فتى دبي
15-04-2002, 08:55 AM
ما زال ينتظر ..
هكذا يبدو ..
ولكن ماذا ينتظر في مدينته المحاصرة تلك .. تري .. من أي مكان هو .. من جنين .. أو من رام الله .. من نابلس .. من طولكرم .. من بيت لحم .. من غزة .. أو من القدس ..؟
ماذا ينتظر ..؟
لا تدعه ينتظر منهم الأسلحة المكدسة في المستودعات ..
فوحده السلاح الفلسطيني يعرف طريقة الي العدو ..
ووحده الجسد الفلسطيني يضيء تحت حراب اليهود بهذا التألق التراجيدي الحزين .. وحده يستشهد واقفاً .. ووحده استشهاده هو نصره..
أما العرب فلا ينتصرون الليلة .. وأي ليلة .. انهم يتراجعون .. أكثر فأكثر من ذلك التراجع الماثل أمامنا في كل وقت ومكان ..
فماذا نسمي هذا الوقت بغير اسمه الحقيقي : العار .. وهل هناك من أمل لمن يحيا في قلب هذا العار ..
العار العربي .. ؟
***
يا وجوهاً لم أزل أغمض عيني عندما انظر فيها
لم أزل امسك قلبي عندما انظر فيها
لم أزل أحمل مأساتي علي ظهري وامضي .. عندما انظر فيها
يا وجوهاً .. لم تزل تحمل عنوان الوقاحة
يا عيوناً لم تزل ترصدني
يا شفاهاً لم تزل تشتمني
ما الذي اشكو .. وماذا تنفع الشكوي وتجدي؟
ألف شكوي سمعتها أذن الطغيان قبلي
ألف شكوي سمعتها اذن الطغيان بعدي
ألف شكوي سمعتها الأمم المتحدة
وانا ما زلت أقتات جراحي
أشرب الحسرة علقم
أقرأ الإرهاب في نظرة شيطان مأمم
ويناديني سؤال وسؤال
أخيال ما اري من جثث القتلي
ومن تشريد أطفال .. وترميل نساء
أخيال ..؟
***
الصرخة إياها تخرج اليوم من حنجرة العدو الذي لا يدق أبواب جنين ورام ونابلس وبيت لحم .. وغداً ستزيد الأسماء..
شيء ما يسمع الآن في فضاء تلك المدينة التي قاومت كل ذلك الوقت .. شيء شبيه بأصوات الرياح في أعماق الغابة قبل هبوب العاصفة ..
انبعاث أصداء .. أصوات الشهداء .. ورائحة الدم والعفن .. جثث متعفنة لا يصرخ علي صمتها سوي الدود .. مقابر جماعية .. وغضب شهود العيان .. وبعدها .. يرفض باول المرور أو الاقتراب من تلك المدينة .. أو ربما أرغم علي ذلك علي افتراض أنه كان يريد الذهاب..
ثمة حزن سري وعميق يري من بين الأنقاض ..
يري في الشوارع المطعونة والأبنية التي احترقت وخلفت العار والدمار ..
ولكن لا حياة لمن تنادي ..
***
صدي أخير :
ما ألذ العيش .. ما أحلاه .. لو كنّا نعيش
يا شهيداً .. لو نعيش
نملأ الأرجاء رقصاً ومراحاً وغناء
لو نعيش ..
يا شهيداً .. مالنا نولد موتي
مالنا نسقط في المهد شيوخاً
مالنا نضرب في الأرض حياري
ما لنا لسنا نعيش ...!!
هكذا يبدو ..
ولكن ماذا ينتظر في مدينته المحاصرة تلك .. تري .. من أي مكان هو .. من جنين .. أو من رام الله .. من نابلس .. من طولكرم .. من بيت لحم .. من غزة .. أو من القدس ..؟
ماذا ينتظر ..؟
لا تدعه ينتظر منهم الأسلحة المكدسة في المستودعات ..
فوحده السلاح الفلسطيني يعرف طريقة الي العدو ..
ووحده الجسد الفلسطيني يضيء تحت حراب اليهود بهذا التألق التراجيدي الحزين .. وحده يستشهد واقفاً .. ووحده استشهاده هو نصره..
أما العرب فلا ينتصرون الليلة .. وأي ليلة .. انهم يتراجعون .. أكثر فأكثر من ذلك التراجع الماثل أمامنا في كل وقت ومكان ..
فماذا نسمي هذا الوقت بغير اسمه الحقيقي : العار .. وهل هناك من أمل لمن يحيا في قلب هذا العار ..
العار العربي .. ؟
***
يا وجوهاً لم أزل أغمض عيني عندما انظر فيها
لم أزل امسك قلبي عندما انظر فيها
لم أزل أحمل مأساتي علي ظهري وامضي .. عندما انظر فيها
يا وجوهاً .. لم تزل تحمل عنوان الوقاحة
يا عيوناً لم تزل ترصدني
يا شفاهاً لم تزل تشتمني
ما الذي اشكو .. وماذا تنفع الشكوي وتجدي؟
ألف شكوي سمعتها أذن الطغيان قبلي
ألف شكوي سمعتها اذن الطغيان بعدي
ألف شكوي سمعتها الأمم المتحدة
وانا ما زلت أقتات جراحي
أشرب الحسرة علقم
أقرأ الإرهاب في نظرة شيطان مأمم
ويناديني سؤال وسؤال
أخيال ما اري من جثث القتلي
ومن تشريد أطفال .. وترميل نساء
أخيال ..؟
***
الصرخة إياها تخرج اليوم من حنجرة العدو الذي لا يدق أبواب جنين ورام ونابلس وبيت لحم .. وغداً ستزيد الأسماء..
شيء ما يسمع الآن في فضاء تلك المدينة التي قاومت كل ذلك الوقت .. شيء شبيه بأصوات الرياح في أعماق الغابة قبل هبوب العاصفة ..
انبعاث أصداء .. أصوات الشهداء .. ورائحة الدم والعفن .. جثث متعفنة لا يصرخ علي صمتها سوي الدود .. مقابر جماعية .. وغضب شهود العيان .. وبعدها .. يرفض باول المرور أو الاقتراب من تلك المدينة .. أو ربما أرغم علي ذلك علي افتراض أنه كان يريد الذهاب..
ثمة حزن سري وعميق يري من بين الأنقاض ..
يري في الشوارع المطعونة والأبنية التي احترقت وخلفت العار والدمار ..
ولكن لا حياة لمن تنادي ..
***
صدي أخير :
ما ألذ العيش .. ما أحلاه .. لو كنّا نعيش
يا شهيداً .. لو نعيش
نملأ الأرجاء رقصاً ومراحاً وغناء
لو نعيش ..
يا شهيداً .. مالنا نولد موتي
مالنا نسقط في المهد شيوخاً
مالنا نضرب في الأرض حياري
ما لنا لسنا نعيش ...!!