PDA

View Full Version : معـالــم في تربـية النفـس (2)


المربي
09-01-2002, 01:04 PM
الســــلام عليكم ورحمـــة الله وبركــــاته (جميعـــــاً) وبعد:

بين يدي الموضوع :
قال تعالى:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) [العبكبوت69].

يقول الإمام أبن القيم -رحمه الله تعالى-:علق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا.فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبيل رضاه الموصلة إلى جنته،ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد))
[الفوائد].

وقال الإمام أبن الجوزي -رحمه الله تعالى- (ليس تعليقاً على الآية):أصدق في باطنك ترى ما تحب في ظاهرك)).[اللطف في الوعظ].

أحبتي بعد هذه المقدمة القصيرة دعونا نبحر سوياً في خضم هذه النفس السُراع إلى مانهيت عنه البُطاء عن ما أمرت به لنأخذ بزمام ركابها ونقودها إلى بر الأمان مستعينينا بالله وحده ثم بما أخذ به السلف نفوسهم من ((معـــالــم )) لتربيتها والنهوض بها ، والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل..
[

I]المعـــلم الأول[/I] :خوف الله ونهي النفس :
قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).[النازعات41،40].
أورد القرطبي قول مجاهد -رحمهم الله-تعليقاً على هذه الآية : هو خوفه في الدنيا من الله عز وجل عند مواقف الذنب فيقلع)).[القرطبي 19/208].
ونهي النفس عن الهوى ،أي زجرها عن المعاصي والمحارم.

ويتعوذ أبن مسعود -رضي الله عنه-من زمان سيأتي بعده ، يكون للهوى الدولة والصولة فيقول :أنتمم في زمان يقود الحق الهوى ،وسيأتي زمان يقود الهوى الحق ،فنعوذ بالله من ذلك الزمان)).[القرطبي 19/208].
ويعرفون الخوف بأنه(إضطراب القلب وحركته من تذكر المخوف وقوة العلم بمجاري الأحكام ،وهرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره).[تهذيب مدارج السالكين].

يقول سيد -رحمه الله-:(والذي يخاف مقام ربه لايقدم على معصية ،فإذا أقدم على عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم والإستغفار والتوبة وظل في دائرة الطاعة . ونهي النفس عن الهوى هو نقطة الارتكاز في دائرة الطاعة . فالهوى هو الدافع القوي لكل طغيان ، وكل تجاوز ،وكل معصية . وهو أساس البلوى ، وينبوع الشر ،وقل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى. فالجهل سهل علاجه ، ولكن الهوى بعد العلم هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها.
والخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة .وقل أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى).[ الظلال 6/3818].

والهوى عنيف شديديغطي العقل ويقيده ، فهو يحتاج إلى قدرة هائلة لهدمه، مرتكزة على الخوف من الله تعالى ، الخوف من الفضيحة يوم القيامة ، والشقاء في الدنيا والآخرة ، وهكذا كان السلف يربون أنفسهم وأتباعهم على الخوف من الله تعالى متعادلاً مع رجاء عفوه ورحمته ، وذلك بالنظر في أحوال الآخرة وأهوالها مما يساعد على غرس الخوف في نفوسهم .


******* (( مدخــــــــــــــــل )):
إن النفسمن طبيعتها النفور من القيود ، حتى وإن كانت هذه القيود لتقويمها ، فلذلك فهي تحتاج الى تصبير دائم حتى تستقيم وتتطوع على هذا النوع من الجهاد لهدم الهوى المتغلغل.......،،،،


وللحديث بقية مع المعــــــــلم الثـــانــي في المــرة القادمـــة بإذن الله تعــالى ،،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركــاته.




لنتواصل ونتناصح عبر الماسينجر :
almurabi@hotmail.com:) :)