PDA

View Full Version : مستعجل ...رسالة إلى من يهمه الأمر


بنت زايد الخير
29-01-2002, 12:04 AM
عنــد الفجـــر يموت الأمـــس و يولد طفل اليـــوم ، و طفل اليوم يشيــخ و يأتي فتى الغد ، و هكذا تدور الأيام بنفس الإيقاع ، و تلك الساعـة على الجدار تكرر صرختها المكتومة كلَّ لحظة ، و مــع كل دقـةٍ ينبض القلب هو الآخر ، تلك المضغة التي يهتز الجسد كله متأثراً بانقباضه القوي ، هذا الذي يقوم بواجبه تجاهك على أكمل وجه ، و لم يمل يوماً و لم يكل ، لم يصرخ في لحظةٍ ما : لقد تعبت . و رغم هذا فإنك لا ترد له جــزءاً من جميله عليك بل ترســم له قبره بالذهب و تقدم له كفنه في طبقٍ من فضة ! ! .

تغتاله في عنفوان شبابه ، و ليتك تريحه من العذاب فتفعلها مرة لا بل تُؤْثِر أن تدفع له ثمن جهده المتواصل على جرعات ، تخنقه ببطء حتى يرى الموت ألف مرة . ألم تهلك بعد ؟ ! ! ألم تنهك قواك من مشوار الدمار ؟ ! ! ذلك المشوار الذي تذهب إليه لتشتري فيه السم ؟ ! ! فتزرعه سيجارةً سوداء بين إصبعيك و تبدأ عملية القتل بل جريمة القتل مع سبق الإصرار و الترصد ! ! .

أيعقل أنك لم تتألم بعد من وخز ذلك الضمير الذي تعب منك و هو يحاول إقناعك دون جدوى ؟ ! ! ألم ينبض قلبك نبضـة رحمةٍ و شفقةٍ لمـن يتأذون حولك ؟ ! ! لزوجتك المسكينة ؟ ! ! و لأبنائك الذين تقتل براءتهم بحماقتك ؟ ! ! .

إلى هنا و يكفي ، قلها بصوتٍ نادم : يكفي ، اعتذر لقلبك الذي قد يبدأ بنبض نبضاته الأخيرة قريبا ً ، ألا تكفي مصاعب الحياة اليومية و همومها التي هي في تزايدٍ مستمر كي تزيدها هماً آخر ؟ ! ! صدقني إن استمررت فلن تستيقظ إلا و أنت على ذلك الفراش ، فراش الموت ، و أنت تنظر لفلذات الأكباد للمرة الأخيرة ، و أحبابك و صحبك تتركهم لوحدهم .

فهل هذا هو العدل و الإنصاف ؟ ! ! أرجوك ارحم قلبك و تدارك أيامك .
:mad: :mad: :mad:


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحياتي :
بنت زايد الخير .