تعاني من ويلات ومشاكل؟ وندم على ما نـشـاهــد من تفكك في أهل الخير وتباعدهم ، وتضحية عند أهل الباطل لباطلهم وتخاذل وتهاون بين أهل الحق .
إن أموال الأمة نلعب بها كلاب البشر فـي ملاهيهم وباراتهم ونواديهم وغير ذلك من ألوان الفسق والكفر بينما نرى البعض مُخلدين لحـب الـدنـيـا والدرهم لا يسألون إلا عن أنفسهم وأكلهم ومعاشهم وتجارتهم وما يتعلق بهم؟ وكأنهم يعيـشـون فـي الوجود وحدهم أو ليسوا مسؤولين عن غيرهم ولا حتى بالمشاركة الوجدانية .
سـادتي الأفـاضــل : هــل أدركتم وضعكم وما يجب عليكم وما يحيط بكم وما يحاك لكم وكيف حال أمتكم وإخوانـكـم في مشارق الأرض ومغاربها ؟.. فلماذا لا تعلمون حال أمتكم وتشاركونها وجدانها آلامها وأحـزانهـا تفزعون لمصائبها وتسعدون لسعادتها وتجاهدون في الذود عن حياضها .
لـماذا نبرئ أنفسنا من مسؤوليات مشاركة إخواننا في الجهاد في آلام الجوع والعري وغيره ونحن نعاني من آلام التخمة الكثير والكثير .
سادتي الأفاضل : أنا لا أعني بخطابي هذا أولئك العلماء الذين سخروا جهودهم في خدمة الأمــة الإسـلامـيــة في أي مـيدان ؟ ، سواء في الدعوة أو التعليم أو التربية أو غير ذلك في مجالات الخدمة الـعـامــة ، إنـما أعني بذلك أولئك الذين قبعوا في دورهم ؟ .. أو جمدوا على كراسيهم يعدون الشهر بالـيـوم والليلة حتى يحين موعد المعاش أو العطاء أو الدَّيْن أو الربح أو غير ذلك من أهداف الدنيا الفانية غير مبالين بعلمهم وعملهم وحياتهم وإذا عملوا لا يعملون إلا لأنفسهم ويذلونها فـي سبيل طلب الدنيا ، فقد يركع البعض منهم لطواغيت الأرض أو يقبّل أطرافه بانحناء ؟ .. تزلُّـفـاً إليه وتقرباً منه طمعاً في مادته وعطائه وخشية من سطوته وإبعاده .
فـيـا عـلـمــاءنا أفيقوا من هذه الغفلة أو الرقدة الطويلة واغتنموا ما بقي من العمر القصير ، واعلموا أن الـتـاريـخ يسجل عليكم كل صغيرة وكبيرة وسينشر صحائفه للملأ في الدنيا وأن القرين يسجل ذلك أيـضــاً لـيـوم الحساب والعذاب أو الثواب وسيقدم سجله لملك عادل لا تخفى عليه خافية .
فكفانا غفلة وإهمالاً وكفانا كسلاً وخذلاناً .. ولنبدأ الحياة من جديد بعمل جاد أكيد نغسل به ما مضى ونستدرك به ما بقي فـنقــول الحق ونطـلـب الحــق ونسعى لأجل الحق ، لا نخشى في الله لومة لائم ولا نخاف إلا من الله ولا نرجو إلا هــو وتـؤدى رسـالـته فنخدم عباده وأمته ونفيض بالعلم والخير عليها ونسخر كل طاقاتنا المادية والمعنوية علـمـيــة أو عـمـلـيـة فـي بناء الأرض وعمارتها بالعمل الصالح ، فتعود للأمة الإسلامية قوتها وعزتها وللإسلام علوه ومكانته فوق الأديان والأمم وما ذلك على الله بعزيز .
مجلة البيان / المنتدى الإسلامي / العدد 43